أطفال غزة يكتبون أسماءهم على أيديهم ليسهل التعرف إليهم إذا قتلوا
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
هل تخيّلت يوماً أن يكون أكثر ما تخشاه أن لا يتم التعرف إليك في حال قتلت مع جميع أفراد أسرتك في قصف عنيف ضمن حرب مدمرة؟
هذا حال أطفال نازحين من منازلهم في مجمع الشفاء الطبي، أكبر مستشفيات قطاع غزة، قرروا كتابة أسمائهم على أيديهم حتى يسهل التعرف إليهم إذا قتلوا مع جميع أفراد عائلاتهم في ظل الغارات الإسرائيلية المكثفة المستمرة على غزة.
وتواصل إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري شن غارات مكثفة على قطاع غزة مخلفة آلاف القتلى والجرحى من المدنيين، وتقطع عنها إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية، ما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة.
وردا على “اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته”، أطلقت “حماس” وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية “طوفان الأقصى” في 7 أكتوبر اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة.
واتخذ الأطفال الفلسطينيون تلك الخطوة لوجود العديد من الجثامين لم يتم التعرف إلى أصحابها بعد مقتلهم في قصف إسرائيلي، وخاصة في مستشفى “المعمداني” الذي ارتكبت إسرائيل، الثلاثاء، مجزرة بداخله.
وظهر الأربعاء، ذكرت وزارة الصحة في غزة أن حصيلة “المجزرة الإسرائيلية” التي استهدفت المستشفى المعمداني، مساء الثلاثاء، بلغت 471 قتيلا، و28 جريحا بحالة حرجة.
وفي مستشفى الشفاء بمدينة غزة يكتب أحمد أبو السبع (35 عاما)، اسمه وأسماء الأطفال من أبنائه وأقاربه على أيديهم.
وقال أبو السبع لمراسل وكالة “الأناضول”: “نكتب أسماءنا على أيدينا وأسماء أبنائنا على أيديهم للتمكن من التعرف إلى جثثنا إذا قصفتنا طائرات الاحتلال”. وأضاف: “هناك العديد من الشهداء وخاصة الأطفال يصعب الوصول لذويهم”، ولفت إلى أن “الاحتلال لا يميز بين أحد ويقصف في كل مكان”.
وتسابق مئات الأطفال في المستشفى لتسجيل أسمائهم على أيديهم.
ونزح آلاف الفلسطينيين إلى مستشفى الشفاء، غرب مدينة غزة، بسبب قصف إسرائيل منازلهم، كما يخشى النازحون من أن تقصف الطائرات الإسرائيلية المستشفى مثلما فعلت بمستشفى المعمداني.
ويعيش هؤلاء واقعا إنسانيا صعبا ولا يمتلكون أدنى مقومات الحياة بسبب الحرب.
ومنذ بداية الحرب، قتلت غارات إسرائيل 3478 فلسطينيا في غزة، بينهم أكثر من ألف طفل، وأصابت أكثر من 12 ألف آخرين، وتواصل قطع إمدادات الماء والغذاء والأدوية والكهرباء عن القطاع، الذي يسكنه نحو 2.3 مليون فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية.
فيما قتلت “حماس” ما يزيد عن 1400 إسرائيلي وأصابت 4629، بحسب مصادر رسمية إسرائيلية، كما أسرت ما بين 200 و250 إسرائيليا، بينهم عسكريون برتب رفيعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
(الأناضول)
المصدر: الوحدة نيوز
كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نبيل الصوفي على أیدیهم
إقرأ أيضاً:
وحدة طبية متخصصة وهدايا من نتنياهو.. كيف ستبدأ إسرائيل إعادة تأهيل الرهائن بعد تحريرهم؟
تستحوذ الحالة الصحية للرهائن الإسرائيليين العشرين الذين أُطلِق سراحهم من قِبَل حركة حماس في إطار صفقة تبادل على اهتمام بالغ داخل إسرائيل، خاصة بعد إعلان وزارة الخارجية أن الأسير المحرر إيلون أوهل (24 عامًا) أصيب بجروح خطيرة تسببت في فقدانه البصر في إحدى عينيه. اعلان
وكانت الحكومة الإسرائيلية قد هيأت مروحيات لنقل الرهائن المحررين جواً إلى أحد ثلاثة مستشفيات هي: شيبا، إيشيلوف، ورابين، لتلقي العلاج عند الضرورة ولقاء عائلاتهم، في وقت أثارت فيه حالتهم الصحية ومسار إعادة تأهيلهم نقاشًا واسعًا داخل البلاد.
وحذّر البروفيسور حغاي ليفين، رئيس فريق الصحة لعائلات الرهائن، من "خطر جسيم" على صحتهم، قائلاً: "نأمل أنه مع عودة الجميع، يمكننا بدء عملية إعادة التأهيل الشاملة — للناجين من الأسر، وللعائلات، وللمجتمع بأكمله. إن إعادة التأهيل الطبي والنفسي والاجتماعي عملية طويلة ومعقدة، تتطلب تحمّل المسؤولية وتنسيقًا وتعاونًا".
إنشاء وحدة متخصصة بعلاج الرهائنويُعد مستشفى رابين ثاني أكبر مستشفى في إسرائيل، وقد أنشأ وحدة متخصّصة لعلاج الرهائن سبق أن قدمت الرعاية لجميع المحررين في الصفقات الجزئية السابقة.
وأعلن المستشفى أن كل محرّر يتلقّى رعاية شاملة من أخصائيي العلاج الطبيعي، وعلاج النطق والوظائف، وعلم النفس، والتغذية، كما تُتاح غرف مخصصة لعائلاتهم داخل الوحدة.
هدية من نتنياهوإلى جانب ذلك، نظّمت الحكومة هدايا ترحيب لكل عائد، تضمنت رسائل مكتوبة بخط اليد من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزوجته سارة، بالإضافة إلى ملابس ومستلزمات شخصية وحاسوب محمول وهاتف محمول.
ورغم حفاوة الاستقبال، يؤكد الخبراء أن إعادة التأهيل ستكون عملية طويلة الأمد، وقد تظهر مضاعفات بعد أشهر أو سنوات، مشيرين إلى أن وحدة رابين هي الجهة الوحيدة المخوّلة بتقديم العلاج على المدى الطويل، مع استمرار الدعم الطبي لهم ولعائلاتهم بعد خروجهم من المستشفى.
مسار تعافي طويلوأوضح متحدث باسم مستشفى شيبا أن عملية إعادة التأهيل تبدأ بلقاء المحرّرين بعائلاتهم أولًا، ثم بإجراء سلسلة من الفحوصات الطبية، التي قد تستغرق وقتًا طويلاً نظرًا لبقائهم في الأسر نحو عامين.
وأضاف: "يمكنهم البقاء في المستشفى طالما احتاجوا إلى رعاية طبية أو نفسية، ولن نضغط عليهم أبدًا. الأولوية هي إعادة دمجهم مع عائلاتهم ومجتمعهم".
من جانبها، قالت الرهينة البريطانية-الإسرائيلية إميلي داماري — التي أُطلِق سراحها في يناير الماضي — لصحيفة نيويورك تايمز إنها أمضت شهورًا في إعادة التأهيل داخل المستشفى، وخضعت لعدة جراحات لمعالجة الإصابات الناتجة عن فترة الأسر.
العودة إلى حياتهمبدوره، قال منتدى عائلات الأسرى في بيان يوم الاثنين: "العملية لا تنتهي بالإفراج، بل تبدأ به. بعد عامين من الظروف اللاإنسانية من جوع وحرمان من الرعاية الطبية وعزلة وانتهاكات، يحتاجون الآن إلى رعاية طبية وإشراف دقيق وسلام، وفوق كل شيء، إلى استعادة هويتهم كأشخاص — وليس كـ'رهائن'".
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة