كشفت أنيت ويبر، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الأفريقي، عن تحركات أوروبية لتعزيز التعاون الإقليمي بين دول الخليج والقرن الأفريقي، بهدف حماية البحر الأحمر، أحد أكثر الممرات المائية حيوية للتجارة العالمية، وسط تصاعد التهديدات الأمنية وتراجع الاهتمام الأمريكي.

وقالت ويبر في تصريحات لصحيفة ذا ناشيونال الإماراتية، إن ضفتي البحر الأحمر - الخليج العربي والقرن الأفريقي - بحاجة إلى بناء هيكلية تنسيقية مشتركة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي، لمناقشة المصالح والفرص الأمنية والاقتصادية في هذا الشريان البحري الحيوي.

ويُعدّ البحر الأحمر أحد أهم شرايين العالم للنقل البحري العالمي، إذ يمرّ عبره ما يصل إلى 15% من التجارة البحرية العالمية. لكن موقعه بين منطقة الخليج والقرن الأفريقي، لم يبق بمنأى عن الصراع الدائر حوله.

ونفّذ المتمردون الحوثيون في اليمن عدة هجمات على ممرات الشحن منذ نوفمبر/تشرين الثاني 2023، مدّعين تضامنهم مع الفلسطينيين في غزة الذين يتعرضون للقصف الإسرائيلي، علماً بأن حركة الشحن في البحر الأحمر بدأت للتو بالتعافي. في الوقت نفسه، يستمر الصراع في السودان والصومال، حيث يتزايد خطر حركة الشباب.

وقالت أنيت ويبر، الممثلة الخاصة للاتحاد الأوروبي في منطقة القرن الأفريقي، إن "ضفتي البحر الأحمر مع الاتحاد الأوروبي" يجب أن توحدا جهودهما "لمناقشة المصالح المشتركة والإمكانيات المشتركة لتعزيز الأمن في البحر الأحمر".

وعن الأهمية الاستراتيجية للممر المائي والحاجة إلى التعاون لتأمينه ،قالت ويبر: "نحن جميعًا نستخدمه في تجارتنا، وللغاز الطبيعي المسال، والهيدروجين الأخضر، والاتصال تحت الماء".

وقالت السيدة ويبر إنه على الرغم من وجود تفاعل ثنائي بين دول الخليج والقرن الأفريقي ، إلا أن التعاون الإقليمي محدود. وأضافت: "يجب وضع هيكلية مشتركة. يتطلب الأمر جهدًا أوليًا لنكون مجموعة، ونتحدث، ونحدد أفكارنا المشتركة".

وأضافت أنه لا توجد مبادرة متعددة الأطراف من هذا القبيل حتى الآن، لكنها أضافت: "نأمل أن نبدأ قريبًا جدًا" لأن التهديدات تأتي من جانبي البحر الأحمر. "لدينا الحوثيون، وحركة الشباب، وداعش، ونواجه خطر تعاون السودان الوثيق مع إيران في البحر الأحمر، على سبيل المثال - وهذا ليس في مصلحتنا".

ورغم أن أوروبا لا تملك ساحلًا على البحر الأحمر، إلا أن تجارتها تأثرت بشكل كبير بالهجمات على الممر الملاحي. فكما قالت ويبر: "الجميع يعاني - بما في ذلك أوروبا - بسبب هجمات الحوثيين".

وتسري هدنة، بوساطة عُمانية، منذ الشهر الماضي بين الحوثيين والولايات المتحدة، تنص على امتناع الجماعة المدعومة من إيران عن مهاجمة السفن في البحر الأحمر. وجاء الاتفاق بعد أسابيع من تكثيف القصف الأمريكي على أهداف للحوثيين في اليمن، وتزايد الإحباط الأوروبي من الإدارة الحالية .

تراجع الدعم الأمريكي

وقالت السيدة ويبر إن المحادثة الجماعية المسربة عبر تطبيق سيجنال - حيث كان كبار المسؤولين الأميركيين يتشاركون خطط الحرب في اليمن - كانت بمثابة جرس إنذار للاتحاد الأوروبي.

حيث نُقل عن نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، قوله في المحادثة المسربة: "أكره إنقاذ أوروبا مجددًا". فردّ وزير الدفاع، بيت هيجسيث : "نائب الرئيس، أشاركك تمامًا كراهيتك للانتهازية الأوروبية. إنه لأمرٌ مؤسف".

وقالت السيدة ويبر، متحدثةً عن عدم رغبة الولايات المتحدة في مواصلة دعمها المالي لأمن الاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر: "لقد أوضحت الولايات المتحدة الأمر بوضوح تام. لا أعتقد أنهم سيغادرون غدًا، لكنني أعتقد أن الأمر واضح تمامًا".

وأطلق الاتحاد الأوروبي عملية "أسبيدس " - التي تعني باليونانية "درع" - في فبراير من العام الماضي ردًا على هجمات الحوثيين على حركة الملاحة في خليج عدن والبحر الأحمر وصولًا إلى قناة السويس. وتوفر العملية حماية وثيقة للسفن التجارية، وتعترض الهجمات التي تستهدفها، وترصد التهديدات المحتملة وتُقيّمها.

وقال قائد مهمة أسبيدس البحرية لرويترز يوم الخميس إن حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر زادت بنسبة 60 بالمئة إلى ما بين 36 و37 سفينة يوميا منذ أغسطس آب من العام الماضي لكنها لا تزال أقل من الأحجام التي كانت تسجل قبل أن يبدأ الحوثيون في اليمن مهاجمة السفن في المنطقة .

وأشادت السيدة ويبر بتعاون الاتحاد الأوروبي وانخراطه مع دول الخليج فيما يتعلق بالبحر الأحمر، ولكن أيضا في السودان والصومال. وبالإضافة إلى السودان، أكدت المبعوثة ويبر أن الاتحاد الأوروبي يتحرك في نفس الاتجاه الذي تسير فيه دول المنطقة مثل مصر والإمارات العربية المتحدة، حيث يشكل الصومال مثالاً آخر على التعاون.

وأضافت في إشارة إلى تحول المصالح والأولويات الأميركية في البلاد: "نرى الولايات المتحدة تبتعد عن مقديشو أكثر باتجاه شمال الصومال، باتجاه ساحل البحر الأحمر"."إنهم لا يعتبرون حركة الشباب تهديدًا إرهابيًا دوليًا، بل يرونها تهديدًا محليًا".

 

المصدر: مأرب برس

كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی والقرن الأفریقی فی البحر الأحمر فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأفريقي يؤكد دعمه لعملية سياسية ليبية شاملة ويطالب بخروج فوري للقوات الأجنبية

جدد مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي التزام الاتحاد بسيادة ووحدة الأراضي الليبية، ودعمه لمسار المصالحة الوطنية والعملية السياسية التي يقودها الليبيون.

وأكد المجلس في بيانه عقب اجتماع على مستوى رؤساء الدول والحكومات، تضامنه مع الشعب الليبي، داعيًا إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية شاملة وشفافة في أقرب وقت ممكن، ومشددا على ضرورة توحيد المؤسسات الليبية وتعزيز التماسك السياسي والاجتماعي.

كما أعرب البيان عن بالغ القلق إزاء الأوضاع الأمنية المتقلبة، لاسيما الاشتباكات المسلحة التي شهدتها طرابلس في مايو الماضي، مطالبًا بوقف فوري وغير مشروط لإطلاق النار، ونزع سلاح الجماعات المسلحة غير الحكومية، وضمان حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن أي انتهاكات.

وثمّن المجلس الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لدعم العملية السياسية، داعيا جميع الأطراف الليبية إلى الانخراط في عملية وطنية شاملة لإنهاء المرحلة الانتقالية المطوّلة.

وأكد المجلس رفضه بشدة لأي تدخل خارجي في الشؤون الليبية، مطالبًا بالانسحاب الفوري وغير المشروط لجميع القوات الأجنبية والمقاتلين والمرتزقة من الأراضي الليبية.

كما أكد دعمه للجنة العسكرية المشتركة (5+5)، مشددًا على أهمية إعادة توحيد المؤسسات العسكرية، وتنفيذ برامج نزع السلاح والتسريح وإعادة الإدماج.

وأعرب المجلس عن قلقه إزاء الانتهاكات المستمرة لحظر الأسلحة، والفساد المرتبط بالأصول الليبية المجمدة، داعيًا إلى تشديد الرقابة والمساءلة.

وتطرق البيان إلى الوضع الإنساني، حيث عبّر عن القلق الشديد إزاء الانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون الأفارقة، مطالبًا بإغلاق مراكز الاحتجاز غير الإنسانية.

كما دعا المجلس إلى تفعيل فرقة العمل الثلاثية الخاصة بالهجرة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وشدد البيان على ضرورة تسريع فتح مكتب الاتصال التابع للاتحاد الأفريقي في طرابلس، وتعيين مبعوث خاص للهجرة على مستوى القارة، مؤكدًا بقاء الملف الليبي في صدارة أولويات مجلس السلم والأمن، وفق البيان.

المصدر: بيان

Total 0 Shares Share 0 Tweet 0 Pin it 0

مقالات مشابهة

  • ترمب يعلن التوصل إلى اتفاق تجاري ضخم مع الاتحاد الأوروبي
  • جنرال أمريكي: هجمات الحوثيين في البحر الأحمر ساهمت في تطوير التكتيكات العسكرية الأمريكية
  • ترمب: الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة يتوصلان إلى اتفاق تجاري
  • الأكبر على الإطلاق.. ترامب: توصلنا إلى اتفاق تجاري مع الاتحاد الأوروبي
  • أخبار البحر الأحمر: تحرك عاجل لحماية الثروات البحرية وتكريم طالب من أوائل الثانوية الأزهرية
  • ترامب: فرصة جيدة لتوقيع اتفاق تجري مع الاتحاد الأوروبي
  • الاتحاد الأفريقي يرحّب بقرار فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين
  • وول ستريت: أمريكا خاضت مواجهات صعبة في البحر الأحمر
  • مجلة روسية: الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين فشلوا في مواجهة اليمنيين
  • الاتحاد الأفريقي يؤكد دعمه لعملية سياسية ليبية شاملة ويطالب بخروج فوري للقوات الأجنبية