الأديب والناقد السوري هيثم الخواجة لـ24: أمي أشبه بسنفونية مجبولة بالأمل
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
"ذاكرة الطفولة" زاوية نضئ فيها على طفولة أديب عربي، نصغي لأول تجاربه ورؤاه، أول أفراحه وأحزانه.
اندفاعي نحو القراءة والتمثيل والرسم كان بفضل أسرتي ومدرستي
اليتم فجّر معاني الإرادة في أسرتي والتصميم من أجل التفوق والنجاح
علمتني الكتب الصبر والثقة بالنفس ومواجه الصعاب وأهمية الإبداع والوطنية
يقول الأديب والناقد السوري الدكتور هيثم يحيى الخواجة: "أمي عاشقة للأزهار وكان أولادها محور حياتها بعد رحيل الزوج رحمه الله، كانت متعلمة رغم أنها لا تفك الحرف، خبرة لا حدود لها في الحياه، وعاطفة أشبه بشلال دافق، وإصرار على الوجود والحياة، ومواجهة الصعاب، أحببتها وتعلقت بها الى حد جعلني أكره المنزل عند غيابها، كانت ضوء حياتي وعندما غادرت الدنيا ورحلت الى الدار الآخرة، تغيرت حياتي ولم يعد لها طعم حقاً، كانت أشبه بسنفونية مجبولة بالأمل، أما تضحياتها فهي خالدة في تاريخ الأسرة، وقد كتبت قصيدة في رثائها شكلت ديوان شعر، كتب مقدمته رائد قصيدة النثر في مصر الشاعر الدكتور حسن فتح الباب، وما ززلت أفتخر وأعتز برأيه السديد، وأعتبر الديوان عربون وفاء لأم لا أستطيع أن أعبر عن حجم وفائها لزوجها وأولادها.
ويضيف في حوار خاص لـ24: "أما جدتي أم رضا فهي حفاظة وراوية لا أعرف عنها الكثير، ولكني لا أنسي وجهها البسّام وعاطفتها الجياشة، وحكاياتها المشوقة المثيرة وقلبها الكبير، كل ذلك أثر في نفسي، وجعلني دائم الحنين لتلك الأيام التي استفدت منها كثيراً:
كيف تركت طفل الياسمين هو ذابل في الدار يبكي
ويغوص في حزن مكين من ذا يداريني
من ذا يرويني من النبع النمير من ذا يلون دينتي
ويعد خطواتي على سفرة اليقين
ويتابع "فقدت والدي ولم أتجاوز الخامسة من العمر، أما جدي فلا أعرفه، والذي حل محل والدي هو أخي الكبير عبد الخالق الذي اتسع قلبه لاحتضان إخوته الأيتام، فأخذ بيدنا نحو شاطيء الفرح، كان مثالاً للأب والمربي المثقف، وصاحب يد حانية في الجود والعطاء والأثار والتربية، ودفع مسيرتي نحو العلم والإبداع ومن أهم ما تعلمته منه، الصمود في وجه العواصف، والإرادة الصلبة من أجل تحقيق الأهداف، وترك الأثر الطيب، كان موسيقياً متألقاً، ومثقفا نوعيا، ومربياً متفرداً ولهذا بقي حتى الآن نبراسي، وقدوتي في الحياة وفي الإنجاز الإبداعي، أما أخي الأديب والناقد الدكتور دريد يحيى الخواجة، فقد ساهم في تعزيز إبداعي وثقافتي".
ويوضح الخواجة: "لم أعد أعرف من أصدقاء الطفولة المقربين إلا القليل، بسبب اغترابي وغربتي المديدة، وبسبب الحرب وما في الحياه من عواصف، وقد عبرت عن أهمية الصداقة في قصصي وأشعاري ومسرحياتي، والجميل أني وأصدقائي تمسكنا بالصداقة بالأسلوب العلمي، أي بترجمتها إلى فعل، فعندما أزور الوطن يكون اللقاء ولا أروع منه ولا أجمل، رحم الله من رحل، ومد الله بعمر الباقين، فالصديق عطر الحياة وترياق الإنسانية، ولأني أومن بالصداقة الحقة، والتي تجسد إنسانية الإنسان فقد عكست ذلك في مسرحياتي التي كتبتها سواء كانت للكبار أم للصغار".
وبالنسبة لهواياته المفضلة في مرحلة الطفولة، يقول: "في الرياضة أحببت كرة القدم ومارست لعبة الطائرة في المدرسة وفي المباريات البطولية، أما الرسم فقد أحببته كثيراً وشاركت في المرحلة الابتدائية في مسابقة في الرسم على مستوى القطر وفزت بها، وفي صدارة هواياتي القراءة والتمثيل، وقد فزت بجائزة أفضل ممثل عندما كنت في الصف الخامس الابتدائي في مهرجان المسرح المدرسي على مستوى محافظة حمص في سوريا، وألفت إلى أن اندفاعي نحو القراءة والتمثيل والرسم كان بفضل أسرتي وأساتذتي في المدرسة أيضاً".
أما عن المعلم الذي لا ينساه، فيقول: " النحوي العربي الكبير والمربي محي الدين الدرويش، معلمي الذي أكن له جزيل التقدير وقد قدمت له قصيدة من تأليفي عندما كنت في الصف الثالث إعدادي، فدعاني الى مقابلته في مقهى الفرح في مدينة حمص وهناك، وأمام كوكبة من الأدباء والشعراء والمبدعين أخبرهم أني شاعر وأن مستقبلي كبير، وقد تملكني شعور لا أنساه، خاصة وأني كنت أجهل علم العروض وأكتب الشعر على السمع والإيقاع".
ويذكر "أن محي الدين الدرويش من أول الذين أعربوا القرآن الكريم وقد طبع كتابه، وما زال مرجعاً مهماً في المكتبة العربية، والمعلم الذي لا أنساه اتهمني بسرقة القصيدة من ديوان محمود درويش، فلما نفيت ذلك بشدة وتأكد بنفسه أن القصيدة ليست لدرويش، شعر بالخجل لأنه أخفق في ظنه، أما المعلم والشاعر أحمد الجندي الذي كان يطل من إذاعة دمشق ببرنامجه الشهير أقدار واعدة، فقد خصص حلقة خاصة للحديث عن شعري وجودة قصيدتي".
وعن رحلته مع القراءة يقول: "أحببتها منذ طفولتي والفضل يعود الى أسرتي التي تضع العلم في مصاف الغذاء، وقد وضع أفراد الأسرة عنواناً عريضاً حفر في قلوبهم وعيونهم العلم أولاً، ولا بد ان نترك أثراً في هذه الحياه، النجاح أو الموت، لقد فجر اليتم معاني الإرادة والتصميم من أجل التفوق والنجاح، وقد حقق إخوتي الكثير سواءً كان ذلك في الحياة العملية أم في مناحي الإبداع المتعددة".
أما أهم الكتب التي تأثر بها ولا ينساها فهي، كتاب الموسيقى لفلاديمير كورو لينكو، و التلميذة الخالدة لإيف كوري، و التراب الحزين لبديع حقي، هذه الكتب علمتني الصبر والثقة بالنفس ومواجهة الصعاب، وأهمية الإبداع، علمتني الوطنية والفداء وعشق تراب الوطن، علمتني احترام وتقدير إنسانية الانسان" .
وعن بداياته مع المسرح يقول: "بعد أن مثلت دور خيرو الشملا في مسرحية ثورة حمص، أيام الاستعمار الفرنسي لسوريا ونلت جائزة أفضل ممثل للمهرجان المسرحي المدرسي في مدينتي حمص بسوريا كتبت مسرحية بعنوان حبة وفاء، وهي تعبر عن الوقوف مع قضية فلسطين، وتقدير الشهادة، غلبت عليها الخطابية والمباشرة لأني كنت في الصف السادس الابتدائي وفي المرحلة الإعدادية كتبت خواطر كثيرة عن الدعوة الى الأخلاق والاستقامة والحب والإيمان، كما كتبت الشعر في الصف الثالث إعدادي، وفي الثانوية والمرحلة الجامعية تابعت كتابة الشعر والمسرح وبعد الجامعة كتبت في النقد أيضاً، ونشرت نتاجي في البداية في مدينة حمص بجريدة العروبة، التي تصدر مساء كل يوم، وبعدها في جرائد سوريا ومن ثم في مجلات ودوريات وجرائد عربية، كما شاركت في مهرجانات شعرية مثل مهرجان الرابطة الشعري وغيرذلك .
وفي حديثه عن أول مدينة زارها يقول: "في أوائل السبعينات زرت بيروت التي كانت عروساً حلوة تنطق بالثقافة والفرح والحركة والحياه، وهناك تملكني إحساس غريب تنوعت فيه المشاعر وتقافزت الأحلام والأفكار، وكان الحب سيد الموقف، فهي تفيض جمالاً ومفردات المكان تنطق بالسحر، والمسرح يشرئب في حناياها شامخاً ومعتزاً، بيروت تدخل القلب دون استئذان فهي حضن الأبطال والمثقفين والفنانين والمفكرين إنها عروس الشرق في تلك الأيام".
وعن مشاعره تجاه الحب الأول يقول: "علمتني تجربة الحب أن أكون إنساناً يفيض بالصدق والوفاء والتقدير، وأن أصمد في مواجهة زمهرير الحياة، أن أبدع، وأخلص، وأثمن دور الأبوين، وأن أضحي وأجود وأحمل في قلبي عطراً يزداد بهاءً مع الأيام،
وعلى بساط الريح يا حبيبتي أتيت
في جعبتي أفراح أعوام أتيت
الحب شلال عطاء وشمس لا تغيب في حياتي".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني سوريا فی الصف
إقرأ أيضاً:
فيديو منسوب لـاحتفالات أكراد بهزيمة المنتخب السوري في كأس العرب.. ما حقيقته؟
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- روّجت حسابات مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي، بزعم أنها تُظهر احتفالات سوريين أكراد بفوز المنتخب المغربي على منافسه السوري بهدف نظيف في بطولة كأس العرب المُقامة في قطر.
وصل المنتخب المغربي إلى دور نصف نهائي كأس العرب، فيما سيواجه الإمارات، الاثنين المقبل.
حظي الفيديو المتداول بعشرات الآلاف من المشاهدات في منصة إكس وحدها، مدفوعًا بوصف يقول: "رافعين العلم الكردي احتفالات لبعض الأكراد السوريين بخسارة المنتخب السوري أمام نظيره المنتخب المغربي".
نُشر الفيديو للمرة الأولى عبر منصة تيك توك في تمام الساعة 10:28 من مساء الأحد الماضي، 7 ديسمبر/كانون الأول، وذلك بعد تجزئة الفيديو إلى لقطات ثابتة ساعدت في الاستعانة بالبحث العكسي للوصول للمقطع.
وهو ما يعني أن الفيديو جرى نشره قبل أيام من المباراة وليس بعدها كما يزعم الادعاء المتداول.
وكان المقطع منشورًا في حساب اسمه، muhammet_sahin49@، الذي تُظهر مشاهد فيديوهاته أنه يتنقل ما بين تركيا وألمانيا.
في مساحة وصف الفيديو، وضع ناشره وسوم تقول: "#المغرب #كردستان #زفاف"، وهو ما قد يشير مناسبة اجتماعية مختلفة عن تلك المنسوبة له.
ويشار إلى أن 4 منتخبات قد وصلت إلى نصف نهائي كأس العرب، هي: المغرب، السعودية، الأردن، الإمارات.
المغربسورياالأكرادنشر السبت، 13 ديسمبر / كانون الأول 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.