سلط الزميل ببرنامج دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في "مجلس العلاقات الخارجية"، ستيفن كوك، الضوء على إرث مصر من حرب السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1973، واصفا إياه بأنه "يتلاشي".

وذكر كوك، في تحليل نشره بموقع المجلس وترجمه "الخليج الجديد"، أن الآثار السياسية الداخلية للحرب كانت مهمة في كل من مصر وإسرائيل، إذ خضعت الدولة العبرية لحساب سياسي لأن رئيس الوزراء ووزير الدفاع وقادة الجيش استهانوا بالتهديد المصري، ما أدى إلى استقالة رئيسة الوزراء، جولدا مائير، في الربيع التالي للحرب وسقوط حكومتها.

أما في مصر، فقد كان للحرب تأثير معاكس، بحسب كوك، إذ وصل الرئيس، أنور السادات، إلى السلطة عام 1970 بعد وفاة سلفه، جمال عبد الناصر، ووجد نفسه على الفور في صراع سياسي مع أنصار عبد الناصر الذين ظلوا في مناصب مؤثرة داخل القوات المسلحة والحزب السياسي الوحيد في مصر، الاتحاد الاشتراكي العربي.

وتفوق السادات على مراكز القوة هذه في عام 1971، لكنه اضطر إلى مواجهة تحديات سياسية أخرى، ففي أوائل عام 1972، نظم طلاب الجامعات في القاهرة والإسكندرية وأسيوط والمنصورة احتجاجات كبيرة ضد الرئيس المصري، ويرجع ذلك إلى تردده الواضح في شن حرب ضد إسرائيل، التي كانت بحلول هذا الوقت متحكمة بقوة في الضفة الشرقية لقناة السويس.

وعندما اندلعت الحرب في العام التالي، ومع النجاح المذهل الذي حققه التوغل المصري الأولي في سيناء وعجز إسرائيل عن دفع القوات المصرية إلى الجانب الغربي من القناة، تمكن السادات أخيرًا من تعزيز سلطته، وبعد ذلك تولى زمام الأمور.

واشتعلت معارضة حكم السادات أولاً في يناير/كانون الثاني 1977، عندما اندلعت المظاهرات في مصر احتجاجاً على خطة أوصى بها صندوق النقد الدولي، والتي دعت البلاد إلى تقليص دعم المواد الغذائية، ثم عادت إلى الظهور في صيف عام 1981، عندما انخرط السادات في حملة قمع جماعية لخصومه.

اقرأ أيضاً

ذكرى حرب أكتوبر.. قائد جيش الاحتلال يعترف بـ"أخطر فشل في تاريخ إسرائيل"

لكن بعد حرب أكتوبر، لم تكن سلطة السادات الرئاسية محل نزاع أو مساءلة، بحسب كوك، مشيرا إلى أن اغتيال الرئيس المصري في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1981، بينما كان يستعرض عرضاً عسكرياً، دفع خليفته، حسني مبارك، إلى سلوك طريق وسط بين الحماسة القومية التي تبناها عبد الناصر وأيدولوجية السادات.

وبينما سعى إلى "عدم تسييس مصر" من خلال التركيز على "الاستقرار من أجل التنمية"، اعتمد مبارك، الذي كان يقود القوات الجوية المصرية خلال حرب أكتوبر 1973، على دوره في الحرب باعتباره أحد ركائز شرعيته.

ولطالما وظفت الحكومة المصرية وحزب مبارك (الوطني الديمقراطي، المنحل الآن) حرب أكتوبر/تشرين الأول دعائيا، وربطا بوضوح بين الرئيس والنصر العسكري الذي حققته مصر، وجرى تصويره على أنه اليد الثابتة التي ستوجه "عبور مصر إلى المستقبل".

ومع مرور الوقت ووفاة العديد من قادة الجيش المصري، كانت العوائد السياسية للدور في حرب أكتوبر آخذة في التضاؤل، إذ لم يتمكن مبارك من استحضار هذا التاريخ المجيد لتثبيت حكمه في عام 2011، عندما انتفض المصريون ضده، وأجبروا الجيش على خلعه من السلطة.

ويقر كوك بأن عبور الجيش المصري لقناة السويس يظل علامة مهمة في تاريخ مصر الحديث، لكن الرئيس المصري الحالي، عبد الفتاح السيسي، الذي كان قائدا عسكريا قبل تولي السلطة في انقلاب عسكري عام 2013 على أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر (محمد مرسي)، يبعد جيلين عن عمر الضباط الذين أنجزوا العبور.

وفي الوقت الذي تواجه فيه مصر أزمة اقتصادية متصاعدة تركت البلاد مثقلة بالديون، ويواجه المصريون مستويات قياسية من التضخم، لا يستطيع السيسي استحضار حرب أكتوبر للمساعدة في الحفاظ على حكمه، حسبما يرى الزميل في مجلس العلاقات الخارجية.

وفي حين أن ذلك قد لا يكون نقطة ضعف قاتلة أمام استمرار قيادته، إلا أن السيسي "محروم من تاريخ شخصي مجيد ورؤية إيجابية للمستقبل"، بحسب كوك، مشيرا إلى أن نتائج الانتخابات الرئاسية، المقرر إجراؤها في ديسمبر/كانون الأول المقبل، ليست موضع شك، لكن غياب التاريخ والرؤية يساهم في ضعفه السياسي.

اقرأ أيضاً

وثائق بريطانية تكشف معلومات غير مسبوقة عن دور السوفييت في حرب أكتوبر

المصدر | ستيفن كوك/مجلس العلاقات الخارجية - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: ستيفن كوك مصر إسرائيل حرب أكتوبر جولدا مائير السادات جمال عبدالناصر حسني مبارك حرب أکتوبر فی مصر

إقرأ أيضاً:

زيزو: الأهلي عنوان النجاح وفرصة لكتابة التاريخ

قال أحمد مصطفى زيزو، لاعب الفريق الأول لكرة القدم بالنادي الأهلي، أنه أمامه فرصة ذهبية أمام أي لاعب لتحقيق النجاح ولكتابة التاريخ.

وأضاف: سعيد للغاية ومتحمس لخوض أول مباراة بقميص النادي الأهلي، وأشعر بحماس وشغف كبير لبداية تحدٍّ جديد مع الفريق، وأتطلع إلى تقديم بداية قوية مع الأهلي.

وقال إنه حصل على لقب زيزو من والده الذي كان يرتدي القميص رقم 10 وكان يعشق الكابتن عبد العزيز عبد الشافي نجم الأهلي السابق، وإنه حصل منه على نفس لقبه.

وأوضح: مفاوضات الانضمام للأهلي كانت إيجابية للغاية، وحاليًّا أضع كامل تركيزي في عملي بالملعب، ولم أتأثر بأي ضغوط خلال هذه الفترة، وكان لدي حماس كبير لارتداء قميص الأهلي.

كنت أملك عروضًا عديدة بمقابل مالي كبير، ولكني اخترت الأهلي لأنني أرغب في كتابة تاريخ جديد وتحقيق بطولات وشعبية داخل وخارج إفريقيا، وهو ما جعل الأهلي أفضل اختيار بالنسبة إليَّ.

وعن دور والده في انضمامه للأهلي أكد أنه كأي أب يتمنى أن يرى ابنه في المكان الأفضل، وأن يراه الأحسن في الدنيا، وقد ساعدني بشدة خلال الفترة الماضية.

وأضاف: سعيد للغاية بدعم جماهير الأهلي.. ورد الفعل على أنباء انتقالي للفريق جعلني أشعر بحماس كبير، وأعتقد أن حجم جماهيرية وكيان النادي الأهلي قد ظهر بشدة من خلال نسب المشاهدة والتفاعل مع فيديوهات انضمامي للفريق، ووصولي لهذا الرقم القياسي كان بفضل جماهير الأهلي التي أتمنى أن أسعدها بشكل عام.

وأشار زيزو إلى أن أغلب لاعبي الفريق تواصلوا معه وقدموا له التهنئة على انضمامه للأهلي، وأنه يرتبط بعلاقات وطيدة مع الجميع منذ فترة طويلة، وأنه قريب منهم جميعًا.

واستكمل: أي شخص يريد أن ينجح ويكتب التاريخ من الطبيعي أن يختار الانضمام للأهلي.. وسعيد للغاية بهذه الخطوة.

وعن المشاركة في بطولة كأس العالم للأندية للمرة الأولى، أكد أنه يشعر بحماس كبير، ويتمنى أن يقدم الفريق بطولة كبيرة وأن يسعد الجماهير، مؤكدًا أن اللعب في هذه البطولة مع فريق كبير بحجم الأهلي يمثل له إضافة كبيرة.

وعن مواجهة فريق إنتر ميامي الذي يضم الأرجنتيني ليونيل ميسي قال: تركيزي الأساسي أن أظهر بشكل مميز في أول مباراة لي مع الأهلي بغض النظر عن المنافس.. وكنت أتطلع دائمًا للتواجد في مثل هذه البطولات الكبيرة، والأهلي منحني هذه الفرصة.. أعتقد أن الفريق يستعد جيدًا وهناك جهاز فني يحضر للمباريات بقوة، وكلنا سوف نتعاون من أجل تقديم أفضل ما يمكن لإسعاد الجماهير.

وأشار إلى أن الأهلي يتواجد في مجموعة قوية وتضم فرقًا مميزة، ولكن سيتم التعامل مع كل مباراة بشكل مستقل، وأن وجود جهاز فني جديد يجعل الجميع يسعى بكل قوة من أجل تقديم أقصى ما لديه، ووجود أسماء متميزة في كل المراكز ظاهرة إيجابية وتساعد على الفوز بالبطولات.

وعن الموسم القادم قال: أتمنى أن نكون موفقين وأن نفوز بكل البطولات والألقاب بشكل عام، وبالتأكيد التحديات صعبة ولكننا سوف نقدم كل ما لدينا.

وأشار زيزو إلى أنه كان يأمل في اللعب بجوار نجم الفريق السابق محمد أبو تريكة وأنه يمتلك ذكريات عديدة عن كأس العالم للأندية وشرف كبير لي اللعب فيها مع الأهلي.. وأتذكر هدف الكابتن محمد أبو تريكة في مرمى كلوب أمريكا، وقد تمنيت اللعب بجانبه، وبإذن الله نتمكن من تحقيق إنجاز جديد، وقد شعرت بسعادة كبيرة بعد مساندة الجماهير، وهو ما منحني دوافع كبيرة في بداية مشواري مع الفريق.. أنا لا أطيق الانتظار لخوض أول مباراة لي، والجميع هنا في قمة التأهب لبداية المشوار.

وفي ختام حديثه وجه زيزو رسالة إلى إلى جماهير الأهلي أكد خلالها أنه شرف كبير له التواجد في النادي، وأنه سوف يقدم كل ما لديه، وأن الأهلي سوف يسعى لبذل كل ما يمكن خلال البطولة لإسعادهم.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ستجبر نشطاء مادلين على مشاهدة لقطات من هجوم 7 أكتوبر
  • بعد تصديق الرئيس السيسي على قوانين الانتخابات.. الأحزاب تبدأ سباق الاستعداد للترشح
  • حزب مصر أكتوبر: دعم أسرة الشهيد خالد شوقي بـ 10 آلاف جنيه شهريًا
  • آخر موعد للتقديم على شقق «صبا» في 6 أكتوبر وقيمة مقدم جدية الحجز
  • حزب السادات الديمقراطي يستعد للبرلمان بـ 19 مرشحًا فرديًا.. والقوائم قيد التقييم
  • مصير الأسرى الإسرائيليين في غزة منذ 7 أكتوبر
  • زيزو: الأهلي عنوان النجاح وفرصة لكتابة التاريخ
  • وادي فاطمة.. سحر الطبيعة وعبق التاريخ غرب المملكة
  • شارك بهجوم 7 أكتوبر.. إسرائيل تقتل القيادي أبو شريعة
  • عن التاريخ ـ المعلم الكبير