أكَّد مجلس حكماء المسلمين برئاسة فضيلة الإمام الأكبر أ. د.أحمد الطَّيب، شيخ الأزهر الشَّريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، ضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية، والعمل على تخفيف المعاناة التي يعيشها ملايين البشر حول العالم بسبب الفقر، والسعي لتوفير سبل الحياة الكريمة لهم ولأسرهم دون إقصاء أو تمييز.

وقال المجلس، في بيانٍ له بمناسبة اليوم الدولي للقضاء على الفقر، الذي تحتفي به الأمم المتَّحدة في ١٧ أكتوبر من كل عامٍ، إنَّ العالم اليوم يواجه العديد من التحديات في ظل تزايد الحروب والنزاعات التي أسهمت بشكل مباشر في اتساع الفجوة الاقتصادية وتزايد معدلات الفقراء واللاجئين والمشردين حول العالم، مؤكدًا أن مدَّ يد العون للفقراء والبؤساء والمحرومين والمهمشين ومَن فقدوا السكن والمأوى والإحسان إليهم والتخفيف عنهم هو فرضٌ على كل إنسان لا سيما كل مقتدر وميسور.

وتؤكِّد وثيقة الأخوة الإنسانية التي وقَّعها فضيلة الإمام الأكبر أ. د.أحمد الطيب، شيخ الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، وقداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عام ٢٠١٩ أن ما يشهده العالم من أزمات طاحنة، وافتقاد عدالة التوزيع للثروات الطبيعية التي يستأثر بها قلةٌ من الأثرياء، ويحرم منها السواد الأعظم من شعوب الأرض، قد أنتج وينتج أعدادًا هائلةً من المرضى والمعوزين والموتى، في حين يسود صمت عالمي غير مقبول إزاء هذه الأزمات التي تجعل ملايين الناس حول العالم يموتون جوعًا.

ويبذل مجلس حكماء المسلمين جهودًا كبيرة للحد من هذه النزاعات ووقف الصراعات وإرساء قيم العدالة ونشر السلام والتسامح والتعايش المشترك بما يُسهم في تحقيق التكافل والتضامن الاجتماعي ويرسِّخ الأخوة الإنسانية بين بني البشر على اختلافهم وتنوعهم بما يسهم من مكافحة الفقر ودعم الفقراء والمحتاجين.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مجلس حكماء المسلمين الفقراء والمحتاجين تحقيق العدالة الاجتماعية مجلس حکماء المسلمین

إقرأ أيضاً:

الإمارات والصين.. رؤى مشتركة لتحقيق السلام والازدهار

شعبان بلال (القاهرة) 

أخبار ذات صلة لافروف: مستعدون للمشاركة في مؤتمر سلام تنظمه الصين بحضور أوكرانيا سفير الصين لـ«الاتحاد»: نقطة انطلاق جديدة لعلاقاتنا مع الإمارات تستشرف المستقبل

تعمل الإمارات وجمهورية الصين الشعبية على تعزيز شراكتهما الاستراتيجية الشاملة من أجل تحقيق السلام والازدهار لجميع شعوب الشرق الأوسط والعالم، في إطار العلاقات المتميزة والمتنامية بين البلدين والتي أصبحت نموذجاً للتعاون البناء في القرن الحادي والعشرين.
وقد اعتبر خبراء ومحللون سياسيون أن الشراكة الإماراتية الصينية القائمة على الاحترام المتبادل والفوائد المشتركة اقتصادياً وسياسياً، وعلى مستوى الابتكار والاستدامة في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا، تدعم تحقيق مستقبل أفضل للمنطقة والعالم.
وقال الباحث الصيني في العلاقات الدولية، إلهام لي تشاو، إن الإمارات تلعب دوراً مؤثراً لدعم الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة وفق قيم الإخاء والمودة والتسامح والتعايش بين الجميع، وأفضل دليل على ذلك المساهمات التي قدمتها الإمارات عندما كانت الرئيس الدوري للأمم المتحدة العام الماضي والجهود في تحقيق السلام في العالم.
وأوضح تشاو لـ«الاتحاد» أن الصين تعد أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات لسنوات، وحافظت على مكانتها كأكبر سوق لصادرات الصين في الشرق الأوسط، وفي عام 2023، بلغ إجمالي حجم التجارة الثنائية حوالي 95 مليار دولار، وأنشأ الطرفان نمطاً شاملاً للتعاون في مجال الطاقة، وبينهما تعاون وثيق في مجالات الطاقة التقليدية والطاقة الجديدة والطاقة النظيفة، حيث حصلت شركة صينية على امتيازات النفط البرية والبحرية في أبوظبي، وتطمح الدولتان إلى تعزيز علاقاتهما الاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بينهما.   
وتابع تشاو أنه كلما أصبح الوضع الدولي أكثر تعقيداً، زادت الحاجة إلى تعزيز التضامن والتعاون بين البلدين الصديقين، والتزامهما بالاتجاه الأساسي لبناء مجتمع ذي مستقبل اقتصادي مشترك.
ومن جهتها، شددت الباحثة في العلوم السياسية نورهان أبو الفتوح على عمق العلاقات الاستراتيجية بين الإمارات والصين، والشراكة الوثيقة التي تعمقت بينهما في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والثقافية، وخاصةً منذ إعلان الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وهذه الروابط عززتها الرؤى المتقاربة للدولتين في العديد من القضايا والقواسم المشتركة. 
وأضافت أبو الفتوح أن الإمارات والصين تمثلان أساساً مهماً، كل في منطقتها، وتمتلك كل منهما رؤية واضحة على الساحة الإقليمية والدولية، وتحركهما دوافع إيجابية متشابهة تجاه القضايا الإقليمية والدولية.
وأشارت الباحثة السياسية إلى أن مجال الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا أحد القطاعات الجديدة التي تعزز الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، بالإضافة إلى التعاون في المشاريع الكبرى، مثل مشروع تعليم الصينية بـ200 مدرسة إماراتية، والذي أصبح مشروعاً عالمياً لتعليم اللغة الصينية. 
وتابعت نورهان أن انضمام الإمارات إلى مجموعة «البريكس» أوائل العام الجاري يعد محطة مهمة في دفع مسيرة تعزيز العلاقات الخليجية الصينية بوجه عام، والإماراتية الصينية على وجه الخصوص، وخاصة في ظل التعاون المستمر في العديد من القطاعات الاقتصادية والتجارية وقطاع التكنولوجيا والطاقة النظيفة، والتنسيق حول القضايا المشتركة على الساحة الدولية.
وبحسب خبراء فمنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية الصين الشعبية كانت هذه العلاقات دائماً متميزة، والتعاون بناء بين كلتا الدولتين، حيث يقوم مبدأ الصداقة على أساس الاحترام المتبادل والرؤية المشتركة للمستقبل. 
ومن جانبه، يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور طارق فهمي أن الشراكة بين الإمارات والصين قوية وداعمة لتحقيق السلام والازدهار في العالم، حيث تتسم الدبلوماسية الإماراتية بالانفتاح على العالم بصورة كبيرة. 
وقال فهمي لـ«الاتحاد»: إنه يمكن بناء شراكات متعددة بين الطرفين، وخاصة أن المقاربة الدبلوماسية الإماراتية تقوم على الانفتاح الإيجابي على العالم، وهناك مجالات تعاون واستثمارات كبيرة خاصة في مجالات التنمية والطاقة والمناخ. 
وفي السياق نفسه أوضحت أيضاً المحللة السياسية والكاتبة الصحفية الصينية فيحاء وانغ شين أن الصين شهدت على مدى العقود القليلة الماضية عملية تحديث فريدة من نوعها تميزت بالنمو الاقتصادي السريع والتقدم التكنولوجي، وأثرت بشكل كبير على المشهد العالمي وعلاقات الصين الدولية، مضيفة، في المقابل، أن الإمارات حققت أيضاً تطوراً غير مسبوق، وأصبحت مركزاً اقتصادياً وتجاريّاً محوريّاً، وهذا مهد الطريق لعلاقات تجارية مميزة وجذب استثمارات أجنبية مباشرة في قطاعات مثل الطاقة والبنية التحتية والتكنولوجيا.
وتابعت أن عملية التحديث الصيني أتاحت إمكانيات غير محدودة وأرست أساساً متيناً لتنمية العلاقات بين الصين والإمارات، ويصادف هذا العام الذكرى الأربعين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بينما تدخل العلاقات بينهما مرحلة تاريخية جديدة، وقد حقق البلدان بالفعل نتائج مثمرة في البناء المشترك لمبادرة «الحزام والطريق»، وقاد الطرفان التعاون الإقليمي، ولعبا دوراً مهمّاً في تعزيز التعاون العالمي.
وفي ظل الاهتمام المشترك بملف تغير المناخ يحرص الجانبان على التعاون في هذا المجال، وقد تم في 2019 توقيع مذكرة تفاهم للتعاون في حماية البيئة والمحافظة عليها بين وزارة التغير المناخي والبيئة في الإمارات ووزارة البيئة والإيكولوجيا الصينية، وفي العام نفسه انضمت دولة الإمارات إلى التحالف الدولي للتنمية الخضراء على طول الحزام والطريق، بحسب فيحاء وانغ شين.
وأكدت الباحثة الصينية أن «آفاق التعاون الثنائي في هذا المجال مفتوحة وطموحات البلدين كبيرة نحو التخطيط والتنفيذ لمستقبل قائم على رفع مستوى رفاهية المعيشة وجودة الحياة لشعبينا ولشعوب العالم».

مقالات مشابهة

  • مفاجأة.. دولة عربية وحيدة تحتفل بعيد الأضحى عكس ملايين المسلمين حول العالم
  • مجلس حكماء المسلمين: رعاية الوالدين وبرهما من أحب الأعمال إلى الله
  • هل تُشرقُ شمسُ العدالة على رعاية المُستضعفين؟ مداولات برلمانية واعترافات ميدانية
  • سلطان عمان يوجِّه بحزمة من القرارات فى المجالات الصناعية والاقتصادية والاستثمارية والاجتماعية وتوفير سبل الحياة الكريمة
  • «حكماء المسلمين» يحتفي بتخريج 25 شاباً وشابة من برنامج «زمالة آزادي» في إسلام آباد
  • منتقدا الصمت عما يجري في غزة.. خطيب الكوفة يدعو لوحدة الكلمة والابتعادِ عَنْ نَشرِ الشائعات
  • المندلاوي يصدر توجيها يخص جداول الموازنة
  • بعد رفع دعم الخبر.. سوال برلماني لوزير الكهرباء حول ارتفاع الأسعار
  • الإمارات والصين.. رؤى مشتركة لتحقيق السلام والازدهار
  • الصدر يدعو المسلمين لتحويل الحج لصرخة احتجاج نصرة لغزة