سودانايل:
2025-06-09@06:47:52 GMT

بارونات المياه في بورتسودان .. من هنا تبدأ الأزمة!!

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

مشتاق ليك كثير والله للجيران والحلة
كمان قطر النضال ولى
وغالي علي أدلى
محطة محطة بتذكر
عيونك ونحن في المنفى
وبتذكر مناديلك
خيوطا الحمرا ما صدفة
وبتذكر سؤالك لي متين جرح البلد يشفى ؟
محجوب سراج

لو كانت قضايا الجفاف وأزمات المياه وندرتها تجر وراءها نتائج كارثية على السودان فان حاضر ومستقبل ولاية البحر الاحمر يقتات منذ زمن بعيد من خطر الموت البطيء فهي ولاية ذات خصوصية أملاها موقعها الجغرافي الذي تعتصره الصحاري الجدباء من كل حدب وصوب باستثناء بعض الأودية الموسمية .


(2)
اذا كان هناك تفسير لهذا الواقع حالك السواد كفيف البصر كما يقول الحسين الحسن في رائعته (حبيبة عمري) فهو يؤكد ان الاستثمارات الزراعية تظل دائما خارج حوش الحسابات وعليه فستظل هذا الولاية تمد يدها ذليلة الى ولايات أخرى لتوفير حاجياتها الغذائية في مستواها الأدنى . ولو اقتصر الحال على هذا لهانت المسألة فالولاية تتمتع بموارد معدنية هائلة يتصدرها الأصفر الرنان ولكن هذه أيضا مهددة بالرحيل الى ولايات اخرى فالذهب كما هو معروف يحتاج لمياه كثيرة في عمليات التنقية والتكرير ولعل هذا سبب تقارير راجت مؤخرا بان هذه المادة عالية الثمن التي تعول عليها الولاية كثيرا في طريقها للهجرة الى ولاية النيل ..
(3)
ينسحب هذا أيضا على موارد اقتصادية هامة منها الاسمنت فماذا تبقى بعد ذلك يا عباد الله ؟ ..يحدث كل هذا والولاية تتصدر باقي الولايات الاخرى في الأهمية بموقعها الاستراتيجي الفريد كمنفذ على العالم الخارجي ورئة يتنفس بها السودان .
(4)
مشاريع ايجاد موارد مائية لإنقاذ الولاية وانسانها لا تعد ولا تحصى وكلها انتهت للأسف هشيما تذروه الرياح بدأ من مشروع مد مياه من منطقة دولابياي (جنوب غرب طوكر) لهيئة الموانيء البحرية ومرورا بمشروع هباني لنقل المياه من نهر عطبرة الى منطقة (كونتورية) شرق أروما لتنساب منحدرة الى الولاية وليس انتهاء بمد انبوب من النيل بالقرب من أبو حمد وهو المشروع الذي كم دغدغ به البشير مشاعر مواطني بورتسودان وكم باع لهم (الترام) دون أن يرف له جفن قبل أن يغسل يديه من المشروع جملة وتفصيلا وزير الري اسامة عبد الله بحجة صفرية جدواه الاقتصادية .
(5)
الذي يلفت النظر في هذه المشروعات التي تستحق بجدارة لقب مشاريع (الوهم) هو لا مسئولية مسئوليها او القائمين على تنفيذها فحكومة الانقاذ أبرمت بإرادتها وعلى الملأ وفي رابعة النهار وأمام فضائيات نقلتها حية على الهواء اتفاقية لنقل المياه من النيل مع حكومة الصين بتكلفة بلغت وقتها 515 مليون دولار واستلمت الشركة الصينية المنفذة مقدم العقد 48 مليون دولار ليبدأ العمل الا ان المشروع تعثر وأصبح خبرا لكان بعد رفض بنك السودان ووزارة المالية اصدار خطاب الضمان ضمن ملابسات مجهولة تؤكد أننا أمة فقدت وقارها وتاهت في صحراء الفساد والافساد فقد ضاع الضمان نفسه في ظروف غامضة وانضم الى ألغاز فضيحة مطار (هيثرو) .
(6)
الذي يستوقف هنا ان هناك ربما إشكاليات غامضة وراء فشل كل مشاريع ايجاد حلول لأزمة المياه المستعصية التي تلقي بآثارها السالبة على كل مناحي الحياة في الولاية حينما تمتزج ضعف الامكانيات بالفساد وغياب التخطيط وانعدام الارادة وفقدان الاهلية وموت الضمير الامر الذي يجعل الامساك بخيوطها ضربا من الاستحالة.
(7)
غير أن معاناة انسان الميناء الاول والمدينة الثانية في السودان لها وجه آخر في غاية الخطورة .. مصدر الخطورة أن الأسباب هنا ساطعة سطوع شمس الصيف في رابعة النهار فالذين وراء الازمة التي تمسك بخناق الناس وتحول حياتهم الى جحيم لا يطاق وبالذات في الأحياء الجنوبية ومنها (ترانسيت) بشر يعيشون وسطنا ويستثمرون في معاناتنا التي تتضاعف مع قدوم الصيف بتشييد أحواض لحجز الماء .
(8)
أن الذي يفوق أي تصوران عصابات المياه مصاصة الدماء لا تكتفي بنيل حصتها كاملة غير منقوصة حتى وقت استفحال الأزمة لأن هدفها ومخططها وضع يدها على حق غيرها بالمتاجرة في هذا المرفق الذي تتوقف عليه حياة الناس ..انها جريمة كاملة الدسم نتائجها ترف وبذخ وبطر تطاول فيه البعض في البنيان واكتنزوا الذهب والفضة وصاروا من أصحاب الأملاك والأطيان وتزوجوا مثنى وثلاث ورباع من حق شعب جائع يعاني الأمرين للحصول على صفيحة ماء .
(9)
هؤلاء أعسرهم الضيق وأمضهم البؤس وأثقلت كاهلهم أعباء الحياة فمن أين يؤمنون الملايين لتناكر الماء ؟..في عهد ايلا بدأت أول محاولة عملية لإعلان الحرب على هذه العصابات عبر حملة شارك فيها مسئولي المياه والمحلية والشرطة وقد حققت الحملة اهدافها بتدمير الكثير من الاحواض فضج حي الميرغنية أحد الاحياء المعذبة بالعطش بالشكر والتصفيق لأعضاء اللجنة الذين عاد بعضهم برؤوس مكللة بالدم بعد تعرضهم لاعتداءات من هذه العصابات .
(10)
تحدث في بلد (العجايب) هذا مهازل ترتقي الى الخيانة العظمي وتثير عواصف من علامات الاستفهام الحائرة لا تنتهي.. أين ذهبت ملايين البشير التي تم رصدها للشركة الصينية بل اين ضاع مقدم العقد ..أين اختفت 140 مليون جنيه رصدها الوالي الأسبق اللواء تاج الدين كحوافز لقوة عسكرية كلفت لحراسة الاحواض تصديا لتغولات تجار الماء .. هل اتلحست ..هل تم تحويلها الى بند تعويضات البارجة الامريكية كول ..هل استخدمت لتغطية نفقات الاحتفال بعودة قوات ميني اركو مناوي من الغابة ؟؟
(11)
اسئلة كثيرة واجابات شحيحة ولكنها سياسة (الملوص) التي تدفعنا دائما لسف التراب .لى سؤال واحد لمن يهمه الأمر لماذا تصدر عقوبات السجن والغرامة والمصادرة ضد من يدان بتهريب جوال سكر الى الخارج وتغض العيون أمام من يتاجر بمادة جعل منها المولى عز وجل كل شيء حي ؟.متى يتحمل المسؤولون مسئولياتهم والى متى يضرس المواطن البائس المسكين الضحية حصرم الصبر والحرمان ؟

oabuzinap@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

أضواء على الأزمة بين (ماسك وترامب)وكيف ستُكسّح ترامب !

بقلم : د. سمير عبيد ..

أولا: قالها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مراراً ( أنا رجل صفقات ). وهذا يعني انه ( تاجر سياسي) .اي يوظف السياسة لصالح التجارة والصفقات. وهذه السياسة خطر على دولة كبيرة ومهمة مثل الولايات المتحدة التي تقود العالم. لانه سيستغلها خصوم واعداء أمريكا لدفع ادواتهم لعقد صفقات تجارية وإغراءات مالية مع ترامب ومن ثم التغلغل داخل المؤسسات الأميركية .وبالتالي انها سياسة غبية ومعيبة ومخيبة للآمال ان تنهجها دولة كبرى تقود العالم وهي الولايات المتحدة .والسيد إيلون ماسك ( الذكي الماكر ) استشعر الخطر مبكرا ،وعرف ان سياسات ترامب مضرة بالولايات المتحدة ومستقبلها كقوة عظمى وكدولة تقود العالم . فسارع للانتقاد والوقوف بوجه ترامب الذي يعتقد انه للآن لم يُخلق الذي يقف بوجهه .ولذا فالتاريخ سوف ينصف إيلون ماسك وسوف ترون. لاسيما وان دخول ماسك بقوة ودون سابق انذار على الحملة الانتخابية ثم دعم ترامب إعلاميا وماليا واستشاريا وشراء الأصوات لصالح ترامب ثم دخوله بقوة للبيت الأبيض ولبيت ترامب ولخصوصيات ترامب ،وكيف يفكر ترامب .والاهم دخوله لعمق المؤسسات الاميركية. كل هذا لم يأت من فراغ اطلاقاً .بل ان وراء ماسك قوة عظيمة دفعته هكذا !
ثانيا :-ومن الجانب الآخر لن نستبعد أبدا ان الدولة العميقة نفسها والتي هي غير راضية عن سياسات ترامب ايضا هي التي نجحت بالتنسيق مع إيلون ماسك ليقف بوجه ترامب لان الأخير بحاجة إلى صدمة كبيرة ليوقف غروره ويوقف ديكتاتوريته التي باتت تهدد مصالح الولايات المتحدة، وباتت تُكثر من خصوم أمريكا ،وباتت تُفقد أمريكا اقرب حلفاءها التاريخيين والتقليديين.ولن نستبعد اطلاقاً ان فكرة ( تأسيس حزب ثالث ) في أمريكا هي أصلا فكرة وتخطيط الدولة العميقة .وبهذا ستوجه الدولة العميقة ومن خلال إيلون ماسك ضربة استراتيجية ضد طموحات ومشروع دونالد ترامب الذي يخطط لتأسيس حزب ثالث والبقاء في السلطة للابد . وستكون لهذه الضربة الاستراتيجية ارتدادات في الايام القادمة داخل أمريكا وداخل ادارة ترامب نفسها ( ونستطيع القول سوف نشاهد ازمات قادمة ومتتالية سيعيشها ترامب وادارته ) ….ولا تفرح ايران ولا حلفاء إيران بهذا لان كل شيء باشراف الدولة العميقة !
رابعا : ونتيجة ما تقدم ف آيلون ماسك لن يخسر شيء في هذه المعركة والخسائر هي من حصة ترامب . وان خسر ماسك فقط سيخسر ماديا وهذا لا يهمه لانه قادر وبسرعة البرق التعويض المالي ( فالرجل موهوب، ومحظوظ ،وذكي خارق ولن استبعد أنا كاتب المقال ان وراء ماسك قوة ماورائية واكتفي بهذه الاشارة في الوقت الحالي !) . فترامب أصبح في ورطة حقيقية وسوف تؤثر على أدائه. فهو يتظاهر بالقوة والتماسك الآن والحقيقة هو يشعر بكسر الظهر . فاي تصعيد من قبل ترامب سوف يخسر هو وليس ماسك والذي وعلى مايبدو بحوزته اسلحة واسرار فتاكه ضد ترامب . وهنا ينطبق على ترامب المثل العراقي الذي يقول ( ام حسين كنتي بوحده هسه صرتي بثنين) فترامب يداري ويجامل بروسيا وبوتين منذ ولايته الاولى وللآن لأن بوتين لديه اسرار وافلام ووثائق خطيرة عن ترامب منذ كان يقيم حفلات ومهرجانات مسابقات ملكات جمال العالم ومسابقات الملاكمة العالمية … الخ والتي كان يقيم معظمها في موسكو ايام زمان . والآن ظهر له الآخر وهو ماسك الذي يمتلك نفس اسلحة بوتين بل اقوى وهو التنافس السياسي والتجاري الصاعد والذي حال شعوره بالخطر لي ماسك سوف ينتقل إلى موسكو او كندا او جنوب أفريقيا ويخوض حربا خطرة ضد ترامب لا سيما وان الدول الثلاثة لا تحب ترامب !
الخلاصة : لقد دخل ترامب بمرحلة وجع الرأس والعظام وعدم التركيز . ونجزم سوف يصل إلى مرحلة التكسيح ومن خلال الادوات التي سيحاربه بها ماسك إيلون. فليس امام ترامب إلا الانبطاح امام ماسك . ولا ندري هل سيولد ( طرف ثالث) مثل ما ولد بالعراق ويقوم باغتيال إيلون ماسك .. فهذا وارد في حسابات المافيات وربما سيحدث حال اقتراب توقيع اتفاق بين ترامب والخامنئي ( والعاقل يفتهم) لكي يتم اتهام ترامب بانه وراء عملية الاغتيال !
سمير عبيد
٨ حزيران ٢٠٢٥

سمير عبيد

مقالات مشابهة

  • والي ولاية القضارف يشيد بالمنظمات التي ساهمت في توفير الأضحية لفئات مجتمع الولاية
  • صلاة الفاتح .. ادريس يبرز نصله لذبح المشروع الإماراتي
  • عن أحداث لوس أنجلوس… ونحن
  • فعالية خطابية لإدارة أمن ذمار بذكرى الولاية
  • أضواء على الأزمة بين (ماسك وترامب)وكيف ستُكسّح ترامب !
  • تعز اليمنية.. أكثر مدن العالم شحة في المياه والحصار يفاقم الأزمة
  • مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم يتفقد مستشفيات الولاية خلال عطلة العيد
  • البرهان وعقار يؤديان صلاة عيد الأضحى المبارك بمسجد بورتسودان العتيق
  • روسيا تردّ على وصف ترامب للأزمة الأوكرانية
  • ???? حين ضاق الخناق .. هل قرر العالم أخيرًا التخلص من مليشيا الدعم السريع؟