رياض حجاب: نظام بشار غير قابل للتأهيل ولا حل في سوريا إلا برحيله
تاريخ النشر: 29th, September 2023 GMT
يؤكد رئيس الوزراء السوري الأسبق، الدكتور رياض حجاب -الذي حل ضيفا على برنامج "الجانب الآخر"- أن نظام الرئيس السوري بشار الأسد لا يحتاج إلى "إعادة تأهيل"، لأنه فقد شرعيته وصلاحيته، ويرى أن حل الأزمة السورية لن يستقيم إلا برحيله.
وبحسب وجهة نظره، فإن نظام بشار "غير قابل للتأهيل"، و أكد حجاب لبرنامج "الجانب الآخر" أن بشار يعتقد أن المجتمع الدولي والجامعة العربية يضطران للعودة إليه بعد أن انتصر -حسب زعمه- في الحرب التي شنها على الشعب السوري.
ويرى في المقابل أن المرحلة المقبلة يمكن أن تحمل شيئا ما بالنسبة للقضية السورية، في خضم الحراك الحاصل جراء التحولات الكبرى التي تحصل في العالم وعلى مستوى المشهد السوري منذ الحرب الروسية على أوكرانيا، مشيرا إلى انكفاء القوات الروسية في سوريا ومحاولات إيران لتوسيع نفوذها هناك، وتصعيد إسرائيل باتجاه الوجود الإيراني في سوريا.
ويصف حجاب الواقع السوري اليوم بالصعب جدا والمؤلم، فهناك 5 جيوش على الأرض السورية، و4 حكومات، واحدة تابعة للنظام، وأخرى لـ"قسد"، والحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف، وحكومة هيئة تحرير الشام.
وبالإضافة إلى المعاناة الكبيرة للسوريين في المخيمات، هناك انهيار اقتصادي وتفكك في مؤسسات الدولة، يضاف إلى كل ذلك تبعات الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا، وكان فيه تلكؤ وتقصير من منظمات الأمم المتحدة والمجتمع الدولي في مساعدة المتضررين السوريين.
وبعودته إلى الأحداث الدموية التي شهدتها سوريا عقب اندلاع الثورة الشعبية في مارس/آذار 2011، يوضح ضيف حلقة (2023/9/29) من برنامج "الجانب الآخر" كيف أن نظام بشار لجأ منذ الأيام الأولى للثورة إلى استخدام القوة والعنف ضد المتظاهرين الذين قال حجاب إن مطالبهم كانت مشروعة، حيث كانت تتعلق بإطلاق سراح المعتقلين وتوفير فرص العمل.
ويروي أنه انزعج من قصف دير الزور بعد تشكيل حكومته في يونيو/حزيران 2012، وعندما استفسر من وزير الدفاع ورئيس الأركان أخبراه أن الأوامر بالقصف كانت تعطى للقادة الميدانيين مباشرة وتصدر من اللجنة الموجودة في القصر الجمهوري.
ويقول إن ما أدهشه حينها أن بشار الأسد الذي طلب منه أن يتولى رئاسة الحكومة، وصف هذه الحكومة بأنها حكومة حرب.
كما يؤكد أن النظام السوري له الدور الأكبر في حادثة تفجير مبنى الأمن القومي السوري، المعروف بتفجير خلية الأزمة في 18 يوليو/تموز 2012، وكان الهدف الأساس هو العماد آصف شوكت، لأن بشار وشقيقه ماهر كانا يتخوفان منه.
ويكشف حجاب أنه بعد مقتل أعضاء خلية الأزمة تمت دعوته إلى لقاء في القيادة القطرية، وكان فاروق الشرع حاضرا وتحدث مع بشار عن أن منصبه كرئيس للدولة لا يمكن المساومة عليه، واقترح عليه إجراء إصلاحات كحل للأزمة السورية، لكن بشار انفعل من كلام الشرع، وقال: "هذه معركة ويجب الانتصار فيها".
وبعد انتهاء اللقاء -يضيف حجاب- طلب منه بشار البقاء معه وأخبره أن الشرع أصابه الخرف وأثر عليه المرض، وأنه سيتم إعفاؤه من منصبه خلال شهر وسيتم حل القيادة القطرية.
الانشقاق والالتحاق بالمعارضةوفي ظل إصرار النظام السوري على استخدام الخيار الأمني ضد المتظاهرين، قرر رئيس الوزراء السوري الأسبق الانشقاق عن هذا النظام والالتحاق بالمعارضة، ويقول في هذا السياق إن القرار جاء نتيجة رفضه أن يكون شريكا في إسالة دماء السوريين وفي تدمير سوريا، متهما النظام بارتكاب فظائع بحق الشعب السوري من خلال التنكيل والاعتقالات واستخدام الدبابات والطيران.
وبمساعدة من الجيش السوري الحر، تمكن حجاب من الخروج إلى الأردن في ظروف صعبة، ويقول إن لا أحد تواصل معه حينها من المعارضة السورية التي اتهمها بأنها تتحمل مسؤولية كبيرة عن ما حصل في سوريا وأنها تفتقد إلى رؤية سياسية ومؤسسات حقيقية، مؤكدا أن بعض القادة العرب الذين التقاهم عبّروا له عن مخاوفهم من ضعف أداء المعارضة.
يذكر أن حجاب شغل مناصب وزارية عدة في عهد بشار، وبعد انشقاقه نشط في صفوف المعارضة وعين منسقا عاما للجنة العليا للمفاوضات التي كلفت بالتحاور مع نظام الأسد، لكنه استقال عام 2017.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی سوریا
إقرأ أيضاً:
غوغل تقرّ بفشل نظام الإنذار المبكر خلال زلزال تركيا المدمر
أقرت شركة غوغل بفشل نظامها للإنذار المبكر بالزلازل في إطلاق التنبيهات المناسبة خلال الزلزال الكارثي الذي ضرب جنوب شرق تركيا فجر السادس من شباط/فبراير 2023، وأسفر عن مقتل أكثر من 55 ألف شخص وإصابة ما يزيد عن 100 ألف آخرين.
ورغم أن النظام المعروف باسم "تحذيرات زلازل أندرويد" (Android Earthquake Alerts - AEA) كان مفعلا ويعمل في تركيا لحظة وقوع الزلزال، إلا أنه أخفق في تقييم قوة الهزة الأولى التي بلغت شدتها 7.8 درجة على مقياس ريختر، مقدرا إياها بشكل خاطئ بين 4.5 و4.9 درجة فقط، وهو ما أدى إلى عدم إرسال تنبيهات الإنقاذ العاجلة "Take Action" سوى إلى 469 مستخدما فقط من أصل أكثر من 10 ملايين شخص كانوا داخل نطاق 158 كيلومترا من مركز الزلزال، وكان بإمكانهم تلقي إنذار مبكر يصل إلى 35 ثانية.
وبحسب ما نقلته شبكة "بي بي سي" عن غوغل، فإن نصف مليون مستخدم فقط تلقوا تحذيرات من المستوى الأدنى "كن على علم" (Be Aware)، وهو تنبيه لا يصدر إنذارا صوتيا ولا يتجاوز إعدادات "عدم الإزعاج"، بعكس تنبيه "Take Action" الذي يطلق إنذارا عاليا ويغطي الشاشة بالكامل لإجبار المستخدم على اتخاذ إجراء فوري.
نظام كان يمكنه إنقاذ الآلاف.. لكنه فشل
يُذكر أن أجهزة أندرويد تشكل أكثر من 70% من الهواتف المحمولة في تركيا، ما كان يمنح غوغل فرصة هائلة لإنقاذ الأرواح، خاصة وأن الزلزال وقع عند الساعة 04:17 فجرًا، بينما كان معظم السكان نائمين داخل منازلهم التي انهارت فوقهم.
وبعد أشهر من التحقيق، نشر فريق من باحثي غوغل دراسة علمية في مجلة ساينس اعترف فيها بوجود "قصور في خوارزميات الكشف"، مؤكدين أن النظام أخطأ في تقدير شدة الزلزال، ما أدى إلى إرسال تحذيرات لا تتناسب مع حجم الكارثة.
وعند إعادة محاكاة الزلزال بعد تعديل الخوارزمية، أصدر النظام تحذيرات "Take Action" إلى 10 ملايين شخص، وتنبيهات "Be Aware" إلى 67 مليونًا آخرين، ما يكشف عن حجم الخلل التقني الذي وقع في اللحظة الحرجة.
تأخر في الشفافية... وانتقادات علمية
الاعتراف المتأخر من غوغل أثار انتقادات واسعة من جانب عدد من الخبراء. وقالت البروفسورة إليزابيث ريدي، المتخصصة في نظم الإنذار الزلزالي بجامعة كولورادو: "أشعر بإحباط شديد لأن الأمر استغرق أكثر من عامين. لم تكن كارثة صغيرة... الناس ماتوا، وكان يفترض بالنظام أن ينقذهم".
بدوره، أكد هارولد توبين، مدير شبكة الزلازل في شمال غرب المحيط الهادئ، أن غياب الشفافية بشأن أداء النظام أمر مقلق، وقال: "السؤال الذي يطرحه البعض الآن هو: هل تعتقد بعض الدول أن غوغل ستتكفل بالأمر، وبالتالي لا حاجة لتطوير أنظمة إنذار وطنية؟".
ورغم أن غوغل تشدد على أن AEA مجرد نظام "مكمل" وليس بديلاً للأنظمة الوطنية، إلا أن كثيرًا من البلدان التي تفتقر لبنية تحتية متقدمة تعتمد على هذا النظام بشكل أساسي، ما يضع مسؤولية أكبر على الشركة في ضمان دقة وفعالية أدائها.
آلية العمل.. وما الخطأ الذي وقع؟
يعتمد نظام غوغل على ملايين الهواتف العاملة بنظام أندرويد لرصد الهزات الأرضية عبر المستشعرات الدقيقة داخل الأجهزة. وبسبب بطء حركة الموجات الزلزالية مقارنة بسرعة إشارات الإنترنت، يمكن للتنبيه أن يصل قبل وقوع الهزة في بعض المناطق، مما يمنح المستخدمين ثوانٍ ثمينة للبحث عن مأوى أو الاحتماء.
لكن الخطأ الكبير في زلزال تركيا حدث لأن الخوارزمية أخفقت في تحديد شدة الزلزال بدقة، ما أدى إلى إطلاق تحذيرات لا تثير الانتباه أو لا تصل أصلاً، خصوصًا لمن كانوا نائمين، كما لم يتلقَ أي من الأشخاص الذين قابلتهم بي بي سي من مناطق الكارثة تحذيرًا من النوع الأشد قبل وقوع الزلزال، رغم وجود النظام على هواتفهم.
أما في الزلزال الثاني الذي ضرب تركيا في اليوم ذاته، فقد أرسل النظام تحذيرات "Take Action" إلى 8,158 هاتفًا، وتنبيهات "Be Aware" إلى نحو 4 ملايين مستخدم، لكنه بقي دون المستوى المطلوب بالنظر إلى حجم الكارثة.
وتقول غوغل إنها حسّنت الخوارزمية بعد الزلزال التركي، وأعادت محاكاة الزلازل لتحسين استجابتها المستقبلية. وتؤكد الشركة أن كل زلزال يوفر فرصة لفهم نقاط الضعف وتطوير الأداء، معتبرة أن التعامل مع الزلازل الكبرى هو "أكبر تحدٍّ" لأنظمة التنبيه المبكر.