مؤتمر صحفي الإثنين المقبل.. انطلاق مهرجان الموسيقى العربية 32 بالأوبرا 24 أكتوبر
تاريخ النشر: 5th, October 2023 GMT
تعقد دار الاوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر مؤتمراً صحفياً في الواحدة والنصف بعد ظهر الاثنين 9 أكتوبر بالمسرح الصغير للإعلان عن تفاصيل الدورة 32 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية التى يديرها المايسترو هانى فرحات وتقام فى الفترة من 24 أكتوبر حتى 2 نوفمبر المقبل تحت رعاية وبحضور الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة.
يشهد المؤتمر مجموعة من الإعلاميين ووكالات الأنباء العالمية والمحطات التليفزيونية الأرضية والفضائيات العربية والأجنبية ومختلف وسائل الاعلام والشبكات الاذاعية.
وعلى جانب آخر تحتفل دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتور خالد داغر بمرور 35 عام على افتتاحها بثلاثة أمسيات إبداعية متنوعة تقام مساء الأحد 8 أكتوبر.
ففي السابعة والنصف مساء على المسرح الكبير وبالتعاون مع سفارة كازاخستان بالقاهرة وصندوق دعم الثقافة الكازاخستانية بأوروبا تعرض المسرحية التاريخية( بيبرس الأسطورة) بمناسبة مرور 800 عام على ميلاد السلطان الظاهر ركن الدين بيبرس وتروى سيرته الذاتية التى شهدت بطولات وانتصارات واحلام نجح فى تحقيق بعضها.
وفى الخامسة مساء يحتضن المسرح الصغير وبالتعاون مع سفارة اليابان بالقاهرة تعرض ثلاثة افلام وثائقية من صناعة مهرجان نارا اليابانى الدولى للفيلم هم اينورى، فانتازيا منتصف الصيف و ذئاب الشرق وتهدف إلى إلقاء الضوء على معالم مدينة نارا التى تعد احد أجمل المناطق فى اليابان وسعيا لإبراز جمالها وطبيعتها وتعريف العالم بثراءها وتنوع الثقافة فى مجتمعها حيث تدور فكرة فيلم اينورى حول هجرة الأجيال الجديدة من بلدة كانوجاوا للمدن مع بقاء القليل منهم محافظين علي تاريخ بلدتهم، اما فانتازيا منتصف الصيف يدور حول رحلة اثنين من صانعى الافلام لتصوير عمل عن مدينة جوجو وخلالها يلتقيان بشخصين من السكان المحليين وتتوالى الاحداث وفيلم ذئاب الشرق يروى قصة الصياد اكيرا البالغ من العمر 75 عام الذى ترك عمله واصدقائه لممارسة هوايته فى صيد الذئاب.
وفي الثامنة والنصف مساء على مسرح الجمهورية تحيي فرقة عبدالحليم نويرة للموسيقى العربية بقيادة المايسترو أحمد عامر حفلا يضم مختارات من عيون الطرب يؤديها كل من نهاد فتحي ، أميرة أحمد ، زينب بركات ، تامر عبد النبي ، مصطفى النجدي وإسلام رفعت.
يذكر أن دار الاوبرا المصرية انشئت بمنحة من الحكومة اليابانية وافتتحت فى 10 اكتوبر 1988 وتضم عدة مسارح هي الكبير ، الصغير ، المكشوف والنافورة المستحدث الى جانب مسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية بالقاهرة ومسرح سيد درويش بالاسكندرية ومسرح اوبرا دمنهور بالبحيرة ومنذ افتتاحها تلعب دورًا هاماً في إثراء الحياة الفنية في مصر كما باتت مزاراً ومتنفساً فنياً لمختلف فئات الجمهور المصرى والجاليات العربية والاجنبية واتاحت الفرصة للفرق والفنانين الواعدين لتقديم تجاربهم الفنية المتفردة بالاضافة الى الفنون الجادة الراقية التى تختص بتقديمها من باليه واوبرا وموسيقى كلاسيكية وعربية وصالونات ثقافية ومعارض تشكيلية اضافة الى تنظيم مهرجانات متنوعة للموسيقى والغناء حتى باتت درة قلاع الفنون الجادة فى مصر والوطن العربى وقارة افريقيا واصبحت احد العلامات المميزة فى تاريخ مصر الثقافى والفنى بما تمتلكه من امكانيات فنية وبشرية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدكتورة نيفين الكيلاني المايسترو هاني فرحات الموسيقى العربية دار الاوبرا المصرية سفارة اليابان سفارة اليابان بالقاهرة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة نيفين الكيلاني
إقرأ أيضاً:
على عينك يا تاجر يفضح مافيا الثقافة العربية.. كيف تحوّل الإبداع إلى مقاولات؟
لم يعد الوسط الثقافي العربي مجرّد ساحة للإبداع وتنافس المواهب، بل صار- في جانب كبير منه- حلبة صراع خفي تتحكم فيها شبكات مصالح متشابكة، أشبه بمافيات منظمة، تتقاسم النفوذ والجوائز والمنابر والمهرجانات، هذه الحقيقة لم تعد مجرّد انطباع، بل تحولت إلى وقائع موثّقة وفضائح مكشوفة، كشف جانبًا كبيرًا منها كتاب «على عينك يا تاجر» للكاتب والشاعر عماد فؤاد، الذي قدّم واحدة من أشد الشهادات جرأة في نقد البنية الثقافية العربية، سواء داخل العالم العربي أو في المهجر.
الكتاب يفكك، بأسلوب ساخر وناقض، آليات صناعة «النجومية الأدبية» في عالم تحكمه الشللية والمحسوبية وتبادل المنافع، لا الموهبة أو الإنجاز الحقيقي.
وهذا التقرير يستند إلى أبرز ما كشفه الكتاب، محللًا الظاهرة وشارحًا خطورتها على المشهد الثقافي العربي.
«ماذا لو».. خيال يبدو مستحيلًا لكنه الواقع نفسه
يطرح عماد فؤاد في كتابه مجموعة أسئلة تبدو ساخرة: ماذا لو تلقيت دعوة لمهرجان عالمي بالخطأ؟، ماذا لو فازت روايتك الرديئة بجائزة كبرى؟، ماذا لو تاجر الكاتب بقضية وطنه في السوق الأوروبية؟
هذه الأسئلة، كما يوضح الكاتب، ليست خيالًا، بل مشاهد تتكرر في الوسط الثقافي العربي بشكل يدعو إلى الذهول، فكم من كاتب لا يمتلك أي حضور أدبي حقيقي تلقّى دعوات مبهرة لمجرد تشابه الأسماء، وكم من رواية ضعيفة حصدت جوائز كبرى فقط لأن صاحبها داخل «الحلقة الصحيحة».
عماد فؤاد يسمي هذه الظواهر بـ «المعجزات المضحكة»، لأنها تفضح التصدع العميق في منظومة الثقافة العربية، وتحول الأخطاء والهفوات الإدارية إلى شهادات عبقرية مزيفة.
احتكار الفعاليات.. نفس الأسماء.. نفس الصور.. نفس المقاولين.
يكشف الكتاب، بوضوح لا لبس فيه، عن حالة احتكار رهيبة للمنصات الثقافية العربية، يقول فؤاد إنك لو نظرت إلى معارض الكتب والمهرجانات من المحيط إلى الخليج ستجد المشهد نفسه: نفس الوجوه، نفس الضيوف، نفس «النجوم»، نفس الصور والتجمعات، بعض الأسماء لا تغادر المنصات إلا إلى المقابر.
وكل عام يتحول إلى نسخة طبق الأصل من سابقه، كأننا أمام «نظام توريث ثقافي» لا يسمح بظهور جيل جديد، هذه الاحتكارات جعلت الكثير من المثقفين يتساءلون عن انعدام «كرات الخجل» في دماء هؤلاء، كما يصف الكاتب ساخرًا.
سوق الأدب العربي في الغرب.. تجارة لا علاقة لها بالإبداع
يقتحم كتاب «على عينك يا تاجر» المنطقة الأكثر حساسية: الوسط الثقافي العربي في أوروبا، وما يكشفه الكتاب هنا أخطر مما يجري داخل العالم العربي نفسه، ففي الغرب، تتحول الثقافة إلى سوق مربحة، ويظهر ما يسميهم الكاتب بـ «مقاولي الثقافة العربية في الخارج»، هؤلاء يتحركون كشبكة منظمة: يسيطرون على جوائز، يحتكرون المنح، يديرون منصات إلكترونية تنشر أعمالهم أولًا، يرشّحون بعضهم للمهرجانات العالمية، ويحصلون، كل عام تقريبًا، على الامتيازات نفسها، والأهم: أن عددًا غير قليل منهم يستثمر قضايا بلده السياسية، يرفعها كشعار حينًا، ويتاجر بها حينًا آخر، لأنها مفاتيح جاهزة للتعاطف الغربي.
عماد فؤاد يقول بوضوح: «يكفي أن يمتلك الكاتب قضيتين حتى يتنقل بينهما كلاعِب سيرك».
المهرجانات العالمية.. بوابات مغلقة لا يدخلها إلا «أصحاب المفتاح»
يفضح الكتاب آليات عمل المهرجانات الأدبية الكبرى: لجنة ثابتة لا تتغير، عضو من كل بلد يرشّح أبناء بلده حصريًا، أسماء معينة تشارك كل عام دون انقطاع، تبادل دعوات ومصالح بين أعضاء الشبكات العربية في الخارج.
فلا يشارك شاعر فلسطيني في مهرجان «سيت» الفرنسي إلا بترشيح عضو اللجنة الفلسطيني، ولا يذهب شاعر مغربي إلى مهرجان عالمي إلا بترشيح عضو اللجنة المغربي، والأمر نفسه يتكرر في هولندا وألمانيا وإسبانيا.
هذا الاحتكار الدولي- كما يكشف الكتاب- أنتج «شِلَلًا» ممتدة عبر القارات، تتشارك الجوائز والمنصات، وتغلق الباب أمام أي صوت مستقل.
اللجان المانحة.. حيث يجلس المرشح في مقعد المحكم
من أخطر الحقائق التي يكشفها كتاب عماد فؤاد، وجود أسماء بعينها تتنقل بين ثلاث مواقع في آن واحد: عضو لجنة التحكيم، مرشح للجائزة، فائز بالجائزة، هذه الدائرة المغلقة تقضي نهائيًا على مبادئ العدالة والمنهجية، فالمعيار ليس القيمة الفنية، بل الانتماء إلى الشبكة.
ويورد الكتاب مثالًا صادمًا: كاتب عربي حصل على جائزة مالية كبيرة عن رواية إلى درجة أن مترجمًا- بعد قراءة 15 صفحة فقط- أعلن رغبته في «لكمه إن رآه يومًا»، لكن الجائزة منحت صاحب الرواية ثقة مزيفة جعلته يطمح بعدها إلى «نوبل».
السوشيال ميديا.. مصنع نجومية بلا موهبة
يرصد الكتاب ظاهرة أخرى، النجومية الزائفة التي تصنعها السوشيال ميديا، يكتب البعض النص نفسه كل يوم، بنفس المفردات، ويحصد مئات الإعجابات من جمهور لا يقرأ، ثم يتحول هذا التفاعل السطحي إلى دليل على «العبقرية»، وهكذا تصبح السوشيال ميديا جزءًا من اقتصاد الوهم الثقافي.
الشللية.. دولة داخل الدولة
ينتهي عماد فؤاد في كتابه إلى أن ما نشاهده اليوم ليس تكرارًا عشوائيًا للأخطاء، بل نظام كامل: شلل أدبية، تحالفات منظمة، تبادل مصالح، إقصاء ممنهج، تلميع متواصل لأسماء بلا رصيد، وخنق أي موهبة جديدة لمجرد أنها بلا ظهر.
ويؤكد أن «هدية تُهدى لتُسترد»، و«دعوة تُقدّم مقابل دعوة لاحقة» هو قانون غير مكتوب، لكنه ساري وفاعل بقوة.
ثقافة على حافة الانهيار
ما يقدمه كتاب «على عينك يا تاجر» ليس مجرد سرد أو فضفضة، بل كشف حقيقي لبنية ثقافية عربية تنهار تحت وطأة الفساد الأخلاقي والمجاملات والشللية والاحتكار، فالظاهرة لم تعد مجرد «سوء إدارة»، بل منظومة كاملة تحوّلت فيها الثقافة إلى سلعة، والشعر إلى تذكرة سفر، والقضية إلى رأس مال.
إن مستقبل الثقافة العربية لن يستقيم ما لم يتم الاعتراف بهذه التشوهات، ومواجهتها، وتفكيك احتكاراتها، وإعادة الاعتبار للموهبة الحقيقية التي تقف خارج الصفوف.. لأنها لم تتقن لعبة المقاولات.