مخاطر الأنترنيت تهدد 40 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية (دراسة)
تاريخ النشر: 4th, October 2023 GMT
أفادت دراسة أجرتها مؤخرا شركة “كاسبرسكي” الرائدة عالميا في مجال الأمن السيبراني، والتي قدمت نتائجها اليوم الثلاثاء بالرباط، بأن نحو 40 في المائة من المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب تعتبر أنها معرضة لمخاطر الأنترنيت.
وقال باسكال نودين، مسؤول شركة “كاسبرسكي” في المغرب وتونس، الذي كان يتحدث خلال مؤتمر خصص لعرض نتائج الدراسة المذكورة بعنوان “التهديدات السيبرانية، الممارسات الرقمية والاستثمارات ومدى نضج المقاولات المغربية”، إن هذه الدراسة التي تأتي في سياق يتميز بنمو رقمنة المقاولات الصغرى والمتوسطة في المغرب، تكشف عن تنامي الوعي بالتهديد المتزايد للهجمات السيبرانية.
وأضاف نودين أن هذه الدراسة، التي أجرتها كاسبرسكي، بتعاون مع مكتب الأبحاث (أرلينغتون ريسيرش)، والتي شملت 300 مقاولة مغربية تضم ما بين 10 و250 مستخدما، كشفت أيضا عن أن معظم المقاولات التي شملها الاستطلاع لم تخضع لأي تكوين بشكل كاف لمواجهة المخاطر السيبرانية وعواقبها.
وأشار إلى أن المقاولات الصغرى والمتوسطة التي شملها الاستطلاع تدرك المخاطر المحتملة لحوادث الأمن السيبراني، حيث تخشى 42 في المائة منها من فقدان الزبناء، و40 في المائة من الخسائر المالية، و44 في المائة من فقدان البيانات الحساسة، معتبرة أن المغرب يبدو كبلد يشهد تنامي وعي المقاولات الصغرى والمتوسطة بأهمية الأمن السيبراني.
وسجل المتحدث ذاته، أن المقاولات المغربية واعية بضرورة حماية نفسها. ومع ذلك، وعلى غرار العديد من البلدان، يكمن المشكل في استغلال المعلومات والبيانات التي توفرها الحلول التكنولوجية، مشددا على أهمية الاستثمار في حلول قوية للأمن السيبراني لحماية المقاولات الصغرى والمتوسطة من مخاطر التهديدات السيبرانية.
وعلى الرغم من أن 65 في المائة من المقاولات المستطلعة تعتقد أنها تتمتع بحماية جيدة، إلا أن إحساسها بالأمان يعتمد غالبا على استخدام حل مكافحة الفيروسات الإلكترونية، وهو ما لا يكفي لضمان الحماية الكافية.
وقال نودين، في هذا الصدد، “في الواقع، هناك تباين كبير بين تصور أمن المقاولات الصغرى والمتوسطة وواقع استعدادها في ما يتعلق بالأمن السيبراني”، مشيرا إلى أنه يتعين على المقاولات ذاتها توقع المخاطر السيبرانية واعتماد تدابير مناسبة في مواجهة صعود الجرائم الإلكترونية من أجل حماية أنظمتها المعلوماتية.
وفضلا عن ذلك، حدد نودين نقاط الضعف الرئيسية التي يتعين على المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية إيلاء اهتمام خاص بها خلال عام 2023، موضحا أن هذه المخاطر تشمل التسرب المحتمل للبيانات، والذي يتسبب فيه المستخدمون، والهجمات من نوع “دوس” (الحرمان الموزع من الخدمة)، والروابط الضعيفة في سلسلة التوريد، والبرامج الضارة، وكذلك تقنيات الهندسة الاجتماعية، وكلها تمثل تحديات كبيرة في ما يتعلق بالأمن السيبراني.
واستهدفت هذه الدراسة، التي أجريت في الفترة من 7 إلى 24 يوليوز 2023، المقاولات الصغرى والمتوسطة المغربية العاملة في مختلف القطاعات، من أجل فهم أفضل لتصورها للأمن السيبراني ومستوى معرفتها، وكذا التدابير التي اتخذتها لمواجهة التهديدات السيبرانية.
كلمات دلالية القرصنة المخاطر الإلكترونيةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: القرصنة من المقاولات فی المائة من
إقرأ أيضاً:
دراسة علمية: الإمارات تمثل انطلاقة لتحول جذري في مستقبل الزراعة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةكشف فريق بحثي دولي خلال دراسة رائدة نُشرت في مجلة «ساينس»، إحدى أبرز المجلات العلمية في العالم، عن أن المجتمعات الميكروبية الكامنة تحت سطح التربة الصحراوية قد تمثل مفتاحاً لتحول جذري في مستقبل الزراعة المستدامة، بدءاً من دولة الإمارات العربية المتحدة.
فعلى الرغم من أن التربة الجافة والمتدهورة قد تبدو خاملة، فإن ما يجري في أعماقها يروي قصة مغايرة، قصة تبادل حيوي مستمر بين جذور النباتات والميكروبات المحيطة بها، تتشكّل من خلاله علاقة تفاعلية تؤثر في الطرفين بطرق دقيقة لكنها ذات أثر بالغ.
وتتناول الورقة العلمية الجديدة، التي شارك في إعدادها باحثون من الجامعة الأميركية في الشارقة، هذا التفاعل المعقد، وتقترح نموذجاً زراعياً جديداً قائماً على علم البيئة ومدعوماً بأبحاث امتدّت لعقود.
وقد جاءت الدراسة ضمن جهد علمي استمر عاماً كاملاً على علم البيئة، وضم الدكتور جون كليرونوموس، أستاذ الأحياء والكيمياء والعلوم البيئية، نائب عميد البحث العلمي والابتكار في كلية الآداب والعلوم بالجامعة الأميركية في الشارقة، إلى جانب الأساتذة قوانغتشو وانغ، فوسو زانغ وجونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية، والأستاذ ويم فان دير بوتن من المعهد الهولندي لعلم البيئة وجامعة فاخينينغن.
تركز الدراسة على مفهوم «التغذية الراجعة بين النبات والتربة»، الذي يوضح كيف تسهم النباتات، من خلال جذورها وإفرازاتها الكيميائية، في تشكيل المجتمعات الميكروبية في التربة، والتي تؤثر بدورها على قدرة النباتات في امتصاص المغذيات والمياه، ومقاومة الأمراض. وتعتمد فعالية هذه الحلقة التفاعلية على كيفية إدارتها، ما قد يُضعف النظام الزراعي أو يعززه.
وبالنسبة لدولة الإمارات، حيث تُواجه الزراعة تحديات مثل ملوحة التربة، وانخفاض نسبة المواد العضوية، وندرة المياه العذبة، فإن هذا النموذج يوفر مساراً عملياً نحو زراعة أكثر استدامة.
ويعمل الدكتور كليرونوموس وفريقه في الجامعة حالياً على تطبيق هذا النموذج في تجارب ميدانية تُستخدم فيها لقاحات ميكروبية، والتي هي فطريات أو بكتيريا نافعة تُضاف إلى التربة لدعم صحة النبات، إلى جانب محفزات حيوية طبيعية تساعد النباتات على النمو وتحسين مقاومتها للحرارة والتربة الفقيرة.
وتُجرى حالياً تجارب على محاصيل صحراوية مثل القمح ونخيل التمر، لقياس أدائها تحت ظروف بيئية قاسية عند دعمها بالميكروبات المناسبة.
وقال الدكتور كليرونوموس: «لطالما شكّلت العلاقة بين النباتات والميكروبات عنصراً حيوياً في النظم البيئية، لكن الفارق الحقيقي يكمن في كيفية إدارة هذه العلاقة، خصوصاً في البيئات الهشة. هذا البحث يدفعنا لإعادة التركيز من الإنتاج السريع إلى استدامة وظائف التربة على المدى الطويل».
وتُعيد الدراسة أيضاً تسليط الضوء على تقنيات الزراعة التقليدية مثل تدوير المحاصيل، والزراعة المختلطة، والحراثة المحدودة، باعتبارها ممارسات مدروسة بيئياً، تُسهم في تعزيز الحياة الميكروبية داخل التربة.
وقالت الدكتورة جونلينغ زانغ من جامعة الزراعة الصينية وأحد المشاركين في إعداد الدراسة: «تمثل الحياة الميكروبية مورداً غير مُستغل بالشكل الكافي في الزراعة. وعندما نُعزز العمليات الحيوية في التربة، فإننا نُنشئ أنظمة أكثر استدامة وتكيفاً، وأكثر توافقاً مع منطق عمل النظم البيئية في الطبيعة».
وتشير الدراسة أيضاً إلى تطورات علمية حديثة في مجال النبات، حيث يعمل الباحثون على تحديد الجينات والإشارات الجزيئية التي تتحكم في تواصل الجذور مع الميكروبات، تمهيداً لتطوير أصناف نباتية تتفاعل بشكل أكثر فعالية مع البيئة الميكروبية للتربة، في توجه علمي واعد يدمج علم الأحياء الجزيئية بعلم الزراعة.
وكانت الجامعة الأميركية في الشارقة قد أطلقت «مجموعة الشارقة لأبحاث الزراعة المستدامة» وتضم المجموعة من الجامعة الأميركية في الشارقة كلاً من الدكتور جون كليرونوموس، والدكتور محمد أبو العيش، أستاذ العلوم البيئية، والدكتور طارق علي، أستاذ الهندسة المدنية، بالإضافة إلى الدكتور علي القبلاوي من جامعة الشارقة.