عن ذلك الشيء الذى هو أقرب!
تاريخ النشر: 27th, September 2023 GMT
أكتب إليكم بحذر عن ذلك الشيء الذى أصبح أقرب. صحيح ليس أقرب من حبل الوريد ولكنه أقرب. أكتب بحذر ليس خوفا من شيء أو على شيء سوى مشاعركم أيها القراء، وأن أصدمها بالحقيقة التى لم نعد نستطيع أن نخفيها وهى أن سماءنا العربية لم تعد ملبدة بغيوم التطبيع والتى انقشعت بعد طول تلبد! بل إن التطبيع أصبح يحلق فيها وفى كل جنباتها.
وإذا كان البعض سيحاول أن يلمح من قريب أو من بعيد بأن لا جديد تحت الشمس حيث التطبيع ناحية المحيط قد استقر وتمكن وترعرع، فإنه على الجانب الآخر من عالمنا العربى يكرر التجربة ذاتها و»يتسلطن» ويوطد أركانه دون حول منا أو قوة.
حين تتأمل المشهد فى إطاره العام لك أن تتساءل: هل بحق أتى على العالم العربى حين من الدهر لم يعد معه مجال سوى أن يكون التطبيع «فرضا مفروضا»؟ هل وصلنا إلى الحد الذى لم يعد معه مفر من أن تظلنا جميعا كعرب مظلة خارجية هى مظلة التطبيع؟ هل يتم الأمر بمنطق أنه واجب قومى حتى نكون كلنا فى الهم سواء؟ ويا ترى ما الذى أوصلنا إلى هذا الحد؟ وهل هذا أمر جيد أم سيئ؟
هل جاء الأمر بعد طول تفكر وروية؟ ولو كان كذلك، فما العمل مع من أقدمنا على جلدهم فيما سبق لأنهم ارتكبوا نفس الفضيلة والتى كانت وقت الإقدام عليها كبرى الرذائل؟ وكيف نرد لهم اعتبارهم بعد أن نلنا منهم بين الأمم حتى رحلوا عن دنيانا وكأنهم على غير دين أبائنا؟ وهل تلك المظلة – مظلة التطبيع التى هى أقرب - تلقى علينا بالمن والسلوى وتحقق ما فشلنا فيه على مدار عقود إن لم يكن قرونًا من نهضة وإحياء لنا من الرقاد بين الأمم؟ أم تدخلنا حالة من التيه على شاكلة تلك التى دخلها بنو إسرائيل وعلى يدى بنى إسرائيل أيضا؟!
هل نعيش حالة من المعقول أم أن الحالة التى نحياها استدعاء بكل اللغات والمعانى لمسرح اللا معقول؟ ربما تكون الحقيقة التى لا مهرب منها أننا فى العالم العربى وفى ممارسة اللا معقول ليس لنا حدود!
ولكن بدلا من هذه المرثية التى قد لا يكون هناك لزوم لها وربما تصادم التفكير العصرى الذى يفرض نفسه علينا، قد يدعونا البعض إلى ما هو أفضل، وهو أن نتخلى عن هذه الرؤى المتشائمة وأن نسلك طريقا آخر يقوم على نشر روح المحبة والمودة والتخلى عن الأفكار النمطية حول صراع «الوجود والحدود» بأن نحقق هدف الإنسانية بالإخاء والتسامح مع أبناء عمومتنا وغير عمومتنا وكل أقاربنا حتى ولو كان فى ذلك استخدام لرؤى مغلوطة ومنطق للأمور غير سليم؟
غير أن مشكلة هذا الطرح أنه لا يسمى الأمور بمسمياتها، فما الخجل فى أن نعترف ليس بأننا قد هرمنا وإنما هزمنا فى معركة كان من المنتظر أن نصمد فيها إلى النهاية؟ وما المشكلة فى أن نعترف بأنه كم من الجرائم ترتكب باسمك أيها التطبيع رغم سمعتك السيئة ومسيرتك المخزية؟
فى كل الأحوال لا يمكن أن ننكر أنها مرحلة من مراحل تدهورنا وأن الآتى ربما سيكون أفضل باعتبار أن العرب ربما لن يعيشوا أسوأ مما يعيشون فيه الآن! لعل وعسى!
Mostafa19622yahoo.com
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تأملات المحيط الجانب الآخر
إقرأ أيضاً:
اتصال هاتفى بين وزير الخارجية والهجرة ووزير خارجية اليونان
جرى اتصال هاتفى بين د. بدر عبد العاطى، وزير الخارجية والهجرة والسيد "جورجيوس جيرابيتريتيس" وزير خارجية اليونان، يوم الأربعاء ٢٥ يونيو، حيث تم تناول سبل تطوير العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين الصديقين، كما تم تبادل الرؤى إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة.
أشاد الوزير عبد العاطى خلال الاتصال بالروابط التاريخية المشتركة بين البلدين والزخم الذى تشهده العلاقات الثنائية في شتى المجالات والتي توجت بترفيع العلاقات إلى الشراكة الاستراتيجية في شهر مايو الماضى خلال زيارة فخامة رئيس الجمهورية إلى اليونان، مؤكدًا التطلع لمواصلة الدفع بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أوسع في مختلف المجالات، لا سيما على ضوء العلاقات الوثيقة التي تربط القيادتين والشعبين الصديقين.
وقد تناول الاتصال الملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، حيث رحب الوزيران باتفاق وقف إطلاق النار الذى أعلن عنه الرئيس الامريكى أمس بين إيران وإسرائيل، وشددا على ضرورة التزام الطرفين بالاتفاق لاحتواء التصعيد الذى شهدته المنطقة خلال الأيام الأخيرة، وضرورة فتح المجال أمام المسارات السياسية والدبلوماسية.
كما تبادل الوزيران وجهات النظر إزاء التطورات في ليبيا، حيث أكد وزير الخارجية على ضرورة الحفاظ على الأمن والاستقرار في كافة الأراضي الليبية، وصون مقدرات الدولة، واحترام وحدة وسلامة أراضيها، مشددا على ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية بالتزامن، وأهمية تفكيك الميليشيات المسلحة، بما يسهم في استعادة الأمن والاستقرار في ليبيا.