عيون الفلسطينيين ترحل إلى غزة وأرواحهم بها معلقة
تاريخ النشر: 27th, October 2023 GMT
في ظلال #طوفان الأقصى “11”
عيون الفلسطينيين ترحل إلى_غزة وأرواحهم بها معلقة
بقلم د. مصطفى يوسف #عيون الفلسطينيين ترحل إلى غزة وأرواحهم بها معلقةاللداوي
قلوب الفلسطينيين جميعاً، في الوطن والشتات، وفي المنافي ودول الاغتراب، معلقة بغزة، وعيونهم إليها تتطلع، ونفوسهم إليها تهفو، وأرواحهم تشرئب نحوها، وغاية أمانيهم أن يكونوا معها، يقاتلون إلى جانبها، ويدافعون عنها، ويضحون مثلها، ويساهمون معها في معركة العز والكرامة، وحرب النخوة والشامة، التي أعادت إليهم ثقتهم بأنفسهم، وكشفت لهم بالدليل القطعي عجز عدوهم وخوائه، وضعف جيشه وخور جنوده، بعد يوم السابع من أكتوبر المجيد، الذي عانق يوم السادس من أكتوبر العظيم، فرفع الفلسطينيون في كل مكانٍ رؤوسهم عاليةً بغزة العزة، وباهوا بها وتاهوا، وفاخروا بها وتشرفوا، فقد رسم أبناؤها الصِّيد الأباة الكماة، الابطال الشجعان، للشعب والأمة ملاحم بطولةٍ عزَّ نظيرها وندر مثلها.
وهم يتابعون العدوان الإسرائيلي الغاشم على أهلهم في القطاع بقلقٍ شديدٍ وخوفِ كبيرٍ، ويحزنهم كثيراً ما يرون من مذابح ومجازر وحشية يرتكبها العدو ضد شعبهم، وتتفطر قلوبهم على الصور والمشاهد المؤلمة التي يرونها لمئات الضحايا من الأطفالٍ والنساء، وأعداد الشهداء التي تتزايد يومياً بالمئات، وتغلي الدماء في عروقهم وهم يرون آثار الدمار والخراب التي يخلفها القصف الأعمى على المباني والأحياء، والمستشفيات والمدارس والأفران والأسواق، ويشعرون بالغضب الشديد لحجم التآمر الدولي، الأمريكي والغربي عليهم، ويؤلمهم الصمت العربي الرسمي، والعجز المهين عن نصرة غزة وأهلها، وإغاثتها ومساعدتها، والاكتفاء بالإدانة الشكلية والاستنكار الضعيف والمواقف الهزيلة.
لا تكاد توجد بقعة في الأرض، في الجوار القريب لفلسطين أو بعيداً عنها خلف البحار، إلا وشهدت تجمعاتٍ فلسطينيةٍ حاشدة، ونظمت فيها مسيراتٌ ومظاهراتٌ تضامنية كبيرة مع أهلهم الصامدين في غزة، القابضين على الجرح، المحتسبين الأجر، الصابرين على المحنة والابتلاء، الواثقين بالنصر وقرب الجلاء، المؤمنين بأن الله عز وجل لن يخذلهم، وأن هذه الدماء التي سفكت منهم لن تذهب هدراً، وأن هذا الدمار الذي لحق بهم وحل بقطاعهم الحبيب سيكون لعنةً على الإسرائيليين وحلفائهم، وأنهم سيغرقون جميعاً في هذا الدم الطاهر، الذي استحال طوفاناً سيغرقهم، وكابوساً يلاحقهم، وقتلاً يتربص بهم ويطاردهم.
كل الفلسطينيين يتطلعون للمشاركة في هذه المعركة المباركة، التي باتوا يظنون أنها الحرب الخاتمة الأخيرة، فدولة الكيان لن تعود بعدها كما كانت، ومستوطنوها لن يبقوا فيها مهما حاولت حكوماتهم وادعى جيشهم وضمن حلفاؤهم وطمأنتهم راعيتهم الأمريكية، فقد أدركوا جميعاً أنهم أضعف من أن يقاتلوا الفلسطينيين، وأجبن من أن يثبتوا أمامهم ويصدوا هجومهم، وأن الفلسطينيين أبعد ما يكونون عن الخوف، وأجرأ مما ظنوا وأقوى مما توقعوا، وأنهم باتوا يتهيأون لما بعد التحرير الذي لاحت بشائره وبدت نذره.
ورغم أنهم يبعدون عن فلسطين وغزتها، ولا يستطيعون الوصول إليها، ويمنعون من القتال فيها، إلا أنهم سخروا كل طاقاتهم للمساهمة في هذه المعركة، ولم تقتصر جهودهم على المسيرات والمظاهرات، والحشود والتجمعات، بل غدا كل فلسطيني في أي مكانٍ من العالم، جندياً في هذه المعركة، ومقاتلاً عنيداً على جبهاتها، وصوتاً صادحاً فيها، ومدداً موصولاً لمقاتليها، فكانوا كتاباً وصحافيين، وفنانين ومبدعين، ورياضيين ونقابيين، وطلاباً وتلاميذاً، وعامةً وخاصةً جنوداً في هذه المعركة، يتضامنون معه أهلهم، ويفندون رواية عدوهم، ويفضحون ممارساته، ويكشفون عدوانه، وينقلون بالصورة والصوت، والبيانات والأرقام، جرائمه إلى المجتمع الدولي، ليعلم فداحة ما ارتكب، وليكتشف روايته الكاذبة وسرديته المختلقة.
لا يغفر الفلسطينيون لأنفسهم اليوم في أي مكانٍ من الدنيا تقصيرهم وعدم مشاركتهم في هذه الحرب، ويعتبرون أن الغياب خذلان والانكفاء خيانة، والتردد ضعف، ويصرون على أن يكون لهم دور وسهم، ويؤمنون أن من لا يشارك خاسر، ومن لا يساهم معاب، ونجدهم يحرمون على أنفسهم أي متعةٍ أو نزهةٍ، وإن اضطروا فإنهم يتوارون عن الأنظار، إذ يرفضون القيام بأي عملٍ يشغلهم عن غزة أو يبعدهم عنها، ونراهم قد هجروا كل شيءٍ غير شاشات الفضائيات التي تنقل لهم أجواء الحرب وحال شعبهم وصموده، فهذه معركتهم، وهذا هو شعبهم، وهم على يقين أن هذا هو زمان علوهم، وهو دون شكٍ زمان سقوط ونهاية عدوهم.
بيروت في 27/10/2023
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: طوفان عيون فی هذه المعرکة
إقرأ أيضاً:
10 ولايات تركية يتجاوز متوسط عمر النساء فيها 80 عاماً
أنقرة (زمان التركية)- كشفت أحدث الدراسات الإحصائية المتعلقة بمتوسط العمر المتوقع في تركيا عن بيانات مثيرة للاهتمام، سلطت الضوء على التباين في معدلات الأعمار بين المناطق المختلفة.
ووفقاً للأرقام الصادرة عن معهد الإحصاء التركي، يبلغ متوسط العمر المتوقع في عموم البلاد بـ 78.3 عاماً، إلا أن هذا الرقم شهد ارتفاعاً ملحوظاً في ولايات محددة، متجاوزاً حاجز 80 عاماً بين النساء، ومن الملاحظ تمتع به تلك الولايات بطبيعة خلابة، وموارد غنية، ومناخ متميز.
وبينما يظل التمتع بعمر طويل وصحي حلماً يراود الجميع، فإن ضغوط الحياة في المدن الكبرى، وارتفاع تكاليف المعيشة، والحوادث غير المتوقعة قد تلعب دوراً سلبياً في تقليص متوسط العمر. في المقابل، أثبتت البيانات أن المواطنين الذين يعيشون في بيئات تتميز بالهواء النقي وموارد المياه الطبيعية يحظون بفرص أكبر لحياة أطول.
وقد أظهرت الدراسة التحليلية، التي قارنت متوسط أعمار الرجال والنساء في 81 ولاية، هيمنة واضحة لمناطق البحر الأسود وبحر إيجة على قائمة “المدن الأطول عمراً”.
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع بلوغ عدد سكان تركيا قرابة 86 مليون نسمة (تحديداً 85,980,654) اعتباراً من أكتوبر 2025.
وقد أظهرت النتائج التفصيلية للقائمة تصدر ولاية غوموش هانة (Gümüşhane) شمال شرق تركيا ، للمرتبة الأولى بمتوسط عمر مذهل بلغ 80.8 عاماً، متفوقة بذلك على المدن الكبرى.
وفيما يلي تفصيل لقائمة الولايات التركية العشر الأوائل من حيث طول العمر، مع مراعاة الفروق بين الجنسين:
غوموش هانة (المركز الأول): تربعت على القمة بمتوسط عمر عام 80.8 سنة (النساء: 83.5، الرجال: 78.1). موغلا: جاءت في المرتبة الثانية بمتوسط 80.7 سنة، وتميزت بمعدل مرتفع للنساء بلغ 84.0 سنة. تونجيلي: سجلت متوسطاً عاماً قدره 80.3 سنة، مع تسجيل النساء لأعلى معدل في القائمة بـ 84.1 سنة. طرابزون: بمتوسط عمر 80.3 سنة (النساء: 83.8، الرجال: 76.8). غيرسون: بمتوسط عمر 80.0 سنة (النساء: 83.5، الرجال: 76.6). أوردو: بمتوسط عمر 80.0 سنة (النساء: 83.0، الرجال: 77.2). ريزة: بمتوسط عمر 79.4 سنة (النساء: 83.3، الرجال: 75.5). أرزنجان: بمتوسط عمر 79.6 سنة (النساء: 82.3، الرجال: 76.9). آرتفين: بمتوسط عمر 79.7 سنة (النساء: 82.4، الرجال: 77.3). أنطاليا: حلت عاشراً بمتوسط عمر 79.7 سنة (النساء: 82.4، الرجال: 77.3).Tags: أنطالياتركياغوموش هانةمتوسط العمرمتوسط عمر النساء في تركيا