حرب السودان.. نقص المياه والأوبئة تهدد الصحة والاقتصاد
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
السودان – أدت أعمال العنف الخطيرة في السودان إلى تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية بصورة بالغة التعقيد، خاصة مع انتشار الأوبئة ونقص إمدادات مياه الشرب إثر خروج بعض محطات المياه عن الخدمة، فضلا عن توقف العديد من المنشآت الغذائية والدوائية.
وسبق أن حذرت منظمة الصحة العالمية من تفش واسع النطاق لعدد من الأمراض الوبائية في السودان بسبب تدهور النظام الصحي نتيجة الصراع، وعدم قدرة المنظمة ومنظمات أممية وحكومية أخرى على الوصول إلى المناطق المتضررة.
وأعلنت المنظمة العالمية الثلاثاء الماضي في بيان، الإبلاغ عن تفشي الكوليرا وحمى الضنك شرق السودان، حيث يحتمي آلاف الأشخاص مع احتدام القتال الدامي بين جيش البلاد وقوات الدعم السريع في العاصمة الخرطوم ومدن أخرى.
ومع انتشار الأوبئة، يتخوف التجار من توقف صادرات الماشية إلى الدول الخارجية وارتفاع نسب البطالة والتضخم مع توقف وسائل النقل الجوي، وتراجع الاستهلاك.
ويمتلك السودان أزيد من 107 ملايين رأس من الماشية، وفق تقارير رسمية، ما جعل البلاد تعتمد عليها كأحد الموارد الرئيسية للنقد الأجنبي الشحيح أصلا.
وتعتبر الثروة الحيوانية في السودان أحد أهم مصادر النقد الأجنبي، بسبب الصادرات الكبيرة للمواشي والأبقار إلى الخارج، بمتوسط عائدات سنوية تصل مليار دولار، وفق إحصاءات حكومية.
وبعد انفصال الجنوب في 2011، فقد السودان 80 بالمائة من إيرادات النقد الأجنبي، على خلفية فقدانه ثلاثة أرباع آباره النفطية لدولة الجنوب، بما يقدر بـ 50 بالمئة من إيراداته العامة.
وتوقع البنك الدولي أن ينكمش اقتصاد السودان بنسبة 12 في المئة في العام الحالي وذلك بسبب التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب.
ومنذ اندلاع الحرب توقفت عجلة الإنتاج في العاصمة الخرطوم التي تعتبر مركز الثقل الاقتصادي في البلاد؛ إضافة إلى ولايات السودان الأخرى.
ويقول الخبير الاقتصادي أحمد مدني، إن نحو 400 منشأة تعمل في مجال الصناعات الغذائية والدوائية في الخرطوم خرجت عن الخدمة.
وأوضح مدني في حديثه للأناضول، أن المشروعات الإنتاجية والزراعية تأثرت بشكل كامل في كافة انحاء البلاد بسبب نقص التمويل وحالة عدم الاستقرار الإداري.
وأشار إلى تعرض حوالي 100 فرع من المصارف العاملة بالبلاد للنهب والحرق والتدمير الكامل بما فيها أجزاء كبيرة من بنك السودان المركزي الذي تشير تقارير معاناته حاليا من شح كبير في النقد.
في سبتمبر/ أيلول الماضي أعلنت َوزارة الصحة السودانية، تسجيل 274 إصابة بالكوليرا، بينها 19 حالة وفاة بولاية القضارف شرق البلاد، وتسجيل ألف إصابة بوباء حُمى الضنك خلال العام الجاري، بينها 11 وفاة.
وحول المساعي التي تبذلها البلاد في مواجهة الأزمة الصحية، قال مسؤول بوزارة الصحة الاتحادية، إن الوزارة وجهت بانتظام عمليات الرش ومكافحة الناقل، بالإضافة إلى حملات التوعية للمواطنين، والتأكد على كلورة المياه لكل مصادرها الأساسية التي تتبع لهيئة المياه بالإضافة إلى توفير الكلور بكل أنواعه.
وأضاف المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته – كونه غير مخول له الحديث لأجهزة الإعلام – إن الوزارة اتخذت إجراءات عملية لمجابهة الوضع الصحي بالبلاد والحد من انتشار الإسهال المائي (الكوليرا) وحمى الضنك بإطلاق حملة للإصحاح البيئي والنظافة ومكافحة الذباب والبعوض وتعقيم مياه الشرب للحد من انتشار نواقل الامراض و ذلك وفقا للإرشادات المطلوبة.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
جامعة الدول العربية توضح حقيقة إنسحاب الإمارات من قمة بغداد بسبب السودان
بغداد متابعات – تاق برس – نفى السفير حسام زكي، الأمين العام المساعد لـ”جامعة الدول العربية”، انسحاب أية دولة من القمة العربية في بغداد، وذلك ردا على سؤال حول انسحاب دولة الإمارات بسبب الأزمة مع السودان.
وأكد زكي في مؤتمر صحفي في بغداد اليوم الجمعة، أن دولة الإمارات ممثلة على مستوى عال جدا في القمة الحالية، مشيرا فيما يتعلق بتطورات الأزمة بين السودان والإمارات، أن “هذه المسألة صعبة وشائكة ويحتاج الأمر إلى تدخلات وحكمة بعض الساسة والدبلوماسيين الكبار”.
وأشار إلى أن معالجة هذا الوضع يحتاج بعض الوقت وربما لن تتم معالجته بالكامل في القمة الحالية، متابعا: “كلنا أمل في أن تحدث أشياء في المستقبل القريب تعيد المياه إلى مجاريها”.
وردا على سؤال حول مستوى المشاركة في القمة، أكد “زكي” أن مستوى مشاركة الدول في القمم العربية أمر سيادي يخص كل دولة، “وما يعنينا كأمانة عامة للجامعة هو مخرجات القمة وقراراتها”، وتابع قائلا: “لا يمكن أن نسائل أي دولة لماذا لم تحضر على المستوى الأعلى، فهذا أمر سيادي للدولة، ونحن نشغل أنفسنا بالقرارات ومخرجات القمة”، والتي يكون لها نفس القدر من الأهمية مهما كان مستوى الحضور.
وتحدث عن الورقة المصرية بشأن غزة التي طرحت ضمن مشروع جدول أعمال القمة، قائلا إنها حظيت بدعم عربي وأصبحت خطة عربية، والمطلوب حاليا هوالانتقال من وضع الحرب إلى مرحلة ما بعد الحرب للبدء في تنفيذها.
وأوضح حسب RT أنه لا يمكن تنفيذ الخطة تحت النار، بل تحتاج إلى مرحلة من الهدوء.
يذكر أن الأزمة في العلاقات بين السودان والإمارات تصاعدت مؤخرا، وأعلن مجلس الأمن والدفاع السوداني قطع العلاقات الدبلوماسية مع أبوظبي، واعتبرها “دولة عدوان”، فيما ردت الإمارات بإعلانها عدم الاعتراف بشرعية “سلطة بورتسودان” التي اتخذت القرار.
وأكدت الخارجية الإماراتية أنها “لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه”، مؤكدة أن “البيان الصادر عما يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين”.
انسحاب الاماراتجامعة الدول العربيةقمة بغداد