أصدر قادة الدول الأوربية اليوم، البيان الختامي لقمة غرناطة، معلنين فيه عن بدء عملية تحديد التوجهات والأولويات السياسية العامة للاتحاد الأوروبي للسنوات القادمة، وتحديد مسار عمل إستراتيجي لتشكيل المستقبل المشترك لصالح الجميع.
وبحثت القمة الأوربية عدداً من القضايا الجيوسياسية وعلى رأسها أزمة إقليم قره باغ.


وخلا البيان الختامي لقمة غرناطة من أي فقرة مخصصة لقضية الهجرة، التي شهدت انقسامات كبيرة بين دول الاتحاد، حيث يطالب بعضها بتشديد الإجراءات لمواجهة الهجرة غير الشرعية.
وأكد المجتمعون تعزيز الجاهزية الدفاعية والاستثمارية في القدرات من خلال تطوير القاعدة التكنولوجية والصناعية للكتلة الأوربية، والتركيز بشكل خاص على كفاءة الطاقة والموارد، والتدوير، وإزالة الكربون، والقدرة على الصمود في مواجهة الكوارث الطبيعية والتكيف مع تغير المناخ.
وشدد القادة الأوروبيون في قمة غرناطة على مواجهة التهديدات الإلكترونية والتلاعب بالمعلومات الأجنبية في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي، متعهدين بتعزيز الجاهزية الدفاعية والاستثمار في القدرات العسكرية.
الجدير بالذكر، أن أنظار العالم اتجهت إلي القمة الأوروبية التي عقدت في مدينة غرناطة الإسبانية بمشاركة 50 قائداً أوروبياً، في ظل الأزمات الإقليمية التي تهدد مستقبل التكتل الأوروبي.

المصدر: صحيفة الجزيرة

كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية

إقرأ أيضاً:

الطريق إلى زيكيم.. غزيون يبحثون عن لقمة عيش بين مخالب الموت

غزة- يخفي الشاب منار عبد الله دموعه أمام صغاره الثلاثة الذين يتلوون جوعا بعدما فشل في توفير طعام لهم منذ 3 أيام مع اشتداد المجاعة على سكان غزة، حينها قرر شق طريقه سيرا على الأقدام إلى منفذ "زيكيم" أقصى شمال غرب القطاع، في محاولة أخيرة منه لسد رمق أطفاله، رغم ما يحيط بها من مخاطر.

ترك الشاب زوجته وأطفاله في خيمتهم التي أقامها بحي الشيخ رضوان غرب مدينة غزة بعدما اضطر للنزوح من مخيم جباليا قبل 3 أشهر، وبدأ يختفي عن أنظارهم وكأنه يودعهم دون عودة.

بجسده الهزيل الذي يكتوي بأشعة الشمس الحارقة، اضطر منار لقطع مسافة تزيد عن 6 كيلومترات وصولا إلى النقطة الأخيرة التي يتمركز خلفها جنود الاحتلال على شارع الرشيد غرب مدينة بيت لاهيا، وبدأ يرقب حركة الشاحنات علها تتقدم تجاهه من منفذ زيكيم حيث تسمح إسرائيل بمرور قليل من الشاحنات المحملة بالمساعدات إلى شمال غزة.

جيش الاحتلال يسمح بمرور شاحنات مساعدات قليلة جدا ويتعمد استهداف الغزيين قرب زيكيم (الجزيرة)طريق الموت

تخطى الشاب الذي يحلم بالعودة بكيس طحين عشرات آلاف المجوعين المتكدسين على الطريق الساحلي على امتداد 3.6 كيلومترات ما بين المنطقة الواقعة بين منتجع بيانكو شمالا ومدخل مخيم الشاطئ الشمالي جنوبا، وجميعهم يأملون أن يعودوا بالقليل من الغذاء لأبنائهم المجوعين.

يصف منار الذي ضاقت به الدنيا الطريق إلى زيكيم، المصنفة إسرائيليا حمراء وتُعد منطقة قتال خطيرة، بالسير تجاه الموت الذي يخيم على المنطقة مع تعمد جنود الاحتلال قتل المجوعين.

يتزاحم المواطنون الشاخصة أنظارهم تجاه الشاحنات المرتقبة شمالا، ورغم أن العربات تعود محملة بالشهداء والمصابين الذين طالتهم نيران وقذائف الجيش الإسرائيلي إلا أنه لا مفر أمامهم سوى استكمال المسير.

بعد أكثر من ساعة ونصف من السير، وصل الشاب الثلاثيني إلى أقرب نقطة لوجود الجيش، حينها ازدادت دقات قلبه خوفا، ومع ذلك قرر الاحتماء بمكعب أسمنتي عله يقيه من النيران القادمة صوبه.

إعلان

يتعمد جيش الاحتلال إطلاق النار والقذائف المدفعية على المجوعين بشكل مباشر، رغم معرفته بأنهم جاؤوا طلبا للقمة العيش ولا يشكلون تهديدا عليه، ويرتكب الجنود كل يوم مجزرة بحقهم يروح ضحيتها العشرات ما بين شهداء ومصابين.

على وقع أصوات القصف وتحت سماء مشبعة بدخان الحرب، يمر الوقت ثقيلا على المجوعين المنتظرين لما يملأ بطون أطفالهم، ومع ذلك لا يفقدون الأمل حتى لو اقتربت الشمس من المغيب. يزداد الخوف الذي يخيم على منار ومن حوله مع انطلاق صفير الرصاص المتطاير فوق رؤوسهم، وسقوط الضحايا أمام أعينهم، ولا يستطيع أحد انتشالهم بسبب كثافة النيران، فيبقون لساعات غارقين بدمائهم.

بعض الغزيين يعودون بأكياس طحين أو يتقاسمونها وآخرون يعودون فارغي الأيدي (الجزيرة)مشاهد موجعة

ما إن اقتربت أضواء الشاحنات الواصلة مع دخول عتمة الليل حتى علت الأصوات وازداد الازدحام، واضطر البعض للدوس على الجثث الملقاة على الأرض نتيجة التدافع، هكذا يصف الشاب منار المشهد.

في تلك اللحظة يهرول الجميع تجاه الشاحنات المسرعة، هناك من يحالفه الحظ ويتمكن من انتزاع كيس طحين من فوقها، وآخرون تسبقهم الرصاصات القاتلة قبل أن يصلوا إلى الدقيق فتروّي دماؤهم الأكياس الشاهدة على تجويعهم، والكثيرون يعودون فارغي الأيدي بعد رحلة موت قاسية.

تمكن منار من تقاسم كيس دقيق مع شاب رافقه إلى رحلة الموت، احتضن حصته بين ذراعيه كأنه يحمل صغيره، وطار بها فرحا حيث خيمته، وخلال الطريق تبدأ رواية أخرى من الألم.

تقف نساء على امتداد الطريق المؤدي إلى الشاحنات يتوسلن الشباب الحاملين للطحين منحهن ولو قليلا منه، وأخريات يحاولن لململة ما سقط من طحين واختلط بالتراب، فيما قدمت بعض الأمهات للبحث عن أبنائهن الذين انقطع الاتصال بهم بعدما وصلوا إلى المكان.

يروي منار مشاهد من الألم عندما يُضطر مسنون للزحف أرضا علهم يحصلون على القليل من الطحين، وآخرون لا تقوى أجسادهم على الاستمرار حتى في الزحف فيغمى عليهم بانتظار من يحملهم لبيوتهم.

وما إن يهدأ غبار الشاحنات، وتنخفض أصوات المدافع والرشاشات، حتى يبدأ العائدون فارغي الأيدي مهمة أخرى: تغطية أجساد الشهداء بأكياس بلاستيكية كانت تغطي شاحنات الطحين، حيث ترقد الأجساد المجوعة، التي لن تعود إلى المكان الشاهد على تجويعها مرة أخرى، دون أن يحظى أطفالهم بما يخفف جوعهم.

استمرار التجويع

عاد منار بحذاء ممزق وقدمين متقرحتين من طول المشي، وجسد يكاد يقع من الجوع، وكل ما يملك بضع كيلوات من الطحين يهرول بها تجاه أطفاله المجوعين. كان القلق يلف الخيمة التي تقيم بها زوجته وأبناؤه، وهم يترقبون عودة والدهم، وما إن رأوه حتى تبدل حزنهم فرحا وهللوا "بابا جاب طحين".

يلقي بالدقيق الذي انتزعه من بين مخالب الموت داخل خيمته، بينما يمنح جسده الذي خارت قواه قسطا من الراحة عله يستفيق على خبر السماح بتدفق المساعدات إلى قطاع غزة دون أن يضطر لرحلة أخرى من الموت.

وفي الوقت الذي نجح فيه مئات الشباب بالحصول على الدقيق، يعود آلاف آخرون دون نتيجة، ينظرون إلى أطفالهم بنظرات منكسرة، ولا يستطيعون الإجابة على عيون دامعة تسألهم "بابا وين الطحين؟".

إعلان

ويعيش سكان غزة عزلة خانقة منذ 5 أشهر، مع إغلاق المعابر ومنع دخول الغذاء والمساعدات، جعلت أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون تجويعا قاسيا، ولا يجدون ما يأكلونه.

واستحدثت قوات الاحتلال الإسرائيلي منفذ زيكيم البري الواقع غرب بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة نهاية العام الماضي، لتمرير القليل من الشاحنات المحملة بالمساعدات، ومنذ ذلك الحين تحول إلى مصيدة موت.

واستشهد 213 فلسطينيا خلال انتظارهم المساعدات قرب زيكيم بما يشكل 19% من مجمل ضحايا منتظري المساعدات في مختلف أماكن القطاع والبالغ عددهم 1121 شهيدا، وذلك حسب إحصائية خاصة حصلت عليها الجزيرة نت من وزارة الصحة بغزة.

مقالات مشابهة

  • الجبهة الوطنية: الدول التي تسقط لا تنهض مجددا وتجربة مصر العمرانية هي الأنجح
  • انطلاق المؤتمر الختامي لـ مستقبل وطن لانتخابات الشيوخ باستاد القاهرة
  • بعد قليل.. انطلاق المؤتمر الختامي لحزب مستقبل وطن لانتخابات الشيوخ
  • الطريق إلى زيكيم.. غزيون يبحثون عن لقمة عيش بين مخالب الموت
  • صحة غزة تعلن ارتفاع عدد شهداء الحرب إلى أكثر من 60 ألف فلسطيني
  • لأول مرة.. هولندا تدرج الاحتلال الاسرئيلي ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • لأول مرة… هولندا تدرج إسرائيل ضمن الدول التي تشكل تهديداً
  • القوات المسلحة اليمنية تعلن عن خيارات تصعيدية مهمة بشأن ما يجري في قطاع غزة من حرب إبادة وتجويع ” نص البيان”
  • عاجل | الوكالة الوطنية للأمن في هولندا: إدراج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد
  • هولندا تدرج إسرائيل لأول مرة على قائمة الدول التي تشكل تهديدا للبلاد