تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأخيرة بأن جيش بلاده يُقاتل حيوانات بشرية، في إشارة إلى الشعب الفلسطيني لم يكن مجرد تصريح غاضب، ولكنه يُعبر عن حقيقة الإحتلال الذي يتعامل مع الفلسطينين كحيوانات لا يرقب فيهم إلا ولا ذمة، مجرد أرقام يتم حصدها في ضربات جوية لا تستهدف سوى المدنيين منذ أكثر من سبعة عقود.
الحرب الأخيرة في غزة كشفت أكثر من وجه لإسرائيل وربما كشفت عن وجهها القميء بشكل أكبر؛ فرغم سلوكها العدواني والعنصري ورغم أنها تستهدف الأطفال والنساء من وراء ضرباتها المستمرة فوق رؤوس أصحاب الأرض المحنلة، إلا أنها خرجت لتصف على لسان رئيس وزرائها حركات المقاومة بأنمهم لا يختلفون عن داعش، بل إدعت آلة الحرب الإسرائيلية أنها تواجه داعش في فلسطين! رغم أن سلوك إسرائيل الإجرامي فاق داعش وكل تنظيمات العنف والتطرف، فهي تُمارس إرهاب دولة.
تناسى وزير الدفاع أن جيشه هو من يقتل الأطفال والنساء وفق التقارير المنسوبة إلى منظمات دولية محايدة، بل سبق وقتل الصحفيين والعاملين في المنظمات الإغاثية في سلوك فاق كل صور الإرهاب التي مارستها الدول والجماعات المتطرفة في العصر القديم والحديث.
لم يكن مستغربًا على إسرائيل هذه المقارنة التي خلط فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي، فوصف الجناة بأنهم مصاصي دماء بينما وصف سلوك حماس ضد المغتصبين بأنه إرهاب، وكأنه يُريد أن يمارس نوعًا جديدًا من الإرهاب بإطلاق مثل هذه التصريحات.
نحن نتحدث عن أهالي فلسطينين أصحاب الإرض الحقيقيين، بينما في الحقيقة لا يوجد مدني في إسرائيل ولكنه إما عسكري أو غاصب للأرض، ورغم ذلك لم يتم الإقتراب من هؤلاء الغاصبين، وتم احترام كل القوانين الدولية والإنسانية تجاه العسكريين والمغتصبين، فحق فيهم قول الشاعر: رمتني بدائها وانسلت.
دولة إسرائيل التي تصف الشعب الفلسطيني بأنه حيوانات بشرية هم الذين قتلوا على سبيل المثال فقط، 46 طفلًا خلال عام 2022، واعتقلت الدولة التي تتباهي بديمقراطيتها في المنطقة قرابة 160 طفلًا هم يقبعون الآن في ثلاث سجون هم، عوفر ومجيدو والدامون، بين هؤلاء الأطفال ثلاث فتيات قاصرات.
الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال في فلسطين قد وثقت قتل دولة وزير الدفاع الإسرائيلي نحو 29 طفلًا بالرصاص في الضفة الغربية ومدينة القدس منذ بداية العام 2022 بخلاف جرائم القتل التي مارستها خلال عام 2023 ومازالت تًمارس القتل ضد الأطفال والنساء بل ضد كل الشعب الفلسطيني، فيما قتلت 17 طفلًا في الهجوم على قطاع غزة في أغسطس العام الماضي من بين 46 فلسطينيًا قتلوا في ثلاثة أيام.
هذه مجرد إحصائيات نضعها أمام وزير الحيوانات البشرية الذي قتل بنفسه ومن خلال جيشه الأطفال فضلًا عن قتل عشرات الأولوف من المدنينين خلال العامين الماضيين، وهو ذاته الذي وجه بمنع الكهرباء والطعام والغاز من هؤلاء المدنين في غزه، كما وجه بإلقاء القذائف وحمم النابلم على رؤوس هؤلاء المدنيين دون إحترام لقوانيين دولية أو حتى إنسانية.
لا أحد يُبرر القتل ولا يراه سبيلًا لحل القضية الفلسطينية، فلا يمكن أن يكون الحل الأمني وسيلة لهضم الحقوق الفلسطينية من جانب إسرائيل، فهذه هي سياسة كل الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة منذ إعلان قيام هذه الدولة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1948، ورغم ذلك رفضت ومازالت إسرائيل إعلان حل الدولتين أو حتى إعطاء الفلسطينين لحقوقهم المشروعة وإنما كانت المواجهة العسكرية سلوكها الدائم مع قتل المدنيين، حتى فقد الفلسطينيون أي أمل في أي سلام، وهنا صدّرت إسرائيل إرهابها إلى الداخل الفلسطيني، وهي بهذه الطريقة تُريد أن تُشعل فتيل الحرب ليضرب المنطقة بأكملها.
الرد الإسرائيلي على طوفان الأقصى اتجه كالعادة إلى العقاب الجماعي بما يُخالف اتفاقيات جنيف وقوانين الحرب والقوانين الإنسانية التي تحترم الطفل والشيخ والمرأة بل والمدني، إسرائيل منعت الكهرباء عن المرضى والجرحى وكل الفلسطينيين، بل ومنعت عنهم الدواء والطعام، فهي تقتل الفلسطينين بدم بارد، في ظل موافقة دولية ودعم أمريكي وأوروبي سافر.
أغلقت إسرائيل كل المعابر الفلسطينية فحاصرت 2 مليون فلسطيني في بقعه جغرافية ضيقة، فعندما ضاقت الأرض بهؤلاء العزل الذين تفاجئوا بأن السماء تحولت فوق رؤسهم إلى لهيب من النيران، فتعاملت معهم إسرائيل وكأنهم حيوانات، حتى القوانين الدولية أعطت حقوقًا للحيوان سلبتها إسرائيل من الفلسطينين، تارة وصفتهم بالحيوانات وتارة أخرى وصفتهم بداعش!
استسلمت إسرائيل لسياسة الانتقام وليس أمامها أي وسيلة للمواجهة حيث باتت عاجزه عن مواجهة المقاومة التي كسرت أنف جيش الدفاع الإسرائيلي وتفوقت على أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، الموساد والشباك، ولذلك كل أهداف جيش الاحتلال وجهت إلى المدنيين، حيث أراد أن يكسر إرادة الشعب الفلسطيني وأن يُعاقبه على وجود مقاومة من داخله.
سقطت إسرائيل مرتين، مرة عندما نجحت المقاومة في تنفيذ عملية 7 أكتوبر الجاري، والتي سوف تُدرس في المعاهد العسكرية وفي أجهزة الاستخبارات العالمية على أنها عملية نظيفة وناجحة حققت أهدافها بنسبة مائة في المائة، وسقطت المرة الثانية عندما قتلت الشعب الأعزل عبر الضربات الجوية العشوائية، بينما لم تصل إلى أهداف حماس التي اختبئت في الانفاق حتى تستعد لعملية جديدة ربما تكون أقوى من السابقة.
دولة إسرائيل التي تصف الشعب المكلوم بالإرهابيين، قامت بضرب معبر رفع عندما قامت جمهورية مصر العربية بتقديم الدعم الطبي والغذائي للشعب الذي يأن تحت وطأة الظلم الدولي، حيث قصفت الطائرات الحربية رؤوس الفلطسينية، ووقفت حاملة الطائرات الأمريكية وقطعها البحرية عرض البحر في انتظار مزيد من ضرب الضحية والقضاء على شعب احتلت أرضة أكثر من سبعين عامًا.
باتت غزة مظلمة بلا وقود، ولكن الحقيقة أنها أنارت العالم بصمودها وباتت هي الوقود الحقيقي لكل حركات التحرر في العالم، غزة لن تموت وسوف يظل الشعب الفلسطيني يُنادي بحقه بل ويُطالب به، لن تمنعه أي قوة من الحصول على هذا الحق، ولذلك من مصلحة إسرائيل أن تفتح قناة حوار وأن تعود إلى طاولة المقاوضات من جديد تمهيدُا لعودة الحق الفلسطيني، فلا تحصل إسرائيل على الأمن إلا إذا حصل الفلسطينيون على الأرض، فأمنهم مرتبط بعودة الحق الفلسطيني وإقامة الدولة التي يحلم بها كل عربي في واقعه.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
وصول الطائرة السعودية الـ66 لإغاثة الشعب الفلسطيني إلى مطار العريش
وصلت إلى مطار العريش الدولي بجمهورية مصر العربية أمس الأول، الطائرة الإغاثية السعودية الـ66 التي يسيّرها مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بالتنسيق مع وزارة الدفاع وسفارة المملكة العربية السعودية في القاهرة.
وتحمل الطائرة على متنها سلالًا غذائية وحقائب إيوائية، تمهيدًا لنقلها إلى المتضررين من الشعب الفلسطيني الشقيق داخل قطاع غزة.
أخبار متعلقة الرئيس اللبناني يندّد بغارات إسرائيلية استهدفت "منشآت مدنية"رصاص وقنابل غاز.. إصابة عشرات الفلسطينيين باقتحام الضفة الغربية .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وصول الطائرة السعودية الـ66 لإغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة l6cBccg
وتأتي هذه المساعدات في إطار الدعم السعودي المقدم عبر مركز الملك سلمان للإغاثة للشعب الفلسطيني الشقيق في قطاع غزة للتخفيف من محنة المجاعة القاسية والظروف المعيشية الصعبة التي يعاني منها القطاع.