بين متعاطف ومستنكر.. الصحراء المغربية تقسم مواقف المغاربة بخصوص حرب حماس وإسرائيل
تاريخ النشر: 10th, October 2023 GMT
أخبارنا المغربية- عبد المومن حاج علي
حازت القضيّة الفلسطينية لعقود اهتمام المغاربة وتعاطُفهم، حيث كانَ الآلاف يخرجون في مسيرات للتضامن مع الفلسطينيين ضدّ العدوان الإسرائيلي، كما أنّ هذه القضية كانتْ ولا تزال تحظى باهتمام كبير للإعلام المغربي. غير أنه وبعد تطبيع المملكة لعلاقاتها مع إسرائيل أواخر سنة 2020، وما صاحب ذلك من اعتراف إسرائيلي بمغربية الصحراء، دفع العديد من المغاربة للتعبير عن مواقف مغايرة بخصوص القضية الفلسطينية مما جعلها ثاني الأولويات بعد القضية الوطنية الأولى.
وانقسم المغاربة بين متعاطف ومستنكر للعملية الأخيرة التي أطلقتها حماس ضد إسرائيل والتي أطلقت عليها إسم "طوفان الأقصى"، فبينما يرى العديد من المغاربة أن الصراع في أصله "عربي-إسرائيلي" وبالتالي فجميع الدول العربية والإسلامية معنية به، يذهب الكثيرون إلى اعتباره شأنا فلسطينيا داخليا، خاصة وأن فلسطين لم تعبر لحد الساعة عن أي موقف إيجابي بخصوص "الصحراء المغربية"
وفي نفس السياق، برزت على مواقع التواصل الإجتماعي مواقف متناقضة بخصوص عملية "طوفان الأقصى" حيث قال الدكتور والكاتب المغربي يحي اليحياوي، عبر حسابه على فيسبوك : "لا يطلب الفلسطينيون أكثر من بقعة أرض يعيشون فوقها كباقي خلق الله، ومع ذلك فلا أحد يسمعهم، فما بالك أن ينصفهم. حتى حدود ال 67 التي ارتضتها اتفاقات أوسلو، استنكف العالم برمته لمنحها إياهم، فتكدسوا بالمخيمات في غزة والضفة، وحرموا من أبسط حقوقهم، وضمنها الصلاة في المسجد الأقصى. من الطبيعي أن يترتب على ذلك، احتقان وتراكم للاحتقان، ثم تفكير في رد الفعل يوازي قوة المحتل أو يتجاوزها، ما يجرى اليوم على تخوم غزة، كان نتاج هذا المسلسل الذي طال حتى تميع وتقيح، بودي أن أبدي رأيا فيما جرى منذ فجر هذا اليوم، لكنني استنكفت. أعرف جيدا سردية الفايسبوك وبأية جهة سيصطف."
وأضاف اليحياوي : " إسرائيل تعلن حالة الحرب، في أعقاب "طوفان الأقصى"، تتناسى أنها حرب معلنة منذ العام 1917 وإلى اليوم، مرورا ب ال 48 و ال 67، ثم تطلب من سكان غزة مغادرة القطاع، مغادرته إلى أين؟ وهم فوق أرضهم وبداخل قراهم! يبدو أنه قد بات لكلمة "مغادرة" وقع خاص، لا سيما وقد اقترب العقد الثامن." قبل أن يطرح السؤال "هل تعرفون معنى العقد الثامن؟"
وعلق أحد المتتبعين : "لا نخجل من إعلان اصطفافنا مع الأحرار، وحدهم الذين يصطفون وراء الإمعات التي تُؤتمر بأوامر الاستعمار من يخطؤون الحساب. عندما يتعلق الأمر بكيان عنصري استيطاني قام على أساس إجهاض أي مشروع نهضوي بالمنطقة، لا يمكن للأحرار إلا أن يعرفوا بوضوح موقعهم. أما ضفادع التطبيع فهي تنعق بما يرضي أسيادهم." مشير أن "المشكل يتجاوز صراعا على سردية خرافية في مواجهة سردية أصحاب الأرض. المشكل تاريخي، يتعلق برؤية استعمارية منذ الحروب الصليبية وحتى نابليون، حيث اتضح للمجتمعات الغربية ضرورة دق إسفين يمنع أي نهوض للمنطقة."
ومن جهة أخرى، تداول العديد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عبارة "تازة قبل غزة"، حيث عمد بعضهم لنشر بعض الصور و"الفيديوهات" التي توثق للقاءات مسؤولين فلسطينيين مع مسؤولي ما يسمى ب "البوليساريو"، معلقين بأن دعم المغاربة اللامشروط لفلسطين طوال عقود، لم يشفع لهم بأن تتخذ الأخيرة موقفا داعما للمملكة بخصوص "قضية الصحراء"، عكس إسرائيل التي أعلنت اعترافها بمغربية الصحراء وعزمها افتتاح قنصلية لها بمدينة الداخلة خلال شهر يوليوز الماضي.
وارتباطا بالسياق ذاته قال أحد النشطاء المغاربة : " كل الدول تعمل على جلب وصون مصالحها، فكما تتحاشى السلطة الفلسطينية وحركة حماس الإعتراف بمغربية الصحراء حفاظا على مصالحها مع الدول المعادية للمملكة وأولهم الجزائر، يجب علينا نحن أيضا أن نعمل على صون مصالحنا. إسرائيل تعترف بصحرائنا، وعرضت مساعدتها لنا عقب الزلزال، وصارت تربطنا بها عدة اتفاقيات في مجالات مختلفة، وبالتالي لا يسعنا إلا أن نعلن تضامننا معها بعد الأعمال العدائية التي استهدفت في شق كبير منها المدنيين."
ومن جانبها تفاعلت إحدى الصفحات المهتمة بشؤون اليهود المغاربة مع الأحداث الجارية عبر منشور جاء فيه : "حماس الإرهابية لا تعترف بمغربية الصحراء، والسلطة في "رام الله" ترفض تمثيلية لها في الداخلة أو العيون، في حين أن سفراءها في بعض الدول العربية لايتهاونون في التطاول على المغرب والمغاربة."
وحاز المنشور المذكور اهتمام العشرات من المغاربة، الذي عبرو عن تعاطفهم مع إسرائيل حيث صبت كل التعاليق نحو اعتبار الحرب الإسرائيلية الفلسطينية، أمرا لا يعنيهم بقدر ما تعنيهم "قضية الصحراء المغربية"، حيث علق أحدهم "كل شيء واضح، الزلزال الأخير أبان عن من لديه نوايا حسنة اتجاه المغرب، ومن يستغل فقط التعاطف الديني الذي أُستغلت عبره مناطق شمال إفريقيا لسنوات."
وقال آخر : "المغرب أولا وقبل كل شيء، نحن لا تهمنا مسألة فلسطين، لنا مشاكلنا ولهم مشاكلهم، وتازة قبل غزة."
وفي توجه مغاير عبر الدكتور عمر الشرقاوي عبر حسابه على "فيسبوك" عن التفافه وراء الموقف الرسمي المتزن والواقعي للمملكة حيث قال: "فيما يجري من تصعيد في فلسطين بحسابات وأجندات غامضة، لا يمكن سوى أن ألتف وراء الموقف الرسمي لبلدي دون أن أصادر حق الآخرين في اتخاذ الموقف الذي يرونه. إلى حدود اليوم أرى أن دينامية الديبلوماسية المغربية متزنة وواقعية وتبحث عن الحل لا أن تتاجر في الأرواح، حيث أصدرت وزارة الخارجية بتعليمات ملكية بلاغين، الأول يتضمن دعوة لوقف الاعتداء على المدنيين من أي جهة كانت وإيقاف التصعيد العسكري الذي لن ينتصر فيه أحد، و الثاني دعوة الى اجتماع طارئ لوزراء الخارجية لاتخاذ الموقف العربي مما يجري على الأرض."
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: بمغربیة الصحراء
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تتجسس على أمريكا فى غزة.. و«حماس» مستعدة لتجميد سلاحها
كشفت أمس مصادر عبرية وبريطانية عن فضيحة تجسس إسرائيلية على الولايات المتحدة الأمريكية فى الأراضى الفلسطينية.
أكدت المصادر قيام الاحتلال الإسرائيلى بجمع معلومات استخباراتية عن القوات الأمريكية داخل قاعدة التنسيق المشترك فى «كريات غات» وسط فلسطين المحتلة.
وقالت القناة 12 العبرية، نقلاً عن صحيفة الجارديان البريطانية إن الجيش الأمريكى أعرب عن قلقه الشديد من هذه الممارسات، وطالب حكومة الاحتلال بوقفها فوراً.
وأوضحت المصادر أن الأمور وصلتإلى حد قيام قائد القاعدة الأمريكية فى كريات غات بمطالبة مسئولين إسرائيليين بشكل مباشر بوقف أعمال المراقبة
ووفقاً لتصريحات الأمريكيين تبين أن جهات إسرائيلية قامت بعمليات مراقبة واسعة للقوات الأمريكية ولحلفائها، بما فى ذلك تسجيلات صوتية، علنية وسرية، لمحادثات واجتماعات داخل مركز التنسيق المدني– العسكرى.
ويعمل ضباط أمن عرب ودبلوماسيون غربيون وعاملون إنسانيون، داخل القاعدة مع مئات الجنود الأمريكيين والإسرائيليين على رسم مستقبل غزة، بدون حضور أو وجود أى تمثيل للفلسطينيين.
وكشفت الجارديان والإعلام العبرى عن مغادرة العشرات من الخبراء لموقع العمل فى «كريات غات» بعد أسابيع قصيرة من بدء العمل فيه، بسبب استمرار القيود الإسرائيلية على حركة دخول المساعدات إلى القطاع.
وأعرب موظفون وزوار من دول أخرى عن مخاوفهم بشأن تجسس إسرائيل داخل مركز مراقبة الأسلحة الكيميائية، وطُلب من بعضهم تجنب مشاركة معلومات حساسة خشية جمعها واستغلالها.
ورفض الجيش الأمريكى التعليق عن أنشطة المراقبة الإسرائيلية، كما رفضت تل أبيب التعليق على طلب الجنرال الأمريكية بالقاعدة بوقف التجسس،
وأشار إلى أن المحادثات داخل مركز التنسيق العسكرى غير سرية.
وادعى الاحتلال فى بيان له أنه يوثق ويلخص الاجتماعات التى يحضرها من خلال البروتوكولات، كما تفعل أى منظمة مهنية من هذا النوع بطريقة شفافة ومتفق عليها.
ووصف الاحتلال الاتهامات له بأنه يجمع معلومات استخباراتية عن شركائه فى اجتماعات يشارك فيها بشكل نشط، بأنه «ادعاء سخيف».
وأُنشئ مركز تنسيق المساعدات الإنسانية الأمريكى فى «كريات غات»، فى أكتوبر الماضى، لمراقبة وقف إطلاق النار، وتنسيق المساعدات، ووضع خطط لمستقبل غزة، بموجب خطة ترامب لوقف حرب الإبادة.
وأسندت للجنود العاملين فى القاعدة مهمة دعم زيادة الإمدادات الأساسية إلى غزة، كجزء من الاتفاق، بعد أن تعمدت إسرائيل تقييد أو منع شحنات الغذاء والدواء وغيرها من السلع الإنسانية إلى غزة، إذ أدى الحصار الشامل إلى انتشار المجاعة فى القطاع.
وبعد شهرين من دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، أصبحت واشنطن تتمتع بنفوذ كبير، لكن «تل أبيب» لا تزال تسيطر على محيط غزة وما يدخل إليها، وفق ما نقلت «جارديان» عن مسئول أمريكى.
وتقول الصحيفة إن الجنود الأمريكيين كانوا راغبين فى تعزيز تدفق المساعدات إلى قطاع غزة، لكنهم سرعان ما اكتشفوا أن القيود الإسرائيلية على البضائع الداخلة إلى غزة تُشكل عائقًا أكبر من التحديات الهندسية، وفى غضون أسابيع، غادر العشرات منهم.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين قولهم إن المناقشات فى مركز التنسيق كانت أساسية فى إقناع إسرائيل بتعديل قوائم الإمدادات الممنوع دخولها إلى غزة بزعم أنها مزدوجة الاستخدام أو يمكن إعادة استخدامها لأغراض عسكرية وإنسانية.
وتشمل هذه المواد مواد أساسية مثل أعمدة الخيام والمواد الكيميائية اللازمة لتنقية المياه، كما منع الاحتلال إدخال مواد أخرى، مثل الأقلام والورق اللازمين لإعادة فتح المدارس، دون إبداء أسباب.
وقالت الصحيفة إن إسرائيل تدعى أن وقف إطلاق النار لن ينتقل إلى المرحلة التالية قبل نزع سلاح حركة حماس.
وأضافت أنه ليس لدى الولايات المتحدة أو حلفاؤها خطة لكيفية تحقيق شىء لم تتمكن قوات الاحتلال من تحقيقه على الرغم من عامين من الهجمات الوحشية.
وتواصل كتائب القسام الجناح العسكرى لحماس برفقة طواقم الصليب الأحمر البحث عن آخر جثة لأسير إسرائيلى فى غزة.
وكشفت مصادر أمريكية عن أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامبعرضت على حماس عامين لنزع سلاحها فيما يطالب نتنياهوبنزع السلاح الكامل فوراً.
ونقلت المصادر بقولها إنه استعداداً لاجتماع دراماتيكى بين ترامب ونتنياهو فقعد عرض مسئولون أمريكيون كبار يعرضون على حماس مهلة عامين لنزع سلاحها، فيما حذرت إسرائيل من أن مثل هذا الجدول الزمنى الطويل سيؤدى فى النهاية إلى ضياع إنجازات الحرب.
وأوضحت أن القلق الرئيسى أن حماس ستستخدم هذه الفترة لإعادة بناء قوتها القتالية، وبدلاً من نزع السلاح ستحصل على ترسانة صاروخية متجددة.
وأعلن القيادى فى حماس باسم نعيم وفى تصريحات لوكالة لأسوشيتد برس استعداد الحركة لمناقشة مسألة «تجميد أو تخزين» أسلحتها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار.
كما رحب نعيم بقوة أممية على الحدود للإشراف على الاتفاقومنع التصعيد.
وكشفت وسائل إعلام عبرية، عن أن وزير المالية والوزير فى وزارة الحرب بتسلئيل سموتريتش، قرر تخصيص ميزانية ضخمة لتعزيز الاستيطان الإسرائيلى فى الضفة المحتلة، واصفة هذه الخطة بتحول جذرى فى سياسة حكومة الاحتلال تجاه تعزيز الاستيطان فى الضفة المحتلة.
وتتضمن الخطة تخصيص 1.1 مليار شيكل لتأسيس مستوطنات جديدة وتعزيز أخرى قائمة، إلى جانب 660 مليون شيكل للمستوطنات الـ17 التى أقرتها حكومة الاحتلال مؤخراً، من بينها معالوت حلحول وصانور وجبل عيبال.
كما ستخصص 338 مليون شيكل لـ36 مستوطنة وبؤرة قيد التنظيم، تشمل تمويل مشاريع البنية التحتية الأساسية: المياه والصرف الصحى والكهرباء والمبانى العامة، بما فيها المعابد الدينية والمراكز المجتمعية.
أما فى المستوطنات الجديدة، فسوف يجرى إنشاء «تجمعات استيعابية» تضم نحو 20 كرفاناً فى كل موقع، لتسهيل انتقال العائلات الإسرائيلية وتشكيل نواة استيطانية فورية.
كما سيتم تحويل حكومة الاحتلال نحو 300 مليون شيكل للمستوطنات الجديدة، منها 160 مليوناً كمنح تأسيس أولية، و140 مليوناً لعمليات التنظيم والنشاط الميدانى.
كما سيوزع 434 مليون شيكل على المستوطنات القائمة لإعادة تأهيل البنية التحتية، إلى جانب 300 مليون شيكل للمجالس الإقليمية والمحلية الاستيطانية فى الضفة المحتلة.
ومن بين أخطر البنود، تخصيص 225 مليون شيكل لإنشاء وحدة إسرائيلية خاصة لتسجيل الأراضى فى الضفة، بعد نقل السجلات من الإدارة المدنية التابعة للاحتلال إلى سجل إسرائيلى مباشر. وتهدف الوحدة إلى تسجيل 60 ألف دونم بحلول عام 2030، عبر طاقم يضم 41 موظفاً.
وتتضمن الخطة أيضا تخصيص 140 مليون شيكل لشق طرق جديدة تخدم الاحتلال والمستوطنات، إضافة إلى 150 مليون شيكل خلال السنوات الثلاث المقبلة لتحديث الحافلات المدرعة فى الضفة، بواقع 50 مليوناً سنوياً، وهو ما يعادل أربعة أضعاف الاستثمار السابق فى هذا المجال.
كما سيحول وزير الحرب، إسرائيل كاتس، ميزانيات إضافية لتطوير الأنظمة الأمنية فى المستوطنات، بما يشمل الأسوار الذكية ومواقع المراقبة والكاميرات.