مركز زراعة الأعضاء بالتخصصي: سجلنا الريادة عالميًا بأول زراعة كبد كاملة بالروبوت
تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT
الجزيرة – خالد المشاري
يواصل مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تميزه في تقديم خدمات الرعاية الصحية التخصصية. ويعد مركز التميز لزراعة الأعضاء بالمستشفى أحد أبرز المرافق التي سجلت ريادتها في تقديم الخدمات للمرضى وفق أعلى معايير الجودة والسلامة، محققًا خلال العام الحالي منجزًا طبيًّا غير مسبوق، من خلال إجراء أول عملية زراعة كبد كاملة من متبرع حي باستخدام الروبوت على مستوى العالم.
وتفرد “التخصصي” بتنفيذ الزراعة باستخدام الروبوت في مرحلتي الاستئصال والزراعة، وصولاً إلى إنجاز خمس حالات مختلفة، بينما لا تزال المراكز الطبية حول العالم تعتمد على الجراحة التقليدية، أو نهج يدمج بين الجراحتين التقليدية والروبوتية في آن واحد؛ إذ يمثل هذا المنجز نقلة نوعية لتاريخ زراعة الأعضاء، ونهجًا طبيًّا حديثًا يعمل على تعزيز جودة النتائج، وتحسين تجربة المرضى، وكفاءة التشغيل للمستشفى نظرًا لما يقدمه من تقليل لاحتمالية حدوث المضاعفات، وتقليل مدة الشفاء، والبقاء في المستشفى.
وبالتزامن مع وجوده كشريك استراتيجي صحي بملتقى الصحة العالمي المنعقد في العاصمة الرياض خلال الفترة 29-31 أكتوبر الجاري، يستعرض مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لزوار جناحه بالمعرض المصاحب تجربة مركز التميز لزراعة الأعضاء في تطبيق أحدث التقنيات بوصفه رائدًا عالميًا في مجاله.
وسجل “التخصصي” كفاءته في تنفيذ برنامج زراعة الكلى التبادلي، وهو نهج طبي يقوم على زراعة الكلى بشكل تبادلي بين متبرعين اثنين من عائلتين مختلفتين في وقت تزامني، ليحقق البرنامج رقمًا قياسيًا في عدد الزراعات التبادلية التي أجرها خلال عام 2022، التي بلغت 91 حالة، متفوقًا بذلك على نظرائه من المراكز الطبية العالمية.
ويعتبر المركز الأول من نوعه على مستوى المملكة ودول الخليج العربي، ومن أكثر المرافق تطورًا وشمولية في زراعة الأعضاء المتعددة في الشرق الأوسط؛ إذ يقدم خدمات الزراعة لكل من أعضاء الكلى، والكبد، والرئة، والبنكرياس، والأمعاء، التي تعرف بزراعة الأعضاء الصلبة.
ويعد مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث من بين الأبرز عالميًا في تقديم الرعاية الصحية التخصصية، ورائدًا في الابتكار، ومركزًا متقدمًا في البحوث والتعليم الطبي، كما يسعى لتطوير التقنيات الطبية، والارتقاء بمستوى الرعاية الصحية على مستوى العالم، وذلك بالشراكة مع كبرى المؤسسات المحلية والإقليمية والدولية، لتحقيق خدمة عالمية المستوى في المجالات السريرية والبحثية والتعليمية.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية زراعة الأعضاء ومرکز ا
إقرأ أيضاً:
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي
يمانيون|| كتابات:
ليست كل المعارك تخاض بالسلاح وليست كل الآيات تتلى من كتاب. هناك في غزة المحاصرة حيث لا مكان للترف ولا متسع للتراجع تنبعث من تحت الركام أعظم الشواهد على حضور الله في واقع البشر. غزة التي اختارها الله لتكون ساحة التجلي لا تكتب سطورها بالحبر بل تحفرها بالدم وتوشّيها بصبر شعب يرفض أن ينكسر.
في هذا العالم التي تزداد فيه العتمة وتتكالب فيه قوى الطغيان على الشعوب المستضعفةتتوهج غزة كنجم لا يخبو لا لأنها تملك من العتاد ما يُرهب العدو بل لأنها تحمل في قلبها يقينا لا يتزعزع وتقاتل بثبات الجبال وإيمان الأنبياء. منذ ما يزيد عن ستمئة يوم متواصل يشهد العالم بأبصاره وقلوبه فصول ملحمة لا نظير لهاملحمة سُطّرت على تراب غزة بالدماء والصبر بالدمع والدعاء وبعزيمة رجال كأنهم خرجوا من كتب القداسة.
ليست غزة مجرد مدينة محاصرة بل هي مسرح لحدث إلهي مستمر حيث يتجسد الإيمان في أبهى صوره وحيث تصطف قلوب المجاهدين مع السماء في عقد لا ينفصم. هناك في كل زقاق وركن وركام تتنزل المعاني الربانية وتتكشف الحقائق الكبرى. رجالها ليسوا فقط أصحاب سلاح بل حملة رسالة يواجهون النار والموت باليقين والخذلان الأممي بثبات الموقنين. لم تفتّ في عضدهم المجازر، ولم تزعزعهم المجاعات، ولم تجرح كبرياءهم خيانة القريب والبعيد.
نرى في عيونهم تجلي الصبر المحبوب من الله ونلمح في جراحهم بشائر النصر الآتي. التاريخ – الذي عادة ما يكتبه المنتصرون – سيتوقف عندهم طويلاً لا ليُحصي فقط أسماء الشهداء بل ليكتب كيف يصبح الألم معراجا وكيف يتحول الحصار إلى ميثاق إيمان وكيف يُعاد تعريف الكرامة من خلال غزة.
ما يجري هناك ليس حدثا عابرا بل هو برهان لا يُدحض وإشارة كونية لا تُخطئ على أن الطريق إلى الله قد يكون مفروشا بالدم والركام لكنه موصل لا محالة إلى النصر الذي وعد به الصادقون. وعلى هذه الأرض وفي هذا الركن الصغير من العالم تتجلى أعظم آيات العصر… آية عنوانها: “غزة لا تنكسر”.
بقلم/عبدالمؤمن جحاف*
غزة.. الآية التي يتجلى فيها الوعد الإلهي