سيد صادق: الفنان الحقيقى لا يحال للمعاش
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
تكوينى الجسمانى وملامحى كانت عاملاً مهماً فى أدوار الشر
مَن ينظر متأملاً فى عالم التمثيل يكتشف على مدى عقود طويلة أن هناك العديد من الفنانين والفنانات الموهوبين حقاً، لكنهم لم يحصلوا على حقهم من الشهرة والنجومية رغم إجادتهم فى كافة الأدوار التى أسندت إليهم، ومن بين هؤلاء هو الفنان الكبير سيد صادق، فهو حقاً فنان مبدع فى كافة أو معظم الأدوار التى أسندت إليه، أجاد تمثيل عشرات الأدوار بعبقرية، خصوصاً فى الدراما التليفزيونية التى كانت سبباً رئيسياً فى نجوميته.
برع الفنان سيد صادق فى تجسيد أدوار الشر بتنوع شديد لا سيما شخصية تاجر المخدرات، أو عضو فى عصابة، أو حتى دور الطباخ، حيث ساعدته ملامحه وتكوينه الجسمانى فى إتقان تلك النوعية من الأدوار، شارك فى العديد من الأعمال الدرامية والسينمائية الكبيرة التى ما زالت عالقة فى أذهان الجمهور، ووقف أمام عمالقة الفن منهم «الفنان الكبير الراحل نور الشريف، وعادل إمام، وعمر الشريف، وفؤاد المهندس، ويحيى الفخرانى، وشيريهان، وكمال الشناوى» وغيرهم من النجوم الكبار.
أجرينا حواراً إنسانياً معه بعدما اختفى عن الأضواء منذ ما يقرب من 8 سنوات، فهو عاشق للفن ولديه عمله الخاص فى التجارة، يحب الفن للفن، وعلى الرغم من تقدمه بالعمر، فإنه ما زال لديه القدرة على العطاء.
أصبح حديث السوشيال ميديا بعدما تم تكريمه مؤخراً فى مهرجان القاهرة للدراما فى نسخته الثانية، وذلك عن مشواره الطويل الذى اقترب من نصف قرن، فتح قلبه لـ«الوفد» فى هذا الحوار حول مشواره الفنى وسر ابتعاده عن التمثيل.
وإلى نص الحوار:
- كنت سعيداً للغاية بتكريمى فى المهرجان، فكانت تلك دموع الفرحة لأنى بتكرم وأنا عندى 78 عاماً بعد مشوار امتد لأكثر من 50 عاماً.. شىء جميل أن يتم تكريم الفنان أثناء حياته وليس بعد وفاته.
- التكوين الجسمانى عامل مهم وله دور كبير فى اختيارى لأدوار الشر، لأن الفن زمان كان يحتاج إلى هذا التكوين، كما أن المخرج هو من يختارنى لتلك الأدوار بسبب جسمى ولست أنا من يختار تلك الأدوار.
تكريمى فى مهرجان القاهرة للدراما تتويج لمشوارى
- اكتشف موهبتى فى تلك النوعية هو الأستاذ العظيم المخرج محمد عبدالعزيز.
- الطبيعة غلابة وأنا بطبيعتى شخص حنون، لذلك صدقنى الجمهور فى تلك المشهد، لأنه لم يكن تمثيلاً ولكن كان أقرب لشخصيتى فى الواقع، وكان هناك ردود فعل كثيرة على ذلك الدور، ويرجع الفضل فى خروج المشهد بهذا الشكل للمخرج مجدى أبوعميرة، والحقيقة والسراب علّم مع الناس جداً، وشاركت بعدها فى مسلسل «الفرار من الحب» مع الفنانة الكبيرة آثار الحكيم والفنان رياض الخولى وقبلها شاركت فى مسلسل «لن أعيش فى جلباب أبى» مع الفنان الكبير الراحل نور الشريف، وعلى الرغم من مرور أكثر من 35 عاماً على عرضه فإنه ما زال له صداه مع الناس، حيث إنه حقق نجاحاً ساحقاً منذ عرضه وحتى الآن.
- فيفى عبده فنانة ناجحة وشاطرة وست مجتهدة بتحب عملها جداً، وقامت بالدور على أكمل وجه، وهذا أضاف كثيراً لمشوارها الفنى ولكن الحقيقة والسراب أعادها إلى مكانتها كممثلة، وتوالت بعدها المسلسلات التى حققت خلالها نجاحاً كبيراً.
- أنا بالفعل عملت دور الرجل الطيب فى عدة مسلسلات بالدول العربية، وتذاع تلك الأعمال حالياً على بعض القنوات، ولكن لدى قناعة أن أدوار الشر عندما يتقنها الفنان تعلق فى أذهان الجمهور لأنها شىء غير معتاد عليها، فهى أدوار ليست سهلة.
لا أعلم سر ابتعادى عن العمل ٨ سنوات
- سؤال مهم جداً بالنسبة لى لأنه ينطبق عليا ومن ستر ربنا اننى لدى تجارتى الخاصة قبل دخولى عالم الفن، فأنا تاجر منذ عام 1967، ولكن دخلت الفن والتحقت بنقابة المهن التمثيلية وأصبحت عضواً عاملاً عام 1979، وكان أول عمل شاركت فيه مسلسل «عيون» مع الفنان الكبير الراحل فؤاد المهندس والفنانة الراحلة سناء جميل ومن إخراج إبراهيم الشقنقيرى.
- هذا السؤال لا بد توجيهه إلى المخرجين والمؤلفين، فكثير من الفنانين الكبار يريدون معرفة لماذا لم يتم عرض أعمال عليهم منذ سنوات وما سبب عزوف المنتجين عنهم، وأنا تحديداً أريد معرفة ماذا حدث حتى لا أقف أمام الكاميرا منذ 8 سنوات، فما يتم عرضه علىّ أعمال ضعيفة لن تضيف إلى مشوارى الفنى، لذلك الاعتذار عنها أفضل بالنسبة لى.
- هناك فنانون كبار وأفضل منى كثيراً ولم يعرض عليهم أى أعمال، منهم من مات حسرة على الحال الذى وصل إليه، على الرغم من أننى أرى أن التغيير مطلوب حتى تستمر الحياة.
- لؤى دخل الوسط لوحده ولم أساعده، ولم أتدخل فى عمله على الإطلاق، ولا حتى أقوم بتوجيهه، فهو الآن مؤلف كبير وله أعمال ناجحة، منها أفلام «رامى الاعتصامى، مفيش فايدة، حبيبى نائماً، غش الزوجية»، ولكن فى مجال عمله فى التجارة أقوم بتوجيهه فى بعض الأحيان.
أما عن العمل معه فأنا عمرى ما طلبت منه أشتغل معاه، لكن لو عرض علىّ عمل لقيت فيه نفسى هعمله، فأنا أتذكر أنه عرض على مرة واحدة دوراً فى أحد أعماله ولكن اعتذرت لانى عندما قرأت النص وجدت أنه لا يناسبنى ولا يضيف لى ولمشوارى الفنى، فحاول إقناعى بالمشاركة فى العمل وطلب من مخرج الفيلم والمؤلف أيضاً محاولة إقناعى لكننى رفضت بشكل قاطع، فقرر لؤى حذف الدور من النص، وبعد عرض الفيلم حقق نجاحاً ساحقاً وكسر الدنيا ولم يؤثر الدور المحذوف على العمل.
- لو حد منهم حابب المجال وعنده الموهبة سأوافق على الفور وسأساعده فى تنميتها، ولم أحرمه من شىء يحبه، ولكن أولادى بعاد كل البعد عن الفن باستثناء نجلى المؤلف «لؤى السيد» فأنا لدى 3 أبناء، و7 أحفاد، هم المهندسة حبيبة السيد، تعمل فى إحدى شركات المقاولات الكبرى والمعروفة، وشقيقها المهندس عبدالله يعمل فى دار الهندسة، وشقيقهما محمد، مهندس، وحمزة فى الصف الأول الثانوى، ودرة، و«كارما لؤى» خريجة الجامعة الأمريكية، وشقيقتها «لى لى» تدرس الإخراج فى فرنسا، وهى الوحيدة فى أحفادى التى أحبت الفن كثيراً وخاصة الإخراج، وشاركت فى عدة أفلام فى المدرسة، وعندما اكتشفت موهبتها شجعتها على الاستمرار وطلبت من والدها «لؤى» تنمية تلك الموهبة.
- جميع من عملت معهم أصدقائى، ولكن الأصدقاء المقربين وعلى تواصل مستمر معهم حتى الآن هما المخرج الكبير مجدى أبوعميرة، وصديقى المقرب الفنان عبدالعزيز مخيون، فنحن صديقان منذ عام 1963.
- لم أبتعد عن الفن ومتشوق جداً للعودة مرة أخرى للجمهور، ولكن بأعمال تتناسب مع مشوارى الفنى، فأنا محتاج للوقوف أمام الكاميرا لأننى مثل السمك عندما يطلع من الماء يموت، ولا أستطيع الابتعاد عن الفن، ولكن فى نفس الوقت لا يمكن قبول أى دور لمجرد العمل فقط، وحالياً لا يعرض علىّ أعمال جيدة ولكن أتمنى العودة قريباً.
- الحمد لله أتمتع بصحة جيدة وابتعادى عن الفن يرجع لعدم تلقى عروض تتناسب مع مشوارى الفنى، ولو أتعرض علىّ عمل يليق بتاريخى هشارك فيه، فأنا عضو عامل بنقابة المهن التمثيلية منذ ما يقرب من 30 عاماً وحتى الآن.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سيد صادق الوفد حواره الوفد معاش أدوار الشر مهرجان القاهرة الفنانين الأدوار الفنان الكبير الجمهور مسلسلات الدول العربية القنوات أعمال لؤي السيد مؤلف كبير الفنان الکبیر مع الفنان سید صادق عرض على عن الفن
إقرأ أيضاً:
الجبل الأخضر.. وجهة سياحية ولكن!
ناصر بن حمد العبري
تُعد ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، واحدة من أجمل الوجهات السياحية ليس في سلطنة عُمان وحسب؛ بل والمنطقة؛ حيث تتناغم الطبيعة الخلابة مع الثقافة الغنية والتاريخ العريق.
وينجذب السياح من مختلف أنحاء العالم إلى هذه المنطقة الساحرة، لكن ما يُفجع القلب هو أن هذه الوجهة الجميلة أصبحت مسرحًا لحوادث السير المأساوية التي تتكرر في كل موسم سياحي، ولا شك أن فقدان الأرواح في هذه الحوادث يُعد جرس إنذار يجب أن يُسمع من قبل الجهات الحكومية المعنية.
وتُظهر الإحصائيات أن حوادث السير في الجبل الأخضر قد ارتفعت بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة؛ مما يثير القلق بين السكان المحليين والزوار على حد سواء.
وبينما يتوافد السياح للاستمتاع بجمال الطبيعة، يجدون أنفسهم في مواجهة خطر حقيقي على الطرق؛ حيث إن الطريق الذي يربط بين الجبل الأخضر وبقية المناطق يحتاج إلى إعادة تقييم شاملة؛ إذ إن الطريق الجبلي، رغم جماله، يحمل في طياته تحديات كبيرة، مثل المنحدرات الحادة، والمنعطفات الضيقة، والطقس المتغير، كلها عوامل تجعل القيادة في هذه المنطقة تتطلب حذرًا شديدًا. ومع ذلك، فإنَّ غياب وسائل السلامة المرورية مثل الحواجز الواقية، والإشارات التحذيرية، وأماكن التوقف الآمنة، يزيد من خطر الحوادث. إن توفير هذه الوسائل ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ملحة لحماية الأرواح.
لقد فقدنا العديد من الأرواح في حوادث السير على هذا الطريق، وكل حالة تمثل مأساة حقيقية لعائلات وأصدقاء الضحايا. إن الألم الذي يشعر به الأهل والأحباء لا يمكن وصفه بالكلمات، ويجب أن يكون دافعًا قويًا للجهات المعنية للتحرك بسرعة. إن كل حياة تُفقد تمثل خسارة لا تُعوّض، ويجب أن نعمل جميعًا على منع تكرار هذه المآسي. ولا شك أن رجال شرطة عمان السلطانية قائمون بدور جبار يستحقون الثناء والتقدير عليه.
إن السياحة ليست مجرد مصدر دخل، بل هي أيضًا مسؤولية، ويجب على الجهات المعنية أن تتخذ خطوات جادة لتحسين السلامة المرورية في الجبل الأخضر، ويمكن أن تشمل هذه الخطوات تحسين البنية التحتية، وتوفير التدريب للسائقين، وزيادة الوعي حول أهمية السلامة على الطرق. كما يجب أن تُعقد ورش عمل وندوات لتثقيف السائقين حول المخاطر المحتملة وكيفية التعامل معها. إن الجبل الأخضر يستحق أن يكون وجهة آمنة للجميع، سواء كانوا من السكان المحليين أو السياح. يجب أن نعمل معًا لضمان أن تبقى هذه المنطقة الجميلة مكانًا للسلام والهدوء.
رابط مختصر