شبكة انباء العراق:
2025-05-24@18:27:07 GMT

قراءة في مؤتمر القاهرة

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

بقلم: رافع عبد الجبار القبطان …

عُقد مؤتمر القاهرة للسلام وبحضور دولي عالي المستوى، ضم قادة بلدان من كل القارات، بالإضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس السلطة الفلسطينية، ما ميّز المؤتمر منذ البداية ان هناك معسكرين، معسكر يؤيد اسرائيل، ومعسكر يؤيد فلسطين، مما نبّأ منذ البدء ان المجتمعين سوف لا يتفقوا على رؤية موحدة لأزمة غزة، ولا يمكن الوصول الى حل يتم الاتفاق عليه في ظل الصراع الدائر، وبالتالي ان المؤتمر سوف لا يخرج بمقررات وبيان ختامي موحد، وهذا ما حصل حيث اكتفى ببيان خرجت به وزارة الخارجية المصرية، بيان جاء ليعكس هذا التصور، حيث دعت فيه الى احترام القانون الدولي، ووقف الحرب الدائرة بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وحماية المدنيين وعدم تعريضهم للمخاطر، وبهذا جاء فضفضافًا يخلو من الإلزام.


ان عقد أي مؤتمر دولي لا بد أن يكون هناك هدف مسبق لتحقيقه، ولأن مؤتمر القاهرة ضم كل الأطياف المختلفة، والموضحة مواقفها مسبقًا، فبالحسابات المنطقية سوف لا تكون له مقررات بأي حال من الأحوال -كما قلنا-، خاصة عندما يكون موضوعه القضية الفلسطينية تزامنًا مع أحداث غزة الأخيرة.
وهنا يطرح تساؤل، اذن لماذا تم إقامته، هل من أجل السلام -كما تم تسميته-؟ أم من أجل غايات أخرى تصب في مصلحة طرفٍ معين!؟ أم دفع من جهة ما!!؟؟ قد تكون أمريكا ليكون بديلًا ل”قمة بايدن” الأردنية التي فشلت!!.
كذلك سيطرح تساؤل آخر، إذا كل المجتمعين يعرفون انه بلا نتائج، إذن لماذا قبلوا الدعوة؟ هل للخروج بحل لحالة صارت تهدد أمن المنطقة والعالم وتنذر بحرب عالمية؟ أم من اجل تثبيت موقف؟.
جواب الأول ساذج من يظن انه سيخرج بحل رغم حراجة الموقف، وجواب الثاني يؤكد محل التساؤل، إذن لماذا عُقد المؤتمر!!؟؟
الكل على قناعة ان عملية “طوفان الأقصى” أحرجت الغرب قبل العرب، ووضعتهم في موقف صعب، منه انه لم يخطر بحسبانهم أن يكون الأمن القومي الإسرائيلي بهذه الهشاشة والضعف، ومنه انه تبين لديهم ان قضية فلسطين ستبقى قضية ساخنة وتحت الرماد تؤجج في أي لحظة، وهذا ما سيجعلهم في موقف الدفاع عن اسرائيل، وسيعرض مشروعهم في المنطقة “النظام العالمي الجديد” الى خطر التطبيق، وهنا أقصد بالذات أمريكا، التي تجد نفسها اليوم ملزمة بإيجاد حل للقضية الفلسطينية، بالإضافة الى انهم وجدوا انها تستنزف اقتصادهم بين الحين والآخر.
وفيما يخص العرب وبعد مشاريع التطبيع، وجدوا أنفسهم مع “طوفان الأقصى” احرجوا وصاروا بلا بوصلة تحدد ردود أفعالهم، ومشروع التطبيع السعودي-الأمريكي الذي كان سيعيد ترتيب معادلة المنطقة بالكامل، صار حتمًا تأجيله، بل أجد ان السعودية ستعيد نظرها في جدوى تطبيعها مع اسرائيل.
وبالنسبة لحماس وما حققته، والتي أعادت قضية فلسطين للواجهة من جديد، وأعطت رسالة بأنها قضية السلام الأولى في العالم، والتي لا زالت تعيش نشوة انتصارها، -كما تعيشه الشعوب العربية والمسلمة-، كانت تتوقع سيكون هناك إسناد عربي إسلامي، خاصة مع التفاعل الأولي مع الأحداث، جاء هذا المؤتمر ليسرب كل هذا الوهم، وليبعث رسالة لحماس شأنك لا يعنيني، وموقفي لا يتجاوز كلمات التأييد!!
فبالنتيجة حماس وشعب غزة مهما كان حماسهم سيجدون أنفسهم يواجهون مصيرهم لوحدهم، ونشوة النصر التي عاشوها ستخبو ليواجهوا الحقائق كما هي دون تزويق وتصفيق، وسيعرفوا ان وراءهم أيام صعبة مع عدو يريد الثأر، وما يزيده ان الكيان الصهيوني يريد رد سمعته التي تمرغت بالوحل بعد الصفعة الأخيرة التي وجهتهها اليه حماس بعملية نوعية أذهلت وأسكتت كل أجهزة المخابرات الدولية، وأولها الموساد وجهاز الاستخبارات العسكري الإسرائيلي، لذا سيكون انتقامهم لا توجد حسابات لتخمينه وإحصاءه، وهذا ما لاحظناه بتعاملهم مع ملف أسراهم وكأنه غير موجود، وهذه أول الخسارة، وهذا ما لا يرضيها.
أما اسرائيل بالمقابل، نعم لم تضع في حساباتها المؤتمر ونتائجه، ورغم نقدها له بعدم إدانته لحماس، لكنها استلمت رسالة وضوء أخضر للقيام بعملياتها العسكرية دون ردع، فرد الفعل كان لا يتجاوز سوى مؤتمر استمر لساعتين أو ثلاث ليختم بصورة جماعية وابتسامة تعلو الوجوه!!!!
وأخيرًا لا بد من الإشارة إلى ان كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية كانت كلمة مسؤولة وعملية، دعا فيها الى وقف الحرب فورًا وفتح ممر لايصال المساعدات الى غزة، وحماية المدنيين، مع تحذيره من اتساع رقعة المواجهة محملًا المجتمع تحمل مسؤولياته في حفظ السلم والأمن الدولي، وبهذا كانت تصلح أن تكون نقطة انطلاق لكتابة مقررات وبيان ختامي للمؤتمر.
وبهذا نحن جميعًا أمام مسؤولية تضامنية بحجم الأزمة التي تمر بها المنطقة، وتفويت الفرصة على الكيان الصهيوني بالاستمرار بتنفيذ مشروعه التوسعي واضطهاده للفلسطينيين.

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات وهذا ما

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: مؤتمر حل الدولتين فرصة حاسمة لرسم مسار لا رجعة فيه نحو السلام

عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الليلة الماضية، في مقرها بمدينة نيويورك، الاجتماع التحضيري الأول للمؤتمر الدولي رفيع المستوى لتنفيذ حل الدولتين، برئاسة مشتركة من المملكة العربية السعودية وفرنسا، تمهيدا للمؤتمر المقرر عقده في الفترة من 17 إلى 20 حزيران المقبل.

وشارك في الاجتماع ممثلون عن الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، حيث تم التأكيد على أهمية المؤتمر في توليد الزخم اللازم والإرادة الدولية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة.

وأكد رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة فيلمون يانغ أن المؤتمر الدولي رفيع المستوى المعني بالتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، والمقرر عقده في نيويورك في حزيران/يونيو يمثل "فرصة حاسمة يجب أن نغتنمها لرسم مسار لا رجعة فيه نحو تطبيق حل الدولتين"، مؤكدا ضرورة نجاحه.

وشدد يانغ على الأهمية القصوى لهذا المؤتمر، مشيدا بجهود المملكة العربية السعودية وفرنسا بوصفهما رئيسين مشاركين للمؤتمر الدولي المقرر عقده في الفترة من 17- 20 حزيران/يونيو المقبل.

وأضاف يانغ: "لا يمكن حل هذا الصراع من خلال الحرب الدائمة، ولا من خلال الاحتلال أو الضم اللانهائي، سينتهي هذا الصراع فقط عندما يتمكن الإسرائيليون والفلسطينيون من العيش جنبا إلى جنب في دولتيهما المستقلتين وذات السيادة، في سلام وأمن وكرامة".

وذكّر المسؤول الأممي بمرور سبعة عقود منذ أن دعت الجمعية العامة لأول مرة إلى حل الدولتين. ومنذ ذلك الحين، أعادت الجمعية تأكيد دعمها الثابت لهذه الرؤية من خلال العديد من القرارات.

وقال: "تقع على عاتقنا الآن مسؤولية جماعية للعمل بحزم وتنفيذ هذه القرارات بالفعل، إنها مسؤوليتنا الآن لدعم القانون الدولي، واحترام مبادئ مـيثاق الأمم المتحدة. يجب علينا استعادة الثقة في الأمم المتحدة، والمجتمع الدولي، وفي التزاماتنا تجاه شعبي فلسطين وإسرائيل".

المملكة العربية السعودية

من جانبها، شددت المملكة العربية السعودية على الحاجة الملحة لعمل حاسم ولا رجعة فيه لإنهاء الصراع وتحقيق حل الدولتين.

وأكدت رئيسة الفريق التفاوضي للمملكة العربية السعودية في وزارة الخارجية المستشارة منال بنت حسن رضوان، ضرورة أن يسفر المؤتمر عن نتائج ملموسة بدلا من مجرد الإيماءات الرمزية.

وقالت: "يبدأ السلام الإقليمي بالاعتراف بدولة فلسطين — ليس كبادرة رمزية، بل كضرورة استراتيجية".

وأضافت المسؤولة السعودية أن المؤتمر القادم يجب أن يكون "بداية النهاية للصراع، الأمر لا يتعلق بالكلمات، بل بالفعل، يتعلق بضمان ترجمة مبادئنا الجماعية إلى حقائق دائمة".

كما سلطت الضوء على الدور التاريخي للمملكة في تعزيز السلام، بدءا من مبادرة السلام العربية وصولا إلى إطلاق "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين".

وحثت جميع المشاركين على تقديم التزامات عملية وقابلة للقياس، ترتكز على مبادئ الإلحاح والجوهر والشمولية والاستقلالية، وأن تكون متجذرة في حقوق وتطلعات كلا الشعبين للعيش بسلام وأمان.

واختتمت حديثها بالقول: "لنكن واضحين: الحرب لن تجلب السلام أبدا فقط خطة عمل لا رجعة فيها، محددة زمنيا، متجذرة في القانون الدولي وتهدف إلى تطبيق حل الدولتين هي التي يمكن أن تحقق ذلك".

فرنسا

أكد مستشارة الرئيس الفرنسي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا آن كلير ليجاندر، التزام فرنسا القوي، إلى جانب المملكة العربية السعودية، بدفع حل الدولتين بوصفه المسار الوحيد القابل للتطبيق للسلام.

وشددت على الحاجة الملحة لحشد دولي قبل مؤتمر يونيو، والذي يهدف إلى تطوير خارطة طريق ملموسة لتطبيق حل الدولتين.

وركزت ليجاندر على ثلاث رسائل رئيسية؛ الأولى العمل الفوري لإنهاء الحرب في غزة ، وضمان الإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن، وتسهيل الوصول الإنساني الكامل، وثانيا الضرورة الملحة لوضع الحل السياسي في المقدمة، مشيرة إلى أن التوسع الاستيطاني، وعنف المستوطنين، والجهود الرامية إلى إضعاف السلطة الفلسطينية تقوّض حل الدولتين، ثالثا، وصفت المؤتمر بأنه نقطة تحول محتملة، مؤكدة على الحاجة إلى ترجمة الالتزامات إلى عمل.

فلسطين

وأكد مساعد وزير الخارجية السفير عمر عوض الله، في كلمة دولة فلسطين، أهمية المؤتمر الدولي في توليد الزخم اللازم، والإرادة الدولية من أجل إنهاء المجاعة والإبادة والعدوان، وإفشال مخططات التهجير والضم.

وقال إن هذا المؤتمر سيشكل مقاربات جديدة وعملية، ومنعطف تاريخي نحو إحقاق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وحمايته، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، إضافة إلى الالتزامات الدولية، واتخاذ الدول خطوات فعلية لتغيير الواقع.

وشدد السفير عوض الله على أن المؤتمر ينعقد في وقت يتعرض فيه الشعب الفلسطيني إلى الابادة، والتهجير، واستخدام التجويع كسلاح حرب، مشيرا إلى أن ردود الفعل الدولية لم تصل بعد إلى المستوى المطلوب في ردع جرائم إسرائيل، وتنفيذ قواعد القانون الدولي.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين صحيفة: ضغوط واشنطن على إسرائيل بشأن غزة انحصرت بالمساعدات بالفيديو: جار مطلق النار في هجوم المتحف اليهودي يفاجئ الصحافة الأمريكية بتعليق عن غزة أطباء مغاربة يتضامنون مع زملائهم بغزة ويطالبون بوقف الإبادة الأكثر قراءة تحقيق ألماني: نتنياهو روّج لوثائق مزوّرة لإفشال صفقة تبادل قبل عام شهيد باستهداف مُسيّرة إسرائيلية سيارة في محيط بلدة الزرارية جنوب لبنان الرئيس عباس: على حماس وجميع الفصائل في غزة تسليم سلاحها للسلطة إصابة مُسن فلسطيني برصاص الاحتلال الحي عند مدخل مخيم جنين عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • مؤتمر بمستشفى نزوى يسلط الضوء على قضايا صحة الأطفال
  • الأمم المتحدة: مؤتمر حل الدولتين فرصة حاسمة لرسم مسار لا رجعة فيه نحو السلام
  • قراءة خاصة لبيان المسيرات المليونية التي شهدتها صنعاء ومختلف المحافظات (تفاصيل هامة)
  • مؤتمر صحفي للفنان مروان خوري.. وهذا ما قاله
  • سورية تعلن عن مشروع ربط كهربائي كامل مع تركيا.. وهذا هو الموعد!
  • فتح باب المشاركة في مؤتمر ISOCARP العالمي للتخطيط بالرياض
  • دور الكاهن.. مؤتمر كهنة إيبارشيتي ملبورن وسيدني | صور
  • «ديوا» تستعرض مشاريعها في مؤتمر المرافق العالمي
  • بمشاركة 20 متحدثًا.. مؤتمر الأمراض المناعية يناقش جودة الرعاية في القطيف
  • جامعة بني سويف تنظم أول مؤتمر علمي طلابي بكلية الطب البشري