ألا يمكن ان يُتنبأ الآن بنصر المسلمين في فلسطين على أعداء الله؟
في الواقع قبل كل شئ نريد ان نفرق بين خبر الله سبحانه وخبر البشر، فالله سبحانه وتعالى عندما يخبر بخبر، يخبر عنه بطريقة جازمة، وقد يكون هذا الاخبار بطريقة محددة، فالله أخبر في كتابه بأن الروم سينتصرون على الفرس في بضع سنين، والبضع عند العرب بين الثلاثة والعشرة، من منا يستطيع أن يقول الآن أننا سنفتح فلسطين، وسيدخلها المسلمون ويتنصرون على اعداء الله في ظرف سنة او سنين او ثلاث او اربع او عشرين او ثلاثين او اربعين، منذ وطئ اعداء الله اليهود ارض فلسطين مازال العرب يرددون: عائدون! ولكن هل عادوا؟! انما تقطع أرضهم قطعة بعد أخرى، ونحن موقنون لا بِتنبُؤٍ من قبل أنفسنا، ولكن موقنون بأننا إذا استمسكنا بالعروة الوثقى، إذا تمسكنا بالإسلام فالله سبحانه وتعالى سينصرنا على القوم الكافرين، على اليهود، على الشيوعيين وعلى غيرهم في أي مكان، الله سبحانه وتعالى سينصرنا، ولكن اذا صدقنا الله، فان الله سبحانه وتعالى يصدقنا على كل حال، اما ونحن ندعي الاسلام فقط ونتمسك منه بالقشور، ولكن لا يلامس الإيمان شغاف نفوسنا فذلك من أبعد البعيد، ونسأل الله سبحانه وتعالى العافية.
والله سبحانه وتعالى وعد عبادة المؤمنين بالنصر (وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) (الروم ـ 47)، فإيجاد الايمان الحق هو الحق الواجب حتى نكون حقيقين بالنصر من قبل الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى يقول:(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ، الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُور ((الحج 40 ـ 41)، فالذين وعدهم الله سبحانه وتعالى بالنصر هم الذين يجمعون هذه الخصال، هم الذين ينصرون الله لا يبتغون بجهادهم الاً رضوان الله، ولا يبتغون بعملهم الا وجه الله، يتقربون الى الله سبحانه وتعالى بما يعملون، ولا يتقربون الى غيره، لا يريدون حظًّا دنيويًا، لا يريدون علوًّا في الأرض ولا فسادًا، وانما يريدون ان تكون كلمه الله هى العليا، وان تكون كلمة الذين كفروا هى السفلى، وأن يُعبد الله في الأرض، أن تقام الصلاة، وتؤتى الزكاة ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، أما اذا كان المسلمون على عكس ذلك، اذا كانوا هم يضيعون الصلاة ويتبعون الشهوات، ويمنعون الزكاة ويأكلون الربا، و يتآمرون بالمنكر، ويتناهون عن المعروف، ويقلدون اعداء الله، فكيف ينتصرون؟! وفي الحديث القدسي:(إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني()، انما النصر مرهون بنصر العباد لربهم، ونصر العباد لربهم انما يكون بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والجهاد في سبيله لإعلاء كلمته ، لا لأجل حظ دنيوي ولا لأجل غرض من اغراض الدنيا.
والمسلمون الذين انتصروا في الرعيل الأول في العصر السابق بماذا انتصروا؟ انتصروا بصدقهم لله سبحانه وتعالى فيما وعدوه به، فصدقهم الله عز وجل ما وعدهم، خرج المسلمون في وقت واحد لمقاومة الدولتين الكبريتين في ذلك الوقت، مقاومة الروم، ومقاومة الفرس، وما كانوا عند مقاومتهم الروم ليسندون ظهورهم الى الفرس، ولا كانوا عند مقاومتهم الفرس يسندون ظهورهم الى الروم، في وقت واحد واجهوا هاتين الدولتين الكبريتين، وكانت الصفات التي يتحلون بها تبهر أعداءهم.
يجيب عن أسئلتكم
سماحة الشيخ العلامة
أحمد بن حمد الخليلي
المفتي العام للسلطنة
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الله سبحانه وتعالى
إقرأ أيضاً:
أهالي المنيا يشيعون جثامين الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعهم على يد والدهم.. شاهد
شيع المئات من أهالي قرية زهرة التابعة لمركز المنيا، جثامين الأطفال الثلاثة الذين لقوا مصرعهم على يد والدهم باستخدام آلة حادة بسبب خلافات أسرية مع زوجتة على اثرها تركت المنزل منذ اسبوعين، وسط حالة من الحزن والبكاء خلال تشييع جثامين الضحايا الثلاثة.
وقام المشيعون باداء الصلاة عليهم في مسجد الرحمه قبل أن يتم دفنهم في مقابر العائلة بالقرية.
ترجع أحداث الواقعة الي تلقي الأجهزة الأمنية بالمنيا، إخطارا من غرفة عمليات النجدة بتلقي بلاغا من أهالي إحدى قرى مركز المنيا، بقيام «أ. م. ع» 37 سنة عامل، بقتل أطفاله الثلاثة رحمة 10 سنوات، رودينا 7 سنوات، رمضان 4 سنوات، وقام بتسليم نفسه لنقطة الشرطة بالقرية.
وكشفت التحريات الأولوية قيام المتهم بارتكاب الجريمة بسبب وقوع خلافات متكررة مع زوجته التي تركت المنزل منذ 15 يوماً، وتركت له الأبناء .
جرى نقل جثامين الضحايا إلى مشرحة المستشفى وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت النيابة العامة للتحقيق، وجرى فرض كردون حول المنزل لحين إنتهاء المعاينة.
من جانبها، قررت نيابة مركز المنيا في تحقيقاتها التي تُجريها بإشراف المحامي العام لنيابات جنوب المنيا، حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات، للأب المتهم بقتل أطفاله الثلاثة، كما تم تكليف الطب الشرعي بإعداد تقرير الصفة التشريحية لجثامين الأطفال الثلاث مع مضاهاة نتائج التشريح بأقوال المتهم والبت في كيفية وقوع الجريمة طبقًا للتفاصيل الواردة في التحقيقات من عدمه.
كما قررت النيابة التحفظ على محل الواقعة تحت حراسة مشددة، تمهيدًا لإجراء المعاينة التصويرية، ورفع الدلائل والبصمات، والتحفظ وتحريز أداة الجريمة التي أرشد عنها المتهم.
كما طالبت النيابة سلطات الأمن بإعداد التحريات الاستدلالية الوافية عن حالة المتهم وعلاقته بزوجته وأقاربه وجيرانه ودوافع الجريمة، وكيفية وقوعها ومنها.