انقسام بمجلس الأمن إزاء هجوم حماس وواشنطن تندد
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
عبرت واشنطن عن أسفها لغياب الإجماع على إدانة الهجوم المباغت الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على إسرائيل خلال الاجتماع الطارئ والمغلق لمجلس الأمن الدولي الذي عقد الليلة الماضية والذي شهد انقساما في المواقف.
وقبل انعقاد الجلسة التي جاءت بطلب من مالطا، دعت الولايات المتحدة جميع أعضاء مجلس الأمن إلى إدانة "حازمة" لهجوم حماس على إسرائيل.
وبعد الجلسة، قال مساعد السفير الأميركي لدى المنظمة الدولية روبرت وود "دان عدد كبير من الدول هجمات حماس، لكن من الواضح، ليس جميعها".
وأضاف وود "يمكنكم بالتأكيد تحديد إحدى (تلك الدول) دون أن أقول أي شيء"، في إشارة واضحة إلى روسيا.
وقال دبلوماسيون إنه من غير المرجح أن يصدر مجلس الأمن بيانا، في حين قال وود إن الأمر لا يمثل أولوية لواشنطن في الوقت الحالي.
وكان وود قال قبل اجتماع المجلس "أتوقع أن أسمع من أعضاء المجلس الآخرين تنديدا قويا للغاية بهذه الأعمال الإرهابية الشنيعة التي ارتكبت ضد الشعب الإسرائيلي وحكومته".
ووفقا لدبلوماسيين، لم تقدم أي دولة اقتراحا لإصدار بيان مشترك، في حين أن المجلس غالبا ما أظهر انقساما حيال الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا "رسالتي كانت لصالح وقف فوري للقتال ووقف النار وإجراء مفاوضات هادفة"، متحدثا عن وضع يعود سببه جزئيا إلى "قضايا لم يتم حلها".
من جهته، دان نظيره الصيني زانغ جون "كل الهجمات ضد المدنيين"، مشددا على ضرورة العودة إلى عملية السلام لتحقيق حل الدولتين.
وقالت مصادر دبلوماسية إن أعضاء المجلس يبحثون في إصدار بيان مشترك، لكن المشاورات صعبة.
"طلب وحيد"من ناحيته، أشار السفير الإسرائيلي جلعاد إردان إلى وجود "طلب وحيد" لإسرائيل من مجلس الأمن يتمثل في "وجوب إدانة جرائم الحرب (التي ترتكبها) حماس، بشكل لا لبس فيه. هذه الفظائع التي لا يمكن تصوّرها، تجب إدانتها". وطالب بأن "تتلقى إسرائيل دعما قويا للدفاع عن نفسها".
في المقابل، عبّر المندوب الفلسطيني الدائم لدى الأمم المتحدة رياض منصور عن أسفه "لأنه بالنسبة إلى بعض وسائل الإعلام والمسؤولين السياسيين، لا يبدأ التاريخ إلا عندما يُقتل إسرائيليون".
وأضاف منصور "لن نقبل أبدا بخطاب يشوه إنسانيتنا وينكر حقوقنا، بخطاب يتجاهل احتلال أرضنا وقمع شعبنا". وقال "ليس الوقت الآن مناسبا للسماح لإسرائيل بالتمادي في خياراتها الرهيبة، حان الوقت لإبلاغ إسرائيل بوجوب أن تغيّر مسارها، وبوجود طريق للسلام لا يُقتل فيه الفلسطينيون ولا الإسرائيليون".
وتواصلت الاشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومقاومين فلسطينيين بمواقع داخل إسرائيل، وذلك خلال اليوم الثاني من عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب عز الدين القسام الذراع العسكري لحماس ضد الاحتلال الإسرائيلي، في حين واصلت إسرائيل شن غارات على مناطق مختلفة في قطاع غزة، مما أسفر عن سقوط مئات الشهداء المدنيين.
وحذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من "حرب طويلة وصعبة" بعدما خلّف القتال مع حركة حماس أكثر من ألف قتيل لدى الجانبين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مجلس الأمن
إقرأ أيضاً:
المجلس العربي: سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس بحق غزةتحولت الى إبادة جماعية صامتة
أدان المجلس العربي، جريمة “التجويع الممنهج” التي يتعرض لها سكان قطاع غزة منذ أشهر، محمّلًا الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية الكاملة عن الأوضاع الإنسانية الكارثية التي تهدد حياة أكثر من مليوني مدني، وسط صمت دولي مخزٍ ومتواطئ.
وقال المجلس في بيان صادر عنه إن سياسة الحصار والتجويع التي تُمارس بحق أهالي غزة أدت إلى موت العشرات من الأطفال والمسنين جوعًا وعطشًا وحرمانًا من الدواء، محذرًا من أن الوضع قد يتحول إلى “إبادة جماعية صامتة” ما لم يتحرك العالم لوقف هذه الجريمة.
وأضاف البيان: “الاحتلال يمنع حتى الفتات من المساعدات، في تحدٍ سافر للقانون الدولي الإنساني، وبدعم مكشوف من قوى دولية تكتفي بالشجب اللفظي بينما توفّر له الغطاء السياسي والعسكري.”
وحمّل المجلس العربي عددًا من الدول العربية المشاركة في الحصار – سواء بإغلاق المعابر أو التنسيق الأمني أو الصمت – مسؤولية أخلاقية وإنسانية في استمرار هذه المأساة، داعيًا إياها إلى كسر الحصار وفتح المعابر فورًا أمام المساعدات وفرق الإغاثة.
كما دعا المجلس الشعوب العربية، وقوى المجتمع المدني، والضمائر الحية في العالم إلى التحرك العاجل نهاية هذا الأسبوع من خلال مسيرات احتجاجية سلمية في العواصم والمدن، بهدف الضغط على الحكومات والهيئات الدولية لتحقيق ثلاث مطالب أساسية متمثلة بفرض وقف فوري للعدوان، وإنهاء الحصار الظالم على غزة، وإطلاق مسار جدي لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال.
وأكد المجلس العربي أن ما يحدث في غزة “يمسّ ضمير الإنسانية جمعاء”، مشددًا على أن الصمت هو تواطؤ، ومعركة غزة لم تكن يومًا معركة حدود، بل “معركة كرامة وعدالة وحرية لكل الأمة ولكل أحرار العالم