• بعد تقاعده، يسبر الوسيط الدولي الأشهر “جون بيير غونتار” أغوار تجربته الطويلة ليشرح أصول فن التفاوض فقدم ، سرداً لبعض جوانب حياته المهنية كوسيط، والتي أصبحت الآن جزءًا من تاريخ الدبلوماسية وأساليب التفاوض وحل الأزمات ، ( ففي يونيو 2008، حدث الكثير من سوء الفهم بين سويسرا وكولومبيا. فقد تم التلاعب بالوساطة التي قادها آنذاك المبعوث السويسري وزميل فرنسي له لجعل مختطفي السياسية الفرنسية – الكولومبية إنغريد بيتانكور، الذين احتجزتها القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك) كرهينة لمدة ست سنوات، يعتقدون أن المفاوضات جارية من أجل الإفراج عنها في أقرب وقت.

• هذا التضليل ساهم في نجاح عملية التحرير التي قام بها الجيش الكولومبي، لكنها وضعت حياة المبعوثيْن الأوروبييْن، اللذيْن كانا في مهمة وسط الأدغال في نفس الوقت، في خطر كبير. وبدلاً من توجيه الشكر إليهما، اتهمهما رئيس كولومبيا آنذاك بـ “عدم أخذ مسافة كافية من القوات المسلحة الثورية الكولومبية”. وتبعا لذلك، أحجمت كل من سويسرا وفرنسا على مواصلة الوساطة.

• ونحن في خواتيم اليوم الثالث من إستئناف محادثات جدة وفى مقالنا التحليلى الثالث لا زلنا نعتمد فى التحليل، على الأجواء المحيطة والوقائع المصاحبة والحيثيات المتزامنة ، وذلك نسبة غياب المعلومات الحقيقة وتفاصيل سير المحادثات ، وذلك بسب سياج السرية المُطلقة والتكتم الشديد عكس الجولات السابقة ، ونعتقد أن هذا الُمستجد “حرصاٌ” من دول الوساطة على سلامة “أمر ما” يُعنيها ، أكثر مما يُعنى سلامة المفاوضات.

• في خضم ، عمل الآلة الإعلامية للميلشيات.، والتى مارست دورها فى بث الإحباط المعنوي والحرب النفسية التى بلغت من البعض مبلغ التشكيك و تراخى الجيش فى الحسم العسكرى ، والذى هو بيده وفى التناول…… الخ. حينها ، كتبنا وقلنا فى لقاءات ومقابلات عدة ، بأن هنالك “معركة سياسية” غير مرئية أشد ضراوة وخطورة ، وقلنا ما “خروج البرهان” من القيادة ، بعد عمل “خطوات تنظيم للمعركة العسكرية” ، حتى يلحق بقيادة المعركة السياسية تلك ، لتلحق بركب العسكرية المُتقدم.

• محادثات جدة ، رغم “السرية والتعتيم المطلق” ، كشفت عن خطورة وضراوة بعض – الغير مرئى وليس كله – فى أضابير المعركة السياسية المحتدمة ، وحتى الآن ابلت “السياسية العسكرية” جيدا فى ادارة المعركة ، بعد تم إستدراج الميلشيات وجناحها السياسي وداعميها الإقليميين “المتورطين”، حتى “الوساطة” التي تتدثر بالحياد وهو غير ذلك ، فهى في موقف حرج بعد فشل تعهدات وضمانات “الميلشيات وجناحها السياسى” بالضغط على الجيش “عسكريا و سياسيا” ، واخضاعه للتوقيع على ما يُملى عليه.

• خلاصة القول :

• لا الاحتلال المتزامن تم ، ولا الاعلان السياسي عن منطقة محررة ومُستقلة تم ، ولا الإعتراف الاقليمى والدولى بها ، تم ، ولا “دول الجوار” التى دعمت وساندت بشكل مكشوف بصورة ترقى لمستوى اعلان الحرب على السودان ظناً منها بأن “ثور” القوات المسلحة قد سقط ، ولسان حال الوساطة يقول للجميع، ما قاله رئيس كولمبيا ” بـ “عدم أخذ مسافة كافية من القوات المسلحة السُودانية”.

المصدر: نبض السودان

كلمات دلالية: تحليل جدة خبر و القوات المسلحة

إقرأ أيضاً:

وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسي للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية

شهد الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي مناقشة البحث الرئيسي للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية بعنوان "إستراتيجية مقترحة لتنمية الوعى المجتمعي فى ظل التحديات والتهديدات التى تواجه الأمن القومي المصري" ، والذى نفذته كلية الدفاع الوطني، وذلك بحضور الفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة وعدد من الوزراء وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة ورؤساء الجامعات والإعلاميين والشخصيات العامة.

وألقى اللواء أح عاطف عبد الرؤوف محمود مدير الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية كلمة قدم خلالها الشكر للقيادة العامة للقوات المسلحة على تقديم كافة أوجه الدعم للإرتقاء بالمستوى العلمي والبحثي داخل الأكاديمية بما يمكنها من الإرتقاء بمستوى الدارسين وفقاً لمنظور علمى متميز ، مشيرا إلى أن فعاليات البحث تأتى فى ظل التحديات المتسارعة التى تواجهها المنطقة والتى من شأنها المساس بأمن مصر القومي.

وشارك فى إعداد البحث نخبة من الخبراء الإستراتيجيين والباحثين بكلية الدفاع الوطني، وانتهى البحث إلى تقديم عدد من التوصيات والآليات المقترحة والرد على عدد من الإستفسارات حول موضوع البحث.

كما شارك وزراء الشباب والرياضة والتعليم العالي والبحث العلمي والأوقاف والتربية والتعليم والتعليم الفني، ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام، فى التعقيب على موضوع البحث وتقديم الرؤية التى تسهم فى الإرتقاء بمستوى الوعى فى ضوء التحديات المرتبطة بالأمن القومي المصري إيماناً بأن الوعي الصحيح هو الحصن الذى يحمى الأوطان من كافة المخاطر.

وفى نهاية البحث نقل الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى تحيات وتقدير الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة  للحضور ، كما أعرب عن تقديره للحضور ومدى مساهمتهم فى الإثراء العلمي للمناقشة ، مؤكدا على أهمية البحث وما تناوله من دراسات تسهم فى وضع إستراتيجيات مدروسة ومتعددة الأبعاد للإرتقاء بالمستوى الفكري وفقاً لأسس وطنية راسخة فى ضوء التهديدات التى قد تؤثر على ركائز الأمن القومي المصري.

كما أثنى القائد العام للقوات المسلحة على الدور الذى تقوم به الأكاديمية فى تأهيل الدارسين العسكريين والمدنيين بما يمكنهم من الوفاء بالمهام والمسئوليات التى يكلفون بها بكفاءة وإقتدار.

طباعة شارك الأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية وزير الدفاع القوات المسلحة

مقالات مشابهة

  • الجيش الأوكراني: قوات روسية قليلة دخلت مدينة سيفيرسك
  • “الأورومتوسطي”: فصل جسد طفل إلى جزأين يبرز نمط القتل الصهيوني المتعمد في غزة
  • الخدمات الاجتماعية العسكرية تكرّم عددا من ذوي الإعاقة من منتسبي القوات المسلحة
  • المغرب وفرنسا يعقدان أعمال الدورة الـ 23 للجنة العسكرية المشتركة بينهما
  • طلاب جامعة العاصمة يشاركون في مناقشة البحث الاستراتيجي للأكاديمية العسكرية
  • القوات الروسية تستهدف مؤسسات الطاقة والصناعة العسكرية الأوكرانية
  • حماس: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • “حماس”: استشهاد الأسير السباتين دليل على سياسة القتل البطيء التي ينتهجها العدو الاسرائيلي بحق الأسرى
  • وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسى للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والإستراتيجية
  • وزير الدفاع يشهد مناقشة البحث الرئيسي للأكاديمية العسكرية للدراسات العليا والاستراتيجية