كرست دولة الإمارات مكانتها الرائدة عالمياً في الاستثمارات الحكومية والخاصة في التحول الرقمي وتبّني التطبيقات الذكية في مختلف القطاعات الاقتصادية والمجتمعية وتفاصيل الحياة اليومية، حتى أصبحت وجهة دولية للعيش والعمل، ومقصداً لكل الباحثين عن بيئة متكاملة متطورة وذكية تتبنى كل جديد يسهل حياة الناس، ويسرع تقديم الخدمات ويختصر العمليات والإجراءات ويوفر في الوقت والجهد ويوظف التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي في تحسين جودة حياة الناس وتوفير تجربة ذكية متكاملة لهم على أرض الإمارات.

وأشار مدير إدارة التحول الرقمي بمجمع الشارقة للبحوث والتكنلوجيا والابتكار المهندس علي بوزنجال، عبر 24، إلى أن "الإمارات تعتبر واحدة من أبرز الدول التي حققت تقدماً ملموساً في مجال التنمية التكنولوجية على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتحظى الإمارات بسجل حافل من الإنجازات التكنولوجية التي تمثل نموذجاً يحتذى به للدول الأخرى".

تبادل الخبرات

وقال بوزنجال، إن "النجاحات و الطفرة الاقتصادية فى مجال التكنولوجيا التي حققتها الإمارات تأتي نتيجة للرؤية الحكيمة لقيادتها والتي ركزت على تحويل الاقتصاد الوطني نحو الاعتماد على الابتكار وتطبيق أحدث التقنيات، كما وفرت القيادة الحكيمة للدولة البيئة المشجعة لريادة العمال فى مجالات التكنولوجية والابتكار، وتعمل الإمارات بشكل دائم على بناء جيل متميز تقنياً من خلال تعزيز التعليم العلمي والتقني عبر تطوير العديد من البرامج التعليمية والمؤسسات التعليمية والبحثية المتقدمة لدعم الشباب وتمكينهم في مجالات التكنولوجيا والهندسة".
وأضاف "تسعى الإمارات من خلال القنوات الرسمية على التواجد الدائم فى المحافل الدولة لأبراز أحدث الممارسات والبرامج التى تم تطويرها في مجال التكنولوجيا، ونجحت الإمارات في استقطاب العديد من الباحثين والشركات الناشئة والمؤسسات الدولية لتعزيز تبادل الخبرات والمعرفة التكنولوجية، إضافة إلى استضافة الدولة للعديد من المعارض والندوات التي تسلط الضوء على أهمية نقل المعرفة والابتكار فى مجالات الثورة الصناعية الرابعة".

ونوه بوزنجال إلى أن "الإمارات سبّاقة على مستوى المنطقة في تطوير خطوات التحوّل الرقمي، إذ أعلن نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، منذ أكثر من عقدين وتحديداً عام 2000 عن برنامج "الحكومة الإلكترونية" الذي شكّل الحجر الأساس لكل مبادرات التحول الرقمي اللاحقة على مستوى الدولة"، مؤكداً أن الهدف هو ترسيخ ريادة الإمارات على صعيد التطور الإلكتروني.

نقلة نوعية

ومن جهته، قال مدير عام شركة "أتش بي إيه" في الإمارات وأفريقيا أحمد الخلافي: "الإمارات وضعت نفسها في طليعة الدول الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، هذا الإنجاز لم يأت من فراغ، فالإمارات استثمرت في الذكاء الصناعي وتكنولوجيا المعلومات، ما ساعدها على تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال، وأطلقت الحكومة العديد من المبادرات الوطنية، منها "الإمارات تبرمج"، وتسعى بجدية لتحويل المدن إلى مدن ذكية تستجيب لاحتياجات سكانها بكفاءة".

وتابع الخلافي أن "الإمارات باتت على مدار السنوات الأخيرة وجهةً مفضلة لكبرى الشركات التكنولوجية العالمية، وهذا بفضل بيئتها المفتوحة والمشجعة على الابتكار، والقوانين المحفزة للاستثمار، كما أولت الإمارات اهتماماً خاصاً بالتعليم والبحث، إذ دشنت مؤسسات تعليمية متميزة تُقدم برامج متقدمة في مجالات التكنولوجيا والهندسة، ما يعكس التزامها بتزويد السوق بكوادر مؤهلة"، مشيراً إلى أن "الإمارات برؤيتها الواضحة والمدروسة، أحدثت طفرة في الابتكار التكنولوجي، مما جعلها أحد الأمثلة المشرفة على الساحتين الإقليمية والدولية".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الإمارات فی مجال

إقرأ أيضاً:

الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار

يمر الاقتصاد العُماني بمرحلة مهمة من التحولات النوعية، تشهد خلالها سلطنة عمان تطورا ملحوظا في مختلف القطاعات الإنتاجية والخدمية، ضمن رؤية طموحة ترتكز على التنويع والابتكار.

ويمكن أن نلمس أثر هذا التحول بجلاء في أداء القطاعات غير النفطية، التي تضطلع بدور متنامٍ في قيادة النمو، وتأكيد قدرة الاقتصاد الوطني على الاستمرار في التوسع، متجاوزا إلى حد كبير تداعيات تقلبات أسعار النفط.

وقد أسهم في تعزيز هذا النجاح السياسات الاقتصادية التي اعتمدت على تخطيط استراتيجي طويل المدى، وتفعيل البرامج التنفيذية للخطة الخمسية الحالية، بما يضمن استدامة النمو ويعزز صلابة الاقتصاد في مواجهة التحديات.وفي دلالة بارزة على الفاعلية المتزايدة للأنشطة الاقتصادية خارج إطار النفط، سجل معدل نمو الاقتصاد غير النفطي خلال العام الماضي 3.9%.. هذا النمو المتسارع هو نتاج لكثير من المحفزات، من بينها توسيع الشراكات الاقتصادية، والاتفاقيات الاستثمارية، إضافة إلى الحراك النشط لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث بلغ حجم هذه الاستثمارات ـ وفق مؤشر الربع الأول من هذا العام 30.6 مليار ريال عُماني، مما يعكس الثقة المتزايدة التي تحظى بها سلطنة عمان كوجهة عالمية جاذبة لرؤوس الأموال.ولا شك أن الاتفاقيات الاستراتيجية، التي أبرمتها سلطنة عمان مع عدد من الاقتصادات الكبرى، فتحت آفاقا جديدة للتعاون والشراكات في مجالات واعدة مثل الهيدروجين الأخضر، كمحور مهم في مسار التحول الصناعي، إلى جانب تأسيس صناديق استثمارية مشتركة تعزز من تمويل مشروعات التنمية المستدامة، وفتح أسواق جديدة لتمكين القطاع الخاص.

ومما يستوجب الإشارة هنا، الدور الكبير لجهاز الاستثمار العُماني في استقطاب استثمارات مباشرة تجاوزت 3.3 مليار ريال عُماني، كما نجحت منصة «استثمر في عُمان» في توطين أكثر من أربعين مشروعا بقيمة تفوق ملياري ريال، في قطاعات حيوية تشمل السياحة، والصناعة، والتعدين، والطاقة المتجددة، والصحة، والأمن الغذائي، وجميعها تشكل روافد حقيقية للنمو، وتوفر فرصا واسعة للتوظيف وتنمية المهارات، إلى جانب إسهامها في إثراء المحتوى المحلي وتنشيط قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، وتمكين الشباب العماني في مجالات الابتكار والتقنيات الحديثة، خصوصا في الصناعات المستقبلية.

وعلى هذا المسار تواصل الحكومة دورها المحوري، من خلال تحديث السياسات التنظيمية، وتوفير بيئة محفزة للاستثمار، بما يضمن تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي وتنمية الجوانب الاجتماعية وفق منهجية تراعي الاستدامة، وتزيد من قدرة مشاركة الأفراد في النشاط الاقتصادي، انطلاقا من قناعة راسخة بأن الإنسان العماني هو محور التنمية وغايتها.

وعلى هذا يمكننا القول إن ما تحقق حتى الآن من خطوات في الإصلاح الاقتصادي، وما يتم الإعداد له من خطط وبرامج، يؤكد أن سلطنة عمان تمضي نحو بناء اقتصاد تنافسي ومبتكر، يقوم على التنويع والمعرفة، ويستند إلى بنية قوية من الثقة والتكامل بين الحكومة والقطاع الخاص والمجتمع، ما يمهد لمرحلة جديدة من النمو المتوازن والمستدام.

مقالات مشابهة

  • المركزي: «الدرهم الرقمي» يتمتع بأعلى درجان الأمان والموثوقية
  • شركة «متر» السعودية.. رائدة الخدمات الرقمية للهندسة والمساحة تقتحم الأسواق العالمية
  • مسؤول إماراتي: تعزيز التعاون مع شركات التكنولوجيا العالمية خطوة نحو التكامل الرقمي
  • تعاون مصري سعودي لتطوير معامل الاختبارات الكهربائية بـ معايير عالمية
  • رئيس جهاز المباحث الجنائية يستقبل مسؤولة بريطانية لبحث تعزيز التعاون الأمني
  • طيران الإمارات وIHG يستكشفان فرص التعاون لتلبية احتياجات سفر الشركات الصغيرة والمتوسطة عالمياً
  • لطفي بوجمعة : ” الحركية الكبيرة التي يعرفها القطاع نرى نتائجها مع تحقيق الإقلاع الرقمي وانفاذ الإدارة القضائية الإلكترونية”
  • من الكوميديا إلى الدراما.. أشهر 10 أدوار في مسيرة لطفي لبيب
  • الاقتصاد العماني وسياسات التنويع والابتكار
  • تكوين الشباب الجزائري في مجالات الاقتصاد الرقمي..انطلاق قافلة تحت شعار “Caravan to Digital”