ناقشت جلسة الأمن السيبراني وأمن البيانات والجرائم الإلكترونية بالملتقى العربي الثالث للأمن السياحي، علاقة الأمن السيبراني بالمنظومة السياحية وتطورها في الدول العربية عدة محاور وتضمنت الجلسة التي أدارها المقدم الدكتور جاسم محمد العبيدلي مدير مركز البحوث والدراسات الأمنية بأكاديمية الشرطة، ثلاثة محاور تتمثل في أمن الفعاليات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وآلية مواجهة جرائم الاحتيال ببطاقات الائتمان التي يتعرض لها السائح.


وتحدث في الجلسة اللواء دكتور إيهاب العماوي من أكاديمية الشرطة المصرية والخبير الأمني في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وأمن المعلومات، والمهندس الحميدي العنزي الرئيس التنفيذي للمؤسسة العربية للاتصالات الفضائية «عربسات»، والمهندس سامي تريمش مدير التخطيط الاستراتيجي والتنمية بالمنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات.
وتطرق المتحدثون إلى الجهود الدولية المبذولة لمواجهة الجرائم السيبرانية، وطبيعة التهديدات الإلكترونية التي تهدد السياحة، وخاصة تلك المتعلقة بالاحتيال المالي، وسرقة البيانات والمعلومات الإلكترونية، والحسابات الشخصية، وأهمية النظم التشريعية للحد من هذه الجرائم بما يؤدى إلى خلق قطاع سياحي آمن وقادر على جذب الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وقال الدكتور العماوي، إن هناك اهتماما دوليا بالغا بالأمن السيبراني بشكل عام، وخاصة في القطاع السياحي نظرا للأهمية الاقتصادية لهذا القطاع.. مشيرا إلى التركيز الكبير على معايير حوكمة الأمن السيبراني.
كما شدد على أهمية وجود إطار جامع ومراجع واضحة لتقديم خدمات سياحية آمنة مع بناء وعي مجتمعي بالشراكة مع مختلف المؤسسات المجتمعية.. مضيفا أن الأمن مسؤولية الجميع وهذا ما ينعكس على مختلف الخدمات السياحية المقدمة.
ونوه بتجربة دولة قطر خلال استضافة بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022.. وقال إن هذه التجربة عكست المستوى العالي للتخطيط المستند إلى رؤية علمية إلى جانب المتابعة والتقييم والقياس والشراكة ما أدى إلى هذا النجاح الكبير.
بدوره قال المهندس الحميدي العنزي، إن السياحة أصبحت صناعة وموردا اقتصاديا هاما يتطلب جهودا مشتركة لتوفير خدمات متكاملة وآمنة للسائح لقضاء تجربة ممتعة وفي الوقت ذاته بناء سمعة سياحية للدول التي تسعى إلى الريادة في هذا القطاع.
وأشار إلى أن دول الخليج العربية نجحت في نقل السياحة من الفكر التقليدي إلى فضاء جديد منفتح يواكب التطورات الجديدة إلى جانب تطويرها للخدمات السياحية وتعزيز الأمن السياحي سواء في المرافق أو على مستوى حماية السائح وفق منظورها الشامل للأمن.
ونوه في هذا السياق بتجربة دولة قطر في السياحة الرياضية وقدرتها على الابداع والابتكار والإنجاز واستغلال التكنولوجيا في تقديم خدمات سياحية متطورة ساهمت في جعل تجربة كأس العالم لكرة القدم 2022 أكثر متعة وسهولة لكافة الزائرين والسياح والرياضيين.
كما تطرق إلى تجارب خليجية أخرى مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها من الدول التي تقدم تجارب وقصص نجاح مهمة في المجال السياحي.
ودعا المهندس الحمدي العنزي إلى الاستفادة من التطورات التكنولوجية والذكاء الاصطناعي لتعزيز القدرات السياحية ووضع معايير موحدة للخدمات السياحية عربيا من خلال التعاون في إطار المنظمة العربية للسياحة.
وتحدث المهندس سامي تريمش عن مخاطر التهديدات السيبرانية على السياحة واعتبرها مخاطر حقيقية « كونها أصبحت تدر أموالا طائلة للمحتالين»، مطالبا باستغلال الذكاء الاصطناعي لمواجهة مثل هذه التهديدات لضمان تقديم خدمات سياحية آمنة في العالم العربي.
كما تطرق إلى جهود المنظمة العربية لتكنولوجيات الاتصال والمعلومات للوصول إلى استراتيجية عربية مشتركة لحماية البيانات الشخصية ما يعزز جهود القطاعات السياحية لتوفير بيئة سياحية تتمتع بالأمن الشامل.

المصدر: العرب القطرية

كلمات دلالية: قطر ملتقى الأمن السياحي الأمن السیبرانی خدمات سیاحیة

إقرأ أيضاً:

السعودية تقود الأمن السيبراني العربي.. تكتل رقمي في وجه التحديات الإلكترونية

رأست المملكة العربية السعودية الاجتماع الأول للفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني، ضمن إطار مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، بمشاركة موسعة من ممثلي الدول الأعضاء، والأمانة العامة للمجلس، وجامعة الدول العربية.

الاجتماع الذي وصفته مصادر دبلوماسية بـ"الخطوة التأسيسية لتحالف سيبراني عربي"، ناقش مقترح الأهداف الإستراتيجية للمجلس، والتي تركز على تعزيز التعاون العربي والتضامن الرقمي، في وقت تتزايد فيه التهديدات السيبرانية وتتعقد ساحات الصراع الإلكتروني.

منهجية مشتركة.. وتطلعات لفضاء عربي آمن

بحسب بيان الاجتماع، فإن الإستراتيجية العربية المرتقبة ستعتمد على منهجية عمل تشاركية بين الدول الأعضاء، تستند إلى النظام الأساسي المعتمد من مجلس الجامعة العربية على مستوى القمة، وتهدف إلى بناء “فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق”، يدعم التنمية والازدهار الرقمي، ويحمي البنى التحتية الحيوية في المنطقة.

وشددت المناقشات على ضرورة تنسيق المواقف العربية في المحافل الدولية ذات الصلة بالأمن السيبراني، بما يحفظ مصالح الدول الأعضاء، ويمنع اختراق السيادة الرقمية من قبل جهات خارجية.

دبلوماسية سيبرانية.. أم هندسة توازنات جديدة؟

ولا يمكن فصل الاجتماع الذي ترأسته السعودية لا عن المشهد الإقليمي والدولي، حيث أصبح الأمن السيبراني أداة جيوسياسية بامتياز، يُستخدم في الصراعات الناعمة بين الدول، وباتت الدول العربية بحاجة ملحة إلى موقف موحد وخطط دفاعية وهجومية منسقة.

وتبرز السعودية كقائد محتمل لهذا التحالف، خاصة بعد الاستثمارات الضخمة التي وجهتها لقطاع الأمن السيبراني، وإنشاء الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، وتبنيها سياسات صارمة في هذا المجال.

منظومة عربية.. بانتظار تفعيل الإرادة السياسية

ويُعتقد أن إنشاء مجلس وزراء الأمن السيبراني العرب بحد ذاته يعد تطورًا مهمًا في بنية العمل العربي المشترك، لكن التحدي الحقيقي يكمن في مدى التزام الدول الأعضاء بتنفيذ الاستراتيجيات والخطط، وعدم الاكتفاء بالبيانات والقمم الشكلية.

المجلس يتمتع بصلاحيات شاملة، تشمل رسم السياسات العامة، إقرار الخطط، ومتابعة المستجدات على المستويات الأمنية والاقتصادية والتشريعية. ومع ذلك، يبقى نجاح هذا المشروع رهين توفر الإرادة السياسية، والموارد، والكوادر الفنية المؤهلة، في ظل تفاوت القدرات السيبرانية بين الدول العربية.




هل تنجح المبادرة؟

مع تزايد الهجمات الإلكترونية التي تستهدف قطاعات الطاقة والبنوك والاتصالات في دول عربية مختلفة، تبرز الحاجة إلى درع عربي موحد يحمي الفضاء الرقمي، ويخلق توازنا سيبرانيًا إقليميًا يواكب ما تفعله قوى كبرى مثل الصين والولايات المتحدة.

فهل يشكل هذا الاجتماع انطلاقة فعلية نحو سيادة رقمية عربية؟ أم أنه مجرد مبادرة أخرى تُضاف إلى أرشيف التعاون العربي غير المكتمل؟ الأيام المقبلة وحدها ستحمل الجواب، لكن المؤشرات الأولى توحي بجدية غير معتادة في هذه المرة.

تفاصيل الاجتماع والتحضيرات

عُقد الاجتماع الأول للفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني في المملكة العربية السعودية، برئاسة الهيئة الوطنية للأمن السيبراني، بتاريخ 28 مايو 2025. وشارك في الاجتماع ممثلون عن الأجهزة الوطنية المعنية بالأمن السيبراني في الدول العربية، إلى جانب الأمانة العامة لمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب، والأمانة العامة لجامعة الدول العربية.

وتم خلال الاجتماع مناقشة مقترح الأهداف الإستراتيجية للمجلس، واستعراض المنهجية المقترحة لإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني، والتي تسعى إلى تعزيز التعاون والتكامل بين الدول الأعضاء، وتحقيق فضاء سيبراني عربي آمن وموثوق، قادر على مواجهة التحديات الإلكترونية المشتركة.


مقالات مشابهة

  • المملكة ترأس اجتماع الفريق العربي المعني بإعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني
  • خبراء أمريكيون في التكنولوجيا والأمن السيبراني يبحثون من الرباط فرص الاستثمار في الجيل الخامس
  • «الأمن السيبراني» و «صحة أبوظبي» يعززان المرونة السيبرانية في مجال الرعاية الصحية
  • «الأمن السيبراني» و«صحة أبوظبي» يعززان المرونة السيبرانية في مجال الرعاية الصحية
  • الداخلية تختتم دورة تدريبية متخصصة في «الأمن السيبراني وأمن البيانات»
  • “إيفانتي” تطلق ميزة “النشر المرحلي” لتعزيز مرونة الأمن السيبراني في دول الخليج
  • عاجل- افتتاح المقر الجديد لحماية المستهلك: خدمات رقمية متطورة واستجابة أسرع للشكاوى وحملات رقابية لحماية المواطنين
  • السعودية تقود الأمن السيبراني العربي.. تكتل رقمي في وجه التحديات الإلكترونية
  • انطلاق أعمال إعداد الإستراتيجية العربية للأمن السيبراني بمجلس وزراء الأمن السيبراني العرب
  • الصحة: بعثة طبية تتواجد مع الحجاج المصريين لتقديم خدمات الرعاية لهم