الثورة نت|

شارك رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، اليوم، في المؤتمر الدولي للتضامن مع القضية الفلسطينية ومناهضة جرائم الكيان الصهيوني، الذي نظمته وزارة حقوق الإنسان بالتنسيق مع الحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني.

والقى رئيس الحكومة كلمة في مفتتح أعمال المؤتمر عبّر في مستهلها عن الشكر لوزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال علي الديلمي و مساعديه و العاملين في الوزارة على تنظيم وترتيب هذه الفعالية التضامنية مع أهلنا في غزة وشعبنا في فلسطين المحتلة بشكل عام.

وتوجه بالتحية لحركة (حماس) الجبهة المقاومة التي أكرمت الأمة من المحيط إلى الخليج بنضالها وجهدها المقاوم و صنعت نصرا سيسجل في سجل الانتصارات الخالدة للأمة.

وأشار إلى أن قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قد وجه الحكومة بالعمل سويًا مع مختلف الجهات الرسمية و الشعبية لكي تبقى القضية مشتعلة وكذا تقديم ما يمكن تقديمه من دعم لشعبنا الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة.

وعبّر عن الشكر لكل المتضامنين في العالم العربي والإسلامي وحول العالم مع غزة وأهلها الذين يتعرضون لكل هذا الويل والدمار وحرب إبادة شاملة من قبل العدو الصهيوني ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الاطلسي وتحديدا بريطانيا وفرنسا والمانيا.

وبين أن كل هذه الدول تعمل معا من أجل قتل أكبر عدد من مواطني القطاع المحاصر ، وبالذات الأطفال الذين استشهد منهم حتى اليوم أكثر من ثلاثة آلاف طفل و طفلة، و الف آخرين ما زالوا تحت ركام الأنقاض، لافتا إلى أن قتل الاطفال و النساء و تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها هي انجازات الصهاينة المحققة منذ 7 اكتوبر الجاري.

و مضى الدكتور بن حبتور قائلا ” لم يستطيعوا أن يواجهوا المقاومين الشجعان الأبطال فعمدوا إلى قتل المدنيين وتدمير منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وهي الأماكن المحرم استهدافها بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقية جنيف” .

وأضاف ” ألف و مائتين مجاهد أحيوا قضية أكثر من اربعمائة مليون عربي، وأيقظوا الأمة من شرفها وحتى غربها من خلال ذلك الانتصار الساحق” .

و تابع ” محور المقاومة وحده الذي يحق له أن يتحدث باستمرار، و يرفع صوته مناصرة للقضية الفلسطينية لأنه دعم ويدعم اليوم حركة المقاومة بالقول و الفعل، فيما الانظمة العربية أما خائفة أو في سبات عميق أو قد باعت القضية برمتها بالتحاقها بقطار التطبيع الصهيوني” .

وعبّر عن الثقة باستمرار المقاومة وهذا الجهاد وبأن هذا الكيان الصهيوني لن يبقى إلا بضع سنوات وفقا للإرهاصات الحالية وكل المعادلات.

وتطرق الدكتور بن حبتور إلى الفعاليات ومسيرات الغضب التي تشهدها معظم الدول العربية ضد الصهاينة و تأييدا للمقاومة .. موضحًا أنها تؤكد أن أمتنا أمة حية، ولا يمكن أن تموت، وأن المشكلة هي في الانظمة العميلة التي جاءت بها الولايات المتحدة الامريكية ونظام حلف شمال الأطلسي.

وفي المؤتمر،الذي حضره أمين سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري، عبّر نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، عن الشكر والتقدير للقائمين على المؤتمر التضامني مع الشعب الفلسطيني، باعتبار ذلك واجباً لنصرة فلسطين والأقصى الشريف.

وأشار إلى ضرورة تسمية الأموربمسمياتها وفق المصطلحات المتعارف عليها “الكيان الصهيوني المؤقت”، وليس “إسرائيل” .. مبيناً أن العدوان الصهيوني الأمريكي على فلسطين، هو حرب بين الإسلام والكفر.

وقال “لو عرف العدو الصهيوني والأمريكي والغربي أن الأمة العربية والإسلامية بمستوى التعاون قولاً وعملاً لما تدخل في الشؤون الداخلية لها، ولما شن الحرب على الأقطار العربية في العراق وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين”.

وذكر رسام، أن الشعب اليمني معروف عبر التاريخ بإنقاذ ونصرة المظلومين وتلبية داعي النجدة للمستضعفين لما يمتلكه من قيم ومبادئ وأعراف وعادات وتقاليد، مؤكداً أن القبائل اليمنية، على استعداد وجهوزية لنصرة القضية والشعب الفلسطيني ودعم المقاومة لدحر الاحتلال الصهيوني من الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا.

وفي المؤتمر، الذي حضره عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال، أشار وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال علي الديلمي، إلى أن المؤتمر يأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومظلوميته وأرضه المحتلة منذ 75 عاماً.

وأوضح أن الفلسطينيين يتعرضون لجرائم ومجازر وحرب إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، لافتاً إلى الانحياز الغربي وغياب المثل وعدم احترام الحقوق وتناقض المواقف وتغيير الحقائق وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.

وأفاد الديلمي بأن اليمن منذ تسع سنوات عاش مرارة الواقع الدولي والأممي وغياب الإنسانية والعدالة والإنصاف، معبراً عن الشكر للحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني وأعضائها والشخصيات العالمية الحرة المشاركة في المؤتمر بناءً على مواقفها الشجاعة والمنحازة للحق الفلسطيني.

وقال “نذكر بأن اليمنيين كانوا سباقين في الخروج في اليوم نفسه الذي بدأت فيه الحرب وتواصل خروجهم وحشودهم في مختلف الساحات، ونؤكد أننا كشعب يمني وحكومة نمضي في سياق الموجهات العليا التي رسمها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ولن نترك فلسطين وحدها وراسخون في مناصرتنا للقضية الفلسطينية ومظلوميته العادلة”.

وأضاف “مواقفنا صلبة ونابعة من صلابة مواقف القيادة الثورية حول مركزية القضية الفلسطينية، ونحن وهذه النخب الحاضرة نمارس الاصطفاف والتضامن مع فلسطين شعباً وأرضاً ومقاومة وقضية من منطلق حقوقي وإنساني، والتأكيد على التخلص من النظام الإمبريالي المستعمر والصهيونية العنصرية والتآمر بحق الشعوب وفي المقدمة فلسطين”.

وتطرق الديلمي إلى ما يشهده قطاع غزة الصامد منذ سنوات، سيما خلال العامين الأخيرين من اعتداءات وحشية وإجرام صهيوني نتج عنه خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، معتبراً عملية “طوفان الأقصى”، استمراراً لخيار الكفاح من أجل الحرية والاستقلال بما تحمله من تسمية لها دلالات رمزية في الأمة كرد على وحشية الكيان الغاصب.

وذكر أن حكام الغرب لا يرون وحشية الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء فلسطين، وقصف وتدمير الأعيان المدنية من المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدنية، لافتاً إلى الحديث عن القانون الدولي والإنساني، الذي يتشدّق به الغرب وأمريكا، وهم من اخترق القانون ولم يعملوا به فيما يتصل بالقضية الفلسطينية.

وتابع “كلام قادة الغرب، خاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا يختلف مع الاتفاقيات، بما فيها اتفاقيات جنيف الأربع وهم بذلك تجاوزوا المواثيق والمعاهدات الدولية”، مبيناً أن ما يسمى بحل الدولتين لا يمكن القبول به باعتبار الأرض مسلوبة وهي لأهلها الحقيقيين والكيان طارئ ومؤقت وإلى زوال.

وبين أن جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين وغزة خاصة، كشفت للعالم ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الجرائم ووقوفها مع الأقوى بعيداً عن أي اعتبارات إنسانية للشعوب المضطهدة، في حين أن هجمات العدو الصهيوني الجوية والمدفعية الدموية على غزة جعلت هذه المدينة المكتظة بالسكان حفرة جحيم ينتشر فيها الموت والدمار من كل جانب.

وأشار إلى أن ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الجرائم، أصبحت مشكلة، خاصة وأن القائمين على الآليات الدولية والقانون الدولي الإنساني هم من أعضاء مجلس الأمن الذين يمثلون الدول الكبرى “أمريكا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وغيرها”.

وجدد وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال، التأكيد على أن من يسعى لاستمرار الحرب ويمنع أي مبادرات سواء في مجلس الأمن أو أي آلية أو تحرك دولي، هو شريك أساسي في قتل الأطفال والنساء والمدنيين.

وشدد على ” أنه طالما ظل الكيان الصهيوني محصناً ضد المسائلة والعقاب لن يسفر ذلك إلا عن استمرار الجرائم والانتهاكات المتصاعدة والمزيد من القمع وإراقة الدماء”، مؤكداً أن الحقوق والجرائم لن تسقط بالتقادم وستتم ملاحقة قادة العدو والمخططين والمنفذين و الضالعين في جرائم الإبادة البشرية في المحاكم الجنائية الدولية لينالوا العقاب العادل.

وطالب الديلمي، المحكمة الجنائية الدولية صاحبة الولاية والاختصاص في الأرض الفلسطينية المحتلة بملاحقة مرتكبي مجازر وجرائم الإبادة حسب المادة الخامسة من نظام روما الأساسي المعتمد 1998م، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة الفلسطينية والمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية للدول الداعمة للصهاينة وعلى رأسها أمريكا.

في حين شدد ممثل حركة حماس في اليمن، معاذ أبو شمالة، على أن فلسطين المقاومة ستستمر حتى إنجاز التحرير الكامل وتحقيق العودة وبناء الدولة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح “أنه لتحقيق هذا الهدف انطلقت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الحالي حيث مثلت ضربة نوعية وتاريخية للكيان الصهيوني منذ 75 عاماً، حيث استطاعت هذه العملية إسقاط نظرية الردع الصهيونية المبنية على التفوق العسكري وأوقعت في جيش العدو الصهيوني الخسائر الكبيرة في يوم واحد”.

وبين أبو شمالة أن عملية طوفان الأقصى انطلقت في ظل مشروع أمريكي صهيوني مشترك يهدف إلى عزل الملف الفلسطيني واختزاله وفق الرؤية الصهيونية، في تحسين الواقع المعيشي للفلسطينيين فقط ثم التوجه إلى المحيط العربي ليكون الكيان الصهيوني كياناً أساسياً في المنطقة بل هو شرطيها، حتى تدخل الأمة العربية في تحالفات وشراكات متعددة في صورة تطبيع مع العدو.

وأكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه ورفضه مشاريع إخراجه منها رغم كل الآلام، وبخيار المقاومة ودعمها باعتبارها الأداة الفاعلة لانتزاع حقوقه ودحر الاحتلال بعد فشل مسار التسوية.

وطالب ممثل حركة حماس بفتح معبر رفح كونه المعبر الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والسماح بخروج الجرحى للعلاج في الخارج، بعد الزيادة الكبيرة عن قدرة القطاع الطبي على استيعابها.

وثمن موقف الشعب اليمني وتضامنه مع المقاومة والشعب الفلسطيني وقضيته.

من جهته أوضح رئيس الحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني المستشار فارس يغمور، أن الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً تحت نير الاحتلال ويتعرض لأبشع الجرائم والاحتلال والتهجير القسري لأبناء فلسطين.

 

وقال “لم نسمع إلا التنديد والاستنكار والاستهجان لجرائم الكيان الصهيوني ومجازره التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني على مدى سبعة عقود”.

واعتبر يغمور عملية “طوفان الأقصى” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، ضد كيان العدو الصهيوني أعادت الاعتبار للأمة وقضيتها المركزية وأحيت روح العزة والكرامة في نفوس شعوب وأحرار العالم.

وأشاد بما سطره رجال المقاومة الفلسطينية من ملاحم بطولية في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، داعياً إلى تلاحم عربي وإسلامي لنصرة القضية والشعب الفلسطيني وإنقاذ الأطفال والنساء والمدنيين الذين يتعرضون لمجازر يندى لها جبين الإنسانية.

وتحدث في المؤتمر الذي أداره مدير عام التخطيط بوزارة حقوق الإنسان الدكتور عارف العامري، 36 ممثلاً عن المنظمات والاتحادات والمراكز والجمعيات الحقوقية والإنسانية والشعراء والناشطين والكتاب والإعلاميين، من كل من اليمن، لبنان، العراق، سوريا، مصر، فلسطين، الصومال، المغرب، ليبيا، الجزائر، إنجلترا، السودان، موريتانيا، بنغلاديش، الهند، السويد، ألمانيا.

وعبر المتحدثون عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، مطالبين بإيقاف جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة، وفرضه الحصار وقطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود في جريمة ضد الإنسانية.

ونددوا بالدعم الغربي والأمريكي للكيان الصهيوني وبالصمت الدولي تجاه تلك المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وسياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها سكان غزة، مستهجنين مواقف الدول العربية والإسلامية المتخاذلة والمتواطئة مع الكيان الغاصب.

واستنكر المتحدثون سياسة الكيل بالمكيالين التي تنتهجها الحكومات الغربية مع الفلسطينيين، مؤكدين حق الشعب الفلسطيني في الدفاع أرضه وحقه في العيش بسلام عليها.

وشددوا على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من ديارهم، وطالبوا بفتح معبر رفح البري أمام المساعدات الإغاثية الإنسانية لسكان غزة، ونقل الجرحى إلى البلدان المجاورة لتلقي العلاج.

وحثوا على حماية المستشفيات والأعيان المدنية التي تؤدي دوراً إنسانياً، في إنقاذ أرواح الجرحى والمرضى وحماية المساجد والكنائس احتراماً للشرائع السماوية والقوانين الدولية، داعين إلى تكامل الأدوار وتعزيز التلاحم والاصطفاف لمناصرة الشعب الفلسطيني ودعم خيار المقاومة لردع الكيان الصهيوني الغاصب.

عقب ذلك وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال والمشاركون في المؤتمر على وثيقة المناصرة ومناهضة جرائم الكيان الصهيوني تحت شعار “لستم وحدكم”.

تخللت المؤتمر قصيدة شعرية ألقتها عُلا الجبل بعنوان “الوعد الأخير”.

 

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: طوفان الاقصى لمناصرة الشعب الفلسطینی حکومة تصریف الأعمال القضیة الفلسطینیة الکیان الصهیونی العدو الصهیونی طوفان الأقصى حقوق الإنسان فی المؤتمر بن حبتور عن الشکر إلى أن

إقرأ أيضاً:

بدء فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة

العُمانية: بدأت اليوم فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية بعنوان «الترجمة المستدامة في عصر استخلاص المعرفة وتوليدها وإعادة إنتاجها»، تحت رعاية معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور صاحب السمو السيد الدكتور فهد بن الجلندى آل سعيد، رئيس جامعة السُّلطان قابوس.

يتضمن المؤتمر الذي تستضيفه جامعة السُّلطان قابوس تحت رعاية كل من وزارة الإعلام ووزارة الثقافة والرياضة والشباب ،على مدار 4 أيام، عددًا من حلقات العمل المصاحبة والجلسات منها: جلسة تكنولوجيا الترجمة ويديرها يعقوب المفرجي، وجلسة دور مؤسسات الترجمة في تعزيز استدامة الهُوية والتراث والثقافة وتديرها منال الندابية، وجلسة دور الترجمة في استدامة الهُوية والتّراث والثّقافة وتديرها ملاك البحري، وجلسة دور الترجمة في تعزيز التواصل الحضاري وتديرها رحمة الحبسية، إلى جانب حلقة عمل إنشاء البيانات الافتراضية بتقنية الواقع الافتراضي ويقدمها بدر الريسي.

ويُعد المؤتمر الذي تشارك فيه نخبة من العلماء والباحثين والخبراء وأعضاء هيئة التدريس والطلبة من 61 دولة، من أبرز المنصات الأكاديمية العالمية المتخصصة في مجال الترجمة والدراسات الثقافية على مستوى العالم، ليشكل بذلك منبرًا علميًّا رفيعًا للحوار وتبادل الخبرات، واستكشاف أحدث الاتجاهات والنظريات والممارسات في هذا الحقل المعرفي الحيوي وتطبيقاته في مختلف مجالات الحياة مثل حفظ التراث وصونه وتحقيق السلام وتعزيز التفاهم الدولي ونقل المعرفة في مجال الطبّ والصحة العامة وترسيخ قيم العدالة في القضاء القانوني والقضائي وتطبيقاته في مجال السياحة والإعلام ومجال العلاقات الدولية وتعزيز مفهوم القوة الناعمة في العلاقات بين الدول.

ويأتي اختيار سلطنة عُمان لاستضافة النسخة الثامنة من المؤتمر تقديرًا لدورها العالمي في دعم قيم السلام والحوار والتفاهم بين الثقافات في ظل التحولات الدولية الراهنة، وباعتباره فرصة لتعزيز القوة الناعمة لعُمان من خلال حضور علمي وثقافي دولي واسع في مجالي دراسات الترجمة والتواصل الثقافي. وتسهم محاور المؤتمر في دعم إحدى ركائز رؤية عُمان 2040 المتعلقة بالمواطنة والهُوية والتراث والثقافة الوطنية، عبر ترسيخ دور الترجمة بوصفها أداة أساسية لاستدامة الهُوية والحوار والتبادل المعرفي، وبما يعزز بناء مجتمع معرفي قادر على نقد المعرفة وتوظيفها وإنتاجها.

ويتضمن المؤتمر معرضًا تشارك فيه مؤسسات حكومية وخاصة من سلطنة عُمان وخارجها لعرض مبادراتها وخبراتها في مجالات الترجمة والثقافة.

وقال الدكتور عبد الجبار الشرفي، الأستاذ المشارك بقسم اللغة الإنجليزية والترجمة ورئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر في كلمة الافتتاح: إن المؤتمر استقبل 336 ملخصا بحثيًّا من مختلف أنحاء العالم، خضعَت جميعها لعملية تحكيم دقيقة وصارمة أشرف عليها 80 عالمًا وباحثًا من المتخصصين الدوليين. وقد تم اعتماد 236 ملخصا تشكل المادة العلمية لهذا المؤتمر.

وأضاف الدكتور الشرفي أن المؤتمر يتضمن 49 جلسة علمية وتعرض في كل جلسة خمس أوراق، تلتقي جميعها عند محور أساسي واحد هو: الاستدامة في الترجمة والدراسات الثقافية وهو موضوع يكتسب أهمية مضاعفة في ظل التحولات المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم بما تشكله تقنية الذكاء الاصطناعي والتقدم الهائل الحاصل في برامج الترجمة الآلية من فرص وتحديات تؤثر تأثيرا مباشرا على الترجمة علمًا وبحثًا وتعليمًا وممارسةً وصناعةً.

وأشار الأستاذ الدكتور عبد الجبار الشرفي إلى المعرض المصاحب للمؤتمر الذي تشارك فيه إحدى وعشرين مؤسسة تمثل القطاع الحكومي والقطاع الخاص يجمعها كلها اهتمامها بالترجمة ثقافةً وممارسةً وصناعةً. كما أشار إلى عقد خمس ندوات خلال أيام تفتح نقاشات معمقة حول الترجمة والتقنيات، والترجمة والصناعة، والترجمة والهوية، ودور مؤسسات الترجمة في استدامة الثقافة والتراث.

وقالت الأستاذة الدكتورة سو آن هاردنج، رئيسة الجمعية الدولية لدراسات الترجمة والدراسات الثقافية، في كلمتها إن المؤتمرات السابقة للجمعية، انطلقت من سول قبل أربعة وعشرين عامًا، وتوالت استضافاتها في كيب تاون وملبورن وبلفاست وبيلو هوريزونتي وهونغ كونغ وبرشلونة، مؤكدة على أن عقد هذه النسخة في جامعة السُّلطان قابوس بمسقط يُعد أول مؤتمر للجمعية يُقام في الوطن العربي وعلى أرض شبه الجزيرة العربية.

وأوضحت أن جامعة السُّلطان قابوس تقدم ومن خلال هذا المؤتمر رؤية جديدة لدعم العلوم الإنسانية وتعزيز ثقافة المؤتمرات في سلطنة عُمان، تعتمد على توسيع مفهوم التفاعل بين التخصصات الإنسانية من جهة، وبين مؤسسات الدولة والمجتمع والقطاع الخاص والشباب من جهة أخرى، بما يتجاوز الإطار الأكاديمي ليشمل مجالات التعاون المجتمعي الأوسع.

وتهدف الجامعة إلى إعادة تعريف دور مؤتمرات العلوم الإنسانية بوصفها منصات فاعلة في بناء المجتمعات المعرفية واستدامتها، ودعم الاقتصاد الإبداعي، وبناء شراكات استراتيجية بين الجامعة والمؤسسات ذات الصلة، إلى جانب توفير تجربة تعليمية محفزة لطلبة الجامعة والمؤسسات الأكاديمية من خلال التفاعل المباشر مع الجلسات العلمية والمبادرات الشبابية والمشروعات الوطنية. وتسعى الجامعة إلى تأسيس منظومة متكاملة مع كلية الآداب والعلوم الاجتماعية لتعزيز حضور العلوم الإنسانية ورفع الوعي بأهميتها وتوجيه الاستثمار نحوها بما يخدم الأهداف الاستراتيجية المشتركة.

مقالات مشابهة

  • “لجان المقاومة في فلسطين”: الجبهة الشعبية شكّلت علامة مضيئة في مسيرة الكفاح الوطني الفلسطيني
  • الخارجية الفلسطينية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • مشعل: القضية الفلسطينية استعادت حضورها الدولي والطوفان كشف الوجه الحقيقي لـ"إسرائيل"
  • الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني: تصعيد نتنياهو في غزة لتأمين البقاء في الحكم
  • بدء فعاليات المؤتمر الدولي الثامن للجمعية الدولية لدراسات الترجمة
  • بن حبتور يلتقي نائب رئيس المؤتمر الشعبي الدكتور قاسم لبوزة
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • العراق يشارك في المؤتمر الدولي الثاني للتحالف العالمي لمكافحة تهريب المهاجرين
  • اللواء اسامة صالح يشارك فى فعاليات المؤتمر الدولي للاستثمار بالموانى الخضراء
  • الإعلامي الحكومي بغزة يستنكر حملة التحريض الصهيونية ضد المنتخب الوطني الفلسطيني