شعره كيرلي وأبيضانى وحلو.. هذه قصة إستشهاد الطفل يوسف التي مزقت القلوب
تاريخ النشر: 23rd, October 2023 GMT
إنغرزت كلمات “شعره كيرلي وأبيضاني وحلو”، في القلوب وأدمتها، في قصة مأساوية من قصص الحرب في غزة، راح ضحيتها طفل جميل كجمال سيدنا يوسف.
كلمات لأم توصف طفلها الصغير وحبيبها، في المستشفى، وهي تبحث عنه بكل يأس بين المصابين إثر قصف منزلهم من قبل الصهاينة.
هذه الكلمات إنتشرت عبر مواقع التواصل الإجتماعي، أين تم توثيق رحلة الام وهي تبحث عن طفلها وحبيبها يوسف، آخر العنقود، رفة والده والذي يعمل كطبيب في نفس المستشفى.
وظهر في الفيديو، الطبيب الفلسطيني محمد حميد أبو موسى، وهو يبحث عن طفله وسط المصابين والجثث بعد عمليات القصف من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
وكانت الصدمة ونهاية رحلة البحث عندما وجد إبنه جثة هامدة وكل ما فعله أنه احتسبه عند الله شهيدًا ولم يقل سوى كلمة واحدة: “الحمد لله”.
والد يوسف يروي تفاصيل اليوم المُرعبوبعد أيام من الحادثة المؤلمة، وبعد إنتشار مقطع فيديو الطبيب رفقة عائلته، روى الوالد تفاصيل أصعب يوم مر عليه.
وقال اطبيب، في تصريحات لموقع “اليوم السابع”: : “أنا عندي 3 أولاد الكبيرة بنت اسمها جوري وبعدها حميد والصغير يوسف 7 سنوات.. أنا زوجتي مصرية فلسطينية أخذت الجنسية عن طريق والدتها لأنها مصرية من الشرقية، ويوسف والأولاد كلهم معهم الجنسية المصرية”.
وأضاف والد يوسف: “أنا أشتغل طبيب في قسم أشعة مستشفى ناصر. وفي يوم القصف كان عندي شغل طوارئ 24 ساعة. يوسف كان دايمًا يسأل عن مواعيد شغلي ويحسب لي متى أدخل إلى البيت وأي ساعة أخرج. وكل ما أخرج إلى الشغل يحضنني ويقبلني، وأول واحد كان يأتي ليستقبلني بعد الشغل، ويحضني ويقبلني”.
والد يوسف: يوم القصف حضنني ونادى على أمه وأخواته وقال لهم هيا نأخذ حضن عائليوأضاف: “يوم القصف 15 أكتوبر خرجت للشغل وحضنني يوسف ونادى على أمه وأخواته وطلب منهم أخذ حضن عائلي. حيث نقف كلنا حاضنين بعض. ووصلت الشغل وبعد ساعتين سمعت صوت قصف والبيت ليس بعيدا عن المستشفى”.
وواصل الوالد المكلوم: “إحنا عارفين أنهم بيضربوا أي حد وفي أي مكان قلقت لأنه الصوت من المكان اللي أنا ساكن فيه. بدأت أسأل فين القصف ومحدش بيجاوب. اتصلت على زوجتي أول مرة مردتش، المرة التانية فتح الخط وسمعت صوت صراخ. فقدت أعصابي وطلعت أجري على الطوارئ. ولما دخلت الطوارئ سمعت صوت بنتي وأمها وحميد وهم بيصرخوا”.
الطبيب بحث عن يوسف بين الإنعاش وثلاجة الموتىوقال الطبيب: “ذهبت لكي أهدأهم وأطمئن عليهم وبعد ذلك ذهبت لأرى بقية الإصابات. أولاد أخوي وغيرهم وسألت عن يوسف كل واحد أسأله عن يوسف يلف وجهه عني وكأنه بيهرب من الإجابة”.
واضاف: “دخلت غرفة الإنعاش وجدت دكتورا يعرفني ويعرف أولادي وأول ما دخلت عليه نظر إلى نظرة وقعت قلبي. فقدت أعصابي وبدأت أجري في كل مكان أبحث عنه. كان هناك مصور يصور الأحداث والإصابات. فتح الكاميرا وأصبح يعرض صور الإصابات. رأيت صورة عرفت يوسف من لبسه، وقلت نعم هو أين أجده؟، هز رأسه ولم يجب. وفيه واحد كان واقف هناك قال هذا أنا حملته وأخذته على الثلاجة يعني المشرحة”.
لم يتمالك الطبيب أعصابه وأثناء ذهابه للمشرحة كانوا يدعو الله مرة أخرى أن يكون كل ذلك كابوسًا وأن يكون طفله مازال حيًا.
يوسف في المشرحة… زال الأمل وبدأ العذابوتابع الطبيب حديثه بالقول: ذهبت إلى المشرحة ورأيت زملائي هناك على الباب.. نظرت إليهم وكلهم كانوا ينظرون إلي بحزن”..
وواصل أبو يوسف: “وقفت ولم أستطع المشي إلا عندما أمسكوني ودخلت… وجدته هو وإبن عمه الأكبر منه بسنتين على نفس المشرحة. ووجدت إبن عمه الكبير هناك وزوجة أخي والتي تعرفت عليها بصعوبة. لأنها كانت أشلاء الجثة. كل ما قلته.. الحمد لله وحسبنا الله ونعم الوكيل”.
والدته أصرت أن تقبله وتلمس شعره الكيرلي لآخر مرة في المشرحةوبالعودة للام التي مزقت حالتها القلوب عبر الفيديو، فقد كانت في حالة من الصدمة منذ بداية البحث عن طفلها دون أن تفقد الولد، حتى وجدته في المشرحة.. فلم يستطع الأب أن يخبرها بوفاة طفلها ولكن قلب الأم مثلما يقولون.. فكانت تبكي وتصرخ في المستشفى وتبحث عنه وكأنها تشعر أنها اللحظات الأخيرة معه وتقول للأطباء: “شعره كيرلى وأبيضانى وحلو وينه حبيبى”.
وقال والد الشهيد يوسف: يلم أستطع أن أخبر والدته وأخواته، فابني عندما عرف بوفاة شقيقة أصيب بحالة من الانهيار العصبى. ووالدته كانت في حالة من الصدمة تجرى هنا وهنا. وعندما عرفت الخبر طلبت أن تراه قبل الدفن حاولت كثير أقنعها بعدم رؤيته في هذه الحالة ولكنها رفضت وأصرت.
وأضاف: “لم اكن أعرف ماذا أفعل وهى تراه وتقبله وتلمسه لآخر مرة، الوضع كان صعب عليها وعلينا كلنا. الحمد لله على كل حال والدته الله يصبرها. كل ما نجلس مع بعض لا نستطيع أن نتمالك أنفسنا.. يوسف كان حبيب الكل.. كل العائلة تحبه وفي النادي أيضا وحتى زملائي يحبونه.. الله يرحمه حبيبى”.
وختم بالقول: “أنا خسرت كل شيء.. أقربائي ومنزلي وحياتي.. ولكن الخسارة الأكبر هي إبني حبيبي يوسف.. احتسبه عند الله شهيدًا ولا نقول إلا حسبنا الله ونعم الوكيل”.
هي قصة واحدة من بين آلاف القصص التي تشبهها والتي توجع القلب أكثر.. قصص مأساوية نسجها الجيش الصهيوني في كل يوم وليلة بقصف متواصل وإبادة جماعية تمارس على قطاع غزة، في حرب لا يفرق فيها العدو بين الكبار والصغار ولا المرأة والرجل.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: الحرب في فلسطين
إقرأ أيضاً:
بدء محاكمة الطبيب المتسبب في وفاة زوجة الشيخ عبدالله رشدي
بدأت محكمة جنح القاهرة الجديدة، محاكمة طبيب نساء وتوليد في واقعة اتهامه بالتسبب في وفاة زوجة الشيخ عبد الله رشدي.
وحضر الشيخ عبدالله رشدي، إلى المحكمة صباح اليوم لنظر محاكمة اتهام طبيب نساء وتوليد في التسبب بوفاة زوجته بالقاهرة الجديدة.
وقررت جهات التحقيق إحالة طبيب نساء وتوليد شهير، إلى المحاكمة الجنائية في واقعة وفاة زوجة الشيخ عبدالله رشدي.
وأصدرت النيابة العامة قرارها، بعد ورود تقرير الطب الشرعي، الذي أفاد بتحمل طبيب النساء المسؤولية الجنائية عن الخطأ الطبي الجسيم، الذي أدى إلى الوفاة.
وقال الشيخ عبدالله رشدي، أنه لا يوجد نية للتصالح في واقعة وفاة زوجته على يد طبيب نساء وتوليد بالقاهرة الجديدة.
وأوضح الشيخ عبدالله رشدي، في تصريحات، أنه تفاجأ بدخول زوجته في حالة إعياء شديدة، وعقب ذلك ذهب إلى مدير المستشفى وطلب منه الإجراءات الطبيبة.
وأكد أنه طلب من مدير المستشفى اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسبب في وفاة زوجته، مؤكدا أنه لن يترك حق زوجته.