خلافات داخلية في إسرائيل حول خطة “ويتكوف” لوقف إطلاق النار
تاريخ النشر: 29th, May 2025 GMT
البلاد – القدس
في ظل التصعيد المتواصل في قطاع غزة وسقوط عشرات القتلى في غارات إسرائيلية عنيفة، تصاعدت حدة الخلافات داخل المشهد السياسي الإسرائيلي بشأن المبادرة الأميركية الجديدة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
ودعا زعيم المعارضة يائير لابيد، اليوم الخميس، الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو إلى قبول خطة الوسيط الأميركي ستيف ويتكوف “علناً وفوراً”، معتبراً أن هذا المقترح يمثل فرصة نادرة لتحقيق انفراجة إنسانية وسياسية بعد شهور من الحرب المستمرة في القطاع.
وقال لابيد في تصريحات نقلتها صحيفة يديعوت أحرونوت: “أُذَكّر نتنياهو بأنني أؤيد قبول المخطط، حتى لو حاول بن غفير وسموتريتش إفشاله”. في إشارة إلى وزيري الأمن القومي والمالية، اللذين يُعدان من أبرز المعارضين لأي اتفاق من شأنه أن يُفضي إلى تهدئة أو تبادل أسرى.
وكان ويتكوف قد عرض، صباح اليوم، خطة جديدة تقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا، تشمل إطلاق سراح 10 أسرى إسرائيليين على دفعتين خلال أسبوع، وتسليم جثث 18 أسيرًا آخرين تحتجزهم حركة حماس، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد من الأسرى الفلسطينيين.
وتأتي هذه المبادرة وسط تقارير عن تقدم جزئي في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بوساطة دولية، إلا أن الانقسامات داخل الحكومة الإسرائيلية تهدد بإفشالها قبل أن ترى النور.
وفي موقف يعكس حجم الانقسام داخل الائتلاف الحاكم، أعلن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير معارضته الشديدة لأي اتفاق لتبادل الأسرى أو لوقف إطلاق النار، مهددًا مجددًا بالاستقالة من الحكومة في حال تم تجاوز “خطه الأحمر”، من دون أن يوضح ماهية هذا الخط.
وقال بن غفير في حديث إذاعي: “أنا الوحيد الذي استقال من حكومة سابقة، ولا أكتفي بالتهديد فقط. إذا تم تجاوز خطي الأحمر، فسأفعل ما أراه مناسبًا”، مضيفًا: “نتنياهو يعرف تمامًا ما هو خطي الأحمر”.
كما رفض بن غفير إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، معتبرًا أن “الصفقة الجزئية خطأ جسيم، وأن استمرار القتال هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على الركوع”.
وفي الأثناء، تتواصل الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على مناطق متفرقة في قطاع غزة، حيث أعلن الدفاع المدني مقتل 44 شخصًا منذ فجر اليوم الخميس، بينهم 23 من عائلة واحدة، إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة القريناوي شرق مخيم البريج وسط القطاع.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن “القطاع يشهد أوضاعاً كارثية”، مشيرة إلى مقتل 9 مدنيين وإصابة أكثر من 60 آخرين خلال الـ48 ساعة الماضية قرب مناطق توزيع المساعدات في مدينة رفح.
وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فقد استهدفت الطائرات الإسرائيلية منازل وروضة أطفال تؤوي نازحين في جباليا، مما أسفر عن مقتل 7 أشخاص بينهم طفلتان.
وتُفاقم هذه الهجمات، إلى جانب إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات، من خطر المجاعة التي تهدد سكان القطاع، بحسب وكالات الإغاثة المحلية والدولية.
تأتي هذه التطورات فيما تواجه حكومة نتنياهو ضغوطًا متزايدة من الداخل والخارج لإنهاء الحرب أو تخفيف حدتها، مع تصاعد الانتقادات حول إدارة ملف الأسرى، وتدهور الوضع الإنساني في غزة، وتآكل التأييد الدولي لمواصلة العمليات العسكرية دون أفق سياسي.
في الوقت ذاته، يخشى محللون من أن تؤدي مواقف بن غفير وسموتريتش المتشددة إلى تقويض فرص التوصل إلى أي اتفاق، بما قد يعجل بانهيار الائتلاف الحاكم أو فرض انتخابات مبكرة.
وبين مساعي التهدئة وتهديدات التصعيد، يراوح المشهد الإسرائيلي مكانه وسط انقسامات داخلية حادة ومأساة إنسانية متفاقمة في غزة. ومع تزايد الضغوط الأميركية والدولية، يبقى السؤال الأبرز: هل ينجح نتنياهو في تمرير خطة ويتكوف رغم معارضة حلفائه المتشددين، أم تنفجر الحكومة قبل أن تهدأ الجبهة؟.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: إطلاق النار في غزة خطة ويتكوف إطلاق النار قطاع غزة بن غفیر
إقرأ أيضاً:
نتنياهو يعلن قبول إسرائيل مقترح لوقف إطلاق النار في غزة
ذكرت وسائل إعلان إسرائيلية اليوم الخميس أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أبلغ عائلات الرهائن بقبول إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الجديد في غزة والذي قدمه مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف.
وكانت حماس قالت في وقت سابق إنها تسلمت الاقتراح الجديد من وسطاء وتعكف على دراسته.
وقدّم ويتكوف مقترحاً جديداً لوقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يوماً، يشمل إطلاق سراح 10 أسرى، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام إسرائيلية.
ووفقاً لمسودة الخطة الجديدة، سوف يتم إطلاق سراح الأسرى على دفعتين خلال أسبوع، بحسب عدد من وسائل الإعلام. كما سيتعين على حركة حماس تسليم جثث 18 أسيراً ما زالت تحتجزها في غزة، مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
يأتي هذا بينما هدد بن غفير، اليوم، بالاستقالة مجدداً من الحكومة في حال تم تجاوز ما وصفه بـ”خطه الأحمر”، وقال إن نتنياهو “يعلم ذلك جيداً”.
وجدد بن غفير في حديث لإذاعة إسرائيلية معارضته للتوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار بغزة، كما عارض إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.
وقال: “أنا لا أتحدث إلى رئيس الوزراء بالتهديدات، بالإطاحة أو عدم الإطاحة (بالحكومة)، ويعلم الجمهور أنه إذا تم تجاوز خطي الأحمر (الذي لم يوضح ما هو)، فسأفعل ما يحلو لي على عكس الآخرين”.
وأضاف بن غفير: “أنا الوحيد الذي استقال من الحكومة، لا أكتفي بالتهديد ثم أبقى، رئيس الوزراء يعرف ما هو خطي الأحمر، ويعرف أين يتجاوزه”.
وتأتي تصريحات بن غفير في ظل حديث عن تطورات إيجابية في المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس، بينما قالت “القناة 12” الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم إن ويتكوف عرض على إسرائيل وحركة حماس في الساعات الماضية خطة جديدة لاتفاق من أجل وقف إطلاق النار بقطاع غزة.
وأشار بن غفير إلى معارضته “لأي اتفاق لتبادل الأسرى ووقف إطلاق النار”، وقال: “ليست هناك أسئلة كثيرة، الأمور واضحة، الصفقة الجزئية خاطئة، وموقفي من الصفقات بشكل عام معروف تماماً”.
وتابع: “علينا مواصلة السحق، يمكننا إجبارهم (حماس) على الركوع وقطع الأكسجين عنهم”. وأضاف بن غفير: “أريد المختطفين (الإسرائيليين في غزة) بنفس القدر الذي تريدون أنتم فيه المختطفين في منازلهم، لكن بهذه الطريقة نعيد نصفهم ونؤخر إطلاق سراح النصف الآخر، إن عدم إطلاق سراح النصف الآخر يعني أننا نرفع الراية البيضاء”.
وجدد وزير الأمن القومي الإسرائيلي “معارضته إدخال أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة”. وقال: “أنا عضو في مجلس الوزراء، ولا أُدرك أن (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب يُجبرنا على ذلك