تضامن فني واسع.. أغانٍ عربية صدرت خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية
تاريخ النشر: 28th, September 2023 GMT
مرت 23 سنة على اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية، أو ما تعرف بـ"انتفاضة الأقصى"، بعدما اقتحم زعم المعارضة الإسرائيلية حينها، أرئيل شارون، في 28 أيلول/ سبتمبر 2000 باحات المسجد الأقصى برفقة عدد كبير من الحراس.
أدت أحداث الانتفاضة والجرائم الإسرائيلية إلى استشهاد ما يقرب من 4500 شهيد فلسطيني، وإصابة أكثر من 50 ألفا، وهي أحداث كانت فريدة وغير مسبوقة تم بثها عبر القنوات الفضائية التي كانت تزدهر في تلك الحقبة.
وأثرت أحداث الانتفاضة على الوطن العربي والعام ككل، ما دفع العديد من الفنانين والشعراء العرب للتفاعل مع القضية وإنتاج القصائد والأغاني، التي ترصد وتعرض "عربي21" أبرزها:
ما هنت يا أمي
تعد من أبرز الأغاني التي صدرت بمناسبة الانتفاضة، وهي من أداء المغني الشهير، محمد عبدو، وكلمات الأمير السعودي، تركي بن طلال، وإخراج حسين دعيبس.
وصدرت الأغنية في مطلع عام 2001، وهذا بعد شهور قليلة على اندلاع الانتفاضة، وجرى تصويرها داخل الأراضي المحتلة ضمن فيديو كليب، وهو خطوة غير معتادة على الفنان عبدو، المعروف بأنه ليس من أنصاره.
وقال عبدو عن هذا العمل: "قضيتي مع فلسطين نشأت منذ ولادتي حيث إنني من مواليد عام 1948 وهي بداية النكسة الرئيسية والصدى المر الذي كان يسود العالم العربي، وقد تركت لدى إحباطا كبيرا".
وأضاف في مقابلة تعود لأيار/ مايو 2001: "تمر السنون، وتنطلق الانتفاضة لتحيي فينا جذوة النضال عبر هؤلاء الأطفال رماة الحجارة الذين أعادوا الثقة إلى أنفسنا وصنعوا ما لا يصنعه الكبار.. بالحجارة البسيطة والأجساد الضئيلة.. فقد محت هذه الانتفاضة الإحباط الذي كنت أعيش فيه طوال الأعوام الماضية، فبدأت بعمل بعض المحاولات الوطنية".
وأوضح “إلى أن جاءني فكرة الكليب، وكنت قد تطرقت إليه مع الشاعر الأمير خالد بن طلال لنقدم معا أغنية للأم الفلسطينية وفي الوقت ذاته نتحدث عن الطفل الفلسطيني المشارك في الانتفاضة وقدمنا هذه الأغنية وتم تصويرها بطريقة خاصة بالأراضي المحتلة ومن واقع الانتفاضة، وهي من إخراج المخرج الأردني حسين دعيبس".
وأشار إلى أنه قد حرص على عدم ظهوره في العمل لإثبات أن "الكلمة والصوت قد يخدمان العمل"، مضيفا أنه "عاتب على الجيل الغنائي الجديد الذي لم يتفاعل مع قضية الأطفال المشردين، وأنا لم أتحدث عنهم جميعا بل عن معظمهم".
يا قدس
من أبرز الأغاني العديدة التي غناها الفنان العراقي، كاظم الساهر، لدعم القضية الفلسطينية، وصدرت بعد عام 2000 خلال الانتفاضة الثانية، وأداها في العديد من الحفلات والمناسبات في مدن عربية مختلفة، وذلك لعدة سنوات.
جاءت أغنية "يا قدس" من تلحين وتوزيع الفنان العراقي نفسه، ومن كلمان الشاعر الإماراتي، مانع سعيد العتيبة، وبثت لأول مرة عبر "قناة العراق الفضائية".
وتبدأ كلمات القصيدة:
"يا قدس يا مدينة السماءِ، أراكِ في ثوبٍ من الدماء
يحيطُكِ الظلامُ يا حبيبتي، وكنتِ فينا منبع الضياء
ويغرسُ الباطل فيكِ نابُهُ، فيستجيرُ الحقُّ بالفداء"
صوت الحجر
أغنية صدرت عام 2001 لتوثق وتحكي عن أحداث الانتفاضية، وهي من أداء وتلحين الفنان اللباني، وليد توفيق، وكلمات محمد جارودي، إخراج سامح خليل.
وتعد "صوت الحجر" من أكثر الأغني الوطنية التي غناها توفيق، وظلت حاضرة في حفلاته لسنوات طويلة وفي عدة مدن عربية.
كما غنى توفيق العديد من الأغاني الأخرى الداعمة لفلسطين ومنها أغنية أثناء اعتقال الفلسطنيية عهد التميمي، إضافة لأغان عن مختلف القضايا العربية.
"القدس دي أرضنا"
وأصدر عمرو دياب واحدة من أشهر أغانيه "آخر كلام عندنا.. القدس دي أرضنا"، وهي من كلمات مجدي النجار، وألحان الفنان المصري الشهير نفسه، وذلك في عام 2000 وعقب اندلاع الانتفاضة.
وتقول كلمات الأغنية: "آخر كلام عندنا.. القدس دي أرضنا، والحق ده حقنا.. والحق حق ربنا.. وابني اللي شاف موته، وأنا شايفه بألف شهيد.. حالف لآخد تاره، وأرجعلك بابن جديد.. القدس لازم هناخدها، وده حق مش محتاج لسكوت.. والأم إيه اللي يفيدها، لو خدت منها ضناها تموت".
يا قدس
أغنية أخرى بنفس العنوان لكن من أداء المغنية اللبنانية، نوال الزغبي، ومن كلمات وليم حسواني، وألحان زياد مراد، وصدرت عام 2000.
وجاء في مطلع الأغنية: يا قدس كم أتوق إلى الصلاة حيث الرجاء في ترابك الحبيب، ألا أنهضي وحطّمي قيد الطغاة وأرجعي لأهله الوطن السليب".
ويذكر أن الزعبي أعادت نشر مقطع من الأغنية خلال تصاعد العدوان على القدس وقطاع غزة في أيار/ مايو 2021، مع تعليق: "انت لنا".
انت لنا….#فلسطين_قضيتي http://pic.twitter.com/QRlTqEuQtL — Nawal El Zoghbi - نوال الزغبي (@NawalElZoghbi ) May 16, 2021
على باب القدس
من أشهر الأغنيات التي صدرت خلال الانتفاضة، وهي من أداء الفنان المصري، هاني شاكر، وكلمات منصور الشادي، وألحان حسن أبو السعود، إخراج محسن أحمد.
وتقول كلمات الأغنية الشهيرة: "كل المدن بتنام، غرقانة في الاحلام إلا عيون القدس صاحية ولا بتنام،
كان صوت الحق بصرخة طفل في حضن الموت، تنهيدة أب في آخر نظرة وآخر صوت، وعيون بتقول القدس حتبقى ومش حتموت".
أولى القبلتين
أصدرت المطربة السورية أصالة أربع أغانٍ للتضامن مع القضية الفلسطنيية، وكان أبرزها أغنية "يا أولى القبلتين"، أثناء اندلاع الانتفاضة، وهي من كلمات وألحان الشاعر الليبي علي الكيلاني.
وجاء في مطلع الأغنية: يا أولى القبلتين، يا ثالث الحرمين.. ستبقى قبلتنا الأولى، والأقصى المبارك حوله.. وستبقى لينا الدولة، العربية عربية فلسطين".
كما تتضمن الأغنية التأكيد على رفض التطبيع أو المفاوضات: "يامسرى الرسول لن تبقي مغصوبة، ولن نرضى بحلول إلا بالقدس العروبة".
الأقصى نادى
وقدم الفنان المصري، محمد فواد أيضا العديد من الأعمال الداعم لفلسطين، ومن أبرزها "الأقصى نادى"، وهي من كلمات محيي حوار، وألحان مدحت العدل.
وجاء في الأغنية "الأقصى نادى والندا غالي ويهون عشانه العمر لو غالي، رافض أشوف الغدر حر طليق، رافض أدوق الزاد وأخوي غريق".
الحلم العربي
من أشهر الأعمال الفنية التي تحدثت عن فلسطين، كان أوبريت الحلم العربي الذي غناه عدد كبير من أبرز الفنانين العرب، ورغم صدوره رسميا عام 1998، إلا أنه نال شهرته الواسعة في عام 2000 بعد اندلاع انتفاضة الأقصى.
وشارك في أداء الأغنية من مصر، غادة رجب وأنوشكا ومحمد الحلو وإيهاب توفيق، ومن الكويت نبيل شعيل، ومن وإمارات محمد المازم وأحلام، إضافة للقطري علي عبدالستار، ومن سوريا أصالة نصري ونور مهنا، والسودانية سمية حسن.
وشارك في الأوبريت أيضا من لبنان وليد توفيق وديانا حداد، ومن الأردن عبر عبداللات، ومن ليبيا ناصر المزداوي وحميد الشاعري، ومن عٌمان ماجد المرزوقي، ومن تونس لطفي بوشناق وذكرى، وأخيرا من البحرين أحمد فتحي وأحمد الجميري.
وكتب الأغنية الكاتب والشاعر مدحت العدل، ولحَّنها صلاح الشرنوبي وحلمي بكر، وأخرجها طارق العريان.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الأقصى الأقصى الاحتلال الإنتفاضة سياسة سياسة سياسة تغطيات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العدید من من کلمات من أداء عام 2000 وهی من
إقرأ أيضاً:
عدوان واسع في القدس.. اقتحام للأقصى والشيخ جراح وتهجير تجمعات سكانية
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، سلسلة من الاعتداءات على القدس المحتلة شملت فرض غرامات باهظة، وتهديد تجمعات بدوية فلسطينية بالتهجير والتشريد، وذلك بالتزامن مع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.
ففي حي الشيخ جراح، اقتحمت شرطة الاحتلال، وفرضت غرامات مالية على مركبات الفلسطينيين، قبل أن تنصب حاجزا عسكريا في البلدة وتعيق تحرك المارة من وإلى الحي. يأتي ذلك بالتزامن مع اقتحام مستوطنين لباحات المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، بحماية شرطة الاحتلال الإسرائيلي.
وفي بلدة العيسوية اقتحمت قوات الاحتلال بعض الأحياء برفقة طواقم بلدية الاحتلال في القدس وقامت بأخذ قياسات للمنازل تمهيدا لهدمها.
وأفادت وكالة "وفا" بأن 348 مستوطنا اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال.
من جهة أخرى، حذّرت محافظة القدس من التصعيد الخطير الذي تنفذه قوات الاحتلال والمستوطنون بحق التجمعات البدوية المنتشرة في محيط المحافظة وعددها 33 تجمعا، مؤكدة أن هذه السياسات الممنهجة تُشكّل حملة اقتلاع تدريجية تستهدف الوجود الفلسطيني في المناطق الشرقية من المحافظة، ضمن إطار مخطط استعماري واسع يقوم على خنق الحياة اليومية، وتعميق معاناة المواطنين.
وأكدت محافظة القدس في بيان الخميس، أن ما يجري يترك آثارًا اجتماعية واقتصادية بالغة الخطورة تهدد استقرار العائلات البدوية وتضعها أمام خطر التهجير القسري الذي يتعارض مع القانون الدولي الإنساني.
وأضافت المحافظة أن التجمعات البدوية الممتدة بين مخماس شمالًا وواد النار جنوبًا تواجه انتهاكات متصاعدة، تبدأ بحرمان السكان من البنية التحتية والخدمات الأساسية، وتصل إلى الاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وممارسة اعتداءات يومية من قبل المستوطنين تشمل مهاجمة الأهالي، قطع خطوط المياه، سرقة المواشي، وإتلاف محاصيل القمح والشعير، كما تُحاصر هذه التجمعات بــ21 بؤرة رعوية استعمارية تُستخدم كأدوات ضغط لطرد السكان ومنعهم من الوصول إلى مراعيهم الطبيعية، إلى جانب أزمة المياه الخانقة التي تجبر سكان تجمعات مثل واد سنيسل والواد الأعوج على شراء المتر المكعب بعشرة شواقل، وهو ضعف السعر المفروض على المواطنين، في سياسة تستهدف إنهاك التجمعات اقتصاديًا ودفعها إلى الرحيل.
وفي ظل هذا الواقع، تتعمق معاناة الأهالي مع انهيار البنية المعيشية وتراجع مصادر الدخل، حيث لم يعد الرعاة قادرين على الوصول إلى مراعيهم، وفقدت العديد من الأسر جزءًا كبيرًا من ثروتها الحيوانية والزراعية نتيجة الاعتداءات المتواصلة. كما تمنع سلطات الاحتلال أي مشاريع تطويرية أو خدماتية للمؤسسات الفلسطينية والدولية داخل هذه التجمعات، في محاولة لخلق فراغ معيشي كامل يدفع السكان نحو الهجرة القسرية دون إصدار قرارات رسمية بالترحيل، في استنساخ لأسلوب "القضم البطيء" المعتمد في سياسات التوسع الاستعماري.
وأضافت محافظة القدس أن التجمعات البدوية البالغ عددها 33 تجمعًا، والتي يعيش فيها ما يزيد عن 7,000 مواطن فلسطيني، تشكّل مكوّنًا أصيلًا من الهوية الوطنية والوجود الفلسطيني المتجذر، خاصة وأن موقعها الاستراتيجي يقع ضمن المناطق المستهدفة في مشروع "القدس الكبرى" ومخطط E1، الذي يسعى الاحتلال من خلاله إلى فصل القدس عن محيطها الشرقي وقطع التواصل الجغرافي بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.