يمانيون:
2025-07-07@02:08:31 GMT

(طوفان الأقصى) في الإعلام تهزم الدعاية الصهيونية

تاريخ النشر: 14th, October 2023 GMT

(طوفان الأقصى) في الإعلام تهزم الدعاية الصهيونية

عبدالرحمن الأهنومي

استشهاد مصور رويترز وجرح صحفيين آخرين في لبنان باستهداف صهيوني مباشر على عدد من الصحفيين كانوا يؤدون مهمتهم على الحدود مع لبنان، يجعل العالم أمام حرب صهيونية مسلحة تستهدف الإعلام وتحاول اغتيال فيما يجري من أحداث، وقد زامن استهداف العدو الصهيوني لوسائل الإعلام والصحفيين إعلان وزير الاتصالات اليهودي أنه ينوي إغلاق الإنترنت على غزة، وسبق ذلك استهداف صهيوني للصحفيين في قطاع غزة التي سجلت استشهاد عدد من الصحفيين والإعلاميين والفنانين والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي الذين ينشطون لنشر حقائق الإبادة التي تتعرض لها غزة.


نحن إذن أمام حرب صهيونية تستهدف الصحافة والإعلام، يسعى العدو من ورائها إلى إخفاء حقيقة ما يرتكب من مذابح مروعة ووحشية عن أنظار العالم، يحاول طمس تلك المذابح التي يرتكبها، وأيضاً ليفتح المجال أمام دعايته التي يسوقها حول الحرب، وليجعلها المسيطرة والمتحكمة بالرأي العام.
هذه الهستيريا الصهيونية في استهداف الصحافة والإعلام جاءت بعدما تعرَّى العدو اليهودي وانكشفت أكاذيبه على المقاومة وفضحت جرائمه للعالم، ومنذ بدأت طوفان الأقصى عمل العدو الصهيوني على إطلاق حرب دعاية هائلة اشترك فيها الإعلام الغربي بكافة مستوياته، محاولاً إصباغ أوصاف زائفة على المقاومة، ومفبركاً أحداثاً وصوراً وفيديوهات، ومقدماً روايات زائفة لما حدث، غير أن احتشاد الفضائيات العربية وبعض العالمية التابعة لبعض الأقطاب المناهضة لأمريكا والغرب، أسقط تلك الروايات بل وفضحها، كما كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور فاعل أيضاً، ولهذا السبب أطلق الاتحاد الأوروبي تهديداً بحظر تويتر في أوروبا ما لم يقم أيلون ماسك بإزالة 17 مليون محتوى منشور عن غزة، وهو ما رفضه آيلون ماسك، وقبلت به إدارة فيسبوك التي قامت بحذف 7 ملايين محتوى من الموقع يؤيد المقاومة الفلسطينية.
وفي غزة يبدو أن استشهاد عدد من الزملاء الإعلاميين الفاعلين في السوشيال ميديا لم يكن مصادفة للقصف، بل كان استهدافاً صهيونياً ممنهجاً ومركزاً بهدف قتلهم، ليتمكن من كتم صوت الحقائق من هناك، تماماً كما يقوم بقصف الأبراج التي تعمل منها مؤسسات إعلامية واستشهاد عدد من الصحفيين والإعلاميين.
ومن خلال هذا كله ندرك أهمية الحرب الإعلامية المساندة لطوفان الأقصى، وأهميتها أيضاً في كشف الجرائم الصهيونية وفضحها، وأهميتها في إسقاط الدعاية الصهيونية الأمريكية الغربية التي تشن على المقاومة الفلسطينية.
قبل الحرب المسلحة والتي تستهدف الصحافة والإعلام كان العدو الصهيوني قد لجأ إلى فبركة روايات كاذبة وصلت إلى مستوى أن يعلن بايدن بأنه شاهد حماس وهي تقطع رؤوس الأطفال.. وحين انكشفت الكذبة وتعرَّت اعتذر البيت الأبيض وقال «لا بايدن ولا غيره شاهدوا صوراً» وأنه وقع ضحية معلومات مضللة مصدرها العدو الصهيوني.. رغم أن التبرير لم يكن أقبح من الذنب، بل كشف عن خطيئة أكبر، فالرئيس الأمريكي الذي قال بإنه شاهد صوراً مروعة، قال البيت الأبيض بأن بايدن لم يشاهد صوراً لا هو ولا غيره، فاضحاً كذبة المشاهدة، موضحاً بأن بايدن وقع ضحية معلومات مضللة مصدرها إسرائيل.
في سياق الانكشاف أيضاً كان العدو الصهيوني قد نشر صوراً لأطفال مشوهين، وزعم بأنهم قُتلوا على يد المقاومة الفلسطينية، لكن تلك الكذبة لم تنكشف فحسب، بل كشفت عن جرائم الإبادة التي يرتكبها في غزة ويحاول طمسها، إذ كشفت صحيفة ذا تايمز البريطانية؛ بأن الصور التي وزعها العدو الصهيوني تعود لأطفال فلسطينيين قتلهم العدو بغارات جوية في غزة، بينما يحاول إبعاد الأنظار عن جرائمه في غزة!
وقالت الصحيفة «إسرائيل تنشر صور أطفال مشوهين»، تزعم أنهم قُتلوا على يد حماس، بينما في الحقيقة الصورة هي لأطفال فلسطينيين تعرضوا لقصف جوي إسرائيلي».
نحن أمام انكشاف فاضح، هذه المعركة لم تفضح فقط الحرب الدعائية الصهيونية، بل وفضحت العالم الغربي المتدثر بعناوين الحرية وحقوق الإنسان حينما احتشد مع الصهاينة في حرب الإبادة على غزة دون مواربة، وفضحت كذلك علاقة كيان العدو الصهيوني كربيب وأداة لأمريكا، وفضحت كذلك العربدة الأمريكية حينما احتشدت بقضها وقضيضها لدعم الكيان الصهيوني واستنفرت بل ووجهت من خلال بايدن إلى نتنياهو بشن حرب إبادة على غزة، أمور كاشفة لكل ما حاول الغرب الكافر وأمريكا ترسيخه من عناوين زائفة ومضللة طيلة تاريخ وجودهما.
هذه العربدة الصهيونية على الإعلام والصحافة تكشف انهزامه الذريع في معركة الحقيقة، وفشله في استعطاف العالم وتعرَّيه أمام الجميع، وتكشف أيضاً زيف عناوين الحرية والصحافة والإعلام والرأي التي تدَّعيها أمريكا ويدَّعيها الغرب الكافر، فالحرب على غزة بما فيها، هي حرب أمريكية غربية صهيونية، وبالأحرى «حرب الصهيونية العالمية»، على فلسطين ومجاهديها.

المصدر: يمانيون

كلمات دلالية: العدو الصهیونی على غزة فی غزة عدد من

إقرأ أيضاً:

حجارة ومقلاع داود تهزم عربات جدعون

مع دخول حرب نتنياهو الإجرامية شهرها الثاني والعشرين، تتزايد الهزائم التكتيكية لجيش الاحتلال الغازي نتيجة العمليات النوعية للمقاومة، والتي أذهلت بقوتها المتابعين والمحللين السياسيين والاستراتيجيين بقوتها وقدراتها وتكتيكاتها ونتائجها، وخلقت واقعا جديدا في مواجهة مقتلة المساعدات الأمريكية والإسرائيلية التخطيط والهندسة والتنفيذ، والتي باتت صورة يومية تأكل معها الضمير الإنساني، وسقطت معها كل الأقنعة المتبجحة بحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، وغدت معها غزة مقبرة لكل المعايير الأخلاقية والدينية والإنسانية، حيث وقف العالم عاجزا بل متخاذلا -إلا القليل منه- عن ردع سلاح التجويع الذي لم يكن أقل فتكا من قذائف المسيّرات والدبابات.

لقد دكت حجارة داود ومقلاعه تحصينات الاحتلال وحواضنه ومستعمراته، ونصبت الكمائن المركبة ونسفت الدبابات وعربات جنوده، واستولت على المسيّرات وأوقعت أفراده مسافة صفر، وقلبت معادلة المواجهة غير المتكافئة إلى مقاومة رابحة وعدو خاسر، لتبرز هنا حقائق عديدة، أولها أنها أثبتت قدرة المقاومة على الثبات والصمود والاستمرار بحرب الاستنزاف الطويلة الأمد، وثانيها امتلاك المقاومة عنصر المبادرة والمفاجأة من خلال عمليات الرصد والمراقبة الدقيقة لتحركات العدو وآلياته، وكذلك حيازة رجال المقاومة وقادتها التكتيكات العسكرية وأساليب القتال التي تتناسب مع موازين القوى والمواجهات غير المناظرة؛ تماما مثل تلك المواجهة الضارية التي خاضها مقاتل واحد لمدة خمس ساعات، مع قوة مدرعة إسرائيلية وجنود مشاة.

ومن الحقائق أيضا تمكن المقاومة من استخدام وتوظيف مخلفات جيش الاحتلال من قذائف وصواريخ لم تنفجر وإعادة تأهيلها، رغم ظروف المعارك الصعبة، مما أدى إلى زيادة أعداد القتلى والجرحى الصهاينة. وجاءت الاستفادة من طبيعة الأرض المليئة بأكوام الركام والأنقاض من الأبنية التي نسفها العدو، لتشكل عاملا مهما وحاسما في نجاح هذه العمليات النوعية، حيث تمكن المقاومون من زرع عبوات العمل الفدائي في أبراج الدبابات ووضع القنابل والعبوات في فوهات ناقلات الجند ومطاردة المقاتلين لدبابات الاحتلال التي شوهدت تهرب من ميدان المعركة.

ومن الحقائق أيضا تنوع الأسلحة المستخدمة من قبل رجال المقاومة؛ ودلالة ذلك زرع ست عبوات من العيار الثقيل، واستخدام صواريخ مضادة للأفراد، وقذائف آر بي جي، والقدرة على حفر أنفاقٍ هجومية جديدة خلال فترة وجيزة كما حدث في عملية سرايا القدس في الشجاعية حيث تم استهداف نحو 40 جنديا وضابطا بين قتيل وجريح، والانتقال من نصب الكمائن إلى الإغارة كما حدث في عملية القسام في خان يونس؛ كل ذلك يفضي إلى حقيقة تطور عمليات المقاومة النوعية مما يعني القدرة على تحديد الزمان والمكان لمواجهة العدو، وفرض إيقاع المعركة عليه.

ومن أهم الحقائق، الحرب النفسية والإعلامية التي حملتها فيديوهات وصور سلسلة عمليات حجارة داود ومقلاع داود، وما جاء على لسان المتحدث العسكري باسم كتائب القسام وسرايا القدس والتي نقلت بالصوت والصورة مراحل تنفيذ العمليات: من مرحلة الرصد والمراقبة، إلى مرحلة التخطيط وتوزيع المهام، إلى مرحلة التنفيذ ثم مرحلة الإسناد والمناورة للانسحاب، وأخيرا مرحلة رصد قوات النجدة وطائرات العدو، مما شكل صدمة للمجتمع الإسرائيلي بما فيه قادته العسكريون، وكان له أثر عميق في مطالبة أُسر الجنود لإنهاء الحرب وسحب أبنائهم قبل عودتهم بالتوابيت.

من جهة أخرى، يعطي هذا الزخم من العمليات النوعية مؤشرا على قوة وثبات وتماسك القيادة العسكرية والميدانية والتنظيمية والإعلامية والسياسية في الداخل والخارج.

لقد أثبتت هذه المواجهات فشل أهداف الحملة العسكرية البرية، تحت مسمى "عربات جدعون" بقيادة رئيس الأركان الجديد زامير، بنسختها المعدلة عن أهداف نتنياهو، الرامية إلى إطلاق سراح الرهائن بالقوة العسكرية، وتفكيك وإنهاء سلطة حماس للقطاع، والقضاء على حماس وقدراتها العسكرية. كما وسّعت نتائج هذه العمليات النوعية للمقاومة الخلافات بين كافة المستويات العسكرية والسياسية والأمنية، وأوجدت انقساما حادا في المجتمع الإسرائيلي، والمطالبة باستقالة نتنياهو وحكومته المتطرفة، واستكمال محاكمته، بعد مطالبة الرئيس ترامب بإلغائها ليشكل بهذا طوق نجاة له وتجميل وجهه القبيح بعد تحقيق الإنجازات -على زعمه- على جبهة إيران وفشله في جبهة غزة.


وما تصريحات ترامب الأخيرة والحديث عن قرب استئناف المفاوضات؛ مما اعتبره زعيم المعارضة لابيد "أن هذا قد يكون عامل ضغط على نتنياهو بوقف الحرب على غزة وإطلاق سراح الرهائن بصفقة تبادل مع حركة حماس"، وما اشتداد المجازر اليومية وبهذه الأعداد من الضحايا، وما رافق ذلك من تجويعٍ وتعطيش واستمرار مقتلة المساعدات، واستكمال ضرب البنى التحتية، وتدمير القطاع الصحي، وحرمان المرضى ذوي الأمراض المزمنة من الاستفادة من علاج الحد الأدنى؛ إلا دلالة واحدة وهي: فشل "عربات جدعون" في تحقيق أهدافها. وما مطالبة رئيس الأركان زامير بعدم توسيع هذه العملية البرية خشية على حياة الأسرى وعلى جنوده، إلا دليل على درايته بالنتائج الكارثية للمعارك والمواجهات مع المقاومة، وفشل قواته بإحراز أي نجاح، سوى قتل الأطفال والنساء المتعمد، والتدمير الممنهج لما تبقى من المربعات السكنية والمباني والمرافق العامة، بهدف القضاء على ما تبقى أيضا من مقومات الحياة، وبالتالي دفع الغزيين إلى الهجرة، وتحقيق ما يتطلع إليه وزراء الأحزاب اليمينية الدينية المتطرفة، وعلى رأسهم بن غفير وسموتريتش.

ومرة أخرى إن تدخل ترامب الأخير، والحديث عن قرب استئناف المفاوضات لعقد صفقة التبادل، ما هو إلا انعكاس لفشل الميدان والانسداد العسكري الإسرائيلي، وقوة وتأثير العمليات النوعية للمقاومة على القوات الغازية والمجتمع الإسرائيلي، الذي يضغط يوميا على ضرورة إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن، بينما يتم هذا وسط استمرار التخاذل والصمت الإقليمي والدولي، وغياب المساءلة الدولية القانونية لما يجري من مجازر يومية لتجمعات المدنيين، على الرغم من وجود الكثير من قرارات الشرعية الدولية وعلى الأخص قرار الجنائية الدولية التي نصت على تجنب استهداف المدنيين، وملاحقة المجرمين الصهاينة مرتكبي مجازر الإبادة الجماعية، وعلى رأسهم رئيس الوزراء في دولة الكيان بنيامين نتنياهو.

إن فشل "عربات جدعون" أمام عمليات حجارة داود ومقلاعه، وعودة جنود النخبة جثثا متفحمة، يؤسس لمرحلة جديدة بات الكيان لا يتحمل أعباءها وتبعاتها وكلفتها، وكأن هزائمه التكتيكية ستؤدي بالتأكيد إلى هزيمة استراتيجية، في المهد التاريخي للمقاومة والصمود غزة، ذات الـ365 كيلومترا مربعا، والتي مثلت كبرياء وكرامة الأمة.

[email protected]

مقالات مشابهة

  • القسام تقصف تجمعات للعدو الصهيوني في خان يونس وتستهدف “نيريم” و”العين الثالثة”
  • ألوية “صلاح الدين” تعلن استهداف تموضعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني جنوبي غزة
  • حجارة ومقلاع داود تهزم عربات جدعون
  • عرض شعبي لقوات التعبئة في أفلح الشام لخريجي “طوفان الأقصى”
  • كتائب القسام تعرض مشاهد لاستهداف جنود وآليات للعدو الصهيوني في خان يونس
  • تدشين المرحلة الثانية من دورات “طوفان الأقصى” في مديرية الوحدة
  • لجان المقاومة بفلسطين تدعو الوسطاء لإلزام العدو الصهيوني بالموافقة على رد “حماس”
  • “القسام” تستهدف دبابة وموقع قيادة وسيطرة للعدو الصهيوني بغزة
  • “شهداء الأقصى” تعلن قصف تجمعاً لجنود وآليات العدو الصهيوني شمال خان يونس
  • دعوات لشد الرحال إلى المسجد الأقصى لإفشال المخططات الصهيونية