رئيس COP28: أهداف العالم «المناخية» تتحقق بالتعاون
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
بكين (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، رئيس مؤتمر الأطراف COP28، أنه تماشياً مع رؤية القيادة في دولة الإمارات، تركز رئاسة COP28 على تعزيز التعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والأطراف كافة، لضمان النمو الاقتصادي والاجتماعي المستدام بالتزامن مع إنجاز عمل مناخي ملموس لحماية البشرية وكوكب الأرض.
جاء ذلك في كلمته التي ألقاها أمام المنتدى رفيع المستوى بشأن التنمية الخضراء في العاصمة الصينية بكين، حيث أشاد معاليه بالدور الريادي لجمهورية الصين الشعبية الصديقة، وجهودها في دعم النمو الاقتصادي الأخضر في دول الحزام والطريق، وجميع أنحاء العالم، مشيراً إلى حاجة العالم إلى بذل مزيد من الجهود للحفاظ على إمكانية تحقيق أهداف اتفاق باريس، كما أكد متانة وعمق العلاقات بين دولة الإمارات والصين، والتي تقوم على الاحترام المتبادل والصداقة، والحرص على تعزيز المصالح المشتركة، وتشهد حالياً تطوراً كبيراً في مختلف المجالات.
وأُقيم الحدث رفيع المستوى ضمن فعاليات «منتدى الحزام والطريق الثالث للتعاون الدولي»، الذي تعهد خلاله الرئيس الصيني بدعم «النمو النظيف»، وإنشاء صناديق إضافية للتنمية الخضراء، وأكد أن بلاده ستستمر في تعزيز التعاون بين دول الجنوب العالمي، وستقوم بتدريب وتأهيل 100 ألف شخص من الدول النامية في جميع أنحاء العالم.
وخلال زيارته إلى الصين، أجرى معالي الدكتور سلطان الجابر، لقاءات ثنائية مع كل من معالي هوانغ رونكيو، وزير البيئة الصيني، ومعالي جين تشوانغ لونغ، وزير الصناعة وتكنولوجيا المعلومات في الصين، وشيه تشن هوا، المبعوث الصيني الخاص المعني بتغير المناخ، وتشاو تشن شين، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح (NDRC) التي تعد أكبر هيئة للتخطيط الاقتصادي في جمهورية الصين الشعبية، ومعالي الدكتورة إيمي خور، وزيرة الدولة في وزارة الاستدامة والبيئة بسنغافورة، والبروفيسور زاو جي، الرئيس التنفيذي ورئيس مؤسسة طاقة الصين.
وأشار معاليه إلى نتائج الحصيلة العالمية لتقييم التقدم في تنفيذ أهداف اتفاق باريس التي أكدت أن العالم بعيد عن المسار الصحيح لتحقيق الطموحات المناخية، في ضوء الحاجة إلى خفض 22 جيجا طن من انبعاثات غازات الدفيئة خلال السنوات السبع القادمة للحفاظ على إمكانية تحقيق هدف تفادي تجاوز الارتفاع في درجة حرارة الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وقال، إن السبيل الوحيد لنجاح العالم في الوصول إلى أهدافه المناخية هو تعاون كافة الدول والشركات والمعنيين، لافتاً إلى أن مبادرة الحزام والطريق أظهرت خلال السنوات العشر الماضية، إمكانية تحقيق إنجازات كبرى من خلال الشراكة والتعاون.
وأكد معاليه ضرورة وضع خطة عملية لتحويل اتفاق باريس إلى خريطة طريق يستطيع العالم اتّباعها للوصول إلى أهداف وطموحات الاتفاق، موضحاً أن فريق COP28 عمل في هذا الإطار على الاستماع والتواصل مع الكثيرين من كافة الدول والقطاعات وشرائح المجتمعات لوضع خطة عمل المؤتمر التي تستند إلى أربع ركائز، هي تسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، وحماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، واحتواء الجميع بشكل تام.
وبخصوص الركيزة الأولى المتعلقة بتسريع تحقيق انتقال منظم ومسؤول وعادل ومنطقي في قطاع الطاقة يشمل الجميع بلا استثناء، لفت معاليه إلى أن الصين تستطيع المساهمة بشكل فعال في تحقيق هذا الهدف، موضحاً أن أكثر من ثلاثة أرباع ما ينتجه العالم من الألواح الشمسية، و60% من توربينات الرياح، ومعظم بطاريات أيون-ليثيوم تأتي من الصين.
كما أشار معاليه إلى أن شركات النفط والغاز الصينية تؤدي دوراً فاعلاً لتحقيق هدف COP28 بشأن الحد من انبعاثات غاز الميثان بحلول عام 2030.
في ما يتعلق بالركيزة الثانية الخاصة بتطوير آليات التمويل المناخي جدد معالي الدكتور سلطان الجابر التأكيد على ضرورة وفاء الدول المانحة بتعهدها بتقديم 100 مليار دولار من التمويل المناخي، مشدداً على ضرورة الانتقال من مرحلة الأقوال والتعهدات إلى اتّخاذ إجراءات فعالة لتوفير هذا التمويل لدول الجنوب العالمي، وقيام القطاع الخاص بدور رئيسي ومؤثر لتمويل ودعم جهود العمل المناخي، بالتزامن مع تطوير المنظومة المالية الدولية بشكل كامل، لتوفير مزيد من التمويل بشروط ميسرة وبتكلفة مناسبة للجنوب العالمي.
وبالنسبة إلى الركيزة الثالثة لخطة العمل التي تتمحور حول حماية البشر والطبيعة وتحسين الحياة وسُبل العيش، دعا معاليه كافة الأطراف إلى تفعيل صندوق معالجة الخسائر والأضرار، وترتيبات تمويله، ومضاعفة تمويل التكيف، وتجديد موارد صندوق المناخ الأخضر، مشيراً إلى ضرورة التزام كافة الدول باعتماد إطار عالمي شامل وحاسم للهدف الخاص بالتكيف، يضمن حماية الطبيعة، ويقوم على هدف كونمينغ-مونتريال للتنوع البيولوجي الخاص بحماية 30% من الموائل البحرية والبرية بحلول عام 2030.
وأشار معاليه إلى أن COP28 سيكون أول مؤتمر أطراف يقوم بتضمين موضوع الصحة في العمل المناخي، من خلال استضافة أول اجتماع وزاري للمناخ والصحة في مؤتمر للأطراف، ودعا كافة الدول إلى التوقيع على إعلانَي COP28 بشأن الغذاء والصحة، لافتاً إلى أن هذه المبادرات تركز على تحسين حياة البشر وسُبل عيشهم؛ ولذا تحتاج إلى دعم من جميع الدول، وخاصةً الصين.
وبشأن الركيزة الرابعة التي تستهدف ضمان احتواء الجميع بشكل تام في منظومة عمل COP28، أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر ترحيب رئاسة المؤتمر بمشاركة الجميع، في ضوء حاجة العالم إلى تعاون كافة الدول والشركات والمعنيين لتحقيق النجاح المنشود، وأشاد بالنموذج الصيني ومبادرة الحزام والطريق التي جسَّدت خلال السنوات العشر الأخيرة، القدرة على تحقيق إنجازات كبرى من خلال العمل المشترك، وقال معاليه إن الصين من أكثر الدول التي بذلت جهوداً لوضع العالم على المسار الصحيح نحو تحقيق النمو النظيف والتنمية المستدامة، مشدداً على أن لديها القدرات التي تمكّنها من المساعدة على الوصول إلى هذا الهدف بنجاح من خلال التعاون والشراكات البنّاءة.
تكاتف
أكد معالي الدكتور سلطان أحمد الجابر أن COP28 يشكّل منصة مهمة تتيح الفرصة أمام العالم لتجاوز الخلافات، والتعاون والتكاتف لمواجهة تحديات المناخ، خاصة في المرحلة الحالية التي تشهد اضطرابات جيوسياسية.
وتأتي إقامة المنتدى رفيع المستوى بشأن التنمية الخضراء في بكين، قبيل الاجتماعات الوزارية التمهيدية لمؤتمر الأطراف COP28 المقرر عقدها يومي 30 و31 أكتوبر الجاري في أبوظبي، حيث يجتمع الوزراء المعنيون بالمناخ وممثلو الأطراف من أنحاء العالم للسعي إلى التوصل لتوافق في الآراء وإحراز تقدم ملموس في الموضوعات التفاوضية استعداداً لانعقاد COP28.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: سلطان الجابر الإمارات مؤتمر الأطراف الحزام والطریق معالیه إلى کافة الدول من خلال إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس وزراء الصين: قمة آسيان والخليج والصين استجابة لنداء العصر
كوالالمبور "أ ف ب": أكد رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ اليوم بأن أول قمة على الإطلاق بين بلاده وقادة جنوب شرق آسيا ودول مجلس التعاون الخليجي هي "استجابة لنداء العصر" في عالم يعاني من الضبابية الجيوسياسية.
تسعى الاقتصادات المعتمدة على التجارة لحماية نفسها لا سيما بعدما نسف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قواعد التجارة العالمية عبر الإعلان عن مجموعة من الرسوم الجمركية التي تستهدف مختلف دول العالم.
ورغم أنه قرر بعد ذلك تعليق تطبيقها مدة 90 يوما بالنسبة لمعظم الدول المعنية، إلا أن التجربة دفعت رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) لتسريع الجهود الرامية لتنويع شبكاتها التجارية.
وتستضيف العاصمة الماليزية أول قمة بين آسيان والصين ومجلس التعاون الخليجي الذي يضم البحرين والكويت وعمان وقطر والسعودية والإمارات العربية المتحدة.
وأكد لي أثناء الاجتماع بأنه "على وقع وضع دولي متقلّب"، تعد القمة خطوة "رائدة في التعاون الاقتصادي الإقليمي".
وفي مستهل المحادثات، أعرب رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم عن ثقته بشأن قدرة الأطراف الثلاثة على "تشكيل مستقبل أكثر ترابطا وأكثر صمودا وأكثر ازدهارا لأجيال قادمة"، بعدما حذّر الاثنين من أن "النظام الجيوسياسي يشهد تحولا".
ولطالما لعبت آسيان دور "الوسيط" نوعا ما بين الاقتصادات المتقدمة مثل الولايات المتحدة، والصين، بحسب ما أفاد تشونغ جا إيان من جامعة سنغافورة الوطنية.
وقال إنه في وقت يبدو أنه لا يمكن الاعتماد على واشنطن حاليا، فإن "الدول الأعضاء في آسيان تسعى للتنويع .. وتسهيل المبادلات بين الخليج وجمهورية الصين الشعبية هو أحد جوانب هذا التنويع".
ويشير تشونغ إلى أن ماليزيا التي تتولى الرئاسة الدورية لآسيان هي القوة الرئيسية وراء المبادرة.
وتحمّلت بكين العبء الأكبر من رسوم ترامب وتسعى حاليا لكسب أسواق أخرى.
وتعد الصين وآسيان أكبر شريكين تجاريين. وارتفعت الصادرات الصينية إلى تايلاند وإندونيسيا وفيتنام بأرقام عشرية في أبريل، بفضل إعادة تحويل مسارات سلع مخصصة للولايات المتحدة.
وقالت خو بينغ هووي من "جامعة مالايا" لفرانس برس إن مشاركة رئيس الوزراء لي كانت "محسوبة وفي الوقت المناسب".
وأضافت بأن "الصين ترى فرصة هنا لتعزيز صورتها كشريك اقتصادي يمكن الاعتماد عليه، خصوصا في مواجهة الجهود الغربية لفك الارتباط".
وانخرطت بكين وواشنطن في فرض رسوم متبادلة إلى أن تم التوصل في سويسرا إلى اتفاق لخفضها على مدى 90 يوما.
وما زالت السلع الصينية تخضع لرسوم أعلى من غيرها.
وفي مسودة بيان القمة التي اطلعت عليها فرانس برس، تعرب دول آسيان عن "القلق العميق.. حيال فرض رسوم جمركية أحادية الجانب".
ولكن الرابطة لفتت في وقت سابق هذا العام إلى أنها لن ترد بفرض رسوم من جانبها.
ولطالما تجنّبت آسيان الاختيار بين الولايات المتحدة والصين.
والصين هي رابع أكبر مصدر للاستثمارات الأجنبية المباشرة في جنوب شرق آسيا، بعد الولايات المتحدة واليابان والاتحاد الأوروبي، بحسب تشونغ.
وأفاد أنور الاثنين بأنه بعث رسالة إلى الجانب الأمريكي طلب فيها عقد قمة بين آسيان والولايات المتحدة هذا العام، فيما أفاد وزير خارجيته بأن واشنطن لم ترد بعد.
لكن أي تقارب مع بكين سيكون مصدرا للمتاعب أيضا رغم إصرار أنور ليل الاثنين على أنه "بغض النظر عمّا يقال.. نحن هنا بصفتنا أصدقاء للصين".
أكد الرئيس الفيليبيني فرديناند ماركوس لنظرائه الإقليميين "الحاجة الملحة" لتبني مدوّنة قواعد سلوك ملزمة قانونا في بحر الصين الجنوبي.
وتتنازع بكين السيطرة على المنطقة مع خمس من دول آسيان، علما أن مواجهات تدور بين الصين والفيليبين منذ أشهر في المنطقة البحرية المتنازع عليها.
وأثار أنور مسألة بحر الصين الجنوبي مع لي، بحسب ما أفاد رئيس الوزراء الماليزي في منشور على فيسبوك الثلاثاء أعلن فيه عن الاجتماع الثنائي.
وقال تشونغ إن "أطرافا أخرى في النزاع.. مستعدة ربما لترك الفيليبين تتحمل عبء الضغط".
وأضاف أن التوتر بين مانيلا وبكين "يعني بأن هذه القضايا لن تختفي، وإن كانت بلدان أخرى في جنوب شرق آسيا ترغب بالتركيز على المسائل الاقتصادية".
بقلم ريبيكا بيلي وإيزابيل ليونغ