الكوليرا تجتاح السودان.. أكثر من 60 ألف إصابة وتحذيرات من تفشي وبائي غير مسبوق
تاريخ النشر: 24th, May 2025 GMT
تشهد السودان حالياً تفشياً متجدداً لمرض الكوليرا في عدة ولايات، خاصة في مناطق النزاع والمناطق التي تعاني من ضعف البنية التحتية الصحية والمياه النظيفة، وسجلت وزارة الصحة السودانية ارتفاعاً في عدد الإصابات والوفيات خلال الأسابيع الأخيرة، مع تركيز كبير في ولايات دارفور، جنوب كردفان، ونهر النيل، وزادت الأوضاع الإنسانية الصعبة والنزوح الداخلي بسبب الصراعات من صعوبة السيطرة على انتشار المرض.
وأفادت مصادر طبية في وزارة الصحة لـ”الشرق” بأن مستشفى “النو” في مدينة أم درمان استقبل 593 حالة إصابة بالكوليرا حتى يوم الخميس، بينها 9 وفيات، فيما ارتفع إجمالي الوفيات الناجمة عن الكوليرا وسوء التغذية إلى 22 حالة، وسط تحذيرات من كارثة صحية وشيكة.
وأطلقت شبكة “أطباء السودان” نداءً عاجلاً للسلطات الاتحادية والمحلية، مطالبة بتكثيف جهود احتواء الوباء عبر تطهير الأماكن العامة، إغلاق الأسواق العشوائية، ومنع تداول المياه والأطعمة بطرق غير صحية.
هذا وبلغ إجمالي إصابات الكوليرا منذ بداية الأزمة أكثر من 60 ألف حالة، منها 1617 وفاة، إضافة إلى أكثر من 11 ألف إصابة بحمى الضنك، وقرابة 1100 إصابة بالحصبة، إلى جانب مئات حالات التهاب الكبد الوبائي.
يذكر أن الكوليرا مرض بكتيري حاد تسببه بكتيريا Vibrio cholerae، وينتقل عادةً عن طريق المياه أو الأغذية الملوثة بالبراز المصاب، ويؤدي المرض إلى جفاف سريع قد يؤدي للوفاة إذا لم يعالج فوراً، وينتشر الكوليرا بشكل خاص في المناطق التي تفتقر إلى مياه الشرب النظيفة والصرف الصحي الجيد، ما يجعل الأوضاع الإنسانية والبيئية في السودان بيئة مناسبة لتفشي المرض.
وتركز الجهود الصحية في السودان بالتعاون مع المنظمات الدولية حالياً على توفير مياه نظيفة، تعزيز خدمات الرعاية الصحية، وتوعية السكان بأساليب الوقاية للحد من تفشي المرض.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الجيش السوداني السودان قوات الدعم السريع وباء الكوليرا
إقرأ أيضاً:
الكوليرا تفتك بالسودانيين ومرضى يتلقون العلاج في الشوارع
أكدت منظمة "أطباء بلا حدود" الإبلاغ عن آلاف الحالات، المشتبه إصابتها بالكوليرا في السودان، مشيرة إلى تسجيل 500 حالة خلال يوم واحد في العاصمة الخرطوم وحدها، وسط أوضاع صحية متردية، حيث نشر متطوعون صورا لمصابين يفترشون الأرض ويتلقون العلاج بالمحاليل الوريدية في الشوارع وباحات المستشفيات.
ووصفت نقابة أطباء السودان الوضع بـ "الكارثي"، وعزت تدهور الأوضاع الصحية إلى التداعيات الكبيرة الناجمة عن الحرب، لكن وزير الصحة قال إنهم خصصوا غرفة طوارئ تعمل على مدار الساعة لمتابعة الوضع الصحي.
تصاعد مستمر
في حين أعلنت دوائر صحية في ولايات مثل سنار والجزيرة عن تفشي المرض في عدد من المناطق، قال عاملون في الحقل الصحي إن المرض تفشى في 7 ولايات على الأقل، مشيرين إلى أن عدد الإصابات أعلى بكثير من البيانات التي نشرتها وزارة الصحة، الخميس، والتي تحدثت فيها عن نحو 2300 إصابة.
وأشار سليمان عمار، المنسق الطبي لمنظمة "أطباء بلا حدود" في الخرطوم، إلى أن الأضرار الكبيرة التي ألحقتها الحرب المستمرة في البلاد منذ منتصف أبريل 2023 بالبنية التحتية الأساسية، أدت إلى زيادة كبيرة في حالات الاشتباه بالكوليرا.
ووفقا لأطباء بلا حدود، فإن هناك عدة أسباب أدت لاستمرار تفشي المرض من بينها صعوبة الحصول على مياه شرب آمنة.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور نشرها ناشطون طوابير طويلة للسكان بأحد أحياء العاصمة للحصول على المياه حيث تشهد إمدادات الكهرباء والمياه انقطاعا واسعا في ظل تقارير تحدثت عن خروج أكثر من 60 في المئة من المحطات من الخدمة.
ومع خروج أكثر من 70 في المئة من مستشفيات البلاد عن الخدمة إما كليا أو جزئيا، تعطلت إمكانية الحصول على الرعاية الصحية الأساسية بشدة في أجزاء كثيرة من العاصمة الخرطوم، مما جعلها إما غير متوفرة أو باهظة التكلفة.
فرضيات أخرى
في الأثناء، رجحت مصادر طبية أن تكون الإصابات الحالية ناجمة عن تسمم كيميائي، وسط تقارير أشارت إلى تسرب دخان وغبار من مخزن للأسلحة في مدينة أم درمان الأسبوع الماضي.
وقال متطوع، فضل حجب اسمه لأسباب أمنية: "ما يحدث في أم درمان وجنوب الخرطوم من تزايد مخيف في حالات الإصابات ليس تفشيا للكوليرا، وإنما هو نتاج فعلي لتسمم ناجم عن مخلفات أسلحة كيميائية".
وأضاف "الأعراض التي تظهر في معظم الحالات المسجلة ليست أعراض تقليدية لمرض الكوليرا، فنسبة كبيرة من المرضى يشتكون من صداع ومغص حاد دون وجود إسهال أو استفراغ".
وأكد وزير الصحة أنهم كانوا يتوقعون انتشار الكوليرا بعد عودة السكان إلى بعض المناطق في العاصمة، وتدهور الظروف البيئية وتاثيرها على مصادر المياه الصالحة للشرب.