تشير الدلائل إلى أن الجيش الإسرائيلي يتجه نحو ارتكاب "فظائع" في قطاع غزة، ومن ثم لا يمكن لمَن يدعمون هذه الحرب في الغرب أن يبحثوا حينها عن "أعذار" ويزعمون أنهم كانوا يجهلون ما سيحدث، تماما كما حاول آخرون بعد الغزو الأمريكي- البريطاني للعراق في 2003.

ذلك ما خلص إليه الكاتب البريطاني أوين جونز، في مقال بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد"، على ضوء مؤشرات متزايدة على قرب تنفيذ جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوم بري على غزة.

وهذا القطاع الفلسطيني مكتظ بالسكان، إذ يعيش فيه نحو 2.3 مليون نسمة يعانون من أوضاع معيشية متردية للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت حركة "حماس" بالانتخابات التشريعية في 2006.

ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، قتلت قصف جيش الاحتلال على غزة ما يزيد عن 5087 فلسطينيا، بينهم 2055 طفلا و1119 سيدة، وأصاب 15273 شخصا، بحسب وزارة الصحة في القطاع، بالإضافة إلى عدد غير محدد من المفقودين تحت الأنقاض.

فيما قتلت "حماس" أكثر من 1400 إسرائيلي وأصابت 5132، وفقا لوزارة الصحة الإسرائيلية. كما أسرت ما لا يقل عن 206 إسرائيليين، بينهم عسكريون برتب مرتفعة، ترغب في مبادلتهم مع أكثر من 6 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

اقرأ أيضاً

بثلاث معطيات.. تحقيق بريطاني يشكك بصحة رواية إسرائيل حول مجزرة المعمداني

الأسوأ قادم

و"القول بأن الأسوأ قادم (في غزة) ليس من قبيل الافتراض، ولكنه واضح من التصريحات العلنية للقادة السياسيين في إسرائيل، والذين لم يبذلوا أي جهد لإخفاء نواياهم، وبالتالي لم يتركوا لمشجعيهم أي جهل يزعمونه"، كما أضاف جونز.

وقال أحد مسؤولي الجيش الإسرائيلي: "ستتحول غزة في نهاية المطاف إلى مدينة الخيام.. لن يكون هناك أي مبانٍ". فيما قال وزير الاقتصاد الإسرائيلي، نير بركات: سنعمل على تدمير حماس "حتى لو استغرق الأمر عاما".

جونز أردف أن "أحد المؤيدين البارزين لكير ستارمر (زعيم حزب العمال البريطاني) في اللجنة التنفيذية الوطنية لحزب العمال قال إن إسرائيل لم تنتهك القانون الدولي لأن أفعالها كانت "متناسبة".

منتقدا هذا الرأي، لفت جونز إلى أن "المدعي العام السابق في إسرائيل أعلن أنه لتدمير حماس "عليك تدمير غزة؛ فكل شيء في غزة وكل مبنى تقريبا، هو معقل حماس".

ولفت جونز إلى أن إسرائيل تٌسقط منشورات على شمال غزة تحذر من أن المدنيين الذين يبقون هناك يمكن اعتبارهم "شركاء في منظمة إرهابية".

وتابع: "إذا نحينا جانبا حقيقة أن جنوب غزة نفسه يتعرض للقصف، خلافا للادعاءات الإسرائيلية بأنه منطقة آمنة، وأن الكثيرين غير قادرين على الفرار،  وخاصة الجرحى،  فإن هذا يشكل اعترافا علنيا بما قد يرقى إلى جرائم حرب في المستقبل".

و"مع تصاعد الفظائع، فإن المزاج العام سيكون مزيجا من الرعب والغضب تجاه أولئك المتواطئين في واحدة من الجرائم الكبرى في عصرنا"، كما أردف جونز.

اقرأ أيضاً

رئيسي لماكرون: حرب غزة ستتوسع إذا لم تتوقف فظائع إسرائيل

المصدر | أوين جونز/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: غزة إسرائيل حرب فظائع حماس هجوم بري

إقرأ أيضاً:

جدل في إسرائيل بعد تداول فيديو يظهر هروب رئيس الموساد الجديد أمام مقاتلي حماس | فيديو

أثار مقطع فيديو بثّته وسائل إعلام إسرائيلية جدلاً واسعاً داخل إسرائيل، بعدما ظهر فيه رئيس الموساد الجديد رومان جوفمان وهو يتراجع تحت نيران مقاتلي كتائب القسام خلال أحداث السابع من أكتوبر 2023، في معركة "طوفان الأقصى". 

ويُظهر الفيديو جوفمان، الذي كان حينها قائداً لقاعدة تسئيليم العسكرية برتبة عميد، يشارك في اشتباك مسلح قرب مفترق شعار هنيغف المحاذي لمدينة سديروت ضمن مستوطنات غلاف غزة.

مقـ.ـتل ضابط بريطاني في حادث مأساوي بأوكرانياسقوط قذائف مجهولة في محيط مطار المزة بدمشق دون إصابات

 وتُظهر اللقطات إطلاقه النار باتجاه المهاجمين قبل أن يُصاب، ليبدأ بالانسحاب ركضاً بينما يتعرض لوابل من الرصاص، الأمر الذي أدى إلى نقله إلى مستشفى بارزيلاي في عسقلان لتلقي العلاج بعد إصابته في القدم.

وتسبّب انتشار الفيديو في إحياء الجدل حول المسار العسكري لجوفمان، لا سيما بعد إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعيينه رئيساً للموساد خلفاً لديفيد برنيع الذي تنتهي ولايته في يونيو 2026. 

وأكد مكتب نتنياهو في بيان رسمي أن جوفمان أُصيب "بجروح خطيرة" خلال اشتباكه مع عناصر من حماس في ذلك اليوم.

إعلام عبري
ينشر لحظة هروب رئيس الموساد رومان غوفمان الجديد خلال 7 اكتوبر ???? pic.twitter.com/zDzcNQLlo5

— ???????????????????????????????????? (@Mahmoue69975825) December 8, 2025

رغم تكريم جوفمان داخل المؤسسة العسكرية على دوره الميداني، فإن تعيينه أثار تحفظات داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، خصوصاً بسبب افتقاره للخبرة الاستخبارية المباشرة في عمل الموساد. 

وفي هذا السياق، نقلت القناة 13 العبرية أن تعيينه قد يقود إلى موجة استقالات داخل المؤسسات الأمنية، نتيجة مخاوف من تأثير محدودية خبرته على أداء الجهاز في مرحلة شديدة الحساسية.

وفي المقابل، يدافع مؤيدو جوفمان عن تعيينه، معتبرين أن ما جرى في السابع من أكتوبر كان يوماً استثنائياً اتسم بالفوضى الميدانية، وأن انسحابه تحت النيران بعد إصابته لا يمكن تفسيره على أنه فرار، بل تصرّفٌ ميدانيّ لحماية النفس في ظروف قتالية غير تقليدية، وفق ما نقلته صحيفة "إسرائيل هايوم".

وبينما تتواصل التحليلات في الإعلام الإسرائيلي حول خلفيات التعيين، يتصاعد الجدل الشعبي والسياسي بشأن مدى ملاءمة جوفمان لقيادة أحد أهم أجهزة الاستخبارات في إسرائيل، في ظل الإرث الثقيل لأحداث 7 أكتوبر وتداعياتها الأمنية والسياسية غير المسبوقة.

طباعة شارك طوفان الأقصى وسائل إعلام إسرائيلية الموساد رومان جوفمان بنيامين نتنياهو

مقالات مشابهة

  • تحرك استيطاني جديد.. الائتلاف يضغط لرفع العلم الإسرائيلي شمال غزة
  • حماس تتهم إسرائيل بالمماطلة وتحذر من تفاقم المعاناة الإنسانية في غزة
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
  • روبيو يبحث مع وزير الخارجية الإسرائيلي تنفيذ خطة ترامب بشأن غزة
  • سيناتور أمريكي: ابن سلمان لن يطبع مع إسرائيل دون ثمن للفلسطينيين
  • ساعر: إسرائيل ملتزمة بإنجاح خطة ترمب
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • جدل في إسرائيل بعد تداول فيديو يظهر هروب رئيس الموساد الجديد أمام مقاتلي حماس | فيديو
  • إسرائيل تتجسس على أمريكا فى غزة.. و«حماس» مستعدة لتجميد سلاحها
  • حماس تشترط وقف انتهاكات إسرائيل لبدء المرحلة الثانية من اتفاق غزة