المدرسة المعظمية مؤسسة موقوفة على الأحناف في القدس
تاريخ النشر: 1st, June 2025 GMT
المدرسة المعظمية -وتعرف أيضا بالمدرسة الحنفية- واحدة من كبريات المدارس ومن أهم الركائز الدينية في القدس المحتلة، وتستفيد من أوقاف أوقفتها عليها جهات كثيرة. وكان لها دور ملموس في الحركة الفكرية بالمدينة الفلسطينية المقدسة.
تولى مشيختها والتدريس فيها عدد من كبار العلماء، واستمرت تقوم بدورها الفكري قرونا عدة.
تقع المدرسة المعظمية في المنطقة الشمالية من المسجد الأقصى المبارك، في طريق المجاهدين الموصل من باب الأسباط إلى عمق البلدة القديمة.
وقد أنشأ المدرسة المعظمية الملك الأيوبي المعظم شرف الدين عيسى بن محمد بن أيوب، وهو ابن أخ السلطان صلاح الدين الأيوبي رحمهما الله، سنة 614هـ/1218م، وأوقفها على طلبة العلم من أتباع المذهب الحنفي.
وكانت للمدرسة أوقاف كثيرة من القرى والمزارع والضيعات، منها على سبيل المثال: نصف قرية لفتا وقرية علار الفوقا والتحتا، وقرى الرام ودير أسد وحوسان وبتير وغيرها، ولكن عبثت بهذه الأوقاف أيدي بعض الناس فأصبحت أملاكا خاصة.
سبب التسميةسميت بالمعظمية على اسم مُنشئها وواقفها الملك المعظم عيسى بن محمد بن أيوب، وسميت بالحنفية لأنه تم وقفها على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب المذهب الحنفي.
وصف المدرسةتتألف المدرسة من طابقين، ومدخلها يؤدي إلى موزع يؤدي بدوره إلى صحن مكشوف في الطابق الأول، ويوجد شمال الصحن إيوان (وهو مكان متسع من الدار تحيط به جدران ثلاثة فقط معقود السقف مكشوف الوجه).
والإيوان مرتفع كبير الحجم، ويطل على الصحن من فتحة جنوبية يتقدمها عقد مدبب. وحول الصحن عدد من الغرف التي تستخدم لقراءة وحفظ القرآن، وتشير الدلائل الأثرية إلى أنه كان هناك إيوان جنوبي مقابل الإِيوان الشمالي.
إعلانوقد كانت الغرف القائمة في الطابق الأول إلى الآن، والأخرى التي كانت قائمة في الطابق الثاني المتهدم، تستعمل لسكن المدرسين وطلبة العلم والقائمين على خدمة المدرسة.
غير أن هذه المدرسة اندثرت وتهدمت كثير من أجزائها، وأصبح ما تبقى منها يستخدم دارا للسكن.
وخلفها ساحة تضم قبور مجاهدين يعتقد أنهم من العصر الأيوبي ممن جاهدوا مع صلاح الدين الأيوبي، وسميت الطريق إلى جنوب هذه المدرسة "طريق المجاهدين" نسبة إلى هذه المقبرة.
وتوجد بقايا مئذنة خلف الساحة، من الجهة الجنوبية للمدرسة، وقد أنشئت في عهد المماليك سنة 673 هجرية، بأمر من الملك القاهر بن الملك المعظم.
وتعلم في هذه المدرسة الكثير من العلماء الأحناف في القدس، وأشهرهم على الإطلاق شمس الدين الحموي ناظر القدس والخليل، والذي دفن في مقبرة المجاهدين المذكورة آنفا.
ويروي عارف العارف أنه زار هذه المدرسة يوم 20 فبراير/شباط 1947 فوجد الخراب مخيما على الجانب الأكبر منها، واستطاع أن ينسخ نقشين لا يزالان مقروءين مثبتين على بلاطتين.
ويقول النقش الأول "أمر يعمله مولانا السلطان الملك المعظم شرف الدنيا والدين أبو العزائم عيسى بن أبي بكر بن أيوب الواقف لهذه المدرسة على الفقهاء والمتفقهة من أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة رضي الله عنه وأرضاه. وذلك في شهور سنة أربع عشرة وستمئة للهجرة النبوية، تقبل الله عنه وغفر له. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم تسليما".
أما النقش الثاني فنصه "أمر بعمارة هذه المئذنة المباركة الملك القاهر الناظر بهذه المدرسة غفر الله له وتغمد برحمته والده الواقف السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى قدس الله روحه في شهور سنة ثلاث وسبعين وستمئة".
وتهدمت مئذنة جامع المدرسة، الذي كان يعرف بمسجد المجاهدين قبل حوالي 150 عاما، ويستخدم ما تبقى من المدرسة سكنا لعائلات مقدسية.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الملک المعظم هذه المدرسة
إقرأ أيضاً:
3 رحلات عمرة ومصحف ناطق.. نائب محافظ سوهاج يكرم ذوي الهمم والمعلمات
كرّم الدكتور محمد عبد الهادي، نائب محافظ سوهاج، عددًا من النماذج المتميزة بمدرسة تحفيظ القرآن الكريم بقرية الصلعا التابعة لمركز سوهاج، وذلك في إطار دعم الدولة لأصحاب الهمم وتقدير الجهود التربوية في تعليم وتحفيظ القرآن الكريم.
وخلال الزيارة، أهدى نائب المحافظ مصحفًا ناطقًا للطالبة رحمة وائل، من ذوي الهمم "المكفوفين"، تشجيعًا لها على مواصلة حفظ القرآن الكريم.
كما أعلن عن منح والدتها رحلة عمرة، تقديرًا لدورها في رعاية ابنتيها "رحمة" و"دعاء" وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة وتوفير بيئة داعمة لهما للاستمرار في التعليم وحفظ كتاب الله.
كما قرر عبد الهادي إهداء رحلتي عمرة لمعلمتين من فريق عمل المدرسة، عرفانًا بعطائهن وجهودهن الملموسة في تحفيظ الطالبات وتقديم نموذج تربوي متميز داخل المدرسة.
وأكد نائب المحافظ، أن هذه المبادرات تأتي في إطار توجيهات القيادة السياسية برعاية ذوي الهمم ودعم النماذج الإيجابية في المجتمع.
واشاد بالدور الفاعل الذي تقوم به الأمهات والمعلمات في دعم مسيرة حفظ القرآن الكريم وتعزيز القيم الأخلاقية لدى النشء.
ولاقت اللفتة التكريمية تفاعلًا كبيرًا من أولياء الأمور والمعلمين، الذين أعربوا عن شكرهم وتقديرهم لهذه المبادرة، التي تركت أثرًا طيبًا في نفوس الطالبات وأسرهن، ورسّخت لقيم التقدير المجتمعي والإنساني في الميدان التربوي والديني.