الغارات الإسرائيلية تُنهي حياة أكثر من 50 مدنيًا في قطاع غزة
تاريخ النشر: 16th, October 2023 GMT
أعلنت "وزارة الخارجية الفلسطينية"، أن حصيلة قتلى قطاع غزة جراء الغارات الإسرائيلية القوية على القطاع منذ ساعات الصباح الباكر تجاوزت الـ50 مواطنًا غالبيتهم من النساء والأطفال، حسبما أفادت وسائل إعلام فلسطينية، مساء اليوم الإثنين.
وكتبت الوزارة عبر صفحتها الرسمية في "فيسبوك": "استُشهد أكثر من 50 مواطنا معظمهم من النساء والأطفال، وأصيب العشرات، منذ فجر اليوم الإثنين، جراء سلسلة غارات نفذها طيران الاحتلال الحربي، واستهدفت منازل على رؤوس ساكنيها في مدينة خان يونس، وفي حي الأمل غربا وفي مخيمي النصيرات وجباليا".
وفيما لا تزال الحرب على قطاع غزة مستمرة في يومها العاشر، منذ أن شنت حركة "حماس" عملية "طوفان الأقصى" سجل آخر تحديث لوزارة الصحة الفلسطينية، ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي إلى 2750 قتيلا ونحو 9700 جريح في القطاع و58 قتيلا وأكثر من 1250 جريحا في الضفة
أما على الجانب الإسرائيلي، فقد قتل ما يزيد عن 1300 شخص بينهم 291 ضابطا وجنديا.
كما نشرت الوزارة على صفحتها لقطة فيديو للحظة استهداف القصف لطاقم الخدمات الطبية في حي تل الهوى جنوب غربي مدينة غزة، ولقطات لأزمة المياه في القطاع، التي تتواصل جراء قطع الإمدادات الإنسانية عنه.
وزير الدفاع الإسرائيلي مُتوعدًا حماس: "الحرب ستكون طويلة وثمنها سيكون باهظًا"أكد وزير الدفاع الإسرائيلي "يوآف جالانت"، لوزير الخارجية الأمريكي "أنتوني بلينكن"، أنه يتوقع حربًا طويلة ولكن ناجحة ضد حركة "حماس"، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، مساء اليوم الإثنين.
وقال جالانت "دعني أقول لك سيدي الوزير، ستكون هذه حربًا طويلة، والثمن سيكون باهظًا ولكن سننتصر من أجل إسرائيل والشعب اليهودي، ومن أجل القيم التي يؤمن بها البلدان".
يُذكر أن بلينكن عاد الإثنين إلى إسرائيل، للمرة الثانية منذ بدء الحرب، بعد جولة عربية سعى خلالها لحشد تأييد ضد حركة "حماس" والبحث عن سبل لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في غزة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة الخارجية الفلسطينية حماس طوفان الأقصى بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
عقلية الغلبة الإسرائيلية!
ربما يمثل التوصيف الذى قدمه أحد المحللين لما يجرى من أحداث فى المنطقة تلخيصا شاملا لما آلت إليه الأمور خلال الفترة الأخيرة، وهو التحول الملحوظ فى العقلية الإسرائيلية من الأمن إلى الغلبة، الأمر الذى يبدو مستفحلا ومتعاظما فى الشهور الأخيرة بعد أن بدت خواتيم المعارك التى جرت على مدى عامين فى غزة تظهر وتبدو نتائجها واضحة للعيان. قد لا يكون هناك الكثير مما يمكن قوله فى هذا الخصوص، غير أن كل تطور يوما بعد آخر يعزز هذه الفرضية.
ولعل ما يحدث على جبهة الوضع فى غزة وما يجرى فى لبنان يؤكد ذلك. لقد تفاءل الكثيرون بالمشهد الذى اعتبر إسدالا للستار على حرب الإبادة فى غزة، وراح البعض يتصور أننا بذلك قد نقبل على فترة من السلام تعيد الأوضاع سيرتها الأولى قبل طوفان الأقصى. غير أن ما يحدث حتى اللحظة يقوض ذلك التفاؤل ويعزز الشكوك التى طرحها البعض بأن الأمر ليس سوى التقاط أنفاس ستعود معه الحرب وإن بوتيرة مختلفة.
الملحوظة الأساسية على ما يجرى يجعل المرء يتصور أن الأمر لا يخرج فى المنظور الإسرائيلى عن كونه نوعا من اتفاق الإذعان حيث تطالب إسرائيل المقاومة الفلسطينية فى غزة بتنفيذ كافة بنود الاتفاق فيما تحرر نفسها من الالتزام بأى جانب مع استخدام نبرة تهديدية تعبر عن نوع من الاستقواء المعبر عن الانتصار.
ويبدو للمتابع أن حماس دخلت نفقا مغلقا لا مهرب لها منه حيث مطلوب منها تنفيذ مطالب والتزامات فى مواجهة حالة من العجز عن إلزام الطرف الآخر بما تم التوافق عليه وسط تأييد وتبرير أمريكى فى كثير من الأحيان للخروقات الإسرائيلية. فرغم وقف النار فإن عمليات القصف الإسرائيلى متواصلة تحت حجج مختلفة ونزيف الشهداء يتواصل، صحيح أنه ليس بالوتيرة ذاتها التى كان عليها قبل وقف النار، إلا أن أجواء الحرب تخيم على القطاع على نحو ما أشرنا فى مقال سابق، بما يشكك فى طبيعة التزام إسرائيل بالاتفاق من الأصل.
ليس ذلك فقط بل إن إسرائيل تواصل حتى بعد تسلم الأسرى الأحياء التذرع بضرورة تسلم جثث موتاها واعتبار ذلك قضية القضايا دون أن يحظى سواء الأسرى الأحياء أو حتى الشهداء من الفلسطينيين بذات الأهمية. واللافت للنظر وسط كل ذلك أن إسرائيل تحاول تحقيق هدف التهجير الذى فشلت فيه من خلال الحرب بوسائل أخرى حيث تنشط تلك العملية بأشكال مختلفة لا تتخذ شكلا عنيفا يدخل تحت بند التهجير الطوعى. أما فى الضفة، فإن عملية الابتلاع الإسرائيلى لها تسير على قدم وساق، ليكتمل مسلسل الضم الفعلى لها.
إذا كان لذلك من مؤشر على تعاظم عقلية الغلبة الإسرائيلية وأنها لم تعد تبحث عن الأمن بقدر بحثها عن الهيمنة والتفوق، فإن ما تقوم به إسرائيل على الساحة اللبنانية يعزز هذا التصور، ولعل فى إقدامها على اغتيال هيثم الطبطبائى القيادى فى حزب الله دون خوف أو وجل من رد فعل انتقامى يشير إلى جانب من نتائج ما جرى بخصوص المواجهة التى ربما يكون حزب الله قد خرج معها من المواجهة ولو بشكل مؤقت بفعل ضغوط داخلية لكنها ذات دلالة مهمة على صعيد الرؤية الإسرائيلية لطبيعة علاقات القوى فى محيطها الإقليمى وخاصة مع القوى التى كانت تمثل محور المقاومة.
هل تتغير المعادلة؟ الأمر لم يعد مرتبطا بموقف الأنظمة الذى يصب التيار الرئيسى منه على التطبيع مع إسرائيل وإنما بموقف الشعوب العربية وهو موقف قد يكون غير حاسم وإن كان لا يجب الارتكان على ذلك الفهم كثيرا.
[email protected]