صحافة عبرية تصف قطر بـرأس الأفعى ودعوات لاغتيال قادة حماس بالدوحة
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
حفلت الصحافة العبرية بمختلف تياراتها بهجوم واسع على دولة قطر، وذلك بالرغم من نجاحها بإطلاق سراح أمريكيتين.
وحرض كتاب ومحللون إسرائيليون مشهورن ضد قطر واصفين إيها بـ"رأس الأفعى" و"عش الدبابير"، وذهب بعضهم للمطالبة باغتيال قيادات حماس في الدوحة.
عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" رأى أن مساعدات قطر المالية للقطاع تم تحويلها "لأغراض إرهابية"، مع أن كل المساعدات كانت تمر عبر وبموافقة الدولة العبرية، وهي في النهاية كانت تخدم الأهداف الإسرائيلية.
هرئيل ينتقد كذلك استضافة قطر للمكتب السياسي لحركة حماس، رغم اعترافه بأن ذلك يساعد في جعل قطر وسيطا رئيسيا وفعالا في قضية الأسرى.
"اغتيال قادة حماس"
خبير الشؤون الفلسطينية في صحيفة "يديعوت أحرنوت" آفي يسسخروف شارك هو الآخر في الجوقة ضد قطر، لكنه ذهب بعيدا في الدعوة إلى اغتيال قادة حماس في الدوحة.
وقال إن على "إسرائيل" أن توضح بشكل جلي أن "كل مسؤول في حماس هو ابن موت، في الدوحة أو في أي عاصمة عربية أو إسلامية أخرى".
وقال إنه آن الأوان أن نقول ما كان ينبغي أن يقال منذ زمن بعيد: قرار حكومات نتنياهو وبينيت، السماح بإدخال نحو 1.4 مليار شيكل في كل سنة إلى غزة، ساعد حماس في ببناء البنية التحتية العسكرية. صحيح أن المال لم يصل مباشرة إلى كتائب عز الدين القسام، لكنه سمح لحماس بأن توجه أموال الضرائب التي تجبيها في صالح البنية التحتية العسكرية بدلا من المدنية"، على حد زعمه.
ويمضي يسسخروف في حملة الاتهام لقطر ويقول: "لقد ساعدت قطر في بناء امبراطورية الإرهاب هذه؛ الأنفاق، والصواريخ، وبالطبع تستضيف حتى في هذه اللحظة كل قيادة حماس السياسية التي تتواجد في الخارج".
"عش الأفاعي"
لكن البروفيسور إيال زيسر في جامعة "تل أبيب" وأبرز المستشرقين الإسرائيليين، كان أشد هجوما، حين وصف الدوحة بـ"عش الأفاعي"، مضيف في مقال في صحيفة "إسرائيل اليوم" المقربة من نتنياهو إن "المال الذي مول (الهجوم) تقدمه قطر حيث توجد كما هو معروف القيادة السياسية لحماس. وعن هذا قيل: وافق شن طبقه، أو في حالتنا – الأفعى الحمساوية وجدت الدفء والدعم في عش الأفاعي القطري".
وذهب زيسر باتهاماته إلى أن "قطر تستثمر مليارات الدولارات في غسل يديها من الدم وفي تسويق صورتها كدولة حديثة بل ومؤيدة للغرب".
وأبعد من ذلك ذهب إلى القول إن قطر عبارة عن "عش دبابير" يعرض "الاستقرار والأمن في المنطقة للخطر".
واتهم زيسر قطر بأنها "تخدع العالم". "فهي تعانق الإيرانيين وتشجع محافل إرهاب أخرى في الشرق الأوسط، لكنها في نفس الوقت تستضيف قوات عسكرية أمريكية على أراضيها. هذه تحمي قطر وتسمح لها بان تلعب لعبتها المزدوجة"، على حد زعمه.
ولم يوفر زيسر قناة الجزيرة التي صب عليها جام غضبه، واتهمها بـ"نشر الكراهية وتشجيع التطرف والعنف".
وفي لهجة تحريضية يقول زيسر: "هذا بالمناسبة اكتشفه الحكام العرب قبلنا بكثير. فمنذ العام 2018، فان الكثير من الدول العربية، وعلى رأسها السعودية ومصر قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر وفرضت عليها مقاطعة سياسية واقتصادية إذ بزعمها هي وقناة "الجزيرة" التي تملكها تنشر الكراهية وتشجع التطرف والعنف. لكن تجندت الدول الغربية من أجل قطر وأوقف الخطوة العربية بمعاقبة حكامها وإعادتهم إلى حسن السلوك".
ويحاول زيسر تحريض واشنطن على قطر فهو غاضب من كيل واشنطن الثناء على قطر، ويقول إن الأمريكيين "مستعدون لأن يغضوا بصرهم ويتجاهلوا الرعاية والدعم الذي تمنحه قطر لقتلة حماس وكذا لحركة طالبان ولحركات ظلامية أخرى جعلت قطر مركز نشاطها".
وتشن "إسرائيل" منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر عدوانا واسعا على قطاع غزة أدى إلى استشهاد أكثر من 4500 فلسطيني جلهم ن الأطفال والنساء، وتدمير آلاف المنازل والأبراج السكنية، وتم قصف المساجد والمستشفيات والمدارس ودفن المئات تحت الركام.
"دولة صغيرة"
الخبير في الشؤون العربية تسفي برئيل أدلى بدلوه كذلك في الحملة ضد قطر، ووصفها بأنها "دولة صغيرة تدير سياسة خارجية مليئة بالتناقضات".
ويبدو أن برئيل اكتشف حديثا أن تلك "الدولة الصغيرة" "تدير معركة شديدة ومتشعبة ووثيقة مع عدد من الدول والمنظمات التي تعتبر عدوة للولايات المتحدة".
برئيل كتب في "هآرتس" بأن هذه "الدولة الصغيرة" كانت "سجينة في حصار اقتصادي وسياسي فرضته عليها السعودية والبحرين والامارات ومصر، لكنها حولت نفسها لدولة إقليمية رئيسية".
يعترف برئيل بأن قطر "تظهر مرة أخرى كوسيط ناجع تمسك بيدها آليات تأثير، التي تطورت خلال السنين على أساس استراتيجية مخطط لها جيدا. ومن المهم القول إنه رغم تسويق حماس كجهة ترعاها إيران فإن حماس تفضل إجراء نضالها الدبلوماسي، الأصعب في تاريخها، بواسطة قطر وليس عن طريق إيران".
ومع هذا الاعتراف فإن برئيل يجد دولته مضطرة للتعامل مع قطر التي قال إن البعض يصفها بـ"رأس الأفعى للإرهاب" برغم أن هذا البعض يطالب قطر بقطع علاقتها مع حماس.
ينتقد برئيل هؤلاء ويقول إنه "من غير الواضح ما هي فائدة هذه القطيعة لو أن إيران احتلت مكان قطر في هذا الملف، حينها ستتمكن من تشغيلها (حماس) كما تشغل حزب الله أو المليشيات الشيعية في العراق".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية قطر حماس حماس قطر طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
نُذر حرب شاملة.. ودعوات دولية للتهدئة.. تصعيد خطير بين الهند وباكستان يهدد بـ«كارثة نووية»
البلاد – جدة
تتجه الأنظار الدولية بقلق بالغ إلى شبه القارة الهندية، حيث تشهد الحدود بين الهند وباكستان تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق منذ سنوات، إذ أعلن الطرفان، أمس (الأربعاء)، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في قصف متبادل، ما دفع خبراء ومراقبين إلى التحذير من احتمالية اندلاع حرب شاملة قد تأخذ طابعًا نوويًا كارثيًا. وتشهد منطقة جنوب آسيا توتراً عسكرياً خطيراً يُنذر بتطورات كارثية على الصعيدين الإقليمي والدولي، حيث يتواصل التصعيد بين الجارتين النوويتين، وسط تبادل للضربات العسكرية وسقوط متزايد للضحايا. وقد أثار هذا التصعيد مخاوف من اندلاع مواجهة نووية ستكون، بحسب الخبراء، من بين أسوأ الكوارث التي قد تضرب البشرية في العصر الحديث.
وأعلنت كل من نيودلهي وإسلام آباد أمس عن سقوط قتلى وجرحى في قصف متبادل على طول خط السيطرة في إقليم كشمير المتنازع عليه، حيث أفاد الجيش الباكستاني بأنه أسقط خمس طائرات هندية دخلت مجاله الجوي، ثلاث منها من طراز “رافال” الفرنسية، بالإضافة إلى طائرة “ميغ-29” وأخرى “سوخوي”، وذلك رداً على سلسلة غارات هندية استهدفت مناطق داخل الأراضي الباكستانية.
في المقابل، أكدت الهند أنها نفذت ضربات دقيقة ضد تسعة معسكرات قالت إنها تابعة لجماعات إرهابية في باكستان، مشيرة إلى أنها اختارت أهدافاً بعناية لتجنب الأضرار بالمنشآت المدنية. وأوضحت المتحدثة باسم الجيش الهندي أن الضربات جاءت رداً على الهجوم الذي وقع في 22 أبريل بمدينة باهالغام، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصاً في كشمير الهندية، وهو الهجوم الذي نفت باكستان أي صلة لها به.
الخسائر لم تقتصر على العسكريين، إذ أعلنت باكستان مقتل 26 مدنياً وإصابة 46 آخرين في ضربات هندية استهدفت ستة مواقع، من بينها مسجد في منطقة باهاوالبور حيث قتل 13 شخصاً بينهم طفلتان، وفق بيان رسمي. وأشارت إلى أن الضربات ألحقت أضراراً جسيمة بسد “نيلوم جيلوم” الكهرومائي الحيوي في كشمير.
في الجانب الآخر، أفادت تقارير هندية بمقتل 10 مدنيين وإصابة 48 جراء قصف باكستاني استهدف بلدات في القسم الهندي من كشمير. ويتواصل تبادل إطلاق النار في المنطقة منذ أسابيع، ما يفاقم الوضع الإنساني ويزيد من حدة التوترات على الأرض.
ومع استمرار التصعيد، تعالت الأصوات الدولية المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار وعودة الطرفين إلى طاولة الحوار، حيث أعربت الصين عن “أسفها العميق” إزاء التطورات، وأبدت “قلقاً بالغاً” من تصاعد النزاع، بينما دعت روسيا إلى “ضبط النفس وتجنب المزيد من التصعيد”. وعبرت الولايات المتحدة على لسان الرئيس دونالد ترامب عن أمله في “توقف القتال سريعاً”، فيما حثّ وزير الخارجية ماركو روبيو نظيريه الهندي والباكستاني على إجراء حوار عاجل لتخفيف التوتر. كما عبّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن قلقه البالغ قائلاً: “العالم لا يحتمل مواجهة عسكرية بين قوتين نوويتين”، داعياً البلدين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس.
ومما يزيد المخاوف، ما أوردته دراسة سابقة لجامعة “راتجرز” الأمريكية، حذّرت فيها من أن اندلاع حرب نووية بين الهند وباكستان قد يؤدي إلى مقتل أكثر من 100 مليون شخص خلال دقائق معدودة فقط، إضافة إلى التسبب بـ”شتاء نووي” نتيجة الحرائق والانفجارات الهائلة التي ستنشر سحباً كثيفة من الدخان في الغلاف الجوي، تعيق أشعة الشمس وتخفض درجات الحرارة، ما يؤدي إلى دمار المحاصيل الزراعية ومجاعة عالمية.
الهند تمتلك نحو 160 رأساً نووياً وصواريخ باليستية طويلة المدى، فيما تملك باكستان ما يقارب 165 رأساً نووياً وتعتمد سياسة “الردع عبر الاستخدام المبكر”، أي أنها قد تلجأ للسلاح النووي في حال تعرضها لهجوم شامل. ورغم هذا الكم من الأسلحة، يفتقر البلدان لأنظمة الضربة الثانية المؤكدة والدفاعات الصاروخية المتقدمة، ما يزيد من احتمالية وقوع كارثة إذا ما بدأ أي منهما ضربة نووية أولى.
وفي ظل هذا التصعيد الخطير، تبقى الأوضاع مفتوحة على جميع الاحتمالات، حيث لا يتطلب الأمر سوى حسابات خاطئة أو تصعيد غير محسوب ليدخل العالم في مواجهة غير مسبوقة. ويتفق المحللون على أن أي حرب نووية في المنطقة لن تبقى محصورة في نطاقها الجغرافي، بل ستنعكس آثارها على البيئة والاقتصاد العالمي، ما يجعل الأزمة الراهنة واحدة من أخطر التحديات التي تواجه الأمن والسلم الدوليين منذ الحرب العالمية الثانية.