قرر نادي ماينز الألماني، الثلاثاء، إيقاف لاعبه الهولندي من أصول مغربية أنور الغازي بسبب إعلان دعمه وتضامنه مع فلسطين فيما تتعرض له حاليا من قصف إسرائيلي.

وأصدر النادي الألماني منشورا عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، قال فيه: "أعفى نادي ماينز أنور الغازي من مهامه التدريبية والمتعلقة بأيام المباريات".

وتابع: "يأتي القرار نتيجة لما نشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتم حذفه من قبل اللاعب صاحب الـ28 عاما مساء الأحد الماضي وبهذا اتخذ أنور الغازي موقفا غير مقبول من الصراع في الشرق الأوسط بطريقة لا يمكن تحملها بالنسبة للنادي".

وأضاف: "تم اتخاذ القرار بعد مناقشة بين مجلس الإدارة واللاعب".

واختتم: "يحترم ماينز وجهات النظر المختلفة حول الصراع المعقد في الشرق الأوسط الذي يستمر منذ عقود، ومع ذلك فإن النادي ينأى بنفسه عن محتوى المنشور لأنه لا يتطابق مع قيم نادينا".

وكان منشور أنور الغازي عبارة عن مشاركة لنص باللغة الإنجليزية تم تداوله على شبكات التواصل الاجتماعي منذ القصف الإسرائيلي على غزة بعد هجمات حماس، قال فيه: "إنها ليست حربًا. عندما يقطع طرف الماء والغذاء والكهرباء عن طرف آخر".

وتابع المنشور: "ليست حربًا.. عندما يمتلك أحد الجانبين أسلحة نووية، فهذه ليست حربًا.. عندما يتم تمويل أحد الجانبين بمليارات الدولارات، فهذه ليست حربًا.. عندما يستخدم أحد الجانبين صور الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات مضللة عن جانب آخر، فهذه ليست حربًا".

وأردف: "إنها ليست صراعا أو حربا.. إنها إبادة جماعية ودمار شامل، ونحن الشهود الأحياء.. فلسطين ستتحرر".

ووقع أنور الغازي، 28 عامًا، مع ماينز في سبتمبر الماضي، بعد موسم قضاه في نادي آيندهوفن الهولندي، وخاض ثلاث مباريات مع النادي الألماني، الذي يحتل المركز قبل الأخير في الدوري الألماني.

المصدر: أخبارنا

كلمات دلالية: أنور الغازی لیست حرب ا

إقرأ أيضاً:

أوروبا تنتفض من جديد دعما لفلسطين

مع استمرار الحرب الإسرائيلية الإجرامية على غزة وعلى بلدات ومخيمات الضفة الغربية، باتت هذه الحرب غير معلنة ومستمرة تحت ذريعة "الدفاع الاستباقي"، كما صرح بذلك قادة الكيان العسكريين، وتحت ذريعة وجود تهديد أمني ضد جيش الاحتلال من المسلحين في غزة، وتحديدا عند الخط الأصفر الذي رسمته خطة ترامب لوقف إطلاق النار. ومع تداعيات وتواصل هذه الحرب؛ لا تزال مدن أوروبا تشهد مظاهرات صاخبة واحتجاجات واعتصامات وإضرابات بلغت ذروتها في الآونة الأخيرة في الذكرى السنوية ليوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني الذي يصادف 29 تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1977 ليكون موافقا لذات اليوم الذي صدر فيه قرار تقسيم فلسطين (181) عام 1947؛ والذي مهـد لنكبة الشعب الفلسطيني وتشريده من وطنه.

ولقد عبرت هذه الفعاليات بمختلف أشكالها عن رفضها استمرار الحرب وإدانتها لارتكاب جرائم الإبادة الممنهجة في غزة، والتطهير العرقي الذي يجري في الضفة الغربية، وسط صمت لا زال يسود في أروقة الأنظمة الحاكمة والأحزاب اليمينية في أوروبا. لكن الجديد هو تعاظم الحركات المناهضة لسياسة هذه الأحزاب وهذه الحكومات، وارتفاع منسوب حدة مواقفها وخطابها. ولقد شكلت الحركة الطلابية السواد الأعظم منها؛ ما يعني أن مجتمع الشباب الأوروبي أصبحت له كلمته وتأثيره في الشارع الأوروبي. ومع ظهور أحداث ووقائع جديدة اتسعت المعارضة لسياسات الأنظمة الأوروبية، التي لا تزال تدور في فلك السياسة الأمريكية ولا تبتعد عن المصالح الإسرائيلية، وبرز في الخطاب أيضا مواقف سياسية جديدة تطالب بزوال الاحتلال وزوال الكيان الغاصب، وتحرير فلسطين والتخلص من المشروع الصهيوني الإمبريالي في المنطقة، وكف يد الولايات المتحدة عن أوروبا، والتوقف عن استنزاف إمكاناتها وتهديد أمنها، وجعلها تعيش بسلام.

والملفت أن هذه الاحتجاجات والإضرابات والاعتصامات رفعت شعارات مختلفة أبرزها "فلسطين حرة من البحر إلى النهر". ويذكر أن هذا الشعار لازال محظورا في أوروبا؛ لأنه يعني أن لا وجود لدولة الكيان، بل دولة فلسطين فقط، والملفت أيضا كان شعار "قاوم النار بالنار" الذي رُفع في إحدى المظاهرات في ڤيينا عاصمة النمسا.

كما طُرحت شعارات تطالب بمقاطعة الجامعات والأكاديميات الإسرائيلية، مثل "أوقفوا تسييس التعليم"، ودعت إلى مقاطعة الشركات الصهيونية وتلك الداعمة للاحتلال، معتبرة المقاطعة واجبا أخلاقيا، قبل أن تكون واجبا سياسيا، وشعارات أخرى مثل: "لا للاحتلال"، "أوقفوا الإبادة"، "أوقفوا مبيعات السلاح إلى إسرائيل"، إضافة إلى عرض مشاهد تمثيلية تحاكي ما يجري في غزة من اعتداءات وانتهاكات وإبادة ممنهجة ضد المدنيين خاصة الأطفال والنساء.

ولقد شهدت هولندا فعالية تضامنية اشتملت على عرض أحذية الأطفال الذين استشهدوا في الحرب، وكُتب على الحذاء اسم الطفل الذي استشهد في الحرب، وتمت تلاوة أسماء هؤلاء الأطفال الشهداء.

وفي العاصمة البريطانية، لندن، التي شهدت مسيرة أو مظاهرة مليونية؛ كانت هناك حملة مجموعة "PSC" للتضامن مع فلسطين، والتي اتهم منظموها الحكومة البريطانية بالتواطؤ مع إسرائيل وتجاهل ما يجري في فلسطين، وطالبت بوقف الانتهاكات والعنف ضد المتظاهرين.

والزخم الأكبر لهذه المظاهرات كان في إسبانيا، حيث شهدت ما يزيد على 100 مدينة إسبانية فعاليات تضامنية. أما في باريس فكانت هناك نحو 70 منظمة في باريس شاركت بالمظاهرات التضامنية مع الشعب الفلسطيني.

ويذكر أن أكثر من 140 دولة في العالم شهدت مظاهرات واعتصامات تضامنية في هذه المناسبة. وقد بلغت هذه الفعاليات التي شهدتها المدن الأوروبية نحو 26 ألف فعالية تضامنية مع فلسطين، برغم كل محاولات المنع والحظر والاعتقالات التي طالت الناشطين. كما غصت مدرجات ملاعب كرة القدم بالجماهير التي ترفع الإعلام الفلسطينية والشعارات المؤيدة للقضية، وأبلغها ما حدث في ملاعب اسكتلندا وإيطاليا وأيرلندا ومدينة بلباو الإسبانية. وحسب قناة الجزيرة، فإن "هناك زيادة بنسبة التظاهرات بين شهري أيار/ مايو وأيلول/ سبتمبر 2025 بلغت 43 في المئة مقارنة مع الأشهر التي سبقتها".

إن لهذه التظاهرات وبهذه الوتيرة العالية والفعاليات المؤثرة دلالات عديدة؛ أبرزها تنامي الوعي العالمي لما يجري في منطقتنا بعيدا عن العواطف والمشاعر؛ لا سيما في صفوف الجيل الشاب والنخب المجتمعية والجامعيين والأكاديميين، وشعور شعوب العالم بالظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني من خلال إقرار قرار التقسيم من قبل الأمم المتحدة عام 1947، ورفض إسرائيل تنفيذه برغم إجحافه بحق الشعب الفلسطيني في كامل أرضه من البحر إلى النهر. وثانيها يعبر هذا التضامن العالمي الواسع عن انكفاء المشروع الصهيوني بالمنظور الغربي الجماهيري، وإعادة النظر بالسياسات المرتبطة بهذا الكيان؛ وما العزلة الدولية التي مني بها هذا الكيان إلا دليل على ذلك. ويأتي ثالثا، سقوط السردية الإسرائيلية الزائفة، وانتصار السردية الفلسطينية بفعل نضال الشعب الفلسطيني المتواصل، خاصة بعد عملية طوفان الأقصى، والصمود الأسطوري الذي عبر عنه هذا الشعب في قطاع غزة في مواجهة كل أشكال الإبادة الممنهجة. ورابعها، ضيق المجتمع الأوروبي ذرعا بالعبء الإسرائيلي الذي أثقل كاهل الاقتصاديات الأوروبية، وأثّر على ارتفاع معدلات التضخم فيها وانعكاس ذلك على حياة الناس؛ بسبب الأعباء المالية المترتبة على دعم هذا الكيان وسياساته العدوانية.

والسؤال هنا: هل هذا التضامن الواسع يمثل انقلابا على الكيان الإسرائيلي، وعلى السياسات الإسرائيلية والأمريكية، والأنظمة الأوروبية الحاكمة؟ وهل ستكون هذه المواقف الاستثنائية خطوات مفصلية ستنعكس على سياسات الحكومات، وعلى طبيعة الصراع وإنهاء الاحتلال مواقف آنية محصورة بكلمات التضامن والتعاطف والمشاعر الجياشة؟

لقد غيّرت غزة العالم، فأصبح شيئا آخر ينبض بقلب جديد وفكر جديد، فقال الشعب كلمته وانتصرت إرادته، وتغلّب المنطق على ديمقراطية الرّياء والنفاق، وتراجعت سياسة الكيل بمكيالين إلى حد كبير. ألا يجب استثمار هذه الإنجازات، ووضعها في خدمة سياساتنا القادمة؟ وهل ستستفيد الشعوب العربية وحركاتها وأحزابها من هذا التحرك والوعي الأوروبي الشعبي، ومدى تأثيره على الحكومات؛ ما يدفعها لإعادة النظر بسُباتها العميق؟

[email protected]

مقالات مشابهة

  • نادي نانت يعين المغربي أحمد قنطاري مدرباً للفريق الأول
  • محافظ الجيزة يتفقد موقع حادث التسرب الغازي بعقار سكني في إمبابة بحضور لجنة المنشآت الآيلة للسقوط
  • عرض فيلم «بُكرا» في نادي سينما المرأة… عندما يتقاطع الماضي مع الغد
  • خالد طلعت يعتذر لنادي الزمالك ومجلس إدارته وجماهير بسبب منشور
  • أبويا ما أجرمش| منشور مثير من نجل سائق محمد صبحي بعد انفعال الفنان على والده
  • بايرن ميونخ يطمح لتعزيز صدارته للدوري الألماني أمام ماينز
  • منظمة حقوقية: إحالة 64 مصريا للمحاكمة بسبب دعمهم لفلسطين
  • أوروبا تنتفض من جديد دعما لفلسطين
  • الأعلى للإعلام يستدعي مسئول إدارة حساب خالد طلعت بسبب شكوى نادي الزمالك
  • محافظ دمياط يستقبل سفير لاتڤيا لبحث أوجه التعاون المشترك بين الجانبين