وتطرق الاجتماع برئاسة مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى - رئيس اللجنة العلامة محمد مفتاح، إلى الجوانب المتصلة بتعزيز دور القطاع في دعم ونصرة وإسناد الشعب والمقاومة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني الغاصب.
وتناول الاجتماع الذي ضم أعضاء اللجنة ورئيس وأعضاء قطاع التعليم والثقافة والإعلام ورؤساء الجامعات الحكومية، المسؤولية المناطة بالأمة في مواجهة الأعداء وترسيخ الوعي تجاه خطورة مشروع الكيان الصهيوني الأمريكي وطبيعة الصراع معهم.


وفي مستهل الاجتماع، وقف الجميع لقراءة الفاتحة على أرواح الشهداء الذي قضوا جراء العدوان الصهيوني الأمريكي على الشعب الفلسطيني.
وأكد رئيس اللجنة الحرص على اللقاء مع قيادات التعليم والثقافة والإعلام ورؤساء الجامعات الذين يمثلون نخبة المجتمع، لتدارس السبل الكفيلة بتعزيز دور الجامعات في التعبئة الفكرية والثقافية لمنتسبيها، بما يسهم في مناصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية.
واعتبر الظروف الراهنة التي يمر بها الشعب الفلسطيني هي الأصعب في ظل ما يتعرض له من جرائم وحرب إبادة جماعية استهدفت آلاف البشر على مرأى ومسمع من العالم أجمع الذي وقف متفرجاً ولم يحرك ساكناً.
وأشار العلامة مفتاح إلى أن أمريكا تتحمل مسؤولية ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من مجازر يندى لها جبين الإنسانية .. لافتاً بهذا الصدد إلى زيارات القيادات والمسؤولين الأمريكيين لإسرائيل لتقديم الدعم والمساندة والمناصرة للكيان الصهيوني الغاصب.
وقال "ما يتعرض له سكان قطاع غزة من إبادة وهدم وتدمير للمنازل على رؤوس ساكنيها من أطفال ونساء وشيوخ، لم يكن ليستهدف المقاومة الفلسطينية فحسب، وإنما الهدف من ذلك تصفية الشعب الفلسطيني وطمس قضيته العادلة".
واستهجن العلامة مفتاح خنوع الأنظمة العربية والإسلامية للهيمنة والوصاية والتسلط الأمريكي الصهيوني، مستشهداً بذلك الصمت والتواطؤ العربي والإسلامي إزاء ما يجري في فلسطين من جرائم ضد الإنسانية، والذي يؤكد حقيقة رضوخ تلك الأنظمة وحكامها للمشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة.
وأضاف "لابد أن يكون لجميع أحرار العالم موقف مشرف تجاه ما يحدث في فلسطين، باستمرار المسيرات والفعاليات الاحتجاجية المنددة بجرائم كيان العدو والمناهضة للسياسية الأمريكية والصهيونية، لما لذلك من تأثير مباشر، حتى على مستوى الخروج في مسيرات منددة بالعدوان الأمريكي الصهيوني على غزة في أوروبا وأمريكا".
وشدد رئيس اللجنة على ضرورة اضطلاع الجامعات الحكومية بدورها في التوعية بخطورة المشروع الأمريكي الصهيوني، وما يكنه من عداء للأمة العربية والإسلامية ومقدساتها من خلال تنظيم ورش عمل وندوات توعوية وإقامة مؤتمرات وإجراء دراسات وأبحاث حول طبيعة الصراع مع العدو الإسرائيلي.
فيما تحدث عدد من أعضاء اللجنة عن الأنشطة المزمع تنفيذها خلال المرحلة المقبلة، بما يعزز من حضور القضية الفلسطينية وترسيخ مضامينها في نفوس الأجيال، وكشف محاولات الأعداء تغييبها وطمسها كون استراتيجية العدو واحدة منذ سبعين عاماً.
وشددوا على ضرورة مساهمة التربويين والأكاديميين والإعلاميين والمثقفين في نصرة الشعب الفلسطيني وإسناد المقاومة باعتبار فلسطين القضية الأولى والمركزية للأمة.. لافتين إلى أهمية استمرار حضور القضية الفلسطينية وعدم الانشغال عنها.
وأكدوا أهمية استمرار الدور التوعوي والتثقيفي والإعلامي لإبراز انتصارات المقاومة الفلسطينية والعمليات البطولية التي تنفذها لكسر غطرسة وصلف العدو الذي يرتكب أفظع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني.
وحذر المتحدثون من محاولات الأعداء تجهيل وتدجين الأمة تجاه قضاياها ومقدساتها، بالرغم من واحدية الدين والعقيدة واللغة والجغرافيا، داعين إلى استمرار التحرك والتحشيد والتعبئة الفكرية والثقافية.
فيما ثمن رئيس وأعضاء القطاع ورؤساء الجامعات الحكومية، جهود اللجنة العليا لنصرة الأقصى وحرصها على عقد الاجتماع، لتدارس مهام وآليات عمل تنفيذ الأنشطة والبرامج لنصرة الشعب والمقاومة الفلسطينية.
وأكدوا الجهوزية والاستعداد لتنفيذ الفعاليات والأنشطة وفقاً لبرنامج اللجنة، بما يعزز من دور الجامعات في المجالات الثقافية والفكرية وترسيخ الوعي بخطورة المشروع الصهيوني الذي تقوده أمريكا في المنطقة.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: الأمریکی الصهیونی الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

خبراء أميركيون: ترامب يحاول تدمير التعليم وجمع كل السلطات في يده

 

لكن هذه الجامعات تعيش لحظة خطر غير مسبوقة بسبب توجهات الرئيس دونالد ترامب التي تستهدف تغيير شكل مؤسسة الجامعة وأنشطتها وبنيتها الطلابية على نحو يبعث على القلق، حسب ما نقلته حلقة 2025/5/29 من برنامج "من واشنطن".

فقد طلبت إدارة ترامب من جامعات على رأسها هارفارد التدخل في المناهج العملية والتوظيف، وتزويدها بسجلات الطلبة الأجانب وأنشطتهم وما يقومون بنشره على مواقع التواصل.

وعندما رفضت هذه الجامعات مطالب الإدارة الأميركية، سارع ترامب لوقف تمويل الأبحاث العملية، ومنع هارفارد مثلا من الحصول على أي عقود حكومية، وهو ما اعتبره البعض نوعا من الانتقام.

لكن هذه المؤسسات لم تقف صامتة إزاء هذه الإجراءات، وتوجهت إلى القضاء بما في ذلك جامعة هارفارد التي قال رئيسها إنها تبنت قيما لم تكن محل ترحيب من الإدارات الأميركية المتعاقبة.

استغلال معاداة السامية سياسيا

ولم يكتف ترامب بوقف تمويل هذه الجامعات، لكنه كتب العديد من المنشورات وأدلى بتصريحات اتهم فيها هارفارد العريقة بمعاداة السامية، وأنها تستقبل طلابا يعادون الولايات المتحدة أو أنها تمثل فوضى الليبراليين.

ومن بين الإجراءات التي اتخذها الرئيس الأميركي لإخضاع الجامعات، وقف حصول آلاف الطلبة والباحثين والأساتذة الأجانب على تأشيرات الدراسة أو القدوم للولايات المتحدة.

إعلان

هذه الخطوات تعتبر سابقة في التاريخ الأميركي، وتهدد سمعة المؤسسة التعليمية وقدرتها على المنافسة عالميا وهي التي كانت سباقة في العديد من الابتكارات، حتى أصبحت الولايات المتحدة تمتلك 70% من كبريات الجامعات العالمية المرموقة.

ما يسعى إليه ترامب، برأي البعض، سيدمر نموذج هذه الجامعات الناجح حتى الآن، والذي كان وراء العديد من الاكتشافات العلمية والطبية التي تفيد أميركا وتدعم اقتصادها بشكل مباشر، وهو ما دفع منتقدي هذه القرارات للقول إن الرئيس الأميركي يهاجم العلم والمعرفة وحرية الرأي.

لكن الداعمين لترامب يدافعون عن مواقفه التي لا يرونها استهدافا للجامعات بقدر ما هي محاولة لإعادة توزيع النفقات بما يخدم مصالح البلاد، ومن هؤلاء الكاتب الصحفي الجمهوري، تيم كونستنتاين، الذي يقول إن هذه الجامعات غنية جدا ولا يمثل وقف التمويل الحكومي خطرا عليها.

كما أن ترامب لا يعادي الطلاب الأجانب -وفق كونستنتاين- ولكنه يحاول توفير فرص أكبر للطلاب الأميركيين الذين لا يحظون بفرص في جامعات عريقة، لأن ثلث طلابها من الأجانب، أي يتعلمون على حساب دافعي الضرائب الأميركيين.

لذلك، فإن ترامب عندما يقدم على هذه الخطوات فهو يحاول تنفيذ شعار "أميركا أولا"، ولكنه ينظر للمصلحة الأميركية، خصوصا أن جامعة مثل هارفارد لديها ميزانية تقدر بـ35 مليار دولار لكنها تريد المزيد، بينما بعض الأميركيين يخشون العجز عن دفع فواتيرهم الشهرية، كما يقول كونستنتاين.

جانب من احتجاجات الطلاب الأميركيين المناهضة للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (رويترز) سعي لتدمير التعليم

في المقابل، أبدى أستاذ القانون بجامعة كولورادو الدكتور وديع سعيد ذهوله مما اعتبره تبريرا من كونستنتاين لسلوك ترامب، إذ يرى أن ترامب يستهدف التعليم العالمي عموما، ويسعى لعدم تعليم الطلاب بعض الأمور كما فعله الأميركيون في السكان الأصليين للبلاد، أو انتهاك للأقليات على سبيل المثال.

إعلان

وعلى هذا الأساس، فإن المسألة لا تتعلق بجامعة معينة، ولكنها جزء من هجوم على التعليم العالي عموما في الولايات المتحدة، وفق سعيد الذي يعتقد أن الإدارة الأميركية تستهدف السيطرة على التعليم عموما، وأن سقوط هارفارد في هذه المعركة يعني أن أميركا ستتعلم ما يريده ترامب فقط.

ولم ينكر سعيد وجود مشاكل في الجامعات الأميركية وتمويلها ومانحيها، لكنه قال إن هذه المشكلات لا يمكن حلها بهذه الطريقة التي يتبناها ترامب.

محاولة لتكريس الاستبداد

بيد أن مديرة السياسات والشؤون الحكومية في منظمة "جي ستريت"، ديبرا شوشان، لها موقف أكثر حدة من سلوك الرئيس الأميركي، إذ قالت إن ما يقوم به "هو هجوم مستبد على موارد مستقلة للفكر والمنح والمعلومات".

وترى شوشان -وهي يهودية وخريجة هارفارد- أن هجوم هذه الإدارة على التعليم العالي "لا بد أن يؤخذ في سياق أوسع، لأنه متزامن مع هجوم على الإعلام والمؤسسات القضائية والحكومات الفدرالية"، متهمة ترامب بالسعي "لتجميع السطلة في يده على حساب كل المؤسسات بما فيها الكونغرس".

وحتى حديث ترامب عن معاداة هارفارد للسامية، ردت عليه شوشان بقولها إن أحدث الإحصاءات تشير إلى أن 26% من اليهود الأميركيين فقط يؤيدون ترامب حاليا بينما 72% يرونه خطرا، وحوالي 69% يرونه عنصريا ومعاديا للسامية.

أما الناشط السياسي الأميركي الفلسطيني خالد الترعاني، فرد على حديث كونستنتاين، بأن التعليم العالي كله وحرية الرأي والحرية الأكاديمية والديمقراطية بل أميركا كلها في خطر، وليست هارفارد وحدها.

وفيما يتعلق بالحديث عن سعي ترامب لإعادة الاستفادة من أموال دافعي الضرائب لتوفير فرص أكبر لتعليم الأميركيين، قال الترعاني إن 3 مليارات دولار تحصل عليها هارفارد أو غيرها من الجامعات لا تعادل أكثر من 50 مليار دولار منحتها واشنطن لدولة الاحتلال حتى تقتل بها الفلسطينيين وتحرقهم في خيامهم.

إعلان

ليس هذا وحسب، فقد أشار الترعاني إلى أن التعليم في إسرائيل "يكاد يكون مجانيا تماما بفضل الدعم الأميركي الذي كان أولى بترامب أن يوجهه للمواطنين الأميركيين، كما كان أولى بكونستنتاين أن يطالب بتوجيه هذه المليارات التي ذهبت لتسليح إسرائيل إلى تعليم الأميركيين".

كما أن الطلاب الأجانب لا يتعلمون على حساب المواطن الأميركي كما يحاول ترامب وداعموه القول، ولكنهم يدفعون أموالا طائلة للجامعات التي تضع برامج لجذبهم كنوع من الاستثمار، كما يقول الترعاني.

وهؤلاء الطلاب الأجانب "ليسوا معادين للسامية ولا لليهود ولكنهم يرفضون إبادة الفلسطينيين وحرق النساء والأطفال في الخيام برعاية أميركية"، حسب الترعاني، الذي قال إن كثيرين من الطلاب المناهضين للحرب على غزة كانوا من اليهود.

29/5/2025

مقالات مشابهة

  • «الوطني الفلسطيني» يثمن موقف مصر في التصدي لمخطط التهجير
  • بنعبد الله يحضى باستقبال حار في كوبا ويناقش تطورات القضية الفلسطينية والحصار الأمريكي على هافانا
  • وزير الأشغال العامة الفلسطيني: نشكر مصر على دعمها للقضية الفلسطينية ودورها في منع التهجير
  • وقفة نسائية في الحديدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني
  • خبراء أميركيون: ترامب يحاول تدمير التعليم وجمع كل السلطات في يده
  • السيد القائد الحوثي: استهداف العدو لأطفال الطبيبة الفلسطينية التسعة هي واحدة من المآسي المتكررة التي يعيشها الفلسطينيين
  • منظمة التحرير الفلسطينية:الدعم المصري والأردني أجهض مخططات التهجير
  • الأحرار الفلسطينية: العدو الصهيوني دمر أكثر من 80 % من قطاع غزة في 600 يوم
  • خطة النواب تنتقد تمثيل التعليم خلال مناقشة الموازنة: غير مقبول
  • رئيس الجمهورية العربية السورية السيد أحمد الشرع يستقبل المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا السيد توماس باراك في قصر الشعب بالعاصمة دمشق