محافظة بغداد تحدد سعر الأمبير للمولدات الأهلية والحكومية خلال شهر تشرين الأول
تاريخ النشر: 1st, October 2023 GMT
محافظة بغداد تحدد سعر الأمبير للمولدات الأهلية والحكومية خلال شهر تشرين الأول.
المصدر: وكالة تقدم الاخبارية
إقرأ أيضاً:
هل بدأت الحرب الأهلية في أميركا؟
شهدت الولايات المتحدة، على امتداد العقود الستة الماضية، صعود تيار أيديولوجي مركب يمزج بين العقيدة الدينية والهوية العرقية والولاء القومي في صيغة باتت تُعرف بالمسيحية القومية البيضاء.
وقد نجح هذا التيار في الانتقال من هوامش المجتمع إلى صلب الحياة السياسية، حيث استطاع أن يؤثر في تشكيل الخطاب العام، وأن يحشد قطاعات واسعة خلف شعاراته، وصولا إلى ذروة تجليه في العقد الأخير مع بروز النزعات الشعبوية، وصعود اليمين المتطرف.
ولم يعد هذا التيار مجرد ظاهرة دينية أو ثقافية، بل أصبح مشروعا سياسيا متكاملا يسعى إلى إعادة تعريف هوية الأمة الأميركية نفسها. فهو يقوم على أسطورة أن الولايات المتحدة وُلدت أمة مسيحية بيضاء، وأن الانحراف عن هذا "الإرث" هو السبب وراء أزمات الحاضر. ومن ثم، فإن أي محاولة لإصلاح المجتمع، أو توسيع نطاق الحقوق والحريات تُصور بوصفها تهديدا وجوديا يستدعي التعبئة والمواجهة.
ومع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في ولايته الثانية 2025، اكتسب هذا المشروع زخما جديدا. لقد بات واضحا أن الصراع لم يعد مجرد جدل سياسي بين تيارات متباينة، بل أصبح معركة حول طبيعة الهوية الأميركية ذاتها: أتظل فضاء تعدديا يعكس المساواة بين المواطنين، أم تتحول إلى هوية تُختزل في دين واحد وعرق واحد؟
إن الاستقطاب الذي يتولد عن هذا الجدل العميق يكاد يُشبه، في طبيعته وأثره، حالة نزاع أهلي طويل الأمد، حتى وإن لم يخرج بعد إلى ساحات الاحتراب المفتوح.
السادس من يناير/كانون الثاني كمنعطف كاشفشكل اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021 علامة فارقة في التاريخ الأميركي المعاصر. فلم يكن الأمر مجرد احتجاج صاخب على نتائج انتخابات، بل كان مشهدا فريدا تجلت فيه الرموز الدينية جنبا إلى جنب مع الشعارات السياسية، لتعلن عن ولادة لحظة جديدة في العلاقة بين الدين والسلطة.
إعلانفالأعلام التي حملت مضامين دينية إلى جانب اسم ترامب، والتراتيل والصلوات التي رافقت الهجوم، واللافتات ذات الطابع الديني المرفوعة في الساحات، كلها أوحت بأن الفعل لم يكن مجرد تحدٍّ لمؤسسة سياسية بل أداء طقسيا يستبطن فكرة "المعركة المقدسة".
ولم يأتِ هذا الحدث من فراغ، بل كان ثمرة مسار طويل من التعبئة الأيديولوجية داخل الجماعات الدينية المحافظة التي تبنت خطاب "الأمة المختارة" و "المؤامرة على القيم المسيحية". فلسنوات عديدة جرى تعبئة قواعد اجتماعية واسعة على قاعدة أن الديمقراطية التعددية تهديد، وأن الدفاع عن الوطن لا يكتمل إلا بفرض سيطرة الهوية المسيحية البيضاء.
وفي هذا السياق، بدا الاقتحام كأنه التعبير العملي عن عقود من التحريض والاستعداء، وكأن لحظة الانفجار قد تأجلت طويلا حتى تجسدت فجأة أمام أنظار العالم.
وقد كشف السادس من يناير/كانون الثاني أن الديمقراطية الأميركية لم تعد مهددة من قوى خارجية فحسب، بل من الداخل أيضا، عبر حشود ترى نفسها حامية للوطن، لكنها في الواقع تهدم أسسه.
ولم يكن الحدث خاتمة لمرحلة، بل إيذانا ببدء فصل جديد؛ فصل تتراجع فيه الحدود بين السجال السياسي والمواجهة العنيفة، ويغدو فيه التوتر أشبه ما يكون بـ"حرب أهلية باردة" مفتوحة على المجهول.
الجذور التاريخية والانعطافات الكبرى منذ ستينيات القرن العشرينللوقوف على ما جرى في السادس من يناير/كانون الثاني، لا بد من العودة إلى العقود السابقة، حيث شهدت الولايات المتحدة تحولات عميقة منذ ستينيات القرن العشرين.
ففي ذلك العقد، برزت حركة الحقوق المدنية التي قوضت الأطر القانونية لنظام الفصل العنصري، وفتحت الباب أمام مشاركة الأميركيين من ذوي الأصول الأفريقية في المجال السياسي والاجتماعي على نطاق أوسع.
كما تعززت أصوات المطالبة بالمساواة في الفرص داخل التعليم والعمل، وهو ما اعتبرته شرائح واسعة من المحافظين البيض تهديدا مباشرا لمكانتهم التاريخية.
وفي موازاة ذلك، شهدت البلاد احتجاجات طلابية واسعة ضد الحرب في فيتنام، وصعود موجة ثقافية تدعو إلى التحرر من القيود التقليدية، وتطالب بدولة أكثر عدالة وانفتاحا.
وقد ولدت هذه التغييرات مناخا من القلق في أوساط المحافظين الذين رأوا أن الولايات المتحدة تنزلق بعيدا عن جذورها، وأن الدولة الفدرالية باتت أداة لفرض رؤى لا تنسجم مع ما اعتبروه هوية البلاد الأصلية.
وأخذ هذا القلق شكلا سياسيا مع ما عُرف بـ "الإستراتيجية الجنوبية" في الحزب الجمهوري، حيث جرى استقطاب الناخبين البيض في ولايات الجنوب الذين شعروا بالخسارة والخذلان بعد تبني الحزب الديمقراطي تشريعات الحقوق المدنية.
وبهذا، تحولت الهوية العرقية والدينية إلى رصيد انتخابي يُستثمر سياسيا، وأصبحت لغة "حماية القيم التقليدية" و"الدفاع عن الوطن" وسيلة لجذب الملايين إلى معسكر اليمين.
وفي سبعينيات القرن العشرين، تزايدت حدة هذا التوجه عبر شبكات إعلامية ومنظمات ضغط تشكلت لصد ما سُمي بـ "التغيرات الثقافية الجذرية". وبرزت كيانات قادرة على حشد المؤمنين المحافظين في مواجهة ما اعتبروه تهديدا لأسلوب حياتهم، وترافقت مع خطاب يحذر من أن الأمة مهددة من الداخل بفعل قوى سياسية واجتماعية لا تحترم "النظام الطبيعي".
إعلانومع وصول رونالد ريغان إلى الرئاسة 1980، تعزز هذا التحالف بين القوى المحافظة والحزب الجمهوري، إذ وجد كل طرف في الآخر حليفا إستراتيجيا: فقد وفر المحافظون قاعدة انتخابية صلبة، بينما منحهم الحزب نفوذا سياسيا ومؤسساتيا غير مسبوق.
وخلال الثمانينيات والتسعينيات، توسع تأثير هذا التيار عبر الإعلام الديني المتلفز، والبرامج الإذاعية التي غزت ملايين البيوت، مقدمة خطابا يجمع بين التبشير والرسائل السياسية.
وفي هذه المرحلة، لم يعد الأمر مقتصرا على الدفاع عن القيم، بل تطور إلى مشروع يسعى إلى إعادة صياغة المجال العام، بحيث يخضع لرؤية محافظة ترى في نفسها ممثلا للأمة الحقيقية. وكان الحديث المتكرر عن "استعادة الوطن" و "حماية أبنائنا" تعبيرا عن هذا التوجه الذي يخلط بين العقيدة الدينية والولاء القومي.
ومع نهاية القرن العشرين، أصبحت هذه القوى قادرة على التأثير في السياسات الخارجية أيضا. فقد ارتبط خطابها بالدعوة إلى عسكرة السياسة الأميركية، والدفاع عن التدخلات العسكرية في الخارج باعتبارها معارك لا تنفصل عن حماية الهوية الوطنية. وهكذا، جرى ربط "الحرب على الشيوعية" ثم لاحقا "الحرب على الإرهاب" بالرسالة الدينية والسياسية التي تبناها هذا التيار.
إن هذا المسار التاريخي الطويل يوضح أن ما حدث في السادس من يناير/ كانون الثاني، لم يكن نتيجة ظرف طارئ، بل حصيلة عقود من التعبئة، والتنظيم، وإقناع شرائح واسعة من الأميركيين بأنهم مهددون في صميم هويتهم.
لقد جرى بناء سردية متماسكة مفادها أن الولايات المتحدة ليست مجرد دولة حديثة متعددة الأعراق والأديان، بل هي وطن مقدس لشعب بعينه، وأن أي محاولة لتوسيع مفهوم المواطنة، إنما هي مؤامرة تستهدف تدمير هذا الوطن من الداخل.
ما بعد الحادي عشر من سبتمبر/أيلول وصعود خطاب الهوس بالأمنَنةشكل هجوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 نقطة انعطاف جديدة في مسار المسيحية القومية البيضاء. فقد مثل الهجوم لحظة فارقة استثمرها التيار لتأكيد سرديته القائمة على أن الأمة مهددة من قوى خارجية وداخلية على حد سواء. غير أن الجديد هنا أن التهديد صار محددا في صورة "العدو الإسلامي"، وهو ما فتح الباب واسعا أمام خطاب الكراهية ضد المسلمين والمهاجرين القادمين من بلدان غير غربية.
واستغل قادة هذا التيار أجواء الخوف والصدمة، فأعادوا إنتاج الفكرة القديمة عن "الأمة المقدسة" التي تواجه أعداء يتربصون بها. لكن هذه المرة، كان الخطاب موجها ليس فقط لحماية الهوية في الداخل، بل لتبرير السياسات الخارجية التدخلية والعدوانية. وهكذا رُبطت الحرب في أفغانستان والعراق برؤية دينية-قومية تعتبر أن الولايات المتحدة مكلفة بمهمة دفاعية ورسالية في آن واحد.
وفي الداخل، سمحت هذه الأجواء بتوسيع صلاحيات الدولة الأمنية عبر قانون "باتريوت"؛ لمكافحة ما اصطُلح عليه بالإرهاب، وغيره من الإجراءات التي استهدفت بالأساس المسلمين والمهاجرين.
لكن الأثر الأعمق تمثل في تكريس الانقسام الثقافي والسياسي بين "الأميركي الحقيقي" و"الغريب المشتبه به". وهنا، وجد التيار القومي المسيحي الأبيض نفسه في موقع القوة؛ لأنه قدم نفسه باعتباره الصوت الأكثر صلابة في مواجهة هذا "الخطر".
وخلال العقد الأول من الألفية الجديدة، تمدد حضور هذا التيار عبر تحالفات جديدة مع حركات تدعو إلى تقييد الهجرة وتشديد الرقابة على الحدود. وتحول الخطاب السياسي شيئا فشيئا إلى حديث متواصل عن "استعادة الحدود" و"حماية الهوية" و"التمسك بالجذور".
ولم يعد القلق منصبا فقط على التغيرات الاجتماعية والثقافية، كما في الستينيات والسبعينيات، بل أصبح الخوف من "الغزو الديمغرافي" أحد أعمدة الخطاب الأساسي.
لقد لعب الإعلام دورا محوريا في ترسيخ هذه الصورة، حيث انتشرت قنوات ومواقع إخبارية تقدم روايات متكررة عن تهديدات مفترضة من المهاجرين أو المسلمين، وتربط بينها وبين كل أزمة اقتصادية أو اجتماعية. ومن خلال هذا التكرار، جرى تكوين وعي جمعي يرى أن الولايات المتحدة تتعرض لعملية "استبدال" أو "إزاحة" لشعبها الأصلي، وأن الدفاع عنها واجب ديني ووطني في آن.
إعلانومع الأزمة المالية العالمية عام 2008، وجد هذا الخطاب أرضية خصبة لتأجيج الغضب ضد النخب السياسية والاقتصادية. فبدل أن تُحمَل المؤسسات المالية المسؤولية، صُورت الأزمة كجزء من مؤامرة أوسع تستهدف المواطن الأميركي العادي. ومن هنا وُلدت موجة جديدة من الشعبوية اليمينية التي غذت بدورها نزعة القومية المسيحية البيضاء.
الطريق إلى ترامبعندما وصل باراك أوباما إلى الرئاسة 2008، تضاعف هذا الشعور بالتهديد داخل القواعد اليمينية المحافظة. فقد بدا انتخاب رئيس أميركي من أصول أفريقية وكأنه الدليل النهائي على أن "الأمة القديمة" تفقد سيطرتها.
ولم يكن رفض أوباما عند كثيرين مجرد خلاف سياسي، بل اتخذ شكل أزمة وجودية. وتحول خطاب "استعادة الوطن" إلى شعار جامع، غذته الشائعات حول هوية الرئيس ومعتقده، رغم أنها كانت بلا أساس.
وفي هذه البيئة، وُلدت حركة "حفل الشاي" الشعبوية اليمينية المتطرفة التي أعادت تشكيل الحزب الجمهوري من الداخل، عبر خطاب يجمع بين رفض تدخل الدولة، والمطالبة بهوية أميركية إقصائية في مواجهة "الغرباء".
وكان لهذا التيار دور أساسي في تمهيد الطريق لصعود دونالد ترامب لاحقا، إذ فتح المجال أمام خطاب أكثر صراحة في معاداته للمهاجرين وللنخب السياسية.
لقد وجد ترامب في هذا المناخ أرضا خصبة لحملته الانتخابية 2016. ولم تكن شعاراته حول "بناء الجدار" و"أميركا أولا" و"استعادة العظمة" إلا صدى لما راكمته المسيحية القومية البيضاء لعقود. لكنه أضاف عنصرا جديدا: الجرأة على تحويل هذه الشعارات إلى خطاب سياسي رسمي مباشر لا يلتزم بضوابط اللغة التقليدية.
بذلك، لم يعد التيار مجرد قوة ضغط على الحزب الجمهوري، بل أصبح في صميم السلطة السياسية نفسها. ومع رئاسة ترامب، بلغت المسيحية القومية البيضاء لحظة غير مسبوقة من النفوذ، إذ أصبح خطابها يُبث من أعلى منصب في الدولة، ويترجم إلى سياسات عملية في الهجرة، والعلاقات الدولية، ومفهوم المواطنة ذاته.
من الانفجار إلى عودة الصعودبعد اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير/كانون الثاني 2021، بدا أن الولايات المتحدة قد دخلت مرحلة جديدة من تاريخها السياسي. لقد كشف الحدث عن هشاشة النظام الديمقراطي في مواجهة تعبئة جماهيرية مسكونة بفكرة "استعادة أميركا" في صورتها المتخيلة، وأظهر أن الانقسام الداخلي تجاوز حدود الجدل السياسي إلى مستوى أكثر خطورة. ورغم أن المؤسسات تمكنت من احتواء المحاولة الانقلابية، فإن الصدع الذي انكشف لم يلتئم، بل تعمق خلال الأعوام اللاحقة.
وخلال ولاية جو بايدن، ظل هذا التيار حاضرا بقوة في المشهد، حتى وإن كان خارج السلطة التنفيذية. فقد استثمر أتباعه كل أزمة – من تداعيات جائحة كورونا إلى التضخم الاقتصادي وملف الهجرة – لإعادة طرح خطابهم عن اختطاف الوطن وضياع هويته الأصيلة.
ولم تكن معارضتهم مجرد نقد للسياسات، بل تجسيدا لرؤية تعتبر أن الحكومة القائمة لا تمثل "الأمة الحقيقية". ومع استمرار هذا الضغط، بقيت الأرضية مهيأة لعودة اليمين القومي إلى موقع القرار.
وفي الوقت ذاته، توسعت شبكات الإعلام البديل والجماعات المنظمة التي غذت السردية القائلة إن الولايات المتحدة تخوض معركة وجودية. وباتت منصات التواصل الاجتماعي ساحة رئيسة لبث رسائل التعبئة، حيث امتزجت الأخبار الكاذبة بنظريات المؤامرة واللغة الدينية التعبوية. ومن خلال هذه الشبكات، تعزز شعور واسع بين المؤيدين بأنهم جزء من حركة تاريخية كبرى لا تتوقف عند حدود الانتخابات.
وعندما ترشح دونالد ترامب مجددا في انتخابات 2024، لم يكن مجرد سياسي يسعى إلى استعادة الرئاسة، بل رمزا لتلك الحركة التي رأت فيه قائدا مُكلفا بمهمة إنقاذ الأمة. وهكذا، جاءت عودته إلى البيت الأبيض 2025 لتشكل لحظة ذروة لمسار طويل بدأ منذ ستينيات القرن الماضي، حيث بات التيار القومي المسيحي الأبيض في موقع غير مسبوق من النفوذ.
إن هذه العودة لم تكن مجرد انتصار انتخابي، بل انعكاسا لحالة استقطاب داخلي عميقة تشبه في ملامحها حربا أهلية باردة. فالمجتمع الأميركي اليوم منقسم بين رؤيتين متناقضتين: واحدة ترى في التعددية والاندماج أساس المستقبل، وأخرى تؤمن بأن الخلاص يكمن في إعادة تعريف الدولة ككيان مغلق على هوية واحدة. ولا يقتصر هذا التناقض على الخطاب، بل يتجلى في السياسات، وفي الحياة اليومية، وفي العلاقات بين المواطنين أنفسهم.
نحو مفترق طرقإن الولايات المتحدة تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق حاسم. فصعود المسيحية القومية البيضاء ليس مجرد موجة عابرة، بل هو مشروع متجذر يمتد عبر المؤسسات الدينية والسياسية والإعلامية، ويستند إلى سردية تاريخية عميقة الجذور. وما يجعله أكثر خطورة أنه لا يرى الديمقراطية التعددية قيمة في ذاتها، بل يعتبرها عقبة أمام"استعادة الهوية الأميركية" الموعودة.
إعلانلقد أظهر التاريخ الحديث أن هذا التيار قادر على التحول من قوة احتجاج إلى قوة حكم، وأنه يملك من الأدوات ما يمكنه من إعادة تشكيل الخطاب العام في البلاد. وفي ظل وجود ترامب في البيت الأبيض، فإن المشروع الذي طالما عمل على تهميش الآخر، وتعزيز الامتيازات التاريخية للعرق الأبيض والهوية المسيحية، قد وجد فرصة جديدة للتنفيذ على نطاق واسع.
لكن ما يدعو إلى القلق ليس فقط موقع هذا التيار في السلطة، بل حالة الاستقطاب التي باتت تقسم المجتمع الأميركي إلى معسكرين لا يلتقيان. فاللغة المستخدمة، والرموز المستدعاة، والتهديدات المتبادلة، كلها توحي بأن البلاد تعيش حالة صراع بارد ممتد، تتخلله لحظات توتر قابلة للانفجار.
إن هذه الدينامية، إذا استمرت على المدى الطويل، تنذر بأن مستقبل الولايات المتحدة قد يكون محفوفا بمخاطر انزلاق غير مسبوق إلى مواجهة أهلية فعلية.
وهنا تكمن خطورة اللحظة الراهنة: فالتاريخ يعلمنا أن الأمم لا تنحدر إلى الاحتراب الأهلي فجأة، بل عبر مسار طويل من التراكمات، حيث تتحول السياسة إلى معركة هوية، ويتحول الخلاف إلى عداوة، ويصبح العيش المشترك هشا ومعرضا للانهيار.
إن الولايات المتحدة، في ظل هذا الصعود للقومية المسيحية البيضاء، تبدو اليوم وكأنها تسير بخطى متسارعة على هذا المسار المقلق.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline