العلم يشرح لماذا تبدو البشرة مشدودة بعد تنظيفها
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
الولايات المتحدة – عندما تغسل وجهك ستبدأ الشعور بأن بشرتك مشدودة، إلا أنه بعد استخدام المرطب، غالبا ما يختفي هذا الشعور.
ويبدو أن الباحثين في جامعة ستانفورد قد تمكنوا مؤخرا من الكشف عن الآلية الكامنة وراء هذه المشاعر.
ويقول الباحثون إنه على الرغم من أن إدراك بشرتنا قد يبدو أمرا شخصيا، إلا أن هناك تفسيرا للإحساس بالبشرة مشدودة.
ووجد الباحثون أن السبب وراء هذا الشعور هو أن الطبقة الخارجية من الجلد – الطبقة القرنية – تعمل كحاجز لمنع دخول المواد الكيميائية والبكتيريا غير المرغوب فيها وللحفاظ على الرطوبة.
وعندما نستخدم منظفا للوجه، فإنه يزيل بعض الدهون التي تحتفظ بالرطوبة، ما يتسبب في تقلص الطبقة القرنية. ويزيد المرطب الجيد من محتوى الماء في الطبقة القرنية، ما يؤدي إلى تورمها، ويوفر بذلك الراحة من هذا الإحساس بالشد.
وقال رينهولد دوسكاردت، من قسم علوم وهندسة المواد بجامعة ستانفورد: “يوفر هذا العمل فهما جديدا لكيفية تأثير المنتجات على الخصائص الفيزيائية لبشرتنا، والتي لا تشمل صحة الجلد فحسب، بل أيضا الإدراك الحسي للبشرة. وهذا تقدم كبير. إنه يوفر فهما جديدا تماما لكيفية تصميم تلك التركيبات”.
وتوقع الباحثون أن القوى الميكانيكية الناتجة عن الانكماش أو التورم تصل إلى المستقبلات الحسية الموجودة أسفل الجلد، والتي تطلق بعد ذلك إشارات إلى الدماغ التي نفسرها على أنها شعور بضيق الجلد.
ولاختبار هذه النظرية، قاموا بدراسة تأثيرات تسع تركيبات ترطيب مختلفة وستة منظفات مختلفة على عينات من الجلد المتبرع به من ثلاثة مواقع على جسم الإنسان: الخد والجبهة والبطن.
وتم إدخال معلومات حول التغيرات في الطبقة القرنية في نموذج من الجلد البشري للتنبؤ بالإشارات التي سترسلها المستقبلات الميكانيكية.
ووجدت الدراسة أن التوقعات تتوافق بشكل مثالي تقريبا مع ما أبلغ عنه الأشخاص في التجارب البشرية لكل تركيبة.
قام المتعاونون في شركة L’Oreal Research and Innovation، التي مولت الدراسة، بتوظيف 2000 امرأة في فرنسا لتقييم المرطبات التسعة و700 امرأة في الصين لتقييم المنظفات الستة.
وصنفت النساء مشاعرهن المتصورة لشد الجلد بعد استخدام الصيغة التي أعطيت لهن.
ويشير الخبراء إلى أن القدرة على فهم ما سيشعر به الناس والتنبؤ به بعد استخدام علاج الجلد يمكن أن يساعد شركات مستحضرات التجميل على تحسين تركيباتهم قبل جلب المتطوعين لاختبارها.
وقال داوسكاردت: “لقد تمكنا من تصنيف التركيبات المختلفة من حيث ما يجب أن يقوله الأشخاص عن الإدراك الحسي لبشرتهم”.
وتتوافق التنبؤات من تحليلهم بشكل مثالي تقريبا مع ما أبلغ عنه الأشخاص في التجارب البشرية لكل تركيبة.
ويتطلع داوسكاردت أيضا إلى تطبيق هذا الفهم الجديد لتطوير الأجهزة القابلة للارتداء. على سبيل المثال، إذا عرفنا كيف تفسر أدمغتنا التغيرات الدقيقة في توتر الجلد، فقد نكون قادرين على تسخير هذه الآلية لإرسال إشارات مقصودة. بنفس الطريقة التي يترجم بها الشخص الذي يقرأ طريقة برايل الأحاسيس الموجودة على أطراف أصابعه إلى كلمات، فإن الجهاز الذي يحدث تغييرات ميكانيكية صغيرة على جلدنا قد يكون قادرًا على نقل المعلومات.
نشرت النتائج في مجلة PNAS Nexus.
المصدر: إندبندنت
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
ثورة اللمس .. رقعة جلدية ذكية تحول اللمس إلى نصوص واستجابات رقمية
صراحة نيوز- تمتلك بشرة الإنسان قدرة مذهلة على استشعار أنماط دقيقة من الضغط والحركة والتوقيت، بينما تقتصر معظم الأجهزة الرقمية الحالية على تسجيل نقرات بسيطة وحركات محدودة. هذا الفارق دفع العلماء لاستكشاف جيل جديد من تقنيات اللمس، يشمل قفازات مزوّدة بحساسات دقيقة، وأساور ترصد تغيّرات طفيفة في الضغط، وأس surfaces تفاعلية تبث اهتزازات دقيقة.
مستقبل الواجهات اللمسية يبدو الآن أقرب إلى دمج الذكاء الاصطناعي بالجسد نفسه، حيث يتحول الجلد إلى منصة تواصل رقمية كاملة. ومع ذلك، فإن الكثير من هذه المحاولات لا يزال محدود القدرات، غير قادر على التقاط الإيماءات المعقدة أو تقديم ملاحظات لمسية غنية بالمعلومات.
أحد التحديات الرئيسية يكمن في أن النص الرقمي يعتمد على نظام ASCII المكوّن من 128 رمزاً، بما يشمل الحروف والأرقام وعلامات الترقيم. تحويل هذا النظام إلى إشارات لمسية محسوسة يمثل مهمة صعبة، إذ يجب تمثيل كل حرف بطريقة يمكن إدراكها باللمس فقط، دون الحاجة للبصر أو السمع.
إلا أن التطورات الحديثة في المواد اللينة والذكاء الاصطناعي بدأت تفتح آفاقاً جديدة للتفاعل اللمسي. فقد ظهرت دوائر إلكترونية قابلة للتمدد تتحرك مع الجلد، ومستشعرات هلامية تلتقط القوى الدقيقة، ومحركات صغيرة تنتج اهتزازات مميزة، إلى جانب خوارزميات ذكية قادرة على تفسير الإشارات المعقدة في أجزاء من الثانية.
وفي هذا الإطار، كشفت دراسة نشرت في مجلة Advanced Functional Materials عن رقعة جلدية ناعمة تعمل كواجهة لمسية تحول اللمس إلى نص، وترسل ردود فعل نصية عبر الجلد. تعتمد الرقعة على مزيج من حساسات أيونية إلكترونية، دوائر مرنة، ومحركات اهتزاز صغيرة، إضافة إلى نموذج ذكاء اصطناعي يميّز أنماط الضغط، ما يتيح تمثيل جميع أحرف ASCII الـ128 عبر اللمس فقط، وفقاً لموقع Nanowerk.
الرقعة مصنوعة من دائرة نحاسية قابلة للتمدد مثبتة على بوليميد مرن، ما يسمح لها بالانحناء والالتواء دون تلف، وتغطيها طبقة سيليكون ناعمة تمنحها صلابة تشبه الجلد الطبيعي (435 كيلو باسكال)، لتكون مريحة للارتداء والإزالة. يعتمد المستشعر الرئيسي على مصفوفة أيونية إلكترونية تتغير سعتها عند الضغط على طبقة من ورق الأرز المغطى بالهلام، حيث يلتقط قطب نحاسي هذه التغيرات ويحوّلها إلى بيانات رقمية. لتطبيق النص، يُقسم كل حرف ASCII إلى أربعة أجزاء ثنائية، ويحدد عدد الضغطات خلال ثوانٍ معدودة قيمة كل جزء، بينما تصل الاستجابة للمستخدم عبر نبضات اهتزازية متناسبة مع الجزء الممثل.
ولتقليل الحاجة إلى بيانات ضخمة، ابتكر الباحثون نموذجاً رياضياً يحاكي سلوك الضغط الحقيقي بأربع مراحل: الارتفاع، الذروة، الانخفاض، والعودة.
تم اختبار الرقعة في سيناريوهين عمليين:
كتب مستخدم عبارة “انطلق!” عبر سلسلة من الضغطات، فترجمها الحاسوب فوراً مع إرسال تأكيد لمسي دون النظر.
استخدمت الرقعة للتحكم في لعبة سباق، حيث تحرك الضغطات السيارة، وتشير شدة الاهتزاز إلى قرب المركبات الأخرى، فكل اهتزاز أقوى يعني خطراً أكبر.
بهذه التكنولوجيا، يبدو مستقبل الواجهات اللمسية أقرب إلى دمج الذكاء الاصطناعي بالجسد، ليصبح الجلد منصة تواصل رقمية كاملة.