دخل التوتر في جنوب لبنان مرحلة جديدة، مع إعلان الجيش الإسرائيلي أنه أحبط عملية إطلاق صاروخ أرض - جو من لبنان على إحدى طائراته المسيرة، كما نفذ ثلاث غارات في العمق اللبناني في منطقة جبل صافي البعيدة عن الحدود، فيما انفجر صاروخ دفاع جوي إسرائيلي فوق قرى شرق مدينة صور. وكتبت "الشرق الاوسط": يعد إدخال منظومات الدفاع الجوي التابعة لـ"حزب الله" إلى المعركة القائمة، تطوراً جديداً، بعد 20 يوماً من الاشتباكات والقصف المتبادل، خسر خلالها "حزب الله" 47 مقاتلاً قضى معظمهم في قصف جوي نفذته مسيّرات إسرائيلية لاستهداف مجموعات تطلق الصواريخ باتجاه الجيش الإسرائيلي، حسب إعلان تل أبيب ومقاطع فيديو نشرها جيشها.

ولم يصدر أي بيان عن "حزب الله" حول هذا الاستهداف، ويمارس التكتم حول هذا التطور، فيما دعا إعلاميوه إلى توخي الحذر في نشر أي معلومات لا تصدر مباشرة عن الحزب. بدورها، كتبت "النهار": لم يكن مستغرباً أن تشهد الجبهة الحدودية الجنوبية احتداماً ميدانياً أمس بعد عمليات القصف الاسرائيلي غير المسبوق التي أمطرت قطاع غزة الشمالي في وحشية تدميرية فظيعة تزامنت مع إدانة عالمية لهذه الوحشية تمثلت في تصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة على البيان الأردني الذي دعا الى هدنة إنسانية في غزة وإدانة المجازر المرتكبة بحق المدنيين. ذلك أن أجواء التوتر والغضب بلغت ذروتها مجدداً بإزاء الوحشية التي طبعت القصف الإسرائيلي جواً وبراً وبحراً لغزة تحت زعم استهداف أهداف تحت الأرض وأنفاق لـ"حماس" فيما كان القصف يتسبب بمزيد من المجازر بين المدنيين ولا يبقي أي أثر سوى لأكبر ركام تدميري عرفته مدينة تعرضت للتدمير الحربي. وعلى وقع هذا التصعيد الهائل عرفت الجبهة الجنوبية على امتداد الخط الأزرق مواجهات حادة بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" أمس خصوصاً بعدما أمعن الإسرائيليون في تكثيف الاعتداءات بالقصف على المناطق الحدودية. كما أفيد أن القوات الإسرائيلية خرقت قواعد الاشتباك بطائرة مسيّرة استهدفت بثلاثة صواريخ موقعاً في جبل صافي، شمال نهر الليطاني، وبعمق حوالى 20 كلم خط نار عن الشريط الحدودي، بعدما انحصرت المواجهات سابقا ضمن نطاق 5 كلم. وجاء في افتتاحية "الديار": الادارة الاميركية وجهت سلسلة من الانذارات، بان لبنان سيدمر وتحديدا الضاحية وبيروت والجنوب والبقاع واسقاط كل الخطوط الحمراء وصولا الى ضرب مقرات القيادة السورية العليا ومنازل المسؤولين السوريين على اعلى المستويات من البوارج الاميركية في المتوسط، ومياه الخليج، اذا دخل حزب الله وسوريا الحرب الى جانب حماس، حتى لو تم الدخول البري الى غزة، وهذا الانذارات حظيت بدعم فرنسي وبريطاني، ووصلت عبر الوسطاء ومسؤولين لبنانيين وخليجيين، وقد رد حزب الله بتهديد اكبر، شمل ضرب كل المواقع في فلسطين المحتلة وكل المراكز الاستراتيجية في كيان العدو، والدخول الى السفارات الاميركية في المنطقة وضرب القواعد الاطلسية اينما كان وتوسيع العمليات لتشمل كل الساحات.

وكتبت" الجمهورية": إنّ المخاوف الداخلية، ترافقت مع نزوح كثيف للمواطنين اللبنانيين من منطقة الجنوب الى مناطق لبنانية اخرى يعتبرونها اكثر امانا، وبعض القرى الجنوبية باتت شبه خالية من سكانها، وذلك خشية من تدهور الاوضاع، فالناس معذورة ربطا بالعديد من التجارب السابقة التي مرت بها. وفي موازاة هذه المخاوف تتبدّى حالة رافضة للدخول في حرب، ليست محصورة بفئة معينة من اللبنانيين، بل هي شاملة غالبيّة الشّعب اللبناني بكلّ فئاته.
تلك المخاوف يضاف اليها الرفض للحرب، تجمع المقاربات والقراءات السياسية والامنية على اعتبارها مبررة تبعا للتجارب الحربية السابقة ونتائجها المدمرة. الا ان اللافت للانتباه في هذا السياق ان القراءات التي غلّبت في بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، احتمال اشتعال جبهة الجنوب اللبناني، فرضت عليها الوقائع العسكرية التي شهدتها جبهة الحدود من مزارع شبعا الى رأس الناقورة، التدرّج العكسي في موقفها بحيث باتت تنظر الى اشتعال هذه الجبهة كاحتمال ضعيف، مستندة بذلك الى مجموعة اسباب:
 
أولا، إعلان اسرائيل منذ بداية الحرب، وعلى لسان مستوياتها السياسية والعسكرية انها لا تريد مواجهة مع لبنان. وينبغي هنا لحظ ان اسرائيل بادرت في إجراء احترازي الى اخلاء مستوطناتها على الحدود، تجنّبا لوقوع اصابات بينهم تضطرها الى الرد على مناطق آهلة بالسكان في الجانب اللبناني، ما يدفع "حزب الله الى الرد وتطوّر الامور. ثانيا، الاندفاعة الدولية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية لمنع اشتعال جبهة الجنوب. ويبرز هنا ما كشفته وكالة "تسنيم" الايرانية في الساعات الماضية من ان جهات في محور المقاومة تسلمت رسالة اميركية تؤكّد ان لا نية لواشنطن بفتح جبهات جديدة. ثالثا، موقف الدولة اللبنانية ومستوياتها السياسية التي اكدت الالتزام بالقرار 1701، وضرورة الحفاظ على الاستقرار على الحدود. وان خطر اندلاع الحرب هصدره اسرائيل وليس لبنان. رابعا، لا اجماع لبنانيا على الحرب، والمنطق الغالب هو ان لبنان في وضع كارثي على كل المستويات، ولا يحتمل اي ضرر اضافي ولا قدرة له على مجاراة اي حرب او دفع اي ثمن فيها حتى ولو كان متواضعا. خامسا، إنّ "حزب الله" دخل في الحرب من دون ان يدخلها، بحيث انه وازن بين ما يسميه واجبه بنصرة المقاومة الفلسطينية في غزة، وبين قراره غير المعلن بعدم توتير الداخل اللبناني وعدم التسبب بأيّ ضرر فيه، حيث انّه منذ بداية الحرب الاسرائيلية على غزة، رسّم حدود مواجهته مع اسرائيل بعمليات مدروسة ضمن قواعد الاشتباك المعمول بها من دون توسيع نطاقها. بدليل انّه يقوم بعمليّاته من ضمن ما تسمّى المناطق المفتوحة، واستهداف المواقع العسكرية، وهو امر كلّفه سقوط العديد الكبير من الشهداء، متجنبا بذلك عدم تعرض المدنيين للقصف الاسرائيلي. اذ كان في مقدوره أن يطلق صواريخه ويقوم بعملياته من داخل القرى او من بعد قريب منها، ويحتمي بالابنية ما يجنبه سقوط الشهداء في صفوفه، الا ان ذلك سيدفع العدو الاسرائيلي الى استهداف المناطق المأهولة بالقصف ما سيؤدي الى سقوط مدنيين، وهو الامر الذي يستلزم ردا من قبل الحزب، بحجم القصف الاسرائيلي، ليس على المستعمرات القريبة من الحدود التي اخلتها اسرائيل، بل على المستعمرات في العمق الاسرائيلي، الامر الذي سيفتح سجالا ناريا قابلاً لأن يتطور الى حرب اوسع بين الجانبين.      

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

استشهاد شاب بغارة إسرائيلية قرب صور جنوب لبنان

استشهد شخص، السبت، في غارة شنتها مسيرة إسرائيلية على سيارة في طريق الطويري – صريفا بقضاء صور في جنوب لبنان وذلك في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله الذي بدأ سريانه في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية نقلا عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، أن "الطيران المسّير (الإسرائيلي) أغار على سيارة في طريق الطويري – صريفا بقضاء صور ما أدى إلى سقوط شهيد".

وتم الإعلان أن الشهيد هو علي إسماعيل، وهو أحد القادة الكشفيين في المنطقة.

وكانت الوكالة ذكرت في وقت سابق السبت، أن "الطيران المسّير (الإسرائيلي) أغار على سيارة في (قرية) الطويري بين بلدتي الغندورية وصريفا في صور".

وفي سياق متصل قالت الوكالة إن "الطيران المسير (الإسرائيلي) حلق على علو منخفض فوق بلدات القاسمية وازرارية وانصارية في قضاء صيدا" في جنوب لبنان .



وأضافت أن "مسيرة معادية (إسرائيلية) من نوع هيرمز 900 حلقت على علو متوسط، فوق اجواء بلدات عربصاليم، وحبوش، والوادي الأخضر" في محافظة النبطية جنوبي لبنان.

والجمعة، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، استشهاد شخص بغارة إسرائيلية استهدفت سيارة في بلدة برعشيت في قضاء بنت جبيل (جنوب)، فيما أصيب عضو مجلس بلدية الضهيرة (جنوب) بسام سويد بجروح خطيرة جراء إطلاق الجيش النار باتجاهه.

من جانبه، ادعى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس، أن الغارة على بلدة برعشيت أدت إلى "مقتل محمد حسن قصان، مسؤول القوة البشرية لقطاع منطقة بنت جبيل في حزب الله".

ولم يصدر تعقيب فوري من "حزب الله" اللبناني بخصوص ما ذكره أدرعي.

تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوتر على الجبهة الجنوبية، وتكرار الغارات الإسرائيلية التي تستهدف مناطق مدنية رغم اتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر 2024.

وفي 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنت إسرائيل عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف شهيد ونحو 17 ألف جريح.

وفي 27 تشرين ثاني/ نوفمبر 2024، بدأ سريان اتفاق لوقف لإطلاق النار بين "حزب الله" والاحتلال الإسرائيلي، لكن تل أبيب خرقته أكثر من 3 آلاف مرة، ما أسفر عن 260 شهيدا و563 جريحا، وفق بيانات رسمية.

وفي تحد لاتفاق وقف إطلاق النار، نفذ الجيش الإسرائيلي انسحابا جزئيا من جنوب لبنان، بينما يواصل احتلال 5 تلال لبنانية سيطر عليها خلال الحرب الأخيرة.

القائد الكشفي الخلوق علي اسماعيل ابن بلدة برعشيت شهيد كريم على طريق القُدس، ارتقى اثر الاعتداء الصهيوني في بلدة الطويري اليوم. pic.twitter.com/PCRGWUD3nx

— سالِم الشّيعي (@salem109210) July 26, 2025

مقالات مشابهة

  • عند الحدود.. رشقات إسرائيلية تستهدف أطراف كفرشوبا
  • احتلال من نوع جديد.. مسيّرات إسرائيلية تحكم الجنوب اللبناني من السماء
  • إسرائيل تعلن قتل قيادي في حزب الله جنوبي لبنان
  • استشهاد شاب بغارة إسرائيلية قرب صور جنوب لبنان
  • مقتل شخص بغارة إسرائيلية.. الرئيس اللبناني: لا أحد يريد الحرب ونعالج ملف السلاح بواقعية
  • مراسل القاهرة الإخبارية: مسيّرة إسرائيلية تستهدف سيارة في جنوب لبنان
  • 25 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية لا تتوقف على غزة
  • 13 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية لا تتوقف على غزة
  • 11 شهيدًا ومصابون في غارات إسرائيلية لا تتوقف على غزة
  • شهداء ومصابون في غارات إسرائيلية لا تتوقف على غزة