في مشهد أشبه بكابوس إنساني متجدد، تحوّلت السواحل اليمنية خلال الأيام القليلة الماضية إلى بوابة دخول دامية للمئات من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي، وسط فوضى أمنية واستغلال وحشي من قبل شبكات التهريب، التي لا ترحم حتى الأطفال والنساء.

الأرقام صادمة... والتحقيقات تفضح المستور

في أسبوع واحد فقط، استقبلت السواحل اليمنية قوارب الموت التي تقل مئات الأرواح التائهة، بينهم 150 مهاجراً تم ضبطهم في أول أيام عيد الأضحى بمحافظة شبوة، أغلبهم من الجنسية الإثيوبية، بينهم 42 امرأة و8 صوماليين، بحسب ما أعلنته وزارة الداخلية اليمنية.

لكنّ المأساة لم تنتهِ عند وصولهم، فمعظم هؤلاء المهاجرين وقعوا في شِباك المهربين، الذين يحتجزونهم في "أوكار الظلام" لأسابيع، يساومونهم على حياتهم مقابل حفنة من الدولارات، ومن يعجز عن الدفع يتعرض للإهانة والتعذيب حتى تخضع أسرهم للابتزاز!

فضائح مرعبة في ريف اليمن... والسلطات تتحرك أخيراً

في ريف مديريتي ذو باب والمندب، نفذت قوات أمنية حملة ضخمة حررت خلالها 183 مهاجراً من جحيم الأسر في مستودعات بشرية تديرها عصابات تهريب. كانوا محتجزين في ظروف أقل ما توصف به أنها "غير آدمية"، في أماكن تخلو من أدنى مقومات الحياة، تُستخدم كمسالخ نفسية لهؤلاء البائسين.

التهريب يغيّر وجهته... والحوثيون على الخط

تغيّرت مسارات التهريب مؤخرًا من سواحل جيبوتي إلى السواحل الشرقية لليمن، ليتكيّف المهربون مع الإجراءات الأمنية، ويواصلوا تجارتهم بالبشر عبر ممرات جديدة.

وفي تطور أخطر، أكدت مصادر موثوقة أن ميليشيات الحوثي المتورطة في النزاع الداخلي، لا تكتفي بغض الطرف، بل تستغل المهاجرين في أعمال عسكرية وتعبوية، وتعمل على زرع بذور الطائفية في دولهم الأصلية.

أزمة إنسانية بلا حل... واليمن يصرخ للعالم

السلطات اليمنية تقرّ بعجزها، فمع الحرب والدمار والانهيار الاقتصادي، لا قدرة لديها على إقامة مخيمات إيواء أو التعامل مع هذه الكارثة المستمرة، بينما تُستنزف موارد البلاد في مطاردة المهربين وشبكات الاتجار بالبشر، في وقت تواصل فيه قوارب الهاربين رسوّها كل يوم تقريباً.

في الختام: هل تتحرك الضمائر؟

وسط هذا الجحيم، يطرح السؤال نفسه بإلحاح: كم من الأرواح يجب أن تُسحق قبل أن يستيقظ الضمير العالمي؟

اليمن، البلد الجريح، لم يعد فقط ساحة حرب... بل مقبرة مفتوحة لأحلام آلاف الهاربين من الجوع والموت، الذين وقعوا في قبضة مافيات لا تعرف الرحمة

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

محكمة أميركية تؤيد قراراً لصالح المهاجرين

أيدت محكمة استئناف اتحادية أميركية، في وقت متأخر من مساء الجمعة، قراراً لمحكمة أدنى يمنع مؤقتاً وكلاء الحكومة من تنفيذ اعتقالات متعلقة بالهجرة في لوس أنجلوس دون سبب قانوني مقبول.
ورفضت هيئة الاستئناف، المؤلفة من ثلاثة قضاة، طلب إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعليق قرار المحكمة الابتدائية، معتبرة أن المشتكين يُرجَّح أن يثبتوا أن الوكلاء الاتحاديين نفذوا الاعتقالات استناداً إلى مظهر الأشخاص أو لغتهم أو مكان إقامتهم أو عملهم.

أخبار ذات صلة طاقم جديد ينضم إلى محطة الفضاء الدولية عبر «سبيس إكس» ترامب: نعمل على توفير الغذاء لأهالي غزة

وكان ترامب قد استدعى قوات الحرس الوطني ومشاة البحرية الأميركية إلى لوس أنجلوس في يونيو لمواجهة احتجاجات ضد المداهمات التي تستهدف المهاجرين، في خطوة وُصفت بأنها استخدام استثنائي للقوة العسكرية لدعم عمليات الشرطة المدنية داخل الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الأرصاد اليمنية: موجة حر وأمطار رعدية ورياح قوية تضرب عدة مناطق
  • تقرير بريطاني: العراق في مواجهة إنذار اقتصادي وحرب إيران وإسرائيل كشفت المستور
  • محكمة أميركية تؤيد قراراً لصالح المهاجرين
  • هل يواجه اليمن أسوأ كارثة غذائية في تاريخه؟ تقرير أممي يكشف المستور
  • كسوف شمسي غير مسبوق يغرق 10 دول عربية في الظلام.. هل مصر منهم؟
  • الذكاء لم يعد اصطناعيًا فقط.. زوكربيرج يكشف المستور
  • أسواق غزة تفضح رواية الاحتلال: مجاعةٌ تتفاقم وغلاءٌ ينهك السكان
  • اللواء “أبوزريبة” يبحث سبل مواجهة الهجرة غير الشرعية وعمليات التهريب عبر الحدود
  • السودان يغرق في دوامة العنف.. مئات القتلى ونزوح واسع في كردفان وانهيار شامل للخدمات
  • الأرصاد اليمنية تتوقع أمطاراً رعدية وفيضانات محتملة ودرجات حرارة تلامس الـ40