كريمة أبو العينين تكتب: حقوق الإنسان وولاد العم سام
تاريخ النشر: 9th, October 2023 GMT
مما لاشك فيه أن صدور هذا البيان الصادر عن البرلمان الأوروبي يوم الخميس الماضى، والذى دعا فيه إلى «مراجعة» علاقات الاتحاد الأوروبي مع مصر، لم يصدر عبثا ، ولا إحقاقا لحق؛ إنما يهدف لمعانٍ كثيرة لعل أهمها إحداث بلبلة، ومحاولة للتشويش المتعمد عما جاء فى حكاية وطن ومكاشفة الرئيس السيسى لمواطنيه واطلاعهم على ما تم تشييده من انجازات فى زمن لا يتعدى العشر سنوات؛ حققت فيهم الدولة انجازات كان مداها الزمنى خمسين عاما.
ففي ضوء ما وصفه البرلمان الأوروبى بـ التقدم البسيط في سجل حقوق الإنسان، كان لابد ان يدرك الكل أن كل ما جاء فى هذا التقرير "مسيس" بالدرجة الاولى لأنه يهدف إلى زعزعة الثقة بين المواطنين والقيادة السياسية التى خطت خطوات واسعة نحو ترسيخ اعمدة الجمهورية الجديدة.
كما أن ما جاء فى التقرير الأوروبى حول سجناء تمت محاكمتهم فى اروقة محاكم، وليس فى الخفاء، وحكم عليهم فى قضايا جنائية وليست سياسية كما جاء فى التقرير الاوروبى، أضف إلى ذلك أن التقرير الأوروبى بكل الأحوال يعتبر تدخلًا فى الشأن الداخلى المصرى؛ كما أنه مثال واضح على الكيل بمكيالين .
ففى الوقت الذى غض فيه بصره وأغلق قلبه عن الانتهاكات الإسرائيلية التعسفية ضد المواطنين الفلسطينيين العزل، نرى أصحاب التقرير قد صالوا وجالوا ونقبوا، وأصدروا تقريرهم العجيب عن مصر وحقوق الإنسان فيها؛ بل إنهم أصدروا توصيات بشأن التعامل معها؛ وبأن ملف حقوق الإنسان المصرى يشهد تقدما بسيطا، ولك أن تضع تحت لفظة بسيط ألف خط وعلامات استفهام، هل البسيط هذا هو الذى ذكروه دوما حول تركيا لإيهامها بالانضمام إلى الاتحاد الأوروبى إذا ماغيرت كلمة بسيط !! ومن حينها وتسعى أنقرة إلى التنازلات حتى إنها سمحت للمثليين بالتظاهر والخروج فى الشوارع للمطالبة بحق الزواج أسوة ببعض الدول الأوروبية.
وهل كلمة البسيط تلك هى أيضا نفس الكلمة التى دخلت منها الترسانة الحربية الانجلو أمريكية إلى العراق، لتعزيز مفهوم الديمقراطية، وحث الشباب على تغيير الواقع المستبد حسبما زعمت واشنطن ولندن وحلفاؤهما حينذاك، ومن بعدها دمرت العراق ونهبت ثرواتها ، ولاتزال وستزال تعانى من ويلات الفوضى الخلاقة على الطريقة الانجلو امريكية .. وهل مصطلح تقدم بسيط هو نفس المسمى الذى غزت فيه العمة ماريا واخواتها الاوروبيات باختلاف توجهاتهم واهدافهم غزت سوريا وليبيا واليمن والسودان بمفاهيم الحرية والتغيير والتمرد على البيروقراطية ؛ ووصلت بهم الان الى التراجع مئة عام عما كانوا فيه وعليه .
البيان الاوروبى بيان انجلو امريكى ، له اهداف عجز على مدى السنوات الماضية عن تحقيقها فقد فشل فى بث الفرقة والتشتت بين ابناء مصر بنسيجهم الوطنى الرافض لاى تدخل يحول بين هذا الموروث المصرى الضارب بجذوره فى اعماق التاريخ الانسانى . فشلت العقلية السامية منذ احداث يناير فى ان تجعل مصر مثل الدول المجاورة؛ وتنهب ثرواتها وتتقطع اوصال شعبها ، ومع الفشل المتكرر لابد ان ندرك ان العم سام وسلالته تتعامل بسياسة النفس الطويل ؛ والبحث فى سلة الدول لعلها تجد نقطة ضعف تحقق لها مرادها وهو تحويل منطقة الشرق الاوسط الى دويلات كما ذكرت وزيرة الخارجية الامريكية السابقة هيلاري كلينتون فى مذكراتها عن الربيع العربى .
العم سام يدفع بسخاء لكل ولأى من يدعم نشر افكاره والترويج لزيف معتقداته واتباع سياسة "السم فى العسل والديمقراطية على دبابة انجلو امريكية "، الترويج لمصلحات الحرية المنقوصة فى بلاد العرب ؛ والديمقراطية العملاقة فى الغرب ، ودعم شعارات الجنة الاوربية والسعادة الامريكية ، لانها ليست مجرد مصطلحات سياسية ولكنها قول يراد به فعل . ولكن لابد ان نعترف بأن لدينا مشاكل ؛ ونسبة عالية من الامية والفقر ، ولكن لابد ان نقر أيضا بأننا دولة ذات تاريخ ، ولذا فعلينا ان نرفض وندين اية محاولات تهدف الى سلب امننا واماننا والعودة الى المربع صفر الذى عشناه فى احداث يناير عام ٢٠١١.
لك الله يابلادى ؛ ولاولاد العم سام دعواتنا بأن ينقلب السحر على الساحر ويذوقوا مما صنعت ايديهم لغيرهم ويتجرعوا طعم التشتت والفوضى وضياع الامن والاستقرار …
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: لابد ان
إقرأ أيضاً:
بنك مصر والبنك الأوروبى يمنحان تمويلا مشتركا لصالح أورنج مصر للاتصالات
نجح تحالف مصرفي يضم بنك مصر (المركز الرئيسي) بصفته وكيل التمويل ومسوق التمويل ووكيل الضمان المحلى، و بنك مصر- فرع دبى بصفته المرتب الرئيسي الأولي والمقرض ووكيل الضمان الخارجي، والبنك الأوروبى لإعادة الإعمار والتنمية EBRD بصفته المرتب الرئيسي الأولي والمقرض، بمنح شركة اورنج مصر للاتصالات، إحدى الشركات الرائدة في قطاع مشغلي شبكات الهاتف المحمول في مصر قرضا مشتركا متوسط الأجل منقسم الى شريحتين احداهما بالدولار الأمريكي والأخرى باليورو بقيمة اجمالية للتمويل تصل لنحو 80 مليون دولار بهدف توفير احتياجاتها التمويلية، وقد بلغت حصة كل بنك علي حدا 50% من قيمة التمويل الممنوح، ويعد هذا التمويل اول تمويل مشترك يرتبه بنك مصر-دبي و البنك الأوروبي لإعادة الاعمار والتنمية معاً، وتعكس الشراكة بين بنك مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية ثقة المؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد المصري والمكانة القوية لبنك مصر باعتباره مؤسسة مالية رائدة في السوق المصرفي المصري.
و من الجدير بالذكر ان التمويل يهدف إلى تعزيز البنية التحتية لقطاع الاتصالات في مصر من خلال دعم حصول شركة أورنج مصر للاتصالات على ترخيص تشغيل شبكة الجيل الخامس (5G)، لإطلاق خدمات الجيل الخامس، في ظل تحسين سرعات تحميل ورفع البيانات وتقليل زمن الاستجابة، بما ينعكس إيجابا على المستهلكين والشركات في جميع أنحاء البلاد، ونظراً لأن تقنية الجيل الخامس تتميز بكفاءة أعلى في استهلاك الطاقة مقارنة بتقنيات الاتصالات السابقة، فإن تحديث شبكة شركة أورنج مصر سيسهم في تقليل الانبعاثات الكربونية.
وقد أشاد محمد خيرت - رئيس قطاع ائتمان الشركات والقروض المشتركة ببنك مصر بالتعاون المثمر من جانب بنك مصر والبنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD، والذي أسفر عن إتمام التمويل بنجاح، وبالدور الحيوي للقطاع المصرفي المصري بشكل عام في دعم الاقتصاد القومي، وتعد مشاركة بنك مصر في هذا التمويل استكمالا لدوره الرائد في دعم الاقتصاد المصري خاصة وأن قطاع الاتصالات من ضمن أهم القطاعات المؤثرة في الاقتصاد، وأن شركة أورنج مصر للاتصالات من أهم الشركات العاملة في قطاع الاتصالات في مصر، وهذا التمويل المشترك سيمكنها من تحقيق نمو مستدام ويعزز من قدرتها التنافسية والنهوض بمستوى الخدمات المقدَّمة بالسوق المصرية.
وقد أكد الأستاذ / خالد نبيل خورشيد- رئيس قطاع تمويل الشركات والمؤسسات المالية ببنك مصر بالإمارات العربية المتحدة ان مشاركة بنك مصر- فرع دبى في التمويل المشترك تأتى في إطار استراتيجية بنك مصر لتعزيز دوره على المستوى المحلي والإقليمي والاستفادة من شبكة فروعه الخارجية، مما يعكس قدرة البنك على تقديم حلول تمويلية مبتكرة لعملائه في تقديم التمويلات الدولية.
وقد صرّح الأستاذ / جان-مارك بيترشميت، المدير العام لقطاع الشركات في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، قائلاً: "يسرّنا تيسير عملية تحديث خدمات الهاتف المحمول لشركة أورنج مصر والتعاون مع بنك مصر في هذا الاستثمار الاستراتيجي. سيسهم هذا المشروع في تعزيز البنية التحتية الرقمية لمصر، مما سيؤدي إلى تحسين خدمات الإنترنت للمستهلكين المحليين والشركات، ودعم الاقتصاد بشكل عام."
ومن جانبه، صرح محمد سيد نائب الرئيس التنفيذي للشؤون المالية بشركة اورنچ مصر على التعاون قائلاً: "نحن فخورون بشراكتنا مع بنك مصر، الذي يعد من أكبر وأهم البنوك في مصر، ويسهم بشكل كبير في دعم الاقتصاد الوطني. كما أننا فخورون بالشراكة مع البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية EBRD الذي يواصل كل سبل الدعم لتعظيم مشاركة القطاع الخاص في المشروعات.
وأكد إن هذه الاتفاقية تمثل خطوة هامة نحو تحقيق أهدافنا الطموحة في تطوير قطاع الاتصالات المصري، وتعكس ثقة المؤسسات المالية الدولية في الاقتصاد المصري.
“نحن ملتزمون بتقديم تقنيات حديثة مثل الجيل الخامس، حيث سيوفر للشركات حلولاً مبتكرة، ويعزز من تجربة العملاء، ويحفز النمو الرقمي. سيساهم هذا التطور في فتح آفاق جديدة لمجالات متعددة مثل التعليم، الرعاية الصحية، والمدن الذكية. كما أن هذه الخطوة ستساهم في هدم الفجوة الرقمية، وتوفير فوائد التكنولوجيا لجميع فئات المجتمع المصري، بما يضمن تحسين نوعية الحياة وتعزيز الاقتصاد الرقمي في مصر”
ومن الجدير بالذكر ان مكتب Addleshaw Goddard و مكتب حلمي وحمزة وشركاؤهما "أعضاء مكتب المحاماة بيكير آند مكنزي انترناشونال " قاما بدور المستشارين القانونيين للبنوك وقام مكتب ذو الفقار وشركاه بدور المستشار القانوني للشركة.
هذا و يحرص بنك مصر على القيام بدوره الحيوي في مساندة كافة الأنشطة التي من شأنها تعزيز الاقتصاد القومي، ويعمل البنك دائما على تعزيز تميز خدماته والحفاظ على نجاحه طويل المدى والمشاركة بفاعلية في الخدمات التي تلبي احتياجات عملائه، حيث أن قيم واستراتيجيات عمل البنك تعكس دائماً التزامه بالتنمية المستدامة والرخاء لمصر.