الأمم المتحدة تعبر عن قلقها من خطر الحرب بين الكونغو ورواندا
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أعربت الأمم المتحدة عن قلقها بشأن خطر حدوث “مواجهة مباشرة” بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا اللتين تشهدان خلافات منذ عودة تمرد حركة مارس 23 إلى الظهور نهاية عام 2021 في شرق الكونغو.
وقد ذكر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هذا الخطر في تقرير حديث حول الوضع في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكده مبعوثه الخاص إلى المنطقة، هوانغ شيا، خلال اجتماع لمجلس الأمن مخصص للمنطقة، البحيرات العظمى المضطربة.
وأعلن شيا أن "خطر المواجهة المباشرة بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، اللذين يواصلان اتهام بعضهما البعض بدعم الجماعات المسلحة هو خطر حقيقي للغاية"، مشيراً إلى أنه خلال الأشهر الستة الماضية، كان الوضع على ما يرام. أما المستوى الأمني أو الإنساني، "لم يتحسن على الإطلاق، بل على العكس".
واستولى متمردو حركة 23 مارس، على مساحات واسعة من الأراضي في العام الماضي وما زالوا يسيطرون عليها في مقاطعة كيفو الشمالية.
تنتقد كينشاسا كيغالي لدعمها هذا التمرد الذي يهيمن عليه التوتسي، وفي المقابل تتهم كيغالي كينشاسا بالتواطؤ مع القوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وهي جماعة مسلحة من أصل رواندي من الهوتو.
وبعد ستة أشهر من الهدوء المحفوف بالمخاطر، استؤنف القتال في بداية أكتوبر، ولا سيما بين رجال الميليشيات الذين تم تقديمهم على أنهم "وطنيون" الذين يقاتلون ضد حركة 23 مارس.
وقال هوانج شيا، أن "التعزيزات العسكرية" لجمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، و"غياب الحوار المباشر رفيع المستوى، واستمرار خطاب الكراهية، كلها إشارات مثيرة للقلق ولا يمكننا أن نتجاهلها".
وتناوب ممثلو الدول الأعضاء في مجلس الأمن على الدعوة إلى ضبط النفس والحوار والحل السياسي.
وفي نهاية الاجتماع، أدان ممثلو رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية أحدهما "افتقار كينشاسا إلى الإرادة السياسية"، والآخر "عدوان" كيجالي، بينما أكدوا من جديد رغبتهم في إيجاد "حل سلمي".
ويعاني شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ ما يقرب من 30 عامًا من العنف من قبل العديد من الجماعات المسلحة، العديد منها ورثت من الصراعات الإقليمية في التسعينيات والعقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ومنذ عام 1999، تحتفظ الأمم المتحدة بقوة في البلاد (مونوسكو) قوامها نحو 14 ألف جندي، تطالب كينشاسا، التي تتهمهم بعدم الكفاءة، برحيلهم اعتبارا من ديسمبر المقبل.
قال مجلس الأمن، في بيان صدر عن رئاسته الدورية التي ترأستها البرازيل في أكتوبر، إنه "مستعد لاتخاذ قرار، بحلول نهاية عام 2023، بمستقبل بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وانسحابها التدريجي، واتخاذ إجراءات مسؤولة ومستدامة وملموسة وواقعية من أجل وقف إطلاق النار".
يجب أن تؤخذ كأولوية لتنفيذ هذا الانسحاب.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: التوتسي أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أ جمهورية الكونغو رواندا جمهوریة الکونغو الدیمقراطیة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
ترامب: أنهيت حربا امتدت لعقود بين الكونغو ورواندا
وقّع الرئيس الأميركي ورئيسا رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية اتفاقا للسلام الخميس، رغم تواصل أعمال العنف على الأرض والتي طرحت علامات استفهام بشأن الاتفاق الرامي لإنهاء إحدى أطول الحروب في إفريقيا.
وأفاد دونالد ترامب بأن الولايات المتحدة ستوقع كذلك على اتفاقات بشأن المعادن الحيوية مع البلدين لدى استضافته الرئيس الرواندي بول كاغامي ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي في واشنطن.
وقال ترامب بعد مراسم التوقيع التي جرت في معهد للسلام بات يحمل اسمه "أعتقد بأنها ستكون معجزة عظيمة".
وتوجّه للرئيسين قائلا "أمضيا وقتا طويلا وهما يقتلان يعضهما بعضا والآن سيقضيان وقتا طويلا وهما يتعانقان ويمسكان بيدي بعضهما البعض ويستغلان الولايات المتحدة الأميركية اقتصاديا كما تفعل كل الدول أخرى".
وتباهى ترامب بأن النزاع في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث قُتل مئات الآلاف على مدى عقود، هو من بين ثماني حروب وضع حدا لها منذ عاد إلى السلطة في يناير.
لكن الرئيسين الإفريقيين اعتمدا نبرة أكثر حذرا في ظل تواصل المعارك في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية حيث تتقدّم خلال الأسابيع الأخيرة، مجموعة "إم 23" المسلحة التي تقول الأمم المتحدة إنها مدعومة من رواندا، في مواجهة قوات كينشاسا.
وصرّح كاغامي قائلا: "ستكون هناك عثرات أمامنا، لا شك في ذلك"، بينما وصف تشيسكيدي الاتفاق بأنه "بداية مسار جديد، مسار يتطلب الكثير من العمل".
معادن هامة
أوضح ترامب أن الاتفاق يمهّد الطريق للولايات المتحدة للوصول إلى معادن حيوية في البلدين.
وتضم منطقة شرق الكونغو الديمقراطية حيث تدور أعمال عنف، احتياطات للعديد من أهم المكونات المستخدمة في قطاع التكنولوجيا الحديثة مثل السيارات الكهربائية.
والاتفاق بين البلدين هو الأحدث ضمن سلسلة تفاهمات تفاوض فيها الرئيس الجمهوري الثري لضمان حصة للشركات الأميركية لاستخراج المعادن الأرضية النادرة، بما في ذلك في أوكرانيا.
وحول ذلك، قال ترامب "سنستخرج بعض المعادن الأرضية النادرة... وسيجني الجميع الكثير من المال".
ويأتي التوقيع بعد أكثر من خمسة شهور على اجتماع وزيري خارجية البلدين مع ترامب والإعلان عن اتفاق آخر لإنهاء النزاع.
وتفجّر النزاع القائم منذ مدة طويلة أواخر يناير مع سيطرة "إم 23" على مدينتي غوما وبوكافو.
وبعد اتفاق يونيو، تعهّدت "إم 23" التي تنفي أي علاقة لها برواندا، وحكومة كينشاسا بوقف إطلاق النار بعد وساطة قطرية، لكن الطرفين تبادلا مذاك الاتهامات بخرق التفاهم.
العديد من القتلى
في مؤشر على صعوبة تحويل الاتفاق هدوءا ميدانيا، تزامن التوقيع الخميس مع تواصل المعارك على الأرض.
وسمع مراسل لفرانس برس دوي إطلاق النار على أطراف كامانيولا، وهي بلدة تسيطر عليها "إم 23" في مقاطعة جنوب كيفو قرب الحدود مع رواندا وبوروندي.
وأوضح المسؤول الإداري في بلدة كازيبا الخاضعة لسيطرة "إم 23" رينيه تشوباكا كاليمبيري، عشية التوقيع "تعرض منازل كثيرة للقصف وسقط العديد من القتلى".
وبعد مواجهات استمرت أياما في محيط كازيبا، قصفت مقاتلات البلدة مجددا صباح الخميس، بحسب ما أفاد ممثل محلي عن المجتمع المدني فرانس برس طالبا عدم الكشف عن هويته.
كما سُمعت انفجارات من نقطة بوغاراما الحدودية في رواندا عبر الحدود في بوروندي المجاورة فيما أغلقت السلطة الرواندية مؤقتا النقطة الخميس.
وتحدّثت مصادر محلية عن تعزيزات لـ"إم 23" مصحوبة بسيارات مصفحة في هضبة جنوب كيفو.
ومن شأن عبور المنطقة الجبلية أن يسمح للقوات بمحاصرة أوفيرا، آخر بلدة رئيسية في جنوب كيفو ما زالت خارج سيطرة الحركة.
ويأتي الاتفاق في وقت يجري البلدان محادثات مع الإدارة الأميركية بشأن أولويتها في ما يتعلق باستقبال المهاجرين بينما يكثّف ترامب حملته لترحيل المهاجرين غير النظاميين.