رصد – نبض السودان

أظهرت مسودة اقتراح، أن الولايات المتحدة وبريطانيا والنرويج وألمانيا تعتزم تقديم طلب إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة لإجراء تحقيق في فظائع مزعومة في السودان، وفقا لما أفادت به وكالة رويترز.

وتدين الوثيقة انتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات المزعومة التي ارتكبت خلال الصراع المستمر منذ خمسة أشهر في السودان، وتسعى إلى تشكيل بعثة لتقصي الحقائق من ثلاثة أشخاص للتحقيق فيها.

وكانت وزارة الخارجية السودانية اتهمت اليوم الجمعة، قوات الدعم السريع، بارتكاب مجزرة بشرية في أم درمان، إحدى مدن العاصمة الثلاث، تضاف إلى قائمة طويلة من جرائم الحرب والأعمال الإرهابية التي ترتكبها.

وقالت الوزارة في بيان لها اليوم الجمعة: قصفت قوات الدعم محطة المواصلات العامة بمنطقة الجرافة، شمال أم درمان، بالمدفعية الثقيلة، وفي ذروة ازدحام المحطة بالمواطنين.

واختتم البيان موضحًا أن ارتكاب قوات الدعم السريع لهذه الجرائم الشنيعة في يوم واحد وحيز جغرافي محدود لهو أكبر دليل على الطبيعة الإجرامية الإرهابية لها؛ ما يحتم على المجتمع الدولي التعامل معها على ذلك الأساس.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: الأمم تطلب غربية من وثيقة

إقرأ أيضاً:

السودان على شفا كارثة صحية.. هل خرجت الكوليرا عن السيطرة؟

تتدهور الأوضاع الصحية في السودان بشكل متسارع، جراء تفشي الكوليرا وانهيار النظام الصحي، بعد تشخص آلاف الإصابات بالكوليرا خلال الأسابيع الأخيرة، وذلك في وقت تستمر فيه حرب دامية بين الجيش و"الدعم السريع" خلّفت حتى الآن أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ.

وقالت وزارة الصحة السودانية إن وباء الكوليرا يتفشى في السودان بشكل سريع جدا، وإن 70 شخصا توفوا خلال اليومين الأخيرين جراء إصابتهم بالكويرا، كما توفي أكثر من 170 شخصا خلال الأسبوع الماضي نحو 90 بالمئة منهم في ولاية الخرطوم، فيما أفادت منظمة "أطباء بلا حدود" بأن انتشار الكوليرا في ولاية الخرطوم بلغ مستويات خطيرة.

ووفق أرقام الأمم المتحدة سجلت ولاية الخرطوم وحدها أكثر من 7,700 إصابة، منها أكثر من 1,000 حالة لأطفال دون الخامسة، و185 حالة وفاة، خلال الأشهر الأخيرة.

وفي ولاية نهر النيل المجاورة بدأ وباء الكوليرا ينتشر بشكل سريع، حيث سجلت الولاية 90 إصابة وثلاث وفيات، وأفادت تقارير الأمم المتحدة أن الإصابات التي رصدت تعود لأشخاص فروا من ولاية الخرطوم.

ومنذ بداية تفشي الكوليرا، الذي أُعلن عنه رسميا أغسطس الماضي، تم الإبلاغ عن أكثر من 65200 حالة إصابة وأكثر من 1700 حالة وفاة في 12 ولاية من أصل 18 ولاية في السودان، وفق معطيات الأمم المتحدة.

مليون طفل يهددهم الوباء

وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) من تزايد خطر الكوليرا الذي يواجهه مليون طفل في ولاية الخرطوم في السودان، مشيرة إلى أن الحالات المبلغ عنها قد زادت تسعة أضعاف في غضون عشرة أيام فقط.

وقال ممثل اليونيسف في السودان، شيلدون يات، إنه في كل يوم "يتعرض مزيد من الأطفال لتهديد المزدوج متمثل في الكوليرا وسوء التغذية، وكلاهما يمكن الوقاية منه وعلاجه، إذا تمكنا من الوصول إلى الأطفال في الوقت المناسب".

وتقول منظمة الصحة العالمية إن تزايد الإصابات في ولاية الخرطوم بشكل سريع بات يشكل تهديد حقيقا للأطفال، مضيفة أن الانتشار السريع للكوليرا يعود إلى تضرر البنية التحتية، وتنقلات السكان، ونقص المياه الصالحة للشرب.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن منظمة اليونيسف تنفذ استجابة متعددة الجوانب للكوليرا في العاصمة السودانية، مع التركيز على المجتمعات المعرضة للخطر والبنية التحتية الحيوية للمياه.

المستشفيات الأكثر عرضة لهجمات "الدعم السريع"

ومع تزايد انتشار الكوليرا في العديد من المدن السودانية، حذرت هيئات دولية من انهيار المنظومة الصحية في السودان بشكل كامل، إذا استمر الضغط عليها واستهدافها.

وتتعرض المستشفيات والمراكز الصحية في السودان بشكل شبه يومي لهجمات قوات الدعم السريع، وكان آخرها الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع اليوم الجمعة واستهدف مستشفى الأُبَيِّضْ بولاية شمال كردفان جنوب السودان، ما أدى لخروجه عن الخدمة.

وقالت إدارة "مستشفى الأبيض" في بيان، إن الهجوم ألحق أضرارًا بالمبنى الرئيسي نتيجة استهدافه بطائرة مسيرة، ما أدى إلى توقف كافة الخدمات الطبية المقدمة داخله.

وأضافت إدارة المستشفى أنه "في ظل هذه الظروف والتحديات الكبيرة التي نبذل فيها قصارى جهدنا لخدمة المواطنين، يؤسفنا أن نعلن خروج المستشفى عن الخدمة إلى حين إشعار آخر".

وقبل نحو أسبوع استهدفت طائرة مسيرة تابعة لـ"قوات الدعم السريع" أيضا مستشفى السلاح الطبي بمدينة الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى، بحسب ما أفادت به السلطات السودانية.

وعلى مدى الأشهر الأخيرة أُجبر حوالي 90 في المئة من مستشفيات البلاد في مرحلة ما على الإغلاق بسبب المعارك.

وتتهم السلطات السودانية "قوات الدعم السريع" بشن هجمات بطائرات مسيّرة على منشآت مدنية، بينها مستشفيات ومحطات كهرباء وبنية تحتية بمدن البلاد الشمالية والشرقية.

كارثة صحية شاملة

وفي ظل استمرار الحرب وانهيار المنظومة الصحية ونقص المواد الغذائية والأدوية، حذرت منظمات من كارثة صحية شاملة، مؤكدة أنه يصعب في الوقت الحالي "تقييم الحجم الحقيقي لتفشي الكوليرا في السودان".

وقالت مديرة لجنة الإنقاذ الدولية في السودان اعتزاز يوسف، إن السودان "على حافة كارثة صحية عامة شاملة" مضيفة أن "مزيجا من النزاع والنزوح وتدمير البنى التحتية الحيوية، ومحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، يغذّي تفشي الكوليرا وأمراض قاتلة أخرى".

تراجع قدرات الدول المجاورة على الاستجابة

وفي ظل نزوح ملايين السودانيين إلى دول الجوار حذّرت منظمة الصحة العالمية من تراجع قدرات هذه الدول على الاستجابة لاحتياجات العدد المتزايد من اللاجئين الوافدين إليها، مع استمرار الحرب الدائرة في إحداث "أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية".

وتقول الأمم المتحدة إنه وبعد أكثر من عامين من القتال، أصبحت أزمة النزوح في السودان هي الأكبر في العالم "حيث أُجبر 14.5 مليون شخص على الفرار من ديارهم، من بينهم ما يقرب من أربعة ملايين شخص التمسوا اللجوء في دول مجاورة، بما في ذلك مصر وجنوب السودان وتشاد وإثيوبيا وليبيا وجمهورية أفريقيا الوسطى".

وذكرت المنظمة أن 200 ألف شخص عبروا الحدود السودانية خلال الفترة الأخيرة، إلى جنوب السودان، الذي يشهد صراعا داخليا متصاعدا، ليصل إجمالي عدد اللاجئين والعائدين الذين عبروا منذ بداية الحرب إلى أكثر من مليون شخص.

أمراض أخرى تتفشى

وبجانب الكوليرا تتفشى في مناطق واسعة من السودان والدول المجاورة لها، أمراض أخرى بينها الملاريا والتهابات الجهاز التنفسي الحادة وسوء التغذية والإسهال المائي الحاد، فيما تم رصد حالات اشتباه بالحصبة والتهاب الكبد الوبائي والدفتيريا، في شرق تشاد، حيث يوجد عشرات آلاف النازحين السودانيين.

وأكدت منظمات الأمم المتحدة أنها تواجه العديد من التحديات للاستجابة لهذه الأزمات، بما في ذلك فجوة التمويل المتفاقمة مؤخرا، والتي تُجبر العديد من شركائها على إيقاف عملياتهم وتعرقل الاستجابة.

وأضافت المنظمة أن "الأعمال العدائية المستمرة، بما في ذلك الهجمات على المرافق الصحية، تُهدد الأمن على الأرض، مما يتسبب في مزيد من النزوح ويزيد من التحديات في الاستجابة للاحتياجات، والسيطرة على الأمراض المعدية، وإيصال الإمدادات الطبية الأساسية وغيرها من المساعدات الإنسانية".

وتحدثت المنظمة عن وجود نقص في وظائف الإنذار المبكر والتنبيه والاستجابة في السودان والدول المضيفة للاجئين، مما يُعيق رصد انتقال الأمراض داخليا وعبر الحدود، والقدرة على اتخاذ قرارات تستند إلى الأدلة.

مقالات مشابهة

  • السودان.. اتهامات لـ«الدعم السريع» بقصف مستشفيات ومستودعات غذاء وقتلى بين المدنيين
  • الغارديان: استياء من استعداد بريطانيا لتوقيع اتفاقية تجارية مع دول الخليج
  • مقرر الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يشيد بتراجع معدل الفقر في رواندا
  • الدعم السريع تقصف مشفى وتقتل العشرات وسط السودان
  • قوات الدعم السريع ترتكب جريمة ضد الأمم المتحدة في السودان
  • الأوضاع الإنسانية في السودان.. حقيقة أم مزايدات سياسية؟
  • السودان على شفا كارثة صحية.. هل خرجت الكوليرا عن السيطرة؟
  • ستة قتلى بقصف مسيّرة تابعة لقوات الدعم السريع على مستشفى في السودان
  • السودان.. خروج مستشفى الأُبَيِّضْ عن الخدمة بهجوم لـ"الدعم السريع"
  • لطالما تعاملت الولايات المتحدة مع ملف السودان بوصفه ثانويًا غير عاجل