وفد من البحوث الفلكية يشارك في اجتماعات هيئة اليونسكو للحد من المخاطر
تاريخ النشر: 3rd, October 2023 GMT
شارك وفد من المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية برعاية الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، ، برئاسة الدكتور جاد القاضي رئيس المعهد في اجتماعات مُبادرة الحد من المخاطر التابعة لهيئة اليونسكو، بحضور 20 دولة من الدول الأعضاء في اليونسكو والأعضاء في المبادرة.
وأشار د. جاد القاضي إلى أن الاجتماعات تناولت أحدث التطورات في مجال مواجهة مخاطر الزلازل على مستوى العالم بشكل عام، وعلى مستوى الدول الأعضاء بشكل خاص، فضلًا عن نتائج الأنشطة التي قامت بها كل دولة لتحقيق أهداف المُبادرة، كما تم عرض بعض التوصيات الخاصة بمنطقة الزلزال الذي ضرب الأراضي التركية والسورية في فبراير من هذا العام.
وأوضح د.جاد القاضي، أن الدور المصري في الاجتماعات تضمن ترجمة الدليل العملي؛ لمواجهة مخاطر الزلزال من اللغة الإنجليزية إلى اللغة العربية؛ لاعتماده كدليل مرجعي في مجال التوعية ومجابهة المخاطر الزلزالية، كما تضمنت الجهود قيام الحكومة المصرية بتحديث الإستراتيجية الوطنية لمواجهة مخاطر الزلازل، وتحديث منظومة الرصد الوطنية، وتوسيع مكوناتها لتشمل تداعيات التغيرات المُناخية، وكذا إعداد دليل استرشادي لمواجهة تلك المخاطر، والذي قام مجلس الوزراء المصري بتعميمه على المحافظات والجهات المعنية.
كما تطرق رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية في محاضرته إلى قيام المعهد بتأسيس المركز الإفريقي لدراسات إدارة المخاطر الطبيعية (ADMIR)، كوحدة بحثية ذات طبيعة خاصة بالمعهد، والتي تتبناه المفوضية الإفريقية للعلوم والتكنولوجيا والابتكار خلال اجتماعها السنوي في مومباسا مارس 2023 كأحد مراكز التميز الإفريقية في هذا المجال، مشيرًا إلى أن المركز الإفريقي يعتبر إحدى الأدوات التي من خلالها يقوم المعهد بمد يد التعاون مع الأشقاء في إفريقيا للحد من آثار المخاطر الطبيعية وعلى رأسها الزلازل والبراكين والتسونامي.
وعلى هامش فعاليات اجتماعات المبادرة، تم تنظيم يوم خاص لعرض الأبحاث التي تمت على هذا الزلزال، سواء من الناحية الجيولوجية أو الهندسية في ضوء كمية الضحايا والخسائر التي حدثت في المنطقة جراء هذا الزلزال وتوابعه، وفي مجال الحد من المخاطر وتقليل الكوارث تضافرت جهود الدول الأعضاء في المبادرة في عرض أحدث تقنيات أكواد البناء والأحمال الزلزالية، وكذلك الأبحاث الهندسية لتصميم المباني التي تتحمل الزلزال الكبيرة.
كما تم ترتيب زيارة لعدد من المناطق المنكوبة من الزلزال الذي ضرب الأراضي التركية خلال فبراير الماضي، منها كهرمان مرعش، جولباشى، ساناليفر؛ للوقوف على مدى الدمار الذي لحق بتلك المناطق، وأيضًا استخلاص الدروس الهامة جيولوجيا وهندسيا لمواجهة مثل تلك المخاطر في باقي الدول المشاركة.
ومن جانبه، قام فريق من كل من جامعة إسطنبول التكنولوجية وجامعة طوكيو اليابانية بعرض نتائج الزيارات الميدانية التي قام بها الفريق إلى منطقة الزلزال، وعرض بعض الآراء ووجهات النظر والآليات التي يتحتم على الدول استخدامها للحد من مخاطر وتبعات ذلك الزلزال الكبيرة، وبحث سبل تعزيز وبناء القدرات للدول الأعضاء في مواجهة مخاطر الزلزال والتسونامي، من خلال برامج التدريب المشتركة، وتوفير الدعم الفني وبعض الإمكانات المادية لتسهيل تبادل الباحثين بين الدول الأعضاء.
جدير بالذكر، أن مصر كانت قد استضافت اجتماعات تلك المبادرة خلال عام 2017، بمناسبة ذكرى مرور 25 عامًا على الزلزال الذي ضرب القاهرة عام 1992 في مقر المعهد بحلوان، كما أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية من خلال المنظومة الوطنية للأرصاد يقوم بمراقبة ومتابعة النشاط الزلزالي في مصر، وفي المنطقة الإقليمية، كما أنه من خلال بروتوكولات التعاون المشتركة، يقوم بتبادل وجهات النظر وأحدث الأبحاث في تلك المجالات؛ للعمل على الحد من تأثير تلك المخاطر الطبيعية، فضلًا عن قيام المعهد من خلال المركز الإفريقي لإدارة المخاطر الطبيعية بالتعاون الفني مع عدد من الشركاء في القارة الإفريقية، منهم السودان، والكونغو الديمقراطية، والمغرب، ونيجيريا، وغانا، ورواندا، وجارِ توسيع دائرة التعاون؛ بما يحقق حماية المصالح المشتركة والمشروعات الاستراتيجية في أنحاء القارة الإفريقية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المخاطر الطبیعیة القومی للبحوث الدول الأعضاء الأعضاء فی من خلال
إقرأ أيضاً:
سادس أقوى زلزال بالتاريخ.. ما سر الضربة التي تلقتها روسيا اليوم؟
في فجر 30 يوليو/تموز 2025، ضرب زلزال بلغت قوته 8.8 درجات على المقياس ساحل شبه جزيرة كامتشاتكا في أقصى شرقي روسيا، ليصبح أحد أهم الأحداث الزلزالية في التاريخ الحديث.
ألحق الزلزال أضرارا بالمباني وأصاب عدة أشخاص في المنطقة الروسية النائية، وبسبب قوته، صدرت أوامر بإخلاء معظم الساحل الشرقي لليابان، الذي دمره زلزال بقوة 9 درجات على المقياس، مع وتسونامي في عام 2011.
ويوضع هذا الزلزال في الترتيب السادس بقائمة أشد الزلازل المسجلة قسوة إلى الآن، إلى جانب زلزال "بيو بيو"، الذي ضرب دولة تشيلي، قبالة شاطئ منطقة ماولي التشيلية على عمق 35 كيلومترا تحت سطح البحر، يوم السبت 27 فبراير/شباط 2010.
ويأتي ذلك بعد زلزال وتسونامي فالديفيا أو زلزال تشيلي العظيم، الذي حدث في 22 مايو/أيار 1960، وقد وضعته معظم الدراسات عند 9.4-9.6 على المقياس، ورتب على أنه أقوى زلزال تم تسجيله على الإطلاق، استمر 10 دقائق، وتراوحت أعداد ضحاياه بين ألف و6 آلاف شخص.
وقد صنف الزلزال الذي ضرب شبه جزيرة كامتشاتكا في روسيا اليوم على أنه "زلزال دفعي ضخم"، ويحدث هذا عند حدود الصفائح التكتونية المتقاربة، حيث تجبر إحدى الصفائح التكتونية على الانحشار تحت الأخرى.
ولفهم الفكرة تخيل أن الأرض بحجم التفاحة، في هذه الحالة ستكون القشرة الأرضية بحجم قشرة التفاحة الرقيقة، لكن هناك اختلاف، فقشرة الأرض مقسمة إلى "صفائح تكتونية" متداخلة كما تتداخل قطع الأحجيات الورقية التي يطلب منك تجميعها للحصول على صورة جميلة.
الصفائح التكتونية هي قطع ضخمة من صخور القشرة الأرضية تطفو فوق طبقة منصهرة جزئيا تُسمى "الوشاح".
وتتحرك هذه الصفائح ببطء بسبب تيارات حرارية في باطن الأرض، وقد تصطدم أو تبتعد أو تنزلق بجانب بعضها، وتسبب حركتها الزلازل والبراكين وتُشكّل الجبال والمحيطات على مدى ملايين السنين.
في هذه الحالة، وقع الزلزال على طول خندق كوريل-كامتشاتكا، وهو عبارة عن منخفض عميق وضيق تحت سطح البحر يقع في شمال غرب المحيط الهادي، وقد نشأ عبر ملايين السنين نتيجة تقارب صفيحتين تكتونيتن: صفيحة المحيط الهادي وصفيحة أوخوتسك، بعمق 10 آلاف و542 مترا.
إعلانفي هذه المنطقة، تغوص صفيحة المحيط الهادئ تحت صفيحة أوخوتسك، وتُنتج الطاقة المنبعثة من هذه التحولات التكتونية موجات زلزالية قوية، مما يجعل هذه النوعية الزلازل من أقوى الزلازل المسجلة عالميًا.
يحدث الانزلاق بشكل تدريجي على مدار ملايين السنين، حيث تتراكم الضغوط عند حافة الصفائح، وعندما تصبح هذه الضغوط غير قابلة للتحمل، يحدث تحرر مفاجئ للطاقة في شكل زلزال.
بمجرد أن تتحرر الطاقة المخزنة في الصخور الملتوية، تحدث اهتزازات قوية جدا، تنتقل عبر الطبقات الجيولوجية على شكل موجات زلزالية، مما يؤدي إلى تدمير في المناطق المتأثرة.
وتختلف هذه النوعية عن الزلازل المعتادة، التي تحدث عادة بسبب حركات جانبية بين الصفائح التكتونية مثل الانزلاق الأفقي أو العمودي، وليس انحشار صفيحة تكتونية تحت الأخرى.
في الواقع، شهدت المنطقة نفسها من قبل الزلزال الواقع في الترتيب الخامس بقائمة أقوى زلزال على الإطلاق، وهو زلزال كامتشاتكا 1952 بقوة 9 درجات على المقياس، حيث انزلقت صفيحة محيطية (المحيط الهادي) تحت صفيحة أوخوتسك، على امتداد خندق كوريل-كامتشاتكا.
تسونامي متوسط وزلازل تابعةتسبب هذا الزلزال في تسونامي ضخم اجتاح سواحل روسيا، ووصل تأثير التسونامي إلى هاواي وسبب أضرارًا هناك، كما تم تسجيل موجات على شواطئ ألاسكا وتشيلي.
حينما انزلقت صفيحة المحيط الهادي تحت صفيحة أوخوتسك، فإن هذا النوع من الحركة لا يكون أفقيا فقط، بل يتضمن رفعا مفاجئا لقاع البحر خلال ثوانٍ قليلة، بالضبط كما تضع يديك داخل الماء ثم تحركهما للأعلى، فتلاحظ ظهور موجة أعلى سطح الماء.
في حالة المحيط، فهذا الارتفاع يزيح مليارات الأطنان من الماء للأعلى، مسببًا موجات ضخمة تنتشر بسرعة في كل الاتجاهات.
ونظرا لشدة الزلزال الروسي البالغة 8.8 درجات، فقد حدث تسونامي كبير على طول مناطق الاندساس، أثرت على شبه جزيرة كامتشاتكا، ودفعت إلى إصدار تحذيرات بالإخلاء في جميع أنحاء المحيط الهادي، بما في ذلك اليابان وهاواي وألاسكا.
وقد بلغ ارتفاع موجات تسونامي المرصودة حوالي 4 أمتار، ورغم أن هذه الموجات ليست بحجم بعض موجات تسونامي التي شهدناها في التاريخ، فإنها لا تزال قادرة على التسبب في أضرار جسيمة على طول المناطق الساحلية.
ويظل احتمال وقوع المزيد من موجات تسونامي قائما، رغم أنها ستكون على الأرجح أصغر من الموجات الأولية، وقد تتضاءل شدتها مع انتشارها عبر المحيط الهادي، وتواصل السلطات في المناطق المعرضة لتسونامي مراقبة مستويات سطح البحر وإصدار التحذيرات.
ومن العواقب الشائعة الأخرى للزلازل ذات الدفع الهائل حدوث الهزات الارتدادية، وهي زلازل أصغر حجما تتبع الحدث الزلزالي الرئيسي، حيث تتكيف قشرة الأرض مع التحولات الناجمة عن الزلزال الأولي، وتعد الهزات الارتدادية شائعة في المناطق المتضررة من الزلازل الكبيرة، ويمكن أن تستمر لأيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
في حالة زلزال اليوم، تم تسجيل عدة هزات ارتدادية بالفعل، بقوة تصل إلى 6.9 درجات، ورغم أن هذه الهزات الارتدادية أقل شدة من الزلزال الرئيسي، فإنها قد تكون قوية بما يكفي لإحداث المزيد من الأضرار، لا سيما في المباني والبنية التحتية التي أضعفها الزلزال الأولي.
إعلان