دكتور شيماء فوزي تكتب: الذكاء الاصطناعي مظاهره وآثاره بين المميزات والعيوب
تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT
الذكاء الاصطناعي (AI) هو مجال يهتم بتطوير الأنظمة الكمبيوترية التي تتمتع بالقدرة على أداء المهام التي تتطلب تفكيرًا ذكيًا يشبه تلك التي يقوم بها البشر. يشمل الذكاء الاصطناعي العديد من التقنيات والتطبيقات، بما في ذلك تعلم الآلة (Machine Learning) والشبكات العصبية الاصطناعية (Artificial Neural Networks) ومعالجة اللغة الطبيعية (Natural Language Processing) والروبوتات الذكية والتحليل الضخم للبيانات (Big Data Analytics)، وغيرها.
مظاهرة الذكاء الاصطناعي تثير جدلًا كبيرًا بين المؤيدين والمعارضين، حيث تمتلك هذه التكنولوجيا العديد من المميزات والعيوب التي يجب أن نأخذها في الاعتبار.
من بين المميزات الرئيسية للذكاء الاصطناعي:
1. تحسين الكفاءة: يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة العديد من العمليات والمهام. فمثلًا، يمكن للروبوتات الذكية تنفيذ المهام الخطرة أو المتكررة بدقة وسرعة أكبر من البشر، مما يساهم في تحسين الإنتاجية وتقليل الأخطاء البشرية.
2. قدرة التعلم: يعتبر تعلم الآلة جزءًا أساسيًا من الذكاء الاصطناعي، حيث يمكن للأنظمة الذكية أن تتعلم من البيانات والتجارب وتحسن أدائها بمرور الوقت. هذا يتيح للأنظمة القدرة على التكيف مع التغيرات وتحسين الأداء بشكل مستمر.
3. تطبيقات واسعة النطاق: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في مجموعة متنوعة من المجالات مثل الطب، والتجارة، والتصنيع، والتسويق، والأمن، والترفيه، وغيرها. فهو يمتلك القدرة على تحليل كميات كبيرة من البيانات واستخلاص أنماط وتوصيات قيمة.
على الجانب الآخر، هناك بعض العيوب والتحديات للذكاء الاصطناعي التي يجب أيضًا أن نأخذها بعين الاعتبار:
1. القرارات الأخلاقية: يثير الذكاء الاصطناعي قضايا أخلاقية معقدة، حيث يمكن أن تؤدي قرارات الأنظمة الذكية إلى تأثيرات غير مرغوب فيها أوانتهاك للخصوصية. على سبيل المثال، قد تواجه التحليلات الضخمة للبيانات تحديات فيما يتعلق بالحفاظ على سرية المعلومات الشخصية وحماية البيانات من الاستخدام غير القانوني.
2. التمييز والتحيز: قد تكون هناك مشكلة في التمييز والتحيز في أنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تدريب هذه الأنظمة على البيانات التاريخية المتاحة، والتي قد تحتوي على تحيزات موجودة في المجتمع. وبالتالي، يمكن أن يتم تعزيز هذه التحيزات ونقلها إلى الأنظمة الذكية، مما يؤثر على عدل وتكافؤ الفرص.
3. تهديدات الأمان: يمكن أن تتعرض الأنظمة الذكية للهجمات السيبرانية والاختراقات، مما يعرض البيانات الحساسة والأنظمة الأساسية للخطر. يجب أن يتم اتخاذ إجراءات أمنية قوية لحماية الذكاء الاصطناعي ومنع الوصول غير المصرح به.
4. تأثير على سوق العمل: قد يؤدي تطور الذكاء الاصطناعي إلى تأثير كبير على سوق العمل، حيث قد يتم استبدال بعض الوظائف التي كانت تقوم بها البشر بواسطة الأنظمة الذكية. قد يكون هناك حاجة إلى إعادة تأهيل القوى العاملة لمواكبة هذه التغيرات والتحول إلى وظائف جديدة.
بشكل عام، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يوفر إمكانات هائلة للتطور والتقدم في مجالات عديدة، ولكنه يحمل أيضًا تحديات ومخاطر. من الضروري أن نعمل على تطوير سياسات وإطارات أخلاقية قوية لضمان استخدام الذكاء الاصطناعي بطريقة مسؤولة ومنصفة، مع الحفاظ على حقوق الأفراد والقيم الأخلاقية.
الدكتورة / شيماء فوزي عزيز
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي روبوتات التطبيقات الذکاء الاصطناعی الأنظمة الذکیة
إقرأ أيضاً:
الخوذة التي تقرأ المستقبل.. الإمارات تُطلق أول جهاز توليدي بالذكاء الاصطناعي
ابتكار من أبوظبي إلى العالم.. كيف تُغير خوذة الذكاء الاصطناعي قواعد اللعبةيشهد الذكاء الاصطناعي طفرة غير مسبوقة حول العالم، تتجاوز كل التوقعات، وتعيد رسم ملامح مستقبل مختلف في مختلف القطاعات. لكن في قلب هذا التحول التكنولوجي العالمي، برزت الإمارات العربية المتحدة كدولة عربية تتقدم الصفوف، إذ ينمو فيها الذكاء الاصطناعي “بسرعة الصاروخ”، مدفوعًا برؤية استراتيجية مبكرة وشاملة، جعلت منه شريكًا في صنع القرار الحكومي لا مجرد أداة تقنية.
وفي تصريحات صحفية، يرى محمد علاء، المتخصص في الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي، أن الإمارات “استيقظت مبكرًا” لهذا التحول الكبير، وتعاملت مع الذكاء الاصطناعي باعتباره قوة محورية لا بد من توظيفها داخل مؤسسات الدولة.
ويضيف: "العالم كله يتحدث الآن عن الذكاء الاصطناعي، لكنه في الإمارات أصبح واقعًا فعليًا ضمن البنية الحكومية، ومستشارًا يقدّم التحليلات والمقارنات، ويتوقع النتائج، ويساعد صانع القرار على اتخاذ قرارات دقيقة وسريعة”.
وتابع محمد علاء:"نحن أمام لحظة فارقة في العلاقة بين التكنولوجيا وصنع القرار… بات الذكاء الاصطناعي ليس فقط أداة بحث، بل مرجعًا لصانع السياسات، وهذا يعكس رؤية إماراتية جادة نحو المستقبل.”
كما يشير الخبير إلى أن أدوات الذكاء الاصطناعي لم تعد حكرًا على المختبرات أو الشركات الكبرى، بل دخلت حياة الناس اليومية بقوة:
ويُبرز محمد علاء أن إستراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي، التي أطلقت عام 2017، كانت من أوائل الرؤى الحكومية في العالم التي هدفت إلى دمج الذكاء الاصطناعي في جميع الخدمات، وصولًا إلى استخدام بنسبة 100% بحلول عام 2031.
كما يلفت إلى سلسلة خطوات سبّاقة اتخذتها الدولة، منها: تعيين أول وزير دولة للذكاء الاصطناعي في العالم، وتأسيس شركة G42 بقيادة الشيخ طحنون بن زايد، والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي، والتي أطلقت مؤخرًا أول خوذة ذكية بتقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي، وإنشاء جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي عام 2019، كأول جامعة للدراسات العليا المتخصصة في الذكاء الاصطناعي على مستوى العالم.
ويرى أن دولًا عربية أخرى تتحرك بخطى متسارعة نحو الدمج الفعلي للذكاء الاصطناعي في قطاعاتها الحيوية، وخاصة مصر حيث أطلقت الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي عام 2021، وعقدت شراكات مع اليونسكو، وأطلقت برامج تدريبية موسعة، مع التركيز على تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الصحة والزراعة والتعليم والخدمات.