غزة وإسرائيل.. ما عليك معرفته صباح الخميس
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
(CNN)-- قال الجيش الإسرائيلي في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي في وقت مبكر صباح الخميس، إن إسرائيل "تشن غارة واسعة النطاق" على أهداف تابعة لحركة حماس في غزة، مع دخول الصراع يومه السادس.
وتتكشف الأزمة الإنسانية بسرعة في غزة حيث يواجه القطاع غارات جوية إسرائيلية لا هوادة فيها، في حين قالت الأمم المتحدة، الخميس، إن أكثر من 330 ألف شخص نزحوا هناك منذ أن بدأت إسرائيل قصفها.
في غضون ذلك، تجري محادثات للسماح للمدنيين الأمريكيين والفلسطينيين بمغادرة غزة عبر مصر، مع اقتراب احتمال غزو بري، حسبما قال مسؤول إسرائيلي كبير، في الوقت الذي ترسل فيه عدة دول أخرى رحلات جوية لإجلاء مواطنيها.
وزارة الصحة الفلسطينية في غزة ذكرت أن ما يقرب من 1200 شخص قتلوا في القطاع منذ أن بدأت إسرائيل الغارات الجوية، السبت، ردا على هجمات حماس على إسرائيل، في حين ذكرت إسرائيل أن ما لا يقل عن 1200 شخص قتلوا منذ السبت.
ما عليك معرفته:تجمع القوات: قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اللفتنانت كولونيل جوناثان كونريكوس، الأربعاء إن إسرائيل حشدت أكثر من 300,000 جندي احتياطي على طول حدودها الجنوبية، وعندما سُئل عما إذا كان الغزو البري الإسرائيلي لغزة وشيكًا، قال كونريكوس لشبكة CNN إنه لن يرسل برقية بنوايا إسرائيل، مضيفًا: "يجب إزالة جميع القدرات العسكرية لحماس من الخريطة".
قضية الرهائن: قال المسؤول الرفيع في حماس، عزت الرشق لشبكة CNN، إنه من السابق لأوانه تبادل الرهائن الإسرائيليين بينما تواصل إسرائيل ضرب غزة، وأضاف: "لن نناقش هذا الموضوع إلا بعد انتهاء العدوان الإسرائيلي على شعبنا"، وكان سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة، قد قال، الاثنين، إن حركة حماس تحتجز ما يصل إلى 150 شخصا في غزة. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، لشبكة CNN، إن السلطات الإسرائيلية تعتقد أن الرهائن محتجزون تحت الأرض.
استعدادات حماس: قال مسؤول كبير في حماس مقيم في لبنان إن المسلحين أمضوا عامين في الإعداد للهجوم على إسرائيل. وقال علي بركة، رئيس العلاقات الوطنية لحركة حماس في الخارج، إن الحركة تصنع الصواريخ والذخائر والأسلحة النارية، وفقا لمقابلة محررة مع قناة روسيا اليوم الإخبارية العربية.
شكوك حول تورط إيران: قالت مصادر إن المعلومات الاستخبارية التي جمعتها الولايات المتحدة تلقي بظلال من الشك على فكرة تورط طهران بشكل مباشر في التخطيط وتحديد المصادر والموافقة على هجوم حماس على إسرائيل. ورغم أن مجتمع الاستخبارات ليس مستعداً للتوصل إلى نتيجة كاملة، إلا أن المسؤولين أشاروا إلى دعم طهران لحماس الذي كان من شأنه أن يساعدهم، حتى لو لم يكن بشكل مباشر.
الدبلوماسية السعودية: قال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إن المملكة العربية السعودية "تبذل جهودا حثيثة" لوقف التصعيد في الصراع، بحسب وكالة الأنباء السعودية الرسمية. وقال مساعد للرئيس الإيراني إن الأمير ناقش الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في مكالمة هاتفية مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي – وهي أول مكالمة بينهما منذ تجديد العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الأمير محمد بن سلمان الجيش الإسرائيلي غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
دروس موجعة من مفاوضات حماس وإسرائيل
وافقت حماس في وقت سابق على هدنة بوساطة ثلاثية (قطرية- مصرية- أمريكية)، تضمنت وقفا متدرجا لإطلاق النار، وتبادلا للأسرى، وتمهيدا لمفاوضات طويلة الأمد قد تُفضي إلى تهدئة دائمة. لكن هذه الهدنة، التي اعتُبرت إنجازا إنسانيا وسياسيا في لحظتها، سرعان ما انهارت بانتهاء المرحلة الأولى منها، عندما قرر نتنياهو استئناف الحرب، وتوسيع نطاق العدوان، ضاربا بالاتفاق والضامنين عرض الحائط.
والنتيجة كانت أزمة ثقة شاملة، بين جميع الأطراف والضامنين الدوليين. وهنا تُطرح أسئلة لا يمكن القفز فوقها:
• ما جدوى التفاوض إن لم يكن مشفوعا بضمانات تنفيذية فعلية؟
• ما قيمة الوساطات إذا عجزت عن إلزام الطرف الأقوى سياسيا وعسكريا؟
• كيف يمكن إعادة بناء مسار سياسي في ظل تكرار تجربة التراجع والانقلاب على التفاهمات؟
لا بد أن تتحوّل صيغة الهدنة المستقبلية إلى اتفاق ملزم ترعاه جهات دولية متعددة بآليات مراقبة وتنفيذ واضحة، وينبغي أن يكون الاتفاق مرتبطا بتسلسل زمني مشروط لا يُمكن لإسرائيل تجاوزه أو الانسحاب منه دون كلفة دبلوماسية وحقوقية حقيقية
لا تفاوض بلا أدوات ضغط موازية
التجربة تثبت أن التفاوض دون توازن قوة ولو نسبي، لا يحمي الحقوق، بل يجمّده مؤقتا قبل التفريط بها. لذا، يجب على أي طرف فلسطيني ينخرط في مسار تفاوضي أن يُراكم أدوات قوة موازية:
• إسناد شعبي صلب يحصّنه داخليا.
• شبكة دعم دولية حقيقية تضغط على الوسيط لا تكتفي بالتغطية.
• وضوح في خطوطه الحمراء وحدود التنازل.
اتفاق برعاية متعددة الأطراف وتوقيت مشروط
لا بد أن تتحوّل صيغة الهدنة المستقبلية إلى اتفاق ملزم ترعاه جهات دولية متعددة بآليات مراقبة وتنفيذ واضحة، وينبغي أن يكون الاتفاق مرتبطا بتسلسل زمني مشروط لا يُمكن لإسرائيل تجاوزه أو الانسحاب منه دون كلفة دبلوماسية وحقوقية حقيقية.
ففي مفاوضات غير متكافئة، لا يكفي التوقيع، بل يجب بناء مناخ لا يسمح بالتلاعب بنتائج التفاوض، ولا بتكرار الخديعة باسم الوساطة.
الرهان على واشنطن.. بين الإدارة والخذلان
قال ويتكوف للوسطاء: "الولايات المتحدة لا تخطط لإجبار إسرائيل على إنهاء الحرب".. جملة واحدة أسقطت كل وهم "الاختراق الأمريكي"، وكل حديث عن "مبادرة منقذة". كانت الحقيقة معروفة، لكن الاعتراف بها ظل مؤجلا.
وصفقة عيدان ألكسندر، رغم رمزيتها، أثبتت أنه لا يمكن التعامل معها كإنجاز مكتمل، بل هي اختبار لما سيليها: وقف إطلاق نار؟ تبادل شامل؟ ترتيبات سياسية؟ وإن لم تُربط الصفقة بمسار متكامل، فإنها تتحول إلى تنازل مبكر عن ورقة ثمينة.
الحرص هنا ليس تشاؤما، بل حماية للإنجاز من أن يُستهلك بلا مردود. فالقيمة ليست في تحرير أسير فقط، بل فيما تُثمره هذه الخطوة من نتائج سياسية دائمة لشعب يحاصر بالنار.
ما الذي تملكه حماس من خيارات؟
1- الاستمرار في القتال
• الرمزية: تعزيز صورة "المقاومة المستمرة".
• الكلفة: كارثية إنسانيا وسياسيا، خاصة مع تمدد العدوان.
• النتيجة: استنزاف طويل قد يفضي إلى تدخلات تفرض شروطا أقسى لاحقا.
2- القبول بهدنة مؤقتة (مع حذر)
• الربح: وقف نزيف الدم، ترتيب الصفوف، تخفيف الكارثة الإنسانية.
• الخطر: تكرار خديعة التفاهمات السابقة، واستغلال الهدنة لإعادة تموضع الجيش الإسرائيلي.
القوة اليوم ليست فقط في القتال، بل في إعادة تعريف شروط الهدنة، وتثبيت الثمن السياسي
• المعادلة: قبول مشروط ومطالب بضمانات دولية غير قابلة للعبث.
3- المناورة بالوسطاء
• الوسائل: الضغط عبر مصر وقطر والوسطاء الدوليين لتثبيت أي اتفاق.
• الغرض: جعل التراجع عن أي تفاهم مكلفا للطرف الآخر دبلوماسيا.
• الحدود: مرهونة بوزن الحلفاء وثقلهم على الأرض.
4- نقل المعركة إلى المحافل الدولية والرأي العام
• الفرصة: حالة التعاطف العالمي، وتصاعد الأصوات في أوروبا وأمريكا.
• القيمة: تعزيز العزلة السياسية لإسرائيل، وتأخير أو تخفيف الضغوط العسكرية.
• المحدودية: لا توقف عدوانا وحدها، لكنها تُصعّب استمراره.
خلاصة
حماس لا تملك خيارات حرة لكنها تملك مسارات اضطرارية يمكن إدارتها بحكمة وموازنة بين صمود الوجود وحماية المجتمع. القوة اليوم ليست فقط في القتال، بل في إعادة تعريف شروط الهدنة، وتثبيت الثمن السياسي.
ولذلك، فإن إعادة تعريف قواعد التفاوض، ورسم خطوط حمراء فلسطينية موحدة، لم تعد خيارا تنظيميا، بل ضرورة وجودية.