منشقون مناهضون لسياسات إسرائيل في دائرة الاستهداف بتل أبيب ونيويورك
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
"أنا رجل يهودي. أقمت حفلا دينيا في القدس، ونظمت رحلات للشباب اليهود إلى الأراضي المحتلة. عشت 3 سنوات في فلسطين، منها 7 أشهر في غزة. أنا أؤيد المقاومة الفلسطينية 100%، ورافض للكيان الصهيوني وجرائمه".
دان كوهين، صحفي ومخرج سينمائي يحلم بإنتاج فيلم عن أسوء فترة تعيشها الصهيونية حاليا، "بعد انشقاق أبناء الكيان المحتل عنه، بسبب الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة".
كوهين عبّر عن موقفه الرافض للتصعيد العسكري في غزة منذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، ما شجع عشرات من اليهود والمستوطنين لخوض معركة من نوع آخر تدور على منصات التواصل الاجتماعي بين المؤيدين والمعارضين لكيان الاحتلال، تبادل فيها الطرفان اتهامات بمعاداة السامية، وارتفعت معها دعوات تحريضية ضد المعارضين للعنف ضد أطفال غزة ومدنييها.
Very thoughtful commentary from @DanielBMate. I edited it to make it somewhat shorter, and added captions. Well worth watching.
He’s a Jew, but more importantly a thoughtful human being who’s willing to ask the questions many are avoiding, and face the facts many are ignoring. pic.twitter.com/s1EMN6RzdL
— Omar Kamel (@OmarKamel) October 15, 2023
ملاحقة في شوارع تل أبيبأما الصحفي الإسرائيلي يسرائيل فراي، فندد بقصف الاحتلال للمدنيين في غزة. وعبّر فراي عن تضامنه مع الفلسطينيين على منصة "إكس" (تويتر سابقا) قبل ساعات من تداول عنوان منزله على مجموعات "واتساب" لليمين المتطرف، فكتب فراي "ليس من الضروري أن تكون يساريا خالصا لتطلب وقف القصف. توقف، وفكر، وتذكر أن مقتل أحمد في غزة جريمة تماما كما هو مقتل آيدو في بلدة باري".
لم تمر ساعات حتى نشر مذيع راديو "يانت" الإسرائيلي بار شيم أور، مقطع فيديو التقطه من أمام مبنى يقطن فيه فراي أثناء حصار نشطاء اليمين الإسرائيلي شقته فجر الأحد الماضي، واتهامه بالخيانة، وترويعه بالألعاب النارية، ثم محاولات اقتحام مسكنه. كذلك أذاع شيم أور مكالمات هاتفية لفراي يستنجد فيها طلبا للمساعدة، وخوفا على حياته.
وتعرض فراي للحصار وأسرته وجيرانه لساعات في شمال تل أبيب، حتى وصول سيارات الشرطة، وتأمينه حتى ركب سيارته، فطارده المتطرفون إلى مستشفى إيخيلوف التي تحصن بها، قبل هروبه، وفق مذيع راديو "يانت".
מוציא את השבת כדי לגלות שרק ב-24 שעות שהייתי מנותק, נהרגו ברצועת עזה 126 ילדים.
בשבוע האחרון נהרגו שם 2215 אנשים, מתוכם 724 ילדים ו-458 נשים.
תקשיבו לי טוב: לא צריך להיות שמאלן דגול כדי לבקש סטופ. תעצרו רגע.
כמו שרצח עידו בבארי הוא פשע, כך רצח אחמד בעזה הוא פשע. חלאס, תעצרו.
— ישראל פריי (@freyisrael1) October 14, 2023
Πόλεμος Ισραήλ – Χαμάς: Ξεμένουν τα νοσοκομεία από καύσιμα – Έτοιμος για εισβολή ο ισραηλινός στρατός
ويعد فراي أحد الصحفيين المحسوبين على اليسار الإسرائيلي، وأثار موقفه من الفصل العنصري غضب إسرائيليين. وإذا كانت تلك المرة الأولى التي تعرض فيها فراي لاستهداف من مدنيين، فإنه سبق أن تعرض للاعتقال من قبل، حيث قبضت عليه شرطة تل أبيب في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وفق تقرير لموقع "تايمز أوف إسرائيل" بعدما أشاد بالمقاومة الفلسطينية، ونعت منفذ هجوم تل أبيب في أبريل/نيسان من العام الماضي بـ"البطل"، كما قارن بين استهداف المقاومة الفلسطينية لمنشآت عسكرية، بينما تستهدف إسرائيل مدنيين وأطفالا في غزة.
في المقابل، تعطل حساب الباحث تايلر ألبيرتاريو، المستوطن الإسرائيلي، على منصة "إكس"، بعد حملة من مستوطنين بدأت بالتنمر عليه، وانتهت بتبادل عنوان منزله، بعدما اتهمه مستوطنون بالخيانة، لرصدهم دعمه حركة "حماس"، ومده الفلسطينيين بالمياه.
اعتقالات وتحريض في نيويوركأما في نيويورك الأميركية، فكان للمستوطنين الإسرائيليين السابقين حظ أوفر قليلا بعدما بحثوا عن مأوى جديد؛ فخرج المئات منهم في مظاهرات مساء السبت الماضي، من بينهم مسؤولون حكوميون وحاخامات وسياسيون وأحفاد ناجين من المحرقة النازية، لإعلان رفضهم خطط إسرائيل إبادة جماعية للفلسطينيين.
رابطة "إف نوت ناو" لليهود الأميركيين نظمت المظاهرات للدعوة لإنهاء الدعم الأميركي لـ"نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، والمطالبة بالمساواة والعدالة والمستقبل الآمن للجميع". وتنظم الرابطة مظاهرات يومية في ولايات أميركية منذ بدء "طوفان الأقصى"، لرفض إبادة الفلسطينيين في غزة، ومنع القادة الأميركيين من استخدام آلام اليهود كسلاح، ودعم خطط إسرائيل للتهجير الجماعي والقتل باسم اليهود، والحديث باسمهم مع أنهم يرفضون التصعيد الإسرائيلي.
كما ألقت شرطة نيويورك القبض على جيسون روزنبرغ -الذي هاجر من إسرائيل إلى أميركا- مع أكثر من 50 شخصا في مظاهرة دعت لوقف دعم أميركا لعمليات الإبادة الجماعية في حق الفلسطينيين يوم الجمعة الماضي.
وكان روزنبرغ ندد باستخدام أميركا وإسرائيل لليهود لتبرير عملياتهما على أرض غزة، ونقل رفض الجالية اليهودية في بروكلين لمحاولات إخماد صوتهم، وعدم تحملهم ذنب التعايش مع العواقب الوخيمة لسياسات إسرائيل في غزة، كما شارك بيانا رفض فيه جنود إسرائيليون سابقون أعمال الحكومة الإسرائيلية الإجرامية.
كما رفض تحريض سفير أميركا السابق في إسرائيل، ديفيد فريدمان، ضد مجموعات اليهود والمستوطنين الرافضين للحرب على غزة، ووصفها بـ"المعادية لليهود"، وحصر اليهودية في "الكيان المحتل".
أما الجندي الإسرائيلي السابق وعضو جماعة "كسر الصمت" أفنير جفارياهو، فعبّر في لقاء مع قناة "إم إس إن بي سي" الأميركية عن رفضه ما وصفه بـ"المفهوم المشوه للأمن"، ملخصا سياسة الحكومة الإسرائيلية في افتراض أن أمان المدنيين الإسرائيليين الذين يعيشون في الضفة الغربية المحتلة لن يتحقق إلا عن طريق قتل الفلسطينيين وترويع المدنيين والأطفال.
وتلوّح إسرائيل بتمرير تشريعات لمطاردة وسجن اليهود والإسرائيليين المنشقين، إذ نقلت صحيفة "هآرتس" دعوة وزير الاتصالات الإسرائيلي شلومو كاراي، بإعلان حالة الطوارئ، وسجن الإسرائيليين الذين "يضرون بالروح المعنوية الوطنية"، أو مصادرة ممتلكاتهم، أو طردهم من منازلهم، إلى جانب فرض قيود على المواقع المستخدمة "كقاعدة لادعاءات العدو"، في إشارة للمقاومة الفلسطينية في غزة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
صورة اليهود في القرآن الكريم
د. عبدالله الأشعل **
الحديث عن بني إسرائيل واليهود منهم شغل حيزًا كبيرًا من القرآن الكريم. ونسارع في القول إنَّ الصهيونية مشروع سياسي، ولكن اليهودية شريعة مقدسة وهي طبقة من طبقات الإسلام تطبيقاً لقوله تعالى: "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" (المائدة: 5)، وقال أيضًا "إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ" (آل عمران: 19)، وقوله تعالى: "وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ" (آل عمران: 85)
ورغم المسافة الفاصلة بين الصهيونية واليهودية، فإنَّ رجال الدين من الصهاينة يستخدمون اليهودية لتحقيق الصهيونية بأكاذيب وتلفيقات تعودوا عليها. ونريد أن نوضح ما يقوله الصهاينة من مقولات من القرآن الكريم.
المقولة الأولى "شعب الله المختار" من قوله تعالى "وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ" (البقرة: 47). وبالفعل الله سبحانه اختار بني إسرائيل لكي يبعث فيهم ومنهم موسى عليه السلام، وعددا من أنبياء الله، والله أعلم بنواياهم ومآلاتهم، وكان لا بُد أن يبدأ عصر الرسالات من بني إسرائيل ولم يقل المسلمون أنهم شعب الله المختار لمجرد أنَّ الله اعتبرهم الأمة الوسط ليكونوا شهداء على النَّاس من شعوب أخرى وكذلك لأنَّ الله اختار محمدا الرسول الكريم لكي يكون آخر الأنبياء والرسل ولكى يقول الله فيه (وإنك على خلق عظيم)، وأن القرآن الكريم آخر اتصال بين السماء والأرض وأن سنة الرسول الكريم مع القرآن الكريم هي المصدر الأساسي لكل تشريع. فالله قد وضع معيارا للفرد فقال الله سبحانه وتعالى إن الناس تتفاضل عنده بالتقوى وليس له شعب مختار كما أن الرسول الكريم قال أقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا.
أما تعدد الأنبياء في بني إسرائيل إضافة إلى عيسى عليه السلام؛ فهذا دليل ليس على القرب من الله، ولكن دليل على استعصاء حالتهم وكفرهم والحاجة إلى أكثر من رسول ورسالة، فإذا رأيت الأطباء يزدحمون على بيت المريض؛ فمعناه أنَّ الداء عضال واستدعى كل هذا العدد من الأطباء وليس ميزة للمريض أن يزدحم الأطباء على منزله. ولكن الله سبحانه اختار بني إسرائيل لأول رسالة امتحاناً لهم وفتنة لجموعهم وفي النهاية حكم الله عليهم بقوله في محكم الآيات:( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا) وقوله تعالى: "فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا" (البقرة: 80)، وتحذير القرآن الكريم لرسولنا الكريم من اليهود والنصارى الذين حرفوا كتبهم المقدسة.
وإذا كان اليهود قد ارتكبوا الجرائم التي سنفصلها فيما بعد، فإن الصهيونية أشد إجراما من اليهود وأداة جرائم الصهيونية أنهم ينسبون لليهودية كل جرائم الصهيونية.
المقولة الثانية: أنه وهب فلسطين لهم لقوله تعالى "اسكنوا الأرض" (الإسراء: 104)، وهذا تفسير ينسب إلى الله ما لا يقصده، وهذا دأبهم. والحقيقة أنَّ الأرض كلها لله وأن الله لم يخصص أرضا مُعينة لشعب معين ولكنه خصَّ بالذكر المساجد والمسجد الحرام والمسجد الأقصى اللذين ورد ذكرهما صراحة في القرآن الكريم.
والخلاصة أنه لا يجوز تفسير القرآن الكريم لغايات سياسية لأن اليهود لو كانوا عملوا بما في التوراة لكان الله رضي عنهم، ولكن ذمهم في آيات كثيرة وخصهم بالجرائم الآتية:
التقول على الله سبحانه وتعالى. الكفر بالله. التحايل على الله في قصة البقرة وقصة السبت. أكل السحت. أكل مال الناس بالباطل. قتل الأنبياء. الادعاء بأنَّ لهم إله آخر غير إله البشر، وهذه صورة من صور كفرهم، فكما تقوَّل النصارى على عيسى ابن مريم، تقوَّل اليهود على موسى وهارون وأبسطها أن موسى عندما تركهم ليتلقى الألواح وترك فيهم أخاه هارون، عاد ليجدهم يعبدون العجل ويسألون موسي عن الأوثان التي يعبدونها أسوة بالأقوام الأخرى التي لم يُبعث فيها رسول ولم تصلهم رسالة، كما أنهم طلبوا من موسى أن يظهر أدلة نبوته وهذه صورة من صور كفرهم. "وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا" (النساء: 160).أكرمهم الله بأن بعث منهم أول رسول واختارهم وفضلهم بهذه الرسالة الأولى على العالمين، لكنهم فسروها تفسيرا مصلحيًا، إضافة إلى أنهم كفروا ثم آمنوا عدة مرات وعفى الله عنهم ولكنهم كفروا في النهاية وأعد لهم عذابا عظيما، وتحداهم الله إن كانوا صادقين بأن يتمنوا الموت وهو أعلم بخلقه ولذلك حسم القرآن الكريم هذه المسألة بأنهم لن يتمنوا الموت لأنهم أحرص الناس على أي حياة ويخافون من الموت ويثيرون الفتن؛ فالعيب فيهم لا في الشعوب التي يعيشون معهم وهم مضطهدون لسوئهم وليس لعبقريتهم كما زعم المشروع الصهيوني.
ولو أنصفوا لأدركوا أن الله سبحانه يعلم كذبتهم الكبرى وهي ملكهم لأرض فلسطين؛ فالله سبحانه لا يوزع الأراضي حتى على الصالحين، فما بالنا باليهود الذين جعل منهم الله القردة والخنازير ولعنهم الله في القرآن الكريم، وذكر في القرآن الكريم أنه كتب عليهم الشتات، لقوله تعالى "وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا" (الأعراف: 168)، ولذلك فإنَّ جمعهم في إسرائيل- كما يقول علماء الدين- إشارة إلى ما ورد في سورة الإسراء أن الله يُبيدهم في مكان واحد؛ فتجميعهم وفق المشروع الصهيوني خطر عليهم، وهم زعموا أن الفلسطينيين هم الذين اغتصبوا أرضهم وشتتوهم وسموا الشتات "Diaspora"؛ فمصيرهم في القرآن الكريم الفناء وموضوع وعد الآخرة.
** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا
رابط مختصر