موقع 24:
2025-07-05@12:52:12 GMT

حماس ليست فلسطين

تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT

حماس ليست فلسطين

هنا لحظة أخرى لاستدعاء الوعي الجمعيّ، فالموقف المشهود بالدماء والقتل يستدعي استجماعًا لحقيقة مكررة لطالما انتهجتها جماعات الإسلام السياسي، منذ أن نشأت جماعة الإخوان في العام 1928 وهي تعيش على مادة أنها تمثل المسلمين، هذه عقيدة راسخة لم تتبدل، وبالرغم من توالي العقود والأحداث وتفرّع الجماعة إلى أكثر من تنظيم مسلّح وغير ذلك إلا أنها أبقت على مسألة الانفراد بالتمثيل السياسي والشعبي، هذه المنهجية يمكن استقراؤها بامتداد التصادم بين جماعات الإسلام الحركي والدولة الوطنية العربية بعد نشوئها في ثورة الضباط الأحرار المصرية عام 1952.


عند حادثة المنشية في الإسكندرية تصادمت الدولة الوطنية مع الجماعة الدينية، لم تكن محاولة اغتيال الزعيم جمال عبدالناصر سوى لحظة التصادم الفكرية بين خصمين لا يمكنهما التعايش مع بعضهما البعض للتضاد المنطقي، اعتقدت في تلك اللحظة جماعة الإخوان أنها إذا أطاحت برأس الدولة الوطنية ستمتلك السلطة السياسية على مصر، هذا ما كانت تعتقده. والأكثر عمقا أن الجماعة كانت تدرك أن عملية الاغتيال إذا نجحت فهذا سيقضي على مشروع التحرر الوطني العربي، لذلك مثلت نجاة عبدالناصر نجاة للمشروع القومي بمفهومه الوطني أكثر من ذلك المفهوم الأممي الذي كان رائجًا في الحقبة الناصرية.

حتى نكسة 1967 كانت في جوهرها تصادمًا بين الدولة الوطنية والجماعة الدينية، ما تلا النكسة كان خطابا تعبويا مشحونا بالشماتة على النظام المصري كنظام سياسي وطني، كانت تلكم الأيام مشبعة بكراهية فكرة الدولة الوطنية العربية في مركزها وعمقها العروبي، الشحنات الهائلة التي امتدت من كل حدب وصوب على النظام السياسي لم تكن مسبوقة وعملت فعليّا على إيجاد الهوة بين الشعوب والنظم السياسية في العالم العربي، حدث كل ذلك نتيجة عدم استيعاب الأنظمة الوطنية لحقيقة إهمال الجانب الديني الذي كانت تتحرك فيه الجماعة دون ضوابط في إطار الدولة ومحدداتها.
انتهزت جماعة الإخوان الصراع بين الأنظمة الجمهورية والملكية ونجحت مع الخطاب اليساري العربي في توسيع خطاب الكراهية ضد النظم الوطنية، كانت حرب أكتوبر 1973 الرافعة الوحيدة التي منها تم تأكيد الحيوية للنظام الوطني العربي فيما حققه الجيش المصري عندما استطاع عبور جدار بارليف، وحتى ذلك الانتصار الثمين والتاريخي لم يكن قادرا على ردم الهوة المتسعة بين النظم السياسية العربية وشعوبها التي عادت إلى الإنصات لخطاب الدعوات الدينية المناهضة للدولة بعد معاهدة السلام المصرية – الإسرائيلية في كامب ديفيد 1979، والتي أدت إلى اغتيال الرئيس أنور السادات في 1981.
الحرب الأهلية اللبنانية كانت في عمقها توظيفا كريها للصراع الديني والطائفي في الشرق الأوسط، لم تتنبّه الدول الوطنية العربية إلى أن تلك الحرب كانت تعميقا لصراع على مفهوم أبعد من كونه صراعا متعدد الأدوات بقدر ما كان يعني تحطيما لمعنى الدولة الوطنية اللبنانية الجامعة، أفرزت الحرب اللبنانية أول ظهور لحصول الجماعات الراديكالية على السلاح خارج إطار الدولة، من حركة أمل الشيعية ولد حزب الله مع تزايد الخطاب الثوري الديني بعد أن نجحت الثورة الإسلامية الإيرانية في إسقاط حكم الشاه العلماني وإقامة دولة دينية واسعة جغرافيًّا ويقف على هرمها الخميني وليًّا للفقيه.
وبالرغم من كل الإفرازات ظلت المنظومة العربية السياسية منكرة لوقائع الإفرازات حتى وهذه النظم تتابع باهتمام اقتحام جهيمان العتيبي ومجموعته للمسجد الحرام في مكة، النظم العربية دون أن تستشرف المدى البعيد لإرسالها المقاتلين إلى أفغانستان مع اشتداد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والسوفييت كانت في الواقع خاضعة دون استدراك لتيار راديكالي ديني متعصب كان بالفعل قد أتمّ تغوله داخل هياكل المؤسسات الوطنية العربية وكان قادرا على توجيهها وفقا لرؤيته الأممية الإسلامية.

بانعقاد المؤتمر العربي الإسلامي في الخرطوم عام 1991 كانت جماعة الإخوان وحلفاؤها في الطائفة الشيعية قد أحكموا قبضتهم، ولذلك فإن ميلاد تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب لم يكن سوى مسألة وقت بعدما أشاع التنظيم الدولي لجماعة الإخوان فكرة أنّ غزو اليمن الجنوبي في صيف 1994 حربٌ مقدسة ضد الشيوعيين الماركسيين، كان ذلك تمهيدا لحادثة أعظم عندما قرر زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن شنّ هجمات إرهابية في الحادي عشر من سبتمبر على الولايات المتحدة مختطفا الإرادة العربية والإسلامية، ما فعلته القاعدة كلّف المنطقة احتلالاً أميركيًّا لأفغانستان والعراق.
هذه السرديّة التاريخية ضرورية لاستيعاب فكرة أن الجماعات الراديكالية الإسلامية التي أظهرت تقاربا صريحا في سنوات “الربيع العربي” هدفها الرئيسي يبقى تحطيم الدولة الوطنية، الحوثي ظهر مدّعيًا أنه ممثل لليمن، وحزب الله ممثل للبنان، والحشد الشعبي وحلفاؤه ممثلون للعراق، وهكذا تمارس هذه الجماعات اختطاف شعوب وأوطان وترمي بها في حروب وصراعات بلا أهداف واضحة سوى أنها تريد إلغاء الحدود السياسية للدولة الوطنية العربية، هذا هدف تسعى له الجماعات الدينية لإقامة الدولة الأممية الشاملة أو ما تسميه في تعريفاتها “دولة الخلافة”.
حركتا حماس والجهاد في فلسطين ليس لهما حقّ أن تدعيا تمثيلاً لإرادة شعب فلسطين لترميَا به في حرب ليس لها معنى، كما ليس لكل الجماعات الدينية أن تفعل ذلك، ومع هذا الحصار المطبق على قطاع غزة بعد أن شنّ الهجوم الحمساوي على إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023 من الأجدر أن يستيقظ العقل الجمعي العربي على حقيقة الأشياء؛ فلا يمكن أن تُستبدل الدولة الوطنية بدولة الخلافة أو الدولة الأممية، فهذه دولة مستحيل وجودها في الواقع السياسي. اللحظة وإن كانت دموية فهي أيضا يمكن أن تتحول إلى فرصة استيقاظ ومراجعة واتخاذ قرار القَطْع مع موروثات تستخدمها الجماعات الراديكالية لتدمير الإنسانية كلها.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة الوطنیة العربیة الدولة الوطنیة جماعة الإخوان

إقرأ أيضاً:

كأس رئيس الدولة للخيول العربية «قمة النخبة» في ألمانيا


أبوظبي (الاتحاد)


بدعم وتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس ديوان الرئاسة، تواصل كأس صاحب السمو رئيس الدولة للخيول العربية الأصيلة حضورها المتميز في مضامير أوروبا، وذلك عندما يستضيف مضمار هورنر رينبان في مدينة هامبورج الألمانية، يوم الأحد، المحطة السابعة من سلسلة سباقات الكأس الغالية في نسختها الثانية والثلاثين.
وتحظى سباقات الكأس الغالية باهتمام كبير ورعاية متواصلة من القيادة الرشيدة، دعماً للملاك والمربين في مختلف دول العالم، وتشجيعاً لهم على اقتناء وتربية الخيل العربي، بما يحافظ على مكانته الأصيلة ورفعة شأنه عالمياً، ويسهم في تحقيق صناعة متطورة لسباقات الخيل العربي.
ويقام السباق بحلّته الجديدة للمرة الأولى في هامبورج، ضمن سباقات «ديربي» ألمانيا التاريخي في نسخته رقم 156، وذلك انطلاقاً من حرص اللجنة العليا المنظمة على اختيار أهم المهرجانات والسباقات الكبرى التي تُنظَّم في أفضل المضامير، بهدف ترسيخ ريادة وإرث الخيل العربي، بما يتناسب مع المكانة المرموقة والعريقة لسباقات الكأس الغالية.
ويقام سباق الكأس الغالية لمسافة 1600 متر على الأرضية العشبية، بمشاركة نخبة من أفضل مرابط الخيل في ألمانيا وأوروبا، ضمن الفئة الثانية للخيول من عمر أربع سنوات فما فوق، وبمجموع جوائز يبلغ 250 ألف يورو.
وتضم قائمة الخيول المشاركة نخبة متميزة من الخيل العربي، يتصدرها بطل محطة إيطاليا وممثل الإمارات الجواد «إتش إم الشاهين» (المرتجز - الشيحانة بنت منجز) للمالك هلال العلوي، بإشراف المدربة إليزابيث بيرنارد جان فرانسوا، وقيادة الفارس كريستيان ديمورو، كما تسجل الشقب ريسينج حضوراً قوياً بمشاركة «الوكرة» (تي إم فريد تكساس - ماجدة) بقيادة الفارس أوليفييه داندين، «الزوير» (تي إم فريد تكساس - زينوبي) بقيادة الفارس فالح بوغنيم، وذلك تحت إشراف المدرب جان دي ميول، الذي سبق أن قاد لوسيل للفوز بلقب سباق محطة فرنسا.
كما تضم القائمة، «الزير» (المأمون مونلو - أسماء الخالدية بنت عامر) للمالك محمد فهد العطية، بإشراف المدرب فرانسوا روهو، وقيادة الفارس أدري دي فريز، «جعفر» (داحس - بديرة) للمالك أبوبكر صديق عبدالله قدورة، بإشراف فرانسوا روهو، وقيادة الفارس أوجستين ماداميه، «بابيليون تي» (المرتجز - بايبا تي بنت جندل) للمالك والمدرب جيرارد زوتوليف، وقيادة الفارسة آنا فان دن تروست.

 

أخبار ذات صلة إخلاء بلدة أخرى بسبب الحرائق في ألمانيا أقل درجة حرارة سجلت على الدولة


من جهته، قال مطر سهيل اليبهوني الظاهري، رئيس اللجنة العليا المنظمة لسلسلة سباقات كأس رئيس الدولة للخيول العربية: «تسعدنا مواصلة سباقات الكأس الغالية حضورها المتميز، والتواجد في كرنفال تاريخي يحتضن ديربي ألمانيا في نسخته رقم 156، ما يسلط الضوء على مسيرة سباقات كأس رئيس الدولة ودورها الريادي في دعم خطط التقدم والازدهار للخيل العربي عالمياً».
وأضاف: «نؤكد أهمية المحطة الألمانية السابعة، وحرصنا على تجسيد رسالة الكأس الغالية في دعم الملاك والمربين ومرابط الخيول العربية في مختلف مضامير العالم، لتحقيق العديد من الأهداف والتطلعات في الموسم الحالي».
وقال: «تسهم استمرارية أجندة سباقات الكأس الغالية في مضامير أوروبا في تعزيز خططنا الداعمة لتطوير منظومة سباقات الخيل العربي في أوروبا والعالم، ونؤكد أن محطة ألمانيا تُعد واحدة من أهم السباقات الكبرى، وصاحبة حضور رائع وقيمة كبيرة في مشهد سباقاتنا».
وأضاف: «نعرب عن فخرنا بما يحققه الحدث من نجاحات متواصلة في المضامير الأوروبية، ونفخر بمشاركة نخبة مرابط الخيل العربي في سباق ألمانيا، وباقي السباقات ضمن الأجندة، ما يمثل دلالة مهمة على قيمة ومكانة سباقاتنا، وحرص مرابط الخيل العربي على التواجد والمشاركة بقوة في هذه المحطات التاريخية».

مقالات مشابهة

  • المبادرة الوطنية تعقب على رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار
  • كأس رئيس الدولة للخيول العربية «قمة النخبة» في ألمانيا
  • رئيس بعثة الجامعة العربية: وحدة عربية غير مسبوقة لدعم فلسطين بالأمم المتحدة
  • المجلس الأعلى للاقتصاد العربي الإفريقي: ندعم القيادة السياسية للحفاظ على الأمن القومي
  • هل كانت مصر تحتاج إلى إنشاء حزب الجبهة الوطنية؟.. بهاء أبوشقة: تفعيل للمادة 5 من الدستور
  • نائبة: مصر كانت على حافة الهاوية.. وخطاب 3 يوليو أنقذ الدولة من الانزلاق
  • إصابة مراسلة تلفزيون فلسطين إسلام الزعنون برصاص الاحتلال في غزة
  • تحقيق: حماس ليست العقبة الوحيدة أمام اتفاق غزة .. تقاصيل
  • اختتام الاجتماع العربي الإقليمي في تونس.. إعلان الأولويات العربية لمؤتمر القمة العالمي الثاني
  • جبهة تحرير فلسطين: الضربة اليمنية لمطار اللد نموذج للتضامن العربي المقاوم