إسرائيل تتوعد بـ"تدمير" حماس وتواصل ضرباتها على قطاع غزة
تاريخ النشر: 12th, October 2023 GMT
غزة - تواصل إسرائيل اليوم الخميس قصفها المركز على قطاع غزة متوعدة بـ"سحق" حماس و"تدميرها" بعد شن الحركة هجوما غير مسبوق على الدولة العبرية.
وفي اليوم السادس من الحرب التي أوقعت حتى الآن آلاف القتلى، واصلت إسرائيل خلال الليل قصفها المركز على قطاع غزة فيما أُطلقت دفعات من الصواريخ من القطاع على جنوب إسرائيل.
وأعلنت حركة حماس صباح الخميس إطلاق صواريخ على تل أبيب ردا على ضربات إسرائيلية على "المدنيين" في مخيمي الشاطئ وجباليا في القطاع.
ويصل وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الخميس إلى إسرائيل لتأكيد دعم الولايات المتحدة لحليفتها.
وتوعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأربعاء في أول تصريح رسمي يصدر عن حكومة الطوارئ التي شكلها في اليوم ذاته مع القيادي المعارض بيني غانتس، بأن كل عضو في حركة حماس سيكون "في حكم الميت".
وأعلن "حماس هي داعش (تنظيم الدولة الإسلامية) وسنسحقها وندمرها كما دمر العالم داعش"، منددا بـ"وحشية لم نشهدها منذ المحرقة".
وشن مقاتلون من حماس تسللوا إلى إسرائيل برا وبحرا وجوا في 7 تشرين الأول/أكتوبر هجوما مباغتا قتلوا خلاله أكثر من ألف مدني في الشوارع وفي منازلهم كما في مهرجان موسيقي، وسط إطلاق آلاف القذائف.
كومة من الجثث
عند مدخل كيبوتس بئيري على مسافة أقل من خمسة كيلومترات من حدود قطاع غزة، تتكدس جثث مشيرة إلى ضراوة الهجوم على البلدة التي قتل أكثر من مئة من سكانها بحسب الجيش.
وقال المتحدث باسم الجيش دورون سبيلمان "الدمار هنا هائل" فيما أعلن متحدث عسكري آخر هو جوناثان كورنيكوس أن "العديد من سكان الكيبوتس خطفوا رهائن ونقلوا إلى غزة".
وقام عناصر حماس خلال الهجوم المباغت العنيف بخطف عشرات الرهائن الإسرائيليين بينهم أجانب ومزدوجو الجنسية، وتهدد الحركة بإعدامهم.
وبين هؤلاء الرهائن شبان كانوا يشاركون في مهرجان موسيقي اقتحمه المقاتلون السبت فقتلوا فيه 270 شخصا بحسب السلطات الإسرائيلية.
وأعلن الجيش سقوط 1200 قتيل في إسرائيل معظمهم مدنيون، فيما قتل ما لا يقل عن 1200 شخص في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي المكثف، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس.
من جهة أخرى أكد الجيش الإسرائيلي العثور على جثث 1500 مقاتل من حماس تسللوا السبت إلى عدة بلدات قريبة من قطاع غزة.
إحكام الطوق على قطاع غزة
وشاهد مراسلو فرانس برس الأربعاء قرب حدود غزة جثثا متحللة افيد بأنها جثث مهاجمين من حماس.
وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الخميس أنها على اتصال مع حماس للعمل على إطلاق سراح الرهائن.
كما بدأ الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مباحثات مع حركة حماس بهذا الصدد، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس.
وهناك بحسب السلطات الإسرائيلية 150 رهينة محتجزين لدى حماس، فيما لا يزال مئات الأشخاص في عداد المفقودين وتجري عمليات التعرف على جثث.
وحشدت إسرائيل عشرات آلاف الجود حول قطاع غزة وعلى حدودها الشمالية مع لبنان من حيث يطلق حزب الله المتحالف مع حماس والمدعوم من إيران بانتظام صواريخ على إسرائيل.
وأحكمت إسرائيل بصورة تامة الطوق على القطاع الفقير البالغ عدد سكانه 2,3 مليون نسمة والذي يعاني من حصار بحري وبري وجوي تفرضه عليه منذ 2006، وبات محروما من الإمدادات بالمياه والكهرباء والطعام.
وتوقفت المحطة الكهربائية الوحيدة في القطاع عن العمل بعد ظهر الأربعاء لنفاد الوقود، فيما بلغت المستشفيات أقصى طاقاتها وباتت تعاني من نقص في المعدات.
وطلب فابريتسيو كاربوني المدير الإقليمي للجنة الدولية للصليب الأحمر لمنطقة الشرق الأوسط من الطرفين "الحد من معاناة المدنيين" ولا سيما في قطاع غزة.
وقال في بيان "بدون كهرباء، قد تتحول المستشفيات إلى مشارح"، مبديا مخاوف خصوصا حيال المولودين في الحاضنات والمرضى الذين يحتاجون إلى الأكسجين أو إلى غسيل الكلى.
عدد أقل من الصواريخ
وقال كورنيكوس فجر الخميس "نستعد للمراحل التالية. ضربنا عددا كبيرا من الأهداف".
وأضاف أن خلال الـ 24 ساعة الماضية، أُطلق "عدد أقل من الصواريخ" باتجاه إسرائيل و"هذا مؤشر جيد دائما".
وطال القصف عشرات المباني والمصانع والمساجد والمتاجر، بحسب حماس. وفرّت نساء يحملن أطفالهن وسط الأنقاض في الشوارع المدمرة.
وقال أحد سكان حي الكرامة في غزة وسط الدمار رافضا الكشف عن اسمه "الأمر أشبه بنهاية العالم أو بزلزال. جاؤوا (الإسرائيليون) ليدمروا، وكأن هؤلاء الناس لا يستحقون الحياة. وكأنهم ليسوا بشرا".
ونزح أكثر من 338 ألف شخص داخل القطاع بسبب الضربات، وفق الأمم المتحدة.
وفي الضفة الغربية قتل 29 فلسطينيا منذ السبت في أعمال عنف.
ويثير حشد القوات على الحدود مخاوف من هجوم بري على القطاع الذي انسحبت منه إسرائيل في 2005 وتديره حماس منذ 2007.
وينذر ذلك بمعارك مروعة في مدينة شديدة الاكتظاظ بالسكان وفي الأنفاق وبوجود رهائن.
وقال المعلق السياسي عكيفا إلدار لوكالة فرانس برس "عندما تدخل غزة، لا تعرف أبدا في أي حالة ستخرج".
بلينكن في إسرائيل
على الصعيد الدبلوماسي صرح بلينكن قبل مغادرته واشنطن "نحن مصممون على ضمان حصول إسرائيل على كل ما تحتاج له للدفاع عن نفسها".
لكن الرئيس الأميركي جو بايدن طلب من إسرائيل احترام "قوانين الحرب" في ردها على غزة.
وأجرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، الذي أشادت بلاده بهجوم حماس، محادثات هاتفية الأربعاء.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) عن بن سلمان تأكيده لرئيسي أنّ "المملكة تبذل الجهود الممكنة بالتواصل مع كافة الأطراف الدولية والإقليمية لوقف أعمال التصعيد الجاري".
وشدّد ولي العهد السعودي على "موقف المملكة الثابت تجاه مناصرة القضية الفلسطينية".
ويهدّد النزاع بين إسرائيل وحركة حماس بزيادة المشاعر المعادية لإسرائيل في السعودية التي كانت قطعت شوطا كبيرا في مفاوضات مستمرة منذ أشهر للتوصل إلى تطبيع تاريخي مع الدولة العبرية برعاية أميركية.
ودعت البرازيل، التي تتولى حاليا رئاسة مجلس الأمن الدولي، إلى عقد اجتماع جديد لهذه الهيئة الجمعة. وفي اجتماع طارئ سابق في الثامن من تشرين الأول/أكتوبر فشل أعضاء المجلس في التوصل إلى إجماع على إدانة هجوم حماس.
المصدر: شبكة الأمة برس
كلمات دلالية: على قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كشف تفاصيل مقترح ويتكوف.. إسرائيل تعلن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة
كشفت مصادر مطلعة لموقع “أكسيوس” الأميركي عن أجواء تفاؤل في البيت الأبيض حيال مقترح جديد للمبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، يهدف إلى سد الفجوات بين إسرائيل وحركة حماس، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار واتفاق بشأن الرهائن في قطاع غزة في الأيام المقبلة.
النقاط الرئيسية في المقترح:
مدة وقف إطلاق النار: وقف إطلاق نار مؤقت لمدة 60 يومًا، مع إمكانية تحويله إلى وقف دائم بناءً على نجاح المفاوضات خلال هذه الفترة.
إطلاق سراح الرهائن: اتفاق على إطلاق سراح 10 رهائن أحياء على دفعات، 5 في اليوم الأول و5 في اليوم الأخير، مع استرداد رفات بعض الرهائن الموتى.
الضمانات: حماس تطالب بضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر لضمان التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار، بما في ذلك عدم انتهاك إسرائيل للهدنة من جانب واحد.
الشروط الإنسانية: انسحاب القوات الإسرائيلية الكامل من غزة، وإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود، وتشكيل لجنة تكنوقراطية لإدارة غزة.
المفاوضات: المفاوضات مستمرة بين ويتكوف ورون ديرمر المقرب من نتنياهو في واشنطن، وبشارة بحبح ممثل حماس في الدوحة.
الخلافات والعقبات:
رفض إسرائيل للمقترح في البداية، معتبرة أن موقف حماس شوه العرض الأميركي.
خلاف حول الجدول الزمني لإطلاق الرهائن، حيث ترغب إسرائيل في إطلاقهم دفعة واحدة في بداية وقف إطلاق النار، فيما تفضل حماس إطلاقهم على مراحل لضمان الالتزام المتبادل.
خلافات على تفاصيل مثل أسماء الرهائن والأسرى الذين سيتم إطلاق سراحهم، وآليات الانسحاب التدريجي للقوات الإسرائيلية.
بدوره، يرى البيت الأبيض أن الاتفاق قريب لكنه مؤقت في البداية، مع أمل في تحويله إلى حل طويل الأمد وسلمي للصراع.
استمرار الضغوط السياسية والأمنية على كلا الطرفين، مع احتمال توصلهم إلى تسوية وسطى تخفف من حدة الحرب في غزة وتفتح الطريق لمفاوضات أوسع.
سموتريتش وكاتس يعلنان عن إنشاء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية
أعلن وزيرا الدفاع والمالية الإسرائيليان، يسرائيل كاتس وبتسلئيل سموتريتش، الخميس، موافقة مجلس الوزراء الإسرائيلي على إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية، في خطوة وصفها الوزيران بـ”التاريخية” لتعزيز الاستيطان في يهودا والسامرة (التسمية الإسرائيلية للضفة الغربية).
وجاء القرار الذي تم اتخاذه بشكل سري الأسبوع الماضي، ليشمل إعادة تأسيس مستوطنتي هومش وشانور، إضافة إلى إقامة مستوطنات جديدة على طول الحدود الأردنية. واعتبر سموتريتش أن الاستيطان يشكل “الجدار الدفاعي لدولة إسرائيل”، فيما وصفه كاتس برد “ساحق على الإرهاب الفلسطيني”.
يأتي هذا الإعلان ضمن خطة موسعة تهدف إلى تغيير واقع المنطقة وتعزيز مستقبل الاستيطان لسنوات مقبلة، كما تضمن القرار توجيهات للأجهزة الأمنية لمنع محاولات السلطة الفلسطينية تنفيذ إجراءات استيطانية في المنطقة (ج)، وعرقلة دخول العمال والمساعدات الخارجية المرتبطة بها.
في سياق متصل، شهدت تل أبيب احتجاجات حاشدة مناهضة للحكومة، حيث اقتحم عشرات المتظاهرين مقر حزب الليكود الحاكم، ما دفع الشرطة إلى اعتقال 62 شخصًا، وسط اشتباكات أسفرت عن إصابة اثنين من عناصر الشرطة.
وجاءت المظاهرات احتجاجًا على مرور 600 يوم على حرب غزة، ومطالبة بوقف الحرب وإبرام صفقة للإفراج عن 58 رهينة محتجزين لدى حركة حماس في قطاع غزة، حيث يعاني معظمهم ظروفًا صعبة، وأكثر من نصفهم توفي.
ونظم المتظاهرون اعتصامًا سلمياً أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، مؤكدين أن تحركهم يمثل “الأغلبية الصامتة” التي تطالب الحكومة بالتحرك العاجل لإنهاء الأزمة الإنسانية.
في ظل هذه التطورات، تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة داخليًا وخارجيًا في وقت تتسارع فيه التوترات السياسية والأمنية في المنطقة.
نتنياهو يعلن اغتيال محمد السنوار في غزة
أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، الأربعاء، أن الجيش الإسرائيلي اغتال القيادي في حركة حماس محمد السنوار خلال عملية عسكرية في قطاع غزة، مؤكداً أن العملية تأتي ضمن سلسلة هجمات تستهدف البنية القيادية للتنظيم.
وخلال جلسة للكنيست، قال نتانياهو: “خلال 600 يوم… غيّرنا فعلياً وجه الشرق الأوسط. أخرجنا الإرهابيين من أرضنا، وبقوة دخلنا قطاع غزة وقضينا على عشرات الآلاف من الإرهابيين، وقضينا على… محمد السنوار”.
وسائل إعلام إسرائيلية أفادت بأن السنوار قُتل جراء غارة جوية إسرائيلية نُفذت في 13 مايو بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة. وبحسب بيان سابق للجيش الإسرائيلي، استهدفت الغارة حينها مركز قيادة وتحكم تابعاً لحماس يقع تحت الأرض أسفل المستشفى الأوروبي في المدينة.
ويُعد محمد السنوار من أبرز القادة العسكريين في كتائب القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، وهو الشقيق الأصغر ليحيى السنوار، الذي تتهمه إسرائيل بتدبير هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي فجّر الحرب الأخيرة في القطاع. وكان يحيى السنوار قد قُتل أيضاً في غارة إسرائيلية في جنوب غزة خلال أكتوبر 2024.
وتأتي هذه العملية في إطار حملة عسكرية إسرائيلية واسعة ضد قادة حماس، في ظل استمرار العمليات القتالية في القطاع منذ أكثر من عام ونصف، وسط تصاعد الضغوط الداخلية والدولية لإنهاء الحرب والتوصل إلى اتفاق بشأن مصير الرهائن.