طهران-سانا

حذر وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان من أن السياسة التي تنتهجها الولايات المتحدة عبر مواصلة دعمها للكيان الصهيوني تشجع على استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر.

وقال عبد اللهيان خلال اتصال هاتفي اليوم مع الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيف بوريل: “إن السياسات غير البناءة التي تنتهجها الولايات المتحدة، وتشجيعها للكيان الصهيوني على تنفيذ المزيد من الهجمات ضد المدنيين في غزة عاملان مهمان في استمرار الحرب وتوسيع نطاقها”.

وفي سياق متصل نوه عبد اللهيان بالمظاهرات واسعة النطاق التي يشهدها العالم تنديداً بجرائم الكيان الصهيوني ضد المدنيين والنساء والأطفال في غزة، معرباً في الوقت نفسه عن أسفه لوقوع شهداء فلسطينيين في غزة وباستمرار حصار القطاع ما يفاقم أزمة الدواء والغذاء فيه.

من جانبه دعا جوزيف بوريل إلى فتح الممر الإنساني لمساعدة المدنيين في قطاع غزة، محذراً من أن توسع التوترات في المنطقة أمر خطير للغاية، ومنوهاً بدور إيران في تخفيف التوترات في المنطقة.

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: عبد اللهیان فی غزة

إقرأ أيضاً:

جوزيف كابيلا يكسر الصمت.. خطاب القرن أم عودة محسوبة؟

في يوم الجمعة 23 مايو 2025، وبعد ست سنوات من الصمت، اختار الرئيس السابق لجمهورية الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، أن يخاطب الأمة.

في خطاب دام 45 دقيقة، رسم الرجل صورة قاتمة للوضع الحالي في البلاد برئاسة فيليكس تشيسيكيدي. فقد كان خطابه قويا، تزامن مع رفع الحصانة البرلمانية عنه.

فهل هي مجرد صدفة أم إشارة سياسية واضحة؟ إليكم مراجعة لخطاب قد يعيد تشكيل مستقبل السياسة الكونغولية.

كابيلا يهاجم دون مواربة

فقد كانت كلمات كابيلا واضحة بأن البلاد في أزمة. هذا التصريح المباشر والواضح يراه كابيلا، أنه يضع الأساس. فقد اتهم النظام الحالي بالتدهور الاقتصادي، والانفلات الأمني، والانحدار الديمقراطي.

وقارن كابيلا ذلك بفترة حكمه من 2001 إلى 2019، التي وصفها بأنها فترة "وحدة وطنية"، مما يفتح الباب لإعادة تأهيله سياسياً.

بدا الخطاب كأنه محاولة لإعادة التموضع السياسي. فبينما اعتقد بعضهم أنه انسحب نهائياً، عاد كابيلا ليظهر كرجل المرحلة في مواجهة نظام يتهمه بفقدان الشرعية.

رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية السابق جوزيف كابيلا (الجزيرة) رؤية وطنية أم مناورة سياسية؟

"اقترح كابيلا ميثاقاً وطنيا من أجل الوحدة، والسيادة، وإنهاء الحرب، واستعادة الديمقراطية"

وكان اقتراح الميثاق الوطني المكون من 12 نقطة بمثابة المفاجأة. وهذا يشير ربما إلى الرغبة في الانفتاح، وحتى في الحوار الشامل، الذي يتجاوز النقد البسيط.

إعلان

وبهذا المعنى، يتبنى كابيلا موقفاً وحدويا وليس عدائياً. لكن هل هذا حقا مشروع إنقاذ وطني أم انقلاب سياسي لاستعادة السلطة بصناديق الاقتراع أو النفوذ؟

رد على اتهامات دعم حركة إم23

كابيلا: "أنفي بشكل قاطع أي علاقة لي بمتمردي إم23".

وبينما يضعه رفع الحصانة عنه من البرلمان تحت الأضواء القضائية، يدافع كابيلا عن نفسه بقوة.

ويشير في مقطع من خطابه إلى أنه يسعى إلى استعادة المبادرة، رافضًا أن يظل مقيدًا بدور الرئيس السابق المتآمر ومحاولا استعادة صورته في نظر الرأي العام الوطني المنقسم.

عناصر من حركة إم23 يشاركون في عملية أسر القوات الخاصة في معركة غوما (الجزيرة) معارض يدعم كابيلا

في رد قوي، دعم سيث كيكُني، مرشح رئاسي سابق في 2018 و2023، ورئيس حزب "العدالة من أجل النهوض" خطاب كابيلا، ووسّع التحليل بوصفه الدولة أنها فاشلة، تعاني من:

انعدام الأمن المستمر (إم23، الجماعات المسلحة الغامضة، المرتزقة). سلطة استبدادية: "تمت إدانتي ظلماً بالسجن 12 شهراً… فقط لأنني مارست حرية التعبير". انهيار مؤسساتي واقتصادي: "التضخم، الدين العام، الفساد، البطالة… كلها أمراض يومية".

كما اتهم كيكُني الحزب الحاكم بخيانة الإرث الديمقراطي للمعارضة التاريخية، مشيراً إلى إدارة تتسم بالقبلية، وانتهاكات للدستور، وانحراف أمني خطِر.

سيث كيكوني، المرشح الرئاسي السابق في جمهورية الكونغو الديمقراطية من عامي 2018 و2023 (الجزيرة) الجيش الضعيف

إحدى أكثر النقاط إثارة للقلق في خطاب كيكُني قوله عن وضع الجيش إنه "في 2011، هزم الجيش إم23. اليوم، لم يعد قادراً على الدفاع عن وحدة التراب الوطني".

وأرجع ذلك إلى التسييس العرقي للجيش، والاعتقالات التعسفية للجنود الموالين لكابيلا، وغياب قيادة عليا قوية.

وقال كيكُني إنه ونظرا لذلك، تلقى الجيش إذلالا عسكريا أمام تقدم إم23، بينما تتهم السلطة من سبقها بدلاً من تحمل المسؤولية.

العديد من عناصر الجيش الحكومي وقعوا في أسر حركة إم23 (الجزيرة) عودة الرجل القوي أم مجرد إعلان؟

"لم يعد لديه خيار سوى أن يُسمع صوته. فإما أن يلبّي نداء التاريخ أو يفوّته"، هذه العبارة من تعليق الصحفي دلفين تامبوي تلخص الموقف بأن "على كابيلا أن يتحرك. فالخطاب وحده لا يكفي. يجب أن يتبعه فعل سياسي أو شعبي، وإلا سيبقى مجرد لحظة حنين".

إعلان

لقد أصبح المشهد السياسي الآن ساحة للمواجهة الأيديولوجية والإستراتيجية بين النظامين القديم والجديد. ظل كابيلا صامتا منذ عام 2019، لكن هذه العودة، إذا تأكدت، يمكن أن تشكل إعادة تشكيل كبرى للمشهد السياسي الكونغولي.

نحو انتقال جديد أم انتكاسة؟

تُقدَّم الفترة المقبلة على أنها لحظة مفصلية في تاريخ الكونغو "2025–2028: فترة يجب تدريسها كمرجع تاريخي".

إذ قد تؤدي إما إلى إعادة تأسيس جمهورية جديدة، أو إلى غرق أعمق في عدم الاستقرار. الكرة الآن في ملعب الجميع: كابيلا، تشيسيكيدي، المعارضة، المجتمع المدني، والشركاء الدوليون.

الكونغو بين عهدين وسرديتين

خطاب كابيلا ليس عادياً ولا محايداً. إنه شرارة لإعادة تشكيل المشهد السياسي، من خلال نقد لاذع للسلطة الحالية، وعرض لمشروع بديل. دعم كيكُني له يعزز معارضة متعددة الأصوات لكنها تتجه نحو التوحد.

الكونغو الآن على مفترق طرق:

إصلاح أم فوضى؟ حوار أم مواجهة؟ صمود أم انهيار؟

المستقبل وحده سيكشف الجواب.

مقالات مشابهة

  • مدبولي: المستقبل للشباب بقطاع تكنولوجيا المعلومات والدولة تشجع التجارب الناجحة
  • المزيد من التحقيق في «حادث» ليفربول!
  • جوزيف كابيلا يكسر الصمت.. خطاب القرن أم عودة محسوبة؟
  • الكيان الصهيوني وتاريخ النازية
  • بوريل يوبخ نتنياهو: وصفنا بمعاداة السامية أمر حقير
  • حكومة السوداني :الكيان الصهيوني تجاوز كلّ الاعتبارات الإنسانية والقانونية في حربه على غزة
  • صنعاء تُغلق الأجواء وتفتح جبهة الاقتصاد .. الكيان الصهيوني تحت الحصار الجوي
  • جوزيف ناي.. مطلق الرصاصة الناعمة التي تقتل أيضا
  • الجولان في قبضة الاحتلال.. كيف يغذّي الاستيطان أطماع الكيان الصهيوني؟
  • صدمة في واشنطن من مواجهات البحر الأحمر وسط توقّعات بإقالة قادة الأسطول الأمريكي